كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
رد: الأديبة خولة الراشد في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين عرعار
[frame="15 98"]
بإيجاز ... ماذا تعني لك الكلمات التالية ..... ؟
الحب
الخيال
الليل
الحلم
الكتابة
الحوار
خولة
النجاح
ابنك
لبنان
السعودية
الأستاذ عبد الحافظ بخيت متولي
الأستاذ محمد الصالح الجزائري
الأستاذ حسن ابراهيم سمعون
------
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر
رد: الأديبة خولة الراشد في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين عرعار
أتيتك يا ناهد من بين رسوماتي أتيتك يا ناهد من بين حواري
-أتيتك بثوبك النقي الصافي والجميع يشهد بصدق كلماتي
-أتيتك على رائحة سؤالك الثالث أتيتك وأنفاسي تلهف بأشواقي
-هنا تنعشني أنوثتي بأنفاسي وترتوي عروقي وتلاحق أنفاسي
-فضعي رأسك على صدري واتركي الكلام و اغرقي في بحر جوابي
-إن حروفي تشكر كلماتك الراقية وتبعث لك سلامي
من قبل سنين وسنين كنت أمتلك محبرة وقلم ومبراة ، وفي يوم من أيام زمان استهوتني نفسي أن أكتب كلمات مراهقة صادقة أبحث بها عن قلب صادق في داخل أعماقي، عن ولادة حروف من بين حقول ليلي.. حقول تترقرق من بين شفتي لتنشد الشعر والكلمات ، فكرت ..وفكرت... فبحثت عن كراستي كانت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ،كان الجميع نيام وما أن عشت الهدوء إلا وسرقت القلم ، وما أن وجدته إلا وابتسمت ابتسامة المراهقة فأغمضت عيني وشعرت بأنفاس دافئة تهمس لي بكلمات وما أن بدأت أن أكتب كلماتي إلا و جف القلم فأتيت بالمحبرة ورويت بها كلماتي فانتثر الحبر الأزرق على قميصي الأبيض يا إلهي ..يا إلهي ..بدت أفكاري وكلمات الحب تفر مني ..غضبت وثرت ،وأخذت أسترجع كلماتي الحالمة ، لكن لا محال ، ففتحت أدرجي لأبحث عن ألحان موسيقى هادئة تخرج منها حروفي لتتراقص مع كلماتي..
.........................................
كان ذلك مجرد هذيان أنثى مراهقة وحالمة
..........................
ويوم بعد يوم وشهر بعد شهر... ومن بعد سنين ...اشتد الظلام في السماء وتوهجت أضواء المصابيح الموقدة في الحي الذي أسكنه ،فتموجت في فكري كلمات هائلة أسكرتني كقصائد الشعر ، فسمعت وقع خطوات وتنفست نفسا عميقا ثم استغرقت بشرودي وذكرياتي ،وحلا لي حينها أن أتأوه بشيء ما ...فانطلقت آهاتي، كان الهدوء يعمّ المكان ،رحلت حينها بصمت وعدت إلى تيار سنين سارت بي إلى الوراء، عندما تذكرت رسائل الحب تمنيت لو أني أظل طول العمر بين اليقظة والحلم فتوقفت عند فؤاد حياتي واستيقظت من مكاني ورسمت اتجاهي في علاقة أمسي بيومي وغدي، متعجبة يا ناهد كيف تذكرت معك عن مرحلة من مراحل حياتي في هذا السؤال ، ربما لأن الشعر مشاعر وأحاسيس !! وكنت حينها في أوج اندفاعي وحنيني ورومانسية حروفي ،علمت حينها أن الشعر الذي لا أكتبه ولا أنظمه قد زحف إليّ ليخرج من أضلعي، سبحان الله يا ناهد طاقة وقد سكبتها في كلماتي ورسائلي ،وفكرت أن يكون سؤالك رسالة أجيب عنها لأصل إلى فارس أحلامي وكلماتي....إلى شاعري ..فقررت وقررت ووجدت نفسي أترجى قلمي بأن يستدرجني إلى إجابة سؤالك والذي هو بالحقيقة ..الحقيقة ..شيئا ما صعب ، فأنا أميل للحروف المنطلقة ورسائل النثر،لذا جعلتك من ضمن رسائلي وذكرياتي وقصصي التي قصصتها لك بموقف بالأمس ، فأخذت أبحث عن كراستي من جديد تماما كما كنت أبحث بالسابق وعن محبرة لقلمي ، يا لغبائي ..نحن في القرن الواحد والعشرون، في عصر التكنولوجيا... لما أبحث عن قلم و متصفحي من أمامي، آه عرفت لقد كنت أكتب رسالة وخفت أن تُمسح كلماتي التي كتبها ، وفعلا حصل ما كنت أتوقعه فقد ابتلع المتصفح إجابتي ، وعدت من جديد بحماس أكتب ،لذا يا ناهد أريدك أن تقرئين إجابتي بهدوء وحماس حتى تحكمي بعدل على إجابتي وإني لأتمنى أن تعجبك فتهديني قبلة ووردة حمراء
تعرت الصورة وانزاحت من أمامي الستائر كان شيء ما يشدني إلى خيالي ،فرفعت عيني المنتكسة لألتقط حروف تتسلل من عبر رموشي المسدلة ،وإذ بالثرية تعكس نورها إلى السقف وينتشر الضوء بشكل دائري حتى أخذت تقل الإنارة..شيئا ...فشيئا .. إلى أن وصلت إلى زوايا الحجرة الأربع فانقلبت إلى ضلال ،وتخللت الثرية الضخمة خيوط مشعة تؤهلني للبداية ...بداية ..تنبع من بئر أسرار الشعراء
احترت كيف أشكل ألوان لوحتي حينها تأهبت على العزف بإجابة مقابلة لصورة سؤالك ،ووضعت مفتاح كلماتي في ثقب حروفي لأجعل منها عقد من اللؤلؤ المنظوم وتمنيت أن يظل عمري بين اليقظة وحلم القصائد ،فبدأت بعزفي الأول وحدقت مليا واعتصر فكري كلماتي فسبحت في بحر القافية والنظم، وإن للشعر يا ناهد أسرار عميقة ليس من السهل الغوص في أعماقها
فأبحرت في سفينتي وشددت رحالي وتذكرت شوقي وحنيني، وبدأت أحلم بالوصال معك مقتربة إلى خطاك وانتظرت ليلا طويلا لعل الأنفاس تسكن جدار كلماتي فتنطلق الحروف لتستجير قصيدة من القصائد وتسكن بيت من البيوت الساكنات، كنت حينها برفقة نسيم الهواء الدافئ ،وكانت الدهشة لا تزاول حلمي البعيد ،وبدت أرجوحة إجابتي كمسافر مودع لتوه أحبته وأصدقائه، فخطوت خطواتي الأنثوية الرشيقة وملأت الفضاء بألوان مثيرة ،عندئذ أخذت أشرب من كل الأنهار ،فاقتربت وازدادت دقات قلبي وربط الارتباك لساني ،وغدت مشاعري تتشبث بين ضلوعي وسمعت صوتا هادئا وكأنه صوت ملاك جاء من عالم آخر ،وانفك لساني يا ناهد لصوتك الهادئ وسؤال العشاق
وتطلعت من بعيد بهدوء وراحة ....وتوكلت على الله.......
بالهواء يصفق باب حجرتي فارتعشت وانتعشت لنسيم أتى من النافذة ...فتركت كلماتي ودفعت الباب وعدت لك فهل مللت الانتظار أعلم يا ناهد أني ثرثارة ..وإني والله أقرأ في هذه الأيام رواية ثرثرة فوق النيل وأنا الآن أثرثر من فوق شرفة الشعراء
فاستسلمت للحظات سكون الليل، لعلني أكتب وتتنشط ذاكرتي ،ومزجت الألوان بريشة أناملي لأفرش بساط الحروف وتوقفت عند حدود التذوق لفن الشعر لهذا الفن الراقي والبديع آملة بأن أجيد كل شيء
ولا أعلم لما حلمت حينها أن أكون راقصة باليه على أنغام قصيدة وحلمت أن يغني لي شاعر فأهيم وأحلق برقصتي وخيل لي أن هنالك صوت مخملي يخرج من قلب عاشق وسألت نفسي.. هل الشاعر عاشق والكاتب خيال يسافر إليه ؟هل يسافر إلى أوطان القصائد !!حقا يا ناهد احترت من أين تنبع أحاسيس الفن
!وإلى أين تذهب وأين تقع مواطنها !! شردت بذهني واقتربت للحقيقة ، عندما تذكرت- امرئ القيس- ومجنون ليلى ...والحب والهذيان والشعر العذري ،وعندما أغمضت عيني سمعت أنفاس شاعر الإبداع والمرأة نزار قباني وإني لأشعر بأني أميرة شعره وحبيبته ألا تشعرين بذلك يا ناهد كم هو هائم بالمرأة ولكن هل المرأة ريشة الشاعر أعتقد ذلك وإلا ما وجدنا الشاعر بالعزل هائم والشاعرة بدمعتها الحمراء تعاني الهجر والمآسي قد يكون وقد لا يكون فهو مجرد تخمين لا أعممه ولا يحق لي أن أعممه على ساحة الشعر ،فالشاعر والشاعرة وحي لا تستطيع أي روح تكتبه إلا إذا إن كانت عاشقة تعيش آلام العالم بأكمله خاصة الوطن العربي مستسلمة لها خاضعة، حينها تشكل القصيدة هوية الشاعر من قبل أن ينظمها .. وما أعني هو أن الشاعر يولد عاشق ثم ينظم القصائد، أرأيت كم هو الفن بديع بل إنه من أعجب العجائب يكفي أنه قد أنطق الطبيعة وخفق القلوب فكان نبض الأحاسيس ، وهطل الشعر بأمطاره على ليالي العشاق ...فتعجبت لحرفي كيف يعشق الشعر و الليل والمطر ...!
وتطلعت من بعيد بهدوء وسكينة- وتوكلت على الله -بأن أخوض معركة الشعر والشعراء فأعيش بينهم وأسألهم عن سر شعرهم من أجل الغالية ناهد ...
أتسائل لما تلك المقدمات التي لا يجف منها قلمي هل هي اصطياد للقارئ؟قد تكون..أم هي اصطياد لنفسي لأخوض عالم الأدب والمعلومات ؟أم هو الحوار الذي أتحدى به نفسي ؟ حقا دوما أتعجب لإسهاب إجاباتي !ولكن قلمي يعذب كلماتي ببوحه عن التفاصيل التي أتنفس بها وألتقطه معك الآن يا ناهد ...والله إن قلمي جريء لا يخاف أن يفر منه القارئ رويدك يا قلمي ...لا نخف فناهد حليمة .....وهي ستكون متفهمة لإجابتك...ها هي تهمس لي الحق معك يا-خولة-
يقال أن الرمز في القصيدة يعود لإكراهات
اجتماعية وضغوط سياسية
هل توافقين على هذا المبدأ وما رأيك فيه ؟
سادت أدبيات- العلاقات الدولية -العديد من المفاهيم والاتجاهات والآراء فعكست بيئة التفاعل الدولي، فبعد أن كانت مفاهيم الصراعات، والنزاعات الثورية، القمعية سائدة طوال قرون عديدة بسبب الظروف الدولية التي جسدتها الحروب العالمية، ظهرت مفاهيم أخرى مثل التعاون، السلم الدولي، الانفتاح الرفاهية، الديمقراطية تسود لكي تعبر عن واقع جديد يعكس جنوح المجتمعات الدولية إلى تحقيق الأمن والسلم الدوليين وتتطلع إلى مزيد من التقدم والازدهار. وأنا أتحدث عن الشعر ومكانته عامة
وإن كنت سأحاورك عن الرمز الذي جعل للقصيدة أسطورة نستطيع أن نتعامل معها قديما وحديثا على حد سواء ، سأحاول أن أبسط لنفسي ولك الخوض في نطاق الموضوع ...إذا كان الرمز هو ما يمثل الإنسان حيث يشكل طابعه التنفيذي فهو يرتبط ارتباط عشوائي بالشيء الذي نمثله ...وبما أن الأسطورة ترتبط بالرمز لذا هي شكلت لدا الشاعر الجاهلي المحرك لإبداعه كونها أسطورة ،فتكمن قيمتها الشعرية في أشكال مترسبة على أنماط من التفكير كانت ولا تزال صالحة فلو نجرد الشعر الحديث من بعض محتواه في النهاية يبقى الرمز والأسطورة والمنهج لذا أرى أن
الرمز يساعد على تذوق القارئ للقصيدة ويدعو للقيم الفنية وعلاقتها بالأسطورة قديما وحديثا ،وإن هناك تقنيات يجب أن يتبعها الشاعر ليخوض إلى الفن الذي يرمز للقصيدة وعلاقتها بالشاعر وإن أهمية العمل الفني من حيث علاقته بحياة الفنان وحاجاته العميقة ورغباته وعلاقته بالجماعة والمجتمع لهي نظم شعرية قديمة أو حديثة...سواء كانت ضغوط اجتماعية أو سياسية
معظم الشعراء كقناع للإبداء يتراءون خلفهم و لا يستطعون أن يجهروا بهذه السياسية في ظل هذه النظم السياسية التي لا تسمح لهم بالجهر بهذه الآراء بخاصة مع غياب الديمقراطية الحقيقة والرمز هنا يعتبر معادل فني يربط بين الواقع ورمزية الشاعر أن يعمل على استشراف المستقبل وهو من ناحية أخرى يعتبر معادل تعويضيا لعدم قدرة الشاعر برأي سياسي
مثل ما فعل من -أمل دنقل - في قصيدة دنقل وكلمات سباركوس - بدر شاكر السيابي -في قصيدة- أنشودة المطر-
وصلاح نظمي في مسرحية -مأساة الحلاج - والتي تتكون من جزئين.
. الجزء الأول: "الكلمة" والجزء الثاني:"الموت" مرحلة كان فيها الأدب العربي يعيش أحلامه القومية مع المد الناصري وكانت الرموز السائدة هي تموز وأساطير البعث و الفرعونية والفينيقية والبابلية.
وقد انضم -السياب- إلى الموجة الشيوعية والتي انعكست على شعره فاتسم بالبعد عن مقتضى الإيمان ثم حدثت بعض المفارقات التي أبعدته عن الفكر الشيوعي فقد كان طريدا من قبل الحكومة
اتخذ -بدر شاكر السياب- من "المطر" رمزا واسعا قادرا على حمل هواجس النفس الإنسانية . فيتخذ الشاعر من موطنه العراق حبيبة يتغنى بها ويتمنى أن يعم وطنه الخير والخصب والنماء منطلقا من همه الفردي الخاص إلى عرض بعض الهموم الاجتماعية مثل : الفقر والجوع على الرغم من وجود الخير الكثير في بلده .
ذكريات الشاعر الجميلة :
كأنَّ أقواسَ السحابِ تشربُ الغيوم..
وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر...
وكركرَ الأطفالُ في عرائش الكروم
ودغدغت صمتَ العصافيرِ على الشجر
أنشودةُ المطر
مطر
مطر
مطر
ظاهرة : وتتمثل في المحسنات البديعية والمتناقضات .
خفية : تتمثل في حسن اختيار الألفاظ الموحية التي تعبر عن الحالة الوجدانية ، والمتواليات الصوتية التي تحدث إيقاعاً يتوافق مع الجو النفسي والصور الحية الرائعة وترتيب الأفكار مع صدق العاطفة وقوتها
إذا الفن يرمز لنسيج تجربة إنسانية في نماذج ممتعة ذات معنى ولهذا نجد الكثير من الأعمال الأدبية
ولولا وجود الناقد الذي يفسرها لا تفهم ، فهو يقيمها على وجه يحقق الرضا الجمالي في النفس فمن هنا كان الأساس الذي انطلق منه كل منهج نقدي مهما اختلف مجال بحثه ،ومن هنا لعب المنهج الأسطوري الرمز والذي يمثل هذا الدور عند البعض وليس الجميع ،لأن منهم من استخدمه لخدمة أغراضه الخاصة بعيدا من محتواه خاصة في مجال الشعر في ظله الاجتماعي السياسي
..........................................
- هل القصيدة عندك تجديد للذات وانعكاس
لما يجري في دواخلك أم هي تاريخ يعيد نفسه ؟
إن القصيدة العربية الحديثة تخضع للنظم الصوتية على مسافات زمنية وتشمل عنصر الحركة والتنظيم معا فهما يمثلان إيقاع يشتمل على عنصري الحركة والتنظيم وفي ضوء هذا فإن الشعر ليس قسيما أو مقابلا للنثر كما انه ليس خرقا أو انتهاكا له ـ بل هو خرق للكلام العادي ـ انه تشكيل جديد يمثل خلقا ليس بالقياس الى شيء موجود مسبقا، وإنما له استقلاله الذي يتجاور معه، ويختلف عنه في آن، أن النثر هو الآخر خرق وانتهاك متعمد للكلام العادي .
إن الشعر العربي شهد تحولا بدء بالتيار الإحيائي و مرورا بالاتجاه الوجداني وصولا إلى الشعر العربي الحديث الذي يعد انعطافة شعرية نحو التجديد ؛نتيجة مجموعة من العوامل أسهمتها الأحداث والأزمات السياسية والثقافية و الاجتماعية ،و على رأسها نكبة فلسطين و الانفتاح على أفاق معرفية غربية ؛مما افرز موجة إبداعية تعيد تشكيل العناصر الفنية و الجمالية بالتوفيق بين الوحدة العضوية والتناسق الموسيقي مع توظيف الانزياح والرموز والأساطيرلتشكيل موضوعات و ر ؤى حضارية وفلسفية جديدة على يد:
(نازك الملائكة ،بدر شاكر السياب ،محمود درويش)
ورغم كل ذلك فالإنسان الشاعر، والمناضل الثوري، الذي يبحث عن موطئ لقضيته في أسماع العالم، لم يقف مكتوفًا أمام الاحتلال، فكانت قصائده تصب في أسماعه نارًا وحممًا، بعد أن زج بنفسه في معركة المصير، فأدى به ذلك إلى دخول تجربة السجن، هذه التجربة التي صقلته وأمدته بمفردات جديدة، سببها أنه أصبح يرى الوطن والعالم من خلف القضبان، ومن كوة صغيرة؛ كجرح في جدار مظْلم. يقول درويش:
إن السجن يرغم المرء على المراجعة والتأمل في كل شيء. وكون السجين مقطوعًا عن العالم الخارجي ومحرومًا منه يجعل ارتباطه العاطفي والفكري به أكثر التحامًا وحميمية
وكما قال الأستاذ طلعت سقيرق في حواره
الشاعر "طلعت سقيرق" ل"تحولات": أنا عاشق دائم.. وأبحث عن التجديد
الجديد في شعرنا الفلسطيني كثير وهو لا يتوقف عند جيل محدد . الحداثة مستمرة مع استمرار الحياة . مفهومنا للحداثة هو الذي يعطي ما نريد من هذه الحداثة أن تقدم . شعراء القصيدة الفلسطينية كلهم يكتبون الحداثة . كل جديد يتطلب تغييرا في مبنى القصيدة قد نسميه حداثة . البعض يظن أن الحداثة ترتبط بقصيدة النثر. طبعا هذا خطأ . فالحداثة ليست شكلا أو ما يشبه الشكل ، هي منظومة كاملة تدخل في كتلة القصيدة والفن . كل شاعر هو شاعر حديث إن قدم تجربة عصره بصدق . وهو متخلف إن ابتعد عن هذه التجربة ومفهومها .
إذا الشعر الجديد لم يلغ الوزن ولا القافية، لكنه أباح لنفسه ... أن يدخل تعديلا جوهريا عليهما لكي يحقق بهما الشاعر من نفسه وذبذبات مشاعره وأعصابه ما لم يكن الإطار القديم يسعف على تحقيقه . فلم يعد الشاعر حين يكتب القصيدة الجديدة يرتبط بشكل معين ثابت للبيت ذي الشطر وذي التفعيلات المتساوية العدد والمتوازنة ، وكذلك لم يتقيد في نهاية الأبيات بالروي المتكرر أو المنوع على نظام ثاب
إن عملية الإبداع ترجع في الحقيقة إلى عملية واعية يقصد إليها الشاعر، وهي نتاج عملية جدل بين الذات ت وموضوعها . وأعني بالذات ـ هنا ـ الوعي الإنساني المقصود القار في أعماق الإنسان، وأن الموضوع يقع خارجها، مهما كان نوعه وشكله، وإن الذات في أثناء تفاعلها مع موضوعها تحدث حركة جدل يتم من خلالهما وعي للذات ولموضوعها، ويعبر الإنسان عن هذا بطرائق كتابية مختلفة، شعرا، تاريخا، فلسفة، وقد تكون محصلة الجدل ـ هذا ـ وعيا ناقصا وبسيطا، ومن ثم لا يقدم سوى نتاج هزيل، وقد يكون التجادل عميقا يسهم في التأثير بين طرفي الذات بموضوعها، تأثيرا بالغا .
إن الوعي في حالة إبداع النص الأدبي يلغي الترتيب التي يتم تأكيدها في مواطن أخرى من الكتابة، لأن الشعر ليس وصفا وتحليلا، وإنما خلق، والخلق لا يلتزم بترتب مسبق، وإنما يخلق إلى ترتيب خاص به، وهي وليدة جدل عميق بين الذات وموضوعها، والجدل
دعمت وحدة القصيدة العضوية هذه النواة الدلالية، فلا يملك كل بيت قيمته إلا من خلال الذي يتقدمه والذي يليه، وهي سمة عوض بها الشاعر الوجداني تعدد الأغراض سعيا وراء خدمة مضمونه الشعر.
الشعر يعمد إلى إبراز تفاعل الذات مع الموضوع المرتبط بنفسيته محاولا وضع المتلقي أمام مأساته، ولعل هذا ما يوحي به معجم قصيدة الشاعر من خلال الألفاظ المستعملة
والتاريخ ..لذا تنعكس على القصيدة النثرية والشعر الحر.إذا القصيدة هي ب تجديد للذت ر من خلال المخزون ،وأنا من مؤيدين التجديد لأن لكل عصر له إبداعه وليس معنى هذا أني ألغي التاريخ بل العكس أنا أقرأ الشعر الحر وأجد فيه مسحة شعرية قد تصل بي أحيانا للقديم على الرغم أني لست من مبحرين الشعر
لذا نوعا ما نجد أن القصيدة تكمل صورة تتجاوز حدود البعد الجمالي الذي ساد في القصيدة الإيحائية لتغدو أداة للتعبير عن الذات