[بغداد سايح]

لقدْ شيّبَتْني الأرضُ فالعيشُ أصعَبُ
ومثلي صغيرٌ بِالعباراتِ يلْعَبُ
حُروفي كألعابي إليَّ رميْتُها
فَمَنْ داخِلي داسُوا الطفولةَ.. أرْعَبُوا؟
وما طمَعي إلّا بِشرْبةِ فرحَةٍ
فلا أنا يا درْبَ المطامِعِ أشْعَبُ!!
تمزّقَتِ الدنيا أطلَّ خِداعُها
فأصدقُها يَسقي الصخورَ ويَتْعَبُ!!
#أبوعبدالرحمان

[بغداد سايح]

بالأصفرِ الذهبيّ اسْتُنبِتَ الأسَدُ
مِنْ صخْرِهِ لِتُردَّ العيْنُ فالحسَدُ
كانَ اخضرارًا لأفكارٍ مُشتّةٍ
واليومَ أمْسى بنبضِ الشمسِ ذا الجَسَدُ!!
وإنما القومُ بالألوانِ زاهيةً
فإنْ همُ اسْتُقْبحتْ ألوانُهمْ فسَدُوا
فاختَرْ نقاءكَ لوْنًا لا رسَمْتَ بهِ
إلا شموخَكَ بينَ الناسِ إذْ كسَدُوا...
#أبوعبدالرحمان

[بغداد سايح]

ضوءٌ تدفّقَ.. تلكَ الروحُ منْبَعُهُ!!
فِينا إلى الأمَلِ الألوانُ تتبَعُهُ
يُروي النفوسَ حكاياتٍ ويُطعِمُها
والنفسُ تهزمُ جُوعًا.. ليسَ تشْبَعُهُ
كالطفلِ يركُضُ في أنفاسِ والدةٍ
حتّى أشارَ إلى الأحلامِ إصْبَعُهُ
الابتسامةُ والدنيا ومهجتُهُ
ورقصةُ الغدِ للأمجادِ أرْبَعُهُ
#بغدادسايح

[بغداد سايح]

أيا نَفْسُ اسْكُبي حُبًّا أريقي
سيَحْلو مدْحُ مَنْ أهوى بِريقي
حبيبُ الناسِ نُورٌ فوقَ نُورٍ
إليْنا عادَ بالخيْرِ الطّريقِ!!
ولولا حُبُّهُ يَسْقي قُلُوبًا
لعَاشتْ بيننا أقسى حرِيقِ
صلاةٌ ثمَّ تسليمٌ طويلٌ
على بدْرِ الرؤى نبْعِ البَريقِ
#بغدادسايح

[بغداد سايح]

قلوبٌ كما التاءاتُ تُفتحُ تُربطُ
بحُبِّ الذي عِشْقًا لهُ نتأبَّطُ
ونرقُصُ مِنْ شوقٍ إليهِ كأنّنا
نوارسُ في بحرِ الرؤى تتخبّطُ
لنا الماءُ تُرخي صوْتَه كفُّ موْجهِ
على ساحلٍ حُلْوِ الصدى ليسَ يُحْبَطُ..
وما النبضُ إلا خفقةُ الوقتِ بيننا
بِمقْياسِها كلُّ الحكاياتِ تُضْبَطُ!!
#أبوعبدالرحمان

[بغداد سايح]

وطنٌ تُقبَّلُ -إنْ مشى- قدَمُهْ
هوَ سيّدٌ وجميعُنا خدَمُهْ
نبَضاتُهُ نبَضاتُنا فإذا
فُتِحتْ بنا فِلَذٌ أطلَّ دَمُهْ
الشامخاتُ بِغيْرهِ حجَرٌ
والكونُ دونَ وُجودِهِ عدَمُهْ
مَجْدًا يعودُ إلى ملاحِمنا
حتّى يُحاصرَ دمْعةً ندَمُهْ!!
#أبوعبدالرحمان

[بغداد سايح]

تُحطَّمُ أعمارٌ نَسيلُ دقائِقا
وتُولدُ أيّامٌ نصيرُ عَقائقا
وتطبَخنا كفُّ الحياةِ عصيدةً
ويجمعُنا كيسُ المنون رقائِقا
مشاكلُ.. مأساةٌ.. مَصائِبُ.. أدمُعٌ..
قدِ اتّخذتْ دُنيا الهمومِ شقائقا!
فما عمِيَتْ عنها العيونُ ولا النُّهى
إذا نزفتْ كلُّ الجِراحِ حقَائقا..
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

إذا أنتَ لمْ تزرعْ منَ الشِّعْرِ مَوْزونا
فلا تندهِشْ لوْ هبَّ قومٌ يُعزُّونا
قتلتَ اللُّغى الأحلى.. أباها وأمَّها..
وألقيتَ حرْفًا في المتاهاتِ محزُونا
وأبكيْتَ جدَّ المفرداتِ بكسْرِها
وحينَ انتهى الإعصارُ قُلتَ: أجِيزُونا!!
وأسْرفتَ في ثقْبِ الفصاحاتِ كُلّها
فهلْ بعْدَ هذا الثقْبِ أبقيْتَ مخْزُونا؟
#بغدادسايح
#مقصودة

[بغداد سايح]

يا قُدْسُ غيّبتِ الشموسُ مُلوكا
ذابوا إذِ اتّخذوا الهوانَ سُلوكا
الذلُّ لُقمةُ عيشِ مَنْ يئِدُ اللُّغى
بينَ النُيوبِ كقطعةٍ لِيَلُوكا
يا مَسْجدًا أقسى عهدتُكَ رافِعًا
كَفّينِ مِنْ دَمْعٍ إذا خذَلُوكا
أقسى وأقصى ما تخيطُ إجابةٌ
صمتٌ طويلٌ حينما سَألُوكا!!
#أبوعبدالرحمان

[بغداد سايح]

بنُباحِ لَيْلٍ لمْ تُبالِ قَوافِلُهْ
هُوَ شاعرٌ والمُفرداتُ جَحافِلُهْ!!
تقفُ المعاني حينَ يُطْلِقُ بوْحَهُ
وتطيبُ بالقولِ الشذيِّ مَحافِلُهْ
ألفاظُهُ بالذكرياتِ توضّأتْ..
شِعْرًا تُصَلّى في البديعِ نَوافِلُهْ!!
فإذا تيتّمَ في القصائدِ حرْفُها
نطقَ ابنُ قافيةِ النّدى: أنا كافِلُهْ
#أبوعبدالرحمان