إشراقة في قيثارتي
1_
طُفْتُ الْوُجودَ عَازِفًا ..
لَحْنَ الْخُلُودِ ..
مُلْتَهِبَ الْجَبِينِ ..
ثَائِرًا عَلى صَمْتِ السِّنِين ..
وَ كُلِّ أَلْحانِي الْعِذَابْ ..
وَ كَانَ قَلْبِي مُنْهَكًا..
مِنْ رِحْلَةِ الْعُمْرِ الْحَزِين..
فِي جُعْبَتِي خُفَّا حُنَيْن ،
وَ كَوْمَةً مِنَ التُّرَاب .
2_
سَمِعْتُ فِي الدُّجَى وَتَرًا ،
يَحُومُ فِي مَجْرَى النُّجُوم ..
يَخُطُّ بِالسُّيوفِ عَلىَ الرِّمَال ،
ثَمَالَةَ عِشْقٍ فِي الْغُيُومْ ..
فِي جَذْوَةِ الْمُتَعَفِّفِينْ .
3_
وَ جِئْتُ طَافِحًا أَلُمُّ أَسْئِلَتِي ،
لأَنْفُضَ الْغُبارَ عَنْ جَنَبَاتِهَا ..
لأَسْتَريحَ مِنْ عَنَاءِ رَاحِلَتِي..
وَ مِنْ عَنَتِ الطَّرِيقْ،
وَ صَخْرَةِ السِّنِينْ .
4_
مَازَالَ يَغْمُرُني الضَّبَابُ ..
وَ قَلْبِيَّ الْمُلْتاعُ فِي شُبَّاكِهِ ،
لِلْوُجْدِ يَنْحَنِي إِذَا مَسَّتْهُ لاَغِيَّةٌ ،
وَ ارْتَابَ فِي أَحْلاَمِهِ ..
مَا زِلْتُ فِي كَمَدِي ،
حُطَامًا يَسْتَوِي فِي حُبِّ غَاِنيَّةٍ،
وَ يَرْعَوِي بِلا عِشْقٍ وَ لاَ أَمَلٍ .
5_
أَتَيْتُ فِي زُهْدي إِلَيْكَ مُنْعَرِجًا ..
مِنْ شُرْفَتِي الْمُتَهَالِكَة..
مِنْ بُرْقُعِ الْحُدودِ ..
كَالْحَلاَّجِ فِي مِحْرَابِهِ ،
مُسْتَغْرِقٌ فِي الرُّوحِ ،
أَوْ مُتَعَبِّدٌ..
جِسْمٌ هَزيلْ ..
فَنَجِّنِي يَا سَيِّدِي..
مِنْ صَوْلَةِ الرِّياحِ ،
مِنْ صَادِحاتِ الْهَالِكينْ ..
إِنِّي أَرَى فِي ظِلِّكَ الظَّلِيلْ..
صَفْصَافَةً خَضْرَاءَ لِلْمُتَوَسِّمِينْ،
نُورًا وَ عِشْقًا يَسْتَكِينْ ..
إِنِّي أَرَى الْقَمَرَ الْمُهَشَّمَ الْحَزِينْ ،
فَهَلْ لَدَيَّ فِي مَرَاقِي الْعَابِرِينْ ،
مِنْ مَقَالْ ..؟
أَمْ تُعَاقِرُنِي ..
ثُنَائِيَّةُ الْغِيَّابِ وَ السُّؤَالْ ...؟
6_
نُورُ السَّمَاوَاتِ الْقَدِيرْ..
فَالِقُ الْحَجَرِ الْعَسِيرْ..
أَنْتَ الَّذِي شَكَّلْتَنِي مِنْ نُطْفَةٍ ..
مُطَاوِعًا فِي لَوْحَةِ التَّكْوِينْ...
قَارَبًا بِلاَ سَنَدٍ ..
عَلَى بَحْرٍ عَظِيمْ..
مُتَعَبِّداً مُتَهَجِّداً..
رُوحاً بِلاَ سُمْكٍ مَتِينْ ...
مُتَزَهِّداً فِي صَحْنِ صَوْمَعَتِي ..
بِقَلْبِيَّ الْحَزِينْ ..
أَنْتَ الَّذِي فِي الْكَائِنَاتِ ..
يَمْلِكُ السِّرَّ الدَّفِينْ .
مكناس في 29 / 03 / 2010