[عبد المنعم محمد خير إسبير]

3
في القرآن المجيـــد
ــــــــــــــــــــــــــــ

من سلسبيل(1) فمِ النبيِّ محمّــدٍ
للكائناتِ ، لقد بــــدا القـــــــرآنُ

آياتــــــهُ في صــــــــدرهِ لألاءةٌ
وجَنانــهُ برياضهنّ جِِنــــــــــانُ

لمّا تنزّلَ والبلاغةُ دونــــــــــــهُ
خضعتْ لدى آياتِهِ قحطــــــــانُ

دخلوا بدين الله مذ عرفوا الهدى
وقلوبهـــــمْ من هديـــهِ ايمــــانُ

وعلى التضامن والوفاء تهافتوا
وبـــهِ كأنّ صفوفهمْ بنيـــــــــانُ

وأخوّة الإســــلام في قرآنهــــمْ
والمؤمنون به همُ الإخـــــــوانُ

وبه الملائكةُ الكــرام جحافــــلٌ
خاضت وغزوة (بَدرهِمْ) برهانُ

نُصِروا بهِ؛والنصروعدٌ صادقٌ
وهُمو بميدان الوغى شجعــــانُ

فتحوا بهِ الفتحَ المبين وأيقَظــوا
والدّهرُ في غيّ الشٌّقا وسْنـــانُ

وبنَوْا بهِ مجداً على هامِ السُّهـَى
والمَكرُماتُ لِمجدهمْ أركــــــانُ

فبهِ قلوبهــــــمُ حدائق بهجـــــةٍ
وبكلّ قلبٍ في العِـــدا بركـــانُ

فهنا بهِ جنّاتُ هَـــــدْيٍ تزدهي
وهناك في شطط الهوى بركانُ

ومذِ الكتائب باسمـهِ قد جلجلتْ
فاندكّ كسرى وانطوى الرومانُ

هو حكمة المولى؛لسانُ أولي النّهى
هو في نحـــور الملحدين سِنــــانُ

هو حجـــــةُ الله التي لاتنقضــــي
وهو الدليلُ ونــــــورهُ البرهــــانُ

جحدوهُ وهو يضيء في أفق العلى
إنّ الجــــــحودَ لجهلهم عنــــــوانُ

والمنصفون بمدحه كم صنّفـــوا
وهمُ ( الأجانب) فالنّهى حيرانُ

فالمِسكُ لايدريه مزكــــومٌ كما
شمسُ الضحى لم تدرها عميانُ

أحكامُهُ نشرتْ بمظهر عدلـــــهِ
وقِوامها الميـــــزانُ والتّحنــانُ

ماالله فــــــرّط فيه من شئ فخذْ
ماشئت فهــو وقايــــةٌ وأمــــانُ

لاتشتــــــرِ الدّنيــا بدينـــك إنّما
ربــــــحُ المُذلِّ لدينه خُســـرانُ

يكفيكمُ ماحلّ ؛ فاعتصموا بــهِ
فهوَالعزيزُ ؛ وكلّكمْ إخــــــوانُ


********
(1)الشراب السهل المرور في الحلق لعذوبته /اسم عين في الجنة(عيناً فيها تسمى سلسبيلا(.