التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,620
عدد  مرات الظهور : 162,888,181

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نــور الــشــعـر > بسـتان الشــعر > الشعر العمودي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07 / 02 / 2009, 30 : 03 PM   رقم المشاركة : [1]
خالد حجار
شاعر

 الصورة الرمزية خالد حجار
 





خالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud of

انا وليلى والنسناس / قصص شعرية قصيرة

كلمة
للنكبة صور عدة لا حدود لها، فهناك من رسم النكبة بريشة غربية، فأظهر جانبا إنسانيا، وترك الحق للباطل،
وهناك من رسم المعاناة أخبارا في وسائل الإعلام، وظن أنَّ واجبه انتهى اتجاه النكبة، وهناك من أنشد
النكبة غناء ليطرب بصوته آلاف المستمعين الذين حضروا للطرب والرقص والغناء، لكن النكبة لها لون آخر مهما
حاول العديد طمس صورتها الحقيقية، فهي صورة شعب ارتبط بأرضه منذ بدء الحياة، ثم انتزع عنها كما تنتزع
الروح من الجسد، فتفرقت الزيتونة عن غارسها، وانقطعت علاقة البرتقالة بصاحبها، وندبت حجارة البيوت بناتها،
وكم من عشيق فقد عشيقته في هذه النكبة، بل كم من حسناء بكت فارس أحلامها.
"أنا وليلى والنسناس" مجموعة قصص شعرية تروي قصة عاشق فقد عشيقته ووطنه
بسبب الغرباء، الذين جاءوا إلى أرض السلام، حاملين رسالة الحقد والبغض والتطرف الديني،
فزرعوا بذرة الحرب والقتل والدمار في رحم الأرض الطيبة؛ ليلد كيانهم المسخ المزعوم،
فالصهيونية لم تعرف معنى السلام، وعنصريتها تجعلها لا تفهم إلا لغة القتل والدمار
والتهجير والاضطهاد.
حيفا عروس الجليل الفلسطيني كانت رمزا للحب والتسامح الديني قبل مجيء هؤلاء
الغرباء حاملين عنصريتهم بيد، وأسلحة الدمار والقتل باليد الأخرى، فكان ما كان، وهُجِّر
العاشق عن حيفاه، وأصيبت عشيقته بنار التطرف الديني الصهيوني.
لقد قتل الصهاينة حيفا بتطرفهم وعنصريتهم، فقتلوا السلام على هذه الأرض وصلبوا الحب
والتسامح، وقتل والد ليلى ليلى لنفس الأسباب، فقتل حبا كان من الممكن أن يخضر ويورق
سلاما في أرض السلام الجريحة.
أنا وليلى والنسناس: عنوان لثلاث قصص شعرية غزلت صورتين: صورة للحب وصورة
أخرى لنبذ التطرف بشتى أنواعه، فحملت هذه القصص رسالة سلام للبشرية جمعاء.
وأخيرا أرجو أن أكون قد استطعت تقديم رسالة سلام من أرض السلام في زمن يعيش
الحرب والحقد والتطرف والقهر والاضطهاد.
خالد حجار/
قلقيلية2008م
إهداء
إلى الصامدين على ثرى حيفا المغتصبة، إلى الذين فضلوا البقاء على تراب آبائهم وأجدادهم، إلى الذين رفضوا الخنوع والاستسلام، إلى من تشدهم الوحدة، إلى حملة لواء الحرية والسلام، إلى من رفض المساومة على ذرة رمل من فلسطيننا الحبيبة، إلى القابضين على عروبتهم، إلى المؤمنين بالعروبة وطنا وفكرا وانتماء وهوية، إلى الساعين لوحدة الأمة وجمع أقطارها، إلى كل هؤلاء أهدي عملي هذا.
مع خالص التحية والسلام




















الواحة الأولى

أنا وليلى والنسناس*[1]
يـا كـوكباً لأنين القلبِ يَسْتَـمِعُ
قفْ صوب حيفا وقل أنَّى سنجتمعُ
بـلِّغْ حنيناً إلى النسناسِ إنَّ بهِ
ذكرى حبيبٍ عن الأحداقِ ينقطعُ
ذكراكِ ليلى سَرتْ مع ليلةٍ سَلَفتْ
هل يا تُرى واديَ النسناسِ مُرتَجعُ
كم بين ليلى وبين اليومِ والهفي
كُلُ السنين مَضَتْ في إثْرِها وَجعُ
ممشوقةٌ نـجلةُ العينين زيَّنها
خـدٌ أسيلٌ تلاقتْ حولهُ الفُرُعُ
كـأن طـرفة عينيْها إذا برقتْ
كالبرقِ من خدِّها المصقولِ يلتمعُ
كـأن خصلة شعرٍ من جديلتها
غصنٌ إذا داعبته الريحُ يرتفعُ
فتترُكُ الجـيـدَ لا سترٌ يُدَثِّرهُ
فتمتطي بِـدعـاً مـن خلفِها بِدعُ
يفوحُ منها عبيرٌ نرجسٌ هَمسَتْ
في أُذنهِ نسمَةٌ فانسابَ يستمعُ
ذكرتُ ليلى وفي النسناسِ قُبلَتنا
يشدو لها البحرُ والأمواجُ تَطَّلعُ
ذَكرتُ ليلى ودمعُ العينِ مُنسكِبٌ
يبكي على وطـنٍ قد هزَّهُ الفَزَعُ
من بعدِ مـا هجَرَ النسناسَ آهِلُهُ
كانت لليلى قُبيلَ المـوتِ مُتَسعُ
كي تـدعوَ الرَّب إيمانـاً ومغفرةً
سلَّت صَليباً عَليهِ الدَّمُ ينتَجِعُ
قالتْ فِراقٌ ، رجوتُ الربَّ يُسْلِمُها
وَدمـعُ عيني على وجناتها يَقَعُ
دماؤها درجت والشمس قد سطعت
لكنها بـَرَدَتْ والحـرُّ يصطَرِعُ
مـا راعَ ليلى قُبيلَ الفزع أنَّ لها
أخاً رضيعاً قضى والبيتُ ينصدعُ
أسرعتُ من لَهَفٍ أمشي وأحملُها
حتى وصلتُ كُهَيفاً فيهِ نضطجعُ
ضمَّدتُجُرحاً لها في كتفِها خَرِقٌ
قَبلتُها شرِهـاً في قُبلَتي وَلَـعُ
لمَّا سَمِعتُ أنيناً قـال صـاحِبُنا
أسرعْ لها الماءَ فهي الآنَ تَنْتَفِعُ
جَـرَّعتُها شُربَةً حتى إذا شَرِبَتْ
دَعوتُ أربابها أن تَـنفَعَ الجُـرَعُ
نظرتُ من بطنِ كهفٍ للسماءِ بَدت
غضبى تنوء وبالأرزاء تنزرعُ
بدرٌ جريحٌ بهـا ينسابُ في ظُلَمٍ
ليلى تَئنُّ وذاكَ البدرُ يسـتَمِعُ
يـا بدرُ هـل تبكينْ ليلى وبسمَتَها
هل منْ بُكاءٍ يُزيلُ الجُرحَ أو يَضَعُ
ليلى أفاقتْ على صوتٍ يُزلزِلُنا
قَنابـلُ القتلِ تهـوي ثـمَّ تندَفِعُ
قـالتْ : رويدَكَ تُزجيني إلى قَمَرٍ
قـد كُنتُ بدرَكَ قبلَ اليومِ يـا طَمِع
أدرِكْ قُميرَكَ إنَّ الجوعَ ضوَّرهُ
وإذ بـثـالـثنا في زادهِ بِـضَـعُ
قلتُ البُكاء من الأرزاءِ يدهمنا
فـالبدرُ مثلي وفي ليلائِهِ فـَجِعُ
قـد يَخلعُ الليلَ صبحٌ بانَ مَطلَعُهُ
لَـكنَّ ليلَ المآسي ليس ينخَلِعُ
سِرنـا ثلاثاً وكـانَ الفجرُ يجمَعُنا
مـع من يُهجِّرهُ الإرهابُ والخِدَعُ
زَعـامـةٌ عُصبَةٌ رعناءُ يترَعُها
كـأسُ الخيانةِ في الأفواه ينقرعُ
نبتُ الخُنوعِ روى من نبعِ ذِلَّتهم
فـأنبتت غصنُهُ ملهى لمن خنعوا
يُحلي الرُكـوعَ لغازٍ فيهمُ طَمِعٍ
يسطون في سيفه للهِ ما ركعوا
هـَذا الذي قاله النسناسُ حينَ بَغت
صهيونُ في أرضهِ بالقتلِ تنتزعُ
حيفا تئنُ و عكا بـعـدها سَقطتْ
وَالهفَ نفسي على بيسانَ إذ تَقَعُ
مُخيَّمٌ ضمَّ ليلى مـع أبٍ فـَزِعٍ
شـَرُ البليَّةِ أنْ يغلو به الفَزَعُ
يَهذي بـهِ نـومُهُ أركـانَ عِزتهِ
بـالذُعرِ يصحو وبالأقداحِ يرتَدِعُ
يـوماً دعاني على كاسٍ فأمطَرني
وبلاً مـن الشعرِ فيهِ تُسحَقُ الشُّرُعُ
إذ قـالَ مـن بحرهِ بيتاً ليوجِزَني
" حيفا تموتُ وما النسناسُ مُرتَجَعُ"
نَظرتُ في حينها إذ قلتُ موجِزهُ:
يـوماً نعودُ وفي النسناسِ نجتمعُ
صاحَ الشِّراعُ إلى الأغـرابِ قُبلَتهُ
قـلتُ الفِداءُ شِراعٌ ليسَ ينخدعُ
قـد جئتُ ليلى خطيباً ما تقولُ بنا؟
أجـابني خَـجِـلاً الـدينُ يمتنعُ
إنْ كـان فـرَّقَـنـا دينٌ ومعتَقدٌ
فالعربُ تاجٌ وفيهِ الحبُ يرتصعُ
والوصلُ إنْ صدقت مُهجاتنا وُصِلت
والربُ حـبٌ وليس الـرَّبُ يمتنعُ
أجـابني صارمـاً الدينُ فرَّقكم
وَحـبـلُ وصلك من ليلى سينقطعُ
نـظـرتُ ليلى وإذ بالدمعِ منسفِحٌ
مـن مُقلتيها كأن الجُرحَ مُنصَدِعُ
أصبحتُ مأسورَ دينٍ لا فِكاكَ لهُ
ليلى كحيفا وكالنسناسِ تـُنتَـزَعُ
بـالدينِ صهيونُ قد أخفتْ جريمتها
لمَّا أتت واديَ النسناسِ تصطرعُ
يا ربِّ إني رسولُ الحبِ في زمنٍ
والحِقـدُ في أرضهِ ينمو ويتسعُ
يا ربِ هل أنت من أفقدتني وطني؟
أم أصبح الدينُ بالأحقادِ ينزَرِعُ
يا ربِ أنت الذي حـررتَ آدَمَنا
فكيف باسمِكَ يا ربي سيختضعُ
يا ربِ مـن يمنعُ القلبينِ أنْ يَقَعا
كيف الفُراقُ نمت في هديهِ الشُّرُعُ
حيفا تنوء وليلى والشتاتُ غدوا
غَـيْـمـاً تَلبَّدَ في ويـلاتهِ أقـعُ
ناديتُ ليلى بصوتٍ هزَّ خيمتَنا
ليلى الفراقُ بنى سوراً ويرتفعُ
سورٌ ينوء بحيفا عن لِقاءِ غدٍ
سـورٌ يُمزِّقُنا هيهاتَ نستطعُ
ليلى رمـت نفسها ثكلى تُقبِّلُني
أحسستُ أني إلى النسناسِ انـدفعُ
لكنَّ والـِدَها قـد دسَّ خنجَرَهُ
في ظهرِها ومضى في ذُعرِهِ هَلِعُ
سَقطتُ أرضاً كأني منْ غُدرتُ بهِ
هـوت عـليَّ تداويني وتلتفعُ
واحـرَّ قلباهُ هـل تبكي لفرقتنا
أجبتُها قـدرٌ قـالتْ فهل أُطَعُ
قـلتُ: اطلُبي فـأنا عبدٌ لبُغيتكِ
قالت: توصى أبي إنْ مسَّهُ وَجعُ
سقـطتُ مـن شدة الآلام مفتقداً
وعيي كـأني إلى ليلاي اتبعُ
رأيتُ في سكرتي حيفـا وكرملها
يـلتفُ حـولهما وحشٌ به بُقَـعُ
الـوحشُ أزرق مثل البحـرِ أولهُ
حيفا وآخـره في البحـر يندفـعُ
ليلى بقربي ويا للهولِ قـد برقتْ
عينـاهُ منـا وإذ بالـوحشِ يبتلعُ
شاهدتُ فكاً على حيفاي قد طبقت
ثمَّ التوى نحـونـا في بغيِّهِ ولـعُ
ليلى من الرُّعبِ لفَّتني جوارحُهـا
لكنه شدَّهـا وحشٌ بهِ صَـرَعُ
ليلى تصيحُ عـلى فـكيه بـاكيةً
أسنـانـه خنجـرٌ والرأسُ يتسعُ
لمستهُ نـاعمـاً كالقطـنِ ملمسهُ
أحـدقـتُ فيهِ وإذ بالنارِ تندلـعُ
رأيتـهُ ينظـرُ العلياءَ مبتسمـاً
كأنهُ عـابـدٌ مـن ربِّهِ ضَـرِعُ
دمعي يصيحُ على ليلى فيغرِقها
أغمضتُ أعينَها وانتابني الفَجَعُ
صَرختُ ليلى وداعاً ليتها سمِعتْ
يـا موتُ ويحَكَ ليلى ما بها سَمعُ
مـاذا أقـول إلى حيفا أذكـِرها
إن عدتُ يوماً إلى النسناسِ أهتجعُ
مـاذا أقولُ إلى الأطيارِ إن سألت
عن صوت ليلى ومن منها سيقتنعُ
الحـبُ تقتلهُ الأضغان إنْ نبتتْ
مـنْ للضغينةِ غيرُ الحبِ ترتدعُ


*- النسناس: المقصود به حي وادي النسناس، وهو أحد الأحياء العريقة في مدينة خيفا
يتبع

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خالد حجار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 02 / 2009, 33 : 03 PM   رقم المشاركة : [2]
خالد حجار
شاعر

 الصورة الرمزية خالد حجار
 





خالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud of

رد: انا وليلى والنسناس / قصص شعرية قصيرة

[align=center]
الواحة الثانية
نظرةٌ فابتسامةٌ ...
شذا الذِّكرى يهدئ من جـراحي
وذكـراهـا تزيدُ مـن النُّواحِ
فـلا صبحٌ أبـوح لـه بسرٍّ
ولا ليلٌ يُسـرُّ مـنَ البوَاحِ
إذا رقـدَ الفـؤادُ بذكـر ليلى
دمـوع العينِ تُثخِنُ من جِراحي
صِبا ليلى وشاطئ بحـر حيفـا
كشمسٍ داعبت وجـه الصبـاحِ
لعـلَّ الـوردَ إنْ قطفت يداهـا
يَـعُـمُّ نسيمـهُ كـل النواحي
وخـدٍ بـانَ كـالتفـاحِ منهـا
يفـوحُ بـأقحـوان للأقـاحي
وقفـتُ بقـربهـا أبغي مزاحـاً
فقلتُ: الكبر مـن شرِّ المـلاحِ
عيونُكِ قـد رمـت قلبي صريعاً
ولا أقـوى عـلى وقع الرِّماحِ
وقعـتُ كبلـبـلٍ للأيـكِ يشدو
وإذ بالأيـكِ يكسرُ لي جنـاحي
ففـاضت بـابتسامتها وقـالت:
ألا يـا بلبلٌ خُـذ بـاقتراحـي
أإن أردتـك أيـكٌ خُـذْ بأخرى
عساك تـرى من الدوحِ المُتاحِ
فكـم أيـكٌ أبـاحَ حمـاهُ طيرٌ
وإنَّ حِـمـايَ ليس بمستبـاحِ
ولـو عـلمتْ بهجرِ الطيرِ فرعٌ
لما أبـقت لطيرٍ مـن جَـنـاحِ
جناحُـكَ قـد جنى جُنحاً ليجني
وجني الدوحِ جُنحٌ في اصطلاحي
رياضي لا تفـوح لمن أتـاها
وغصني لا يميلُ مـع الرِّيـاحِ
قـرأتُ بقـولهـا أنَّ الأمـاني
غـدت حِـصنـاً عَصيَّ الإنفتاحِ
فكم ضربـت مياهُ البحرِ سفحاً
ولكـنَّ الـذرا لمَّـا يُـطـاحِ
فقلتُ أراكِ، قـالت: دونَ وعـدٍ
عساهُ غـداً فأطـلقْ لي سراحي
مَضتْ والعصرُ يسترهُ وِشاحٌ
وكـاد الليلُ يُـلقي بـالـوشاحِ
لـيـالٍ بتُّهـا لا نـوم فـيهـا
وأرقـبُ في الغدوِّ وفي الرواحِ
وأسألُ عنكِ طيرَ الـدوحِ حينـاً
وأمـضي في البطاحِ إلى بطاحِ
أنـاجي قُربَها فـلعـلَّ نجـوي
يُنجيني وأنجـو مـن جِـراحي
شكوت صويحبي عن سوء حالي
فقـالَ: العشق ينأى بـالفـلاحِ
إذا أردتـك فـاتنةٌ كَـعـوبٌ
فَصِـلْ بـاللهِ وصلك للصـلاحِ
حملتُ جـراحيَ الثكلى لأمضي
إلى الملقى وقـد جـفَّت قداحي
رأيتُ قـوامـهـا يبدو بعيداً
فَعَجَّـلتُ المسيرَ مـع الريـاحِ
وإذ بي صادحٌ في غير دوحي
وإذْ بالصـدحِ أشبه بـالنواحِ
دنـوتُ الملتقى واليأس يطفو
كطـوفـانٍ يزيدُ من انتزاحي
أسـرِّحُ نظـرةً شرقاً وغرباً
ومـا مـن نظرةٍ فيها ارتياحي
وإذ بالموجِ يزهـو في اختيالٍ
وإذ ليـلى تُطِـلُ مـن البطاحِ
رياح الروحِ لاحت في ارتياحٍ
وراح الـروحِ أشهى كـل راحِ
صرختُ الشوقَ في قلبي تصلَّى
بنارِ الهجـر وانفتقت قِـراحي
فـألقت بـابتسامتها وقـالت:
عشقتَ فـهمتَ في الولع المباحِ
شـددتُ قـوامها قربي أجابت:
عليك اللعنُ هل تبغي افتضاحي؟
ريـاض العشقِ يقطفها هيامٌ
فـلا عينٌ تـرى ستر الملاحِ
متى نحيـا الـهيـام ونجتنيهِ
فقالتْ لا تُبالغْ في اللَّحـاحِ
دعـتـني بعـد أيـامٍ إليها
وكنا وحـدنـا وقتَ الصباحِ
أتيت لبيتها ولـعـاً حـريصاً
أُحـاذر مـن رقيبٍ في براحِ
ونـادانـا نشيدُ الحب يزهـو
على وتـرٍ يدغـدغـه جناحي
ورقـصٍ ثم كأسٍ بعـد كأسٍ
إلى أن ألـهـبـتني بـالقِـداحِ
جنيتُ ثمـار قبلتها بـحـرِّي
وإذ بـالنهـد يُسرِعُ بـالفـواحِ
شـربتُ نبيذ نهـديهـا فلانت
وأسقت روضهـا مـاء اللقـاحِ
وكـان نهـارُنا يمضي سريعاً
فـوالـدهـا يُعجِّلُ في الرَّواحِ
أيـا لـيـلـى وأيـامٍ خوالٍ
تدغدغني وفي الذكـرى انكساحِ
[/align]
خالد حجار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 02 / 2009, 38 : 03 PM   رقم المشاركة : [3]
خالد حجار
شاعر

 الصورة الرمزية خالد حجار
 





خالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud of

رد: انا وليلى والنسناس / قصص شعرية قصيرة

[align=center]
الواحة الثالثة:
رسالة الحب والسلام

جلى الصبحُ أقداحا مع الليل تسمرُ
كما الدَّهرُ حلـوَ العاشقيـن يمرر

تنبأتُ أنَّ الكـأسَ يبكي فـراقـهُ
فصرتُ أنـا والكأس للبدر نَجْهَرُ
يُذكِرُني بـدر الدُّجـى بهجيرهـا
وأذكُرهـا مـع كـل بدرٍ يُهَجَّرُ
كأنَّ الـدُّجى والكأسَ يُلهبنَ ذكرها
وفي الفجـرِ تخبـو نارنا وتُكدَّرُ
لليلى لَيالٍ لا يـغـيب وميضهـا
يُبعثـرُ فكـري قولُها حين أذكر
أتـاني بليلٍ طيفُـهـا فسألتـه
عن الوحش قالت: إنـه منك يكبر
رعشتُ فقالت: لا تخف من قدومه
بغير سيـوف الحقـدِ لا يتبختـرُ
تساءلتُ مـاذا تفعلين بجـوفـِه
فردت:أرى النسناس والموج يهدرُ
فقلتُ لها: هل من رجـوع اليهمـا
أجابـتْ بقـولٍ لا أعيـهِ يُحيِّرُ
أداوي جراحي في بـلاد بعيـدة؟
ولسـت بمجـروحٍ ولا اتَخَثَّرُ!!
أفقتُ وبـي ممـا تقـول غرابـةٌ
وهِمْـتُ مَليَّـاً انـزوي وأفسرُ
مضى زمن غابت وغاب وميضها
كأني أراني فـي الهـوى اتَقَهقرُ
تبدتْ فتاةٌ مثل ليلى فَـهـاجني
من الحسن والذكرى عبيرٌ معطرُ
أتتني ببعضِ الشعر كي أستسيغه
وفاضتْ بهاءً مـن جناهـا يُنثرُ
أتتْ بقريضٍ يُطـربُ المرأ وقعُهُ
على إثرهِ يبكي الحكيـم ويسحرُ
بكت حبهـا المدفونَ في الدهر ظلهُ
ولـم يبقَ إلا حلـوُ ذكـرٍ يُسعِّرُ
وأطلالها بحـرٌ و بـرٌ و روضةٌ
كأن هواها عن فـؤادي مُصوَّرُ
تغني لحيفـا تـارةً وبسحـرهـا
تخطُّ إلى النسناس ذكرى ستزهرُ
على وتـرِ الأحزان يعزف لحنهـا
ويعـزف للأحـزان لحنٌ مؤثرُ
صرختُ أيـا ليلى فجُـنَّ جنونهـا
كـأن جواهـا باسم ليلى مُسيَّرُ
" أُسَمَّى جِـراحٌ واسم ليلى يشدني
أراني أنـا ليلـى وحيفاي تذكرُ
أتتنـي بليـلٍ رؤيـةٌ بمنيتـي
علـى خنجرٍ فـي دينـهِ يتزفرُ
ولمَّـا رأيت الرَّبَ يرتـاع فعلـه
سألـتُ فأعطانـي سلاما يُعمِّرُ
فقـال: سـلامٌ للخليقـةِ كُـلِّـهـا
إذا مـا سيوف الحقدِ باتت تُشهّرُ
ومَـنْ يُمطرِ الأحقادَ في الدين مرَّةً
َيكُنْ غضبي أزرى عليه ويخسرُ
فلا فـرق عندي بين عيسى وأحمد
ولا جـرمَ إلا مـا يسئ ويكفرُ
فكونوا سلامـا يا عبادي بحبكـم
سلامـي كبحرٍ والمجيب سيبحرُ
وأنهـتْ حديثـا للسمـاء بقولها:
وأنـت بتبليـغِ العبـاد مُؤمَّـرُ "
سألت وحبي هـل تصونين عهدهُ
أجابتْ أليس الحب بالحـب يظهرُ؟
وَقَبَّلْتُها حتـى القبيـلاتُ أثمـرت
جَناهـا لذيـذٌ كـم يغـلُ ويثمـرُ
خَرَجْنا لنشر الحب في الناس هاجنا
وحوش كوحش البحر بل هي أحقرُ
يَقودهمُ الـوحشُ الذي احتلَّ حيفتي
وجمعٌ عظيمٌ فـي رضـاه يفاخرُ
نظـرتُ إلى الجمع العظيم إذا به
أصمٌ ولا يـدري إلـى أيـن ينظرُ
علمتُ بـأن الوحشَ يسحرُ لبَّهـم
وهـم كرقيـقٍ عنده وهـو أكبرُ
تَـقـدَّمَ منا الـوحـش حتى رأيته
كطـودٍ بصحراء به الأرض تزورُ
فؤادي بكـل الـرعب يملأ كأسَه
وفي العين من هول المصيبة أعسرُ
دعـا جمعَهُ حتى يروا معجزاته
وأوحى إلى ليلى بصوت يزمجرُ
كفرتم وأصغيتم لمن هـو كـافرٌ
فقلتُ: وكيف الكفرُ بالكفر يغدرُ؟!
ألستَ بسحرِ الناس تعلو وتعتلي
وفي خندق الأحقاد تزهو وتزخرُ
فأخـرجَ مـن عينيه نارا غزيرةً
وقالَ انظروا ليلى وكيف سَتُقْهَرُ
جراحٌ بنار الوحش يحرق جسمها
وجمعٌ مـن الوحش العظيـم يكبرُ
وجسمي من الرعب الجسيم مهلهل
أنادي على ليلى وليلاي تُصهرُ
أجـابتْ: تقدمْ لا تخفْ فحريقـهُ
كمـاءٍ زُلالٍ فيـه سوف تُطهَّرُ
خلـودٌ ببر الحـبِّ يرقبُ زورقي
يداوي جـراح الحقدِ والحبَ ينصرُ
سألت: وحيفـا والحنين لـروضنا
وأنَّى لنـا وادٍ من العشقِ أخضرُ؟
لحيفا سبيلٌ إنني فيه مـركـبٌ
ولا غير ركبي نحو حيفا سيبحرُ
فحطمْ سهـام الموتِ بالموتِ مقدما
ترى الخلدَ سيفا باسم حيفا يُشهرُ
ولا تمتشقْ سيفـاً يُسمى بغيرهـا
تـداوي جراحـا فيـك ثم تُحَرَّرُ
فكونوا سلامـا يـا عبادي بحبكم
سلامي كبحـر والمجيب سيبحرُ



[/align]
خالد حجار غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أرهاصات بقال/الاهداء الى الاخوين حسن أبراهيم ومحمد صالح سلمان الراجحي شعر التفعيلة 2 30 / 01 / 2013 25 : 01 PM
أهلا بكما شيماء ومحمد رشيد الميموني الترحيب بالأعضاء الجدد 3 06 / 06 / 2009 19 : 03 AM
أنا وليلى والنسناس/ قصص شعرية قصيرة خالد حجار الشعر العمودي 9 02 / 09 / 2008 40 : 02 PM
القرآن ومحمد .... لمؤلفه : د.يوسف جاد الحق طلعت سقيرق مكتبة نور الأدب 21 24 / 07 / 2008 26 : 10 PM
أنا ...وليلى غالية فاضل الخاطـرة 14 02 / 02 / 2008 18 : 05 PM


الساعة الآن 34 : 03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|