التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,670
عدد  مرات الظهور : 163,146,699

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > جداول وينابيع > الخاطـرة
الخاطـرة فيض الخاطر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21 / 02 / 2009, 11 : 05 AM   رقم المشاركة : [1]
هشام البرجاوي
ضيف
 


بنيتي و أنت تترعرعين...

[align=justify]
[align=justify]
[align=justify]
لا أستطيع أن أصف لك سعادتي بك، فأنت المشيمة الفريدة التي تربطني بهذه الحياة، و أنت درة حب انطفأ منذ زمن بعيد. أينعت عيناك فتذكرت والدتك، سارت الأيام بسرعة، و لم يتبق من تلك المرأة سوى أطلال إنسان احتواها قبر متهالك، إذا ما ساورتك للحظة تلك الفكرة الرجيمة بعيادة رفات والدتك، فإنني لن أوافق، و كلما داعبتك لواعج حنين عابرة، فإنها لن تستعيد الماضي. لكنني لا أمتلك استطاعة حرمانك من مخاطبة روح أمك، مزيج من الحنين و الندم يستهلكني لدى انتعاش ذكريات لقاء غابر في إحدى مكتبات المدينة الساحلية، غير أن المصير القاتم لوالدتك يضفي مزيدا من الوحشة على مراسيم تصافيها مع الزمان البائس الذي نقتات منه. كانت هنا، توضب ملابسي و ترتب أوراقي، و في غمرة السعادة بمجيئك من الجنة، غادرت إلى وجهة ما، كل ما أعرفه، أنني لا أستطيع استعادتها. فلا تطلبي من والدك ما لا يستطيع تحقيقه لك، فأنت تدرين ولعه بك، و من حب البنت البارة لأبيها أن لا تطالبه بأمنية تثق بعجزه عن تحقيقها.
لقد بذلت حياتي من أجل استمتاعك بكل ما تريدين، قرأت لك قصص ألفونس ضوضي، و كما جرت به العادة عند اختتام سمرنا الليلي الخفيف، أنشد لك المقطع الذي وصف فيه العم ألفونس الألق البراق للعنزة الأخيرة للسيد سوغان. أ تتذكرين قراءاتنا الأولى في التلاوة العربية العتيقة، أتذكر بدقة تلك الفقرة التي نالت إعجابك: " في ربوة مشرفة على واد، نسقت يد الإنسان أحجارها، و انبرت خيوط النور الصباحي لتداعب وريقات الأقحوان، كما تداعب يد الأم وجنتي وليدها". يجول في خاطري عقيدته الإفتخار عشقك الطفولي لهذا المقطع، كيف أنساه و هو يمثل مقدمة أول قطعة انشائية ساعدتك على كتابتها. لا أفهم سبب إدماج الأم في سياق النص، ما يبدو لي واضحا نبل المشاعر النائمة بين حنايا وجدانك البريء. اصطحبتك إلى الشاطىء في أحدى الايام اللافحة لشهر غشت، لتتأملي معي صورة عظمى نحتتها الطبيعة، صورة الشمس و هي تقبل البحر عند المغيب، تظل طيلة ساعات تدفئه و عندما تميل إلى رقدتها الابدية، تطبع قبلة ميساء على صفحته الحريرية الهادئة.
أتذكر أيضا أن أسعد أوقات حياتي عندما أدلف عند الغسق إلى غرفة المكتب فأجدك قد عبثت بكل محتوياته، أوراق ممزقة هنا و هناك، كتب متناثرة، فوضى عارمة اجتاحت المكان. فأحملك، أناغيك، أحيي زمان الرجل المتصابي و أنا أرتشف ابتساماتك الحلوة. و عندما أستغرق في تصحيح أوراق طلابي، كنت تقلدين أباك، فتتسلقين المكتب لاقتطاف كتاب تقومين بتصحيحه، و أول كتاب صححته أيتها الطفلة البهية، رواية : "زقاق المدق"، ما أزال محتفظا بالكتاب، و أثمن ما تضمنه ليس آلام البؤساء أو جمالية الاستعارات المستلبة من الإنسان و الطبيعة، أثمن ما فيه تلك الخطوط و الطلاسم المتشابكة التي سطرتها.
كل ما قدمته لأجلك، تلك الأوقات المفعمة بالإرتباط العاطفي الوامض، تنتشلني من غروري، تمسح من ذاكرتي آثار الضباب، تزيل الإنطباعات الكئيبة من ذهني، كي أقول لك، و فقط كي اقول لك، " كوني أفضل مني".
[/align]

[/align]
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس
قديم 21 / 02 / 2009, 23 : 03 PM   رقم المشاركة : [2]
هشام البرجاوي
ضيف
 


رد: بنيتي و أنت تترعرعين...

[align=center][align=justify]النص بوح أبوي على أعتاب السنة العاشرة لإبنته الغالية. و قد حرصت فيه على رسم صور الرعاية العاطفية الأبوية ممتزجة بهاجس الأم الغائبة، لكن كلا الإنسانين، الأب و طفلته، يرفضان أن يلف النسيان تلك السيدة الجميلة. [/align][/align]
  رد مع اقتباس
قديم 21 / 02 / 2009, 17 : 07 PM   رقم المشاركة : [3]
سلوى حماد
كاتب نور أدبي مضيئ
 





سلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: بنيتي و أنت تترعرعين...

حروف تجمعت في أحداق الذاكرة لتنهمر هنا وتغسل بعض من ألم مازال يسكن القلب برغم من مرور السنين ،

مناجاة أب لإبنته تجمعت فيها كل طقوس الأنسانية الآسرة ،

وفاء لذكرى زوجة رحلت في بداية المشوار تاركة جزء منها في هذه الطفلة، وذكرى تأبى ان تغادر الذاكرة

حنان أبوي مضاعف في محاولة لتعويض غياب الأم

أحساس أبوي بالفرح لرؤية أبنته تترعرع أمامه وبحنان يودع كل ما تبقى لديه من أحلام في صندوق الأمنيات ليهديها لها.

كل فتاة بأبيها معجبة ، وهذا سيكون حال ابنتك أستاذ هشام ، ستكون معجبة بوالدها الذي أحتضن طفولتها البريئة بالكثير من الإهتمام وسقى براعم المعرفة والثقافة فيها في مراحل مبكرة ليصبح هذا الشبل من ذاك الأسد.

أتعلم أستاذ هشام بإن الأب هو الأقرب لقلب ابنته ، وعلاقة الأب وابنته هي علاقة مهمة جداً لإنها هي القاعدة التى تبني كل نساء الدنيا عليها علاقتهم بالرجال ، فالأب هو الرجل الأول في حياة المرأة.

من خاطرتك استطعت ان أكون فكرة عن طبيعة علاقتك بإبنتك ، علاقة رائعة مبنية على الشفافية والإحترام والثقافة ، هذا هو ما تحتاجه ابنتك سيدي، تحتاج لأب يكون نموذجاً راقياً يكسبها خبرة في التعامل مع الرجال ، أصدقاء ، زملاء عمل ، زوج ، ابناء ذكور.

أعترف بإن خاطرتك قد أدمعت مقلتي لإن مشاعرك وصلتني على جناح كلماتك الصادقة النابعة من قلب يفيض حباً أبوياً لا يضاهيه حب، لقد لخصت هذا الحب في الخاتمة الرائعة عندما قلت لإبنتك " كوني افضل مني"

هكذا قرأت مناجاتك أخي العزيز هشام، هل وٌفقت؟

أتمنى ان تكحل عينيك بنجاح ابنتك وأن تراها كما تتمنى وأشكرك على وفائك لذكرى زوجتك الراحلة.

مودتي وتقديري لك ، وقبلة على جبين صغيرتك الجميلة


سلوى حماد
توقيع سلوى حماد
 
أتنقل بوطنِ يسكنني ولم اسكنه يوماً
فلسطين النبض الحي في الأعماق دوماً
سلوى حماد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 02 / 2009, 53 : 07 PM   رقم المشاركة : [4]
هشام البرجاوي
ضيف
 


رد: بنيتي و أنت تترعرعين...

الأستاذة سلوى :
قراءتك للخاطرة رائعة جدا، و ملاحظاتك المتميزة عن علاقة الأب و ابنته تنم عن تجربة شخصية عميقة، كانت طفلتي صغيرة عندما افترقت قسرا عن أمها، و قد تركتها في البداية مع أختي التي تكفلت برعايتها، قبل أن أقرر تكريس القسط الأوفر من حياتي لتلك الطفلة الجميلة، و قد تعلقت بها كثيرا، فلا أفارقها إلا عند أوقات الدراسة أو إذا باغتتني انشغالات قاهرة. ما يزيدني سعادة هو شعوري بأنها تبذل جهودا دقيقة لإرضائي. و غالبا ما تمتثل لنصائحي رغم أنني لا أفرض عليها أي شيء.
أستاذة سلوى، لقد كانت جرأتك فريدة من نوعها في خاطرة : "أعترف لك"، حيث بدا واضحا أنك تحاولين التمرد على التقاليد الاجتماعية البالية، و مثل هذه الرؤية المختلفة إلى الحياة تفتح الأفق رحبا أمام إبداعات أدبية غاية في الروعة. و في الواقع، فقد كانت قراءتي لتلك الخاطرة المختلفة دافعا لي نحو الإقبال على الحياة من جديد، لأن الأحزان مهما تنامت، فإن الإنسانية تبقى أقوى منها. كما كانت دافعا لي لإقتسام تلك التساؤلات الوطنية الحارقة معك، و قد كانت إجاباتك منسجمة مع الإنطباع الذي صورته عن أسلوبك الأدبي الذي مزج بجمال بين الروعة و التمرد على الأعراف التي يؤمن بأنها متجاوزة.
تحياتي العميقة للأديبة سلوى.
  رد مع اقتباس
قديم 22 / 02 / 2009, 05 : 06 PM   رقم المشاركة : [5]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: بنيتي و أنت تترعرعين...

أخي الكريم استاذ هشام

لن أخفي تأثري الشديد بما قراته هنا وبما استشففته من بين السطور

سالتك ذات يوم لماذا وانت تملك كل هذا الإحساس المرهف لا تكتب الخواطر

أو انك تدرجها تحت مقالات أدبية ؟؟ هل تذكر ؟؟

نعم استغربت عودتك المشحونة بهذا الكم الهائل من العواطف والمشاعر النبيلة السامية

والتي تعتبر من أصدق المشاعر على الأطلاق وهي علاقة الأب بإبنته .

اخي هشام هذا السن الذي تتحدث عنه سن مميز لكليكما فالفتاة في هذا السن تكون

شديدة التعلق بالوالد أو الوالدة وترى أنهم أهم شيء في الكون وتكون مشاعرها

نحوهما متميزة من الحب الشديد والخوف من ان تفقدهما وكذلك الانبهار الشديد

في شخصيتهما والأباء بدورهم يكونان بحاجة الى هذا النوع من الإهتمام الذي

يشعرهم أنهم على الطريق الصح وانهم مقتربين جدا من أبنائهم وهذا يحقق لهم نوع

من الرضى يخفف عنهم الأعباء والضغوطات ومصاعب الحياة

هذه الصورة جميلة ولكنها بعد 10 سنوات أخرى يطرا عليها بعض التغيير

لا تجزع ولا تخف فهذه سنة الكون ... الصغير يكبر ويرى العالم من حوله

بعد ان كان يراه فقط بعيني والداه ويصبح له رأي مستقل وقد يحصل اختلاف

لكنه اختلاف صحي ومطلوب وكذلك الأمر بالنسبة للوالد فهو يشعر أيضا ً

ان هذا الطفل لم يعد يرغب باستقاء المعلومة منه فيشعر بالقلق وربما الإستياء

وربما الإحباط بعض الشيء ولكن هي الحياة تتغير من حولنا وعلينا ان نكون مستعدين

لأي تغير وأن نتقبله وان نتعلم كيف نسير مع التيار وليس ضده في سبيل مصلحة

الأبناء والأباء معا ً

ربنا يخلي لك هالشمعة وتفرح فيها ان شاء الله ودمت بالف خير اخي هشام
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08 / 03 / 2009, 55 : 03 AM   رقم المشاركة : [6]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

رد: بنيتي و أنت تترعرعين...

الأديب هشام البرجاوي
مناجاة سامية ورفيعة وعطاء منقطع النظير
لقد قدمت لها جزءً من حياتك وروحك، وتركت لها المدى لتعوم في مياهك متمنيا لها أن تسبقك قليلاً إلى الأمام
أنا على ثقة من أن روح نجيب محفوظ ستكون راضية عن خربشات طفلة تملأها البراءة والوداعة
دمت بمحبة
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رباعية بنيتي//محمد خويطي محمد خويطي الشعر العمودي 4 17 / 11 / 2015 06 : 05 PM


الساعة الآن 05 : 02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|