رد: رسالة إلى صديقة
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px inset sandybrown;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]صديقتي يامن تعودت على رفرفتي قريبة وبعيدة وفي كل حالاتي؛
كنت أقول جاء المـطر ولم أرتب المشاهد والصـور وكنت أقول: رفقاً.
كنت أقول صباح الخير والزنابق أحلى وهي تتفتح شمـوسا وكنت أصنع فراشاتي من ابتسامات حُبٍّ شحيحة من العالمين أعالـجها وأرممها كي لاتخذلني.
لكني عجزت.
كأي آلـة بقلب يُراد له أن يكون مضخة وفم يشتهي السامع برمجته خرست.
أنا التي صنعت ذلك الغول الذي يأكل أصابع حبيبته، ليـتني ماكتبت.
كيف تكون امرأة جميلة طول الوقت ورائـعة إلاَّ إذا أفرغت من روحها الحب وسكبت من وقتها عذوبة في قلوب الآخرين؟
''هاتِ مزيداً وتعلقي بذيل السحاب؛ العواء يطغى ،مات آخـر جندي من الكتيبة الخامسة وطبول الوحشية جُنَّت...''
ظننتُ أنني سأبارك من يرتشفون عطر الحياة من قلبي، واكتشفت أنهم يهوون تزوير الرائحة وغش الحواس وحواسي العنيدة تتمنع عن خداعي.
لم أأبه أبدا لأوصاف تُلصق بي .قيل أني لاأطوى ولاأُلاك وقيل أني رائعة لكني رفضت أن أصير مومياءً،ورفضت تحنيط الأشياء لم تستهوني يوما الأرشفة. رميت الكلام ببصماته وتداعياته في سلال المهملات.
أي ثقل يجرني إلى القعر ليغرقني. أي كلام وأي أحداث وأي شيء؟
لو كان عندي أرشيف أعترف به ربما لكنت بحثت.
اقتسمت قبلة الصباح وجنيت حروفا شحذت حوافها.وماتبقى عندي هو النائم الآن بداخلي ، قد يصحو أو يجعل سريره نعشه وأكون طويت الأجنحة .
يبكي الرِّهـان علي يندب حظـه فليبكِ ولتختنق قصيدة في جلباب قصيدة .
لن ينتشي مسافر بمصادفة عيون تبتسم بل يدخله برد المحطة وعينه تقع على رماد امرأة بعيون عسلية وشفتين كتمتا لحن الحياة...
يخنقني صمت يَجْرِي دموعا ويصمت اختناقا.
أشتم رائحة الكـاكاو علي أناشدها أن تمسح الندوب داخل الخلايا وإن كان هناك غولٌ يأكل الندم من أصابع مدهونة بزبدة الكاكاو فليأكل ندم أصابـعي، ليتني ما كتبت!
ليتني ماكتبت من سطوري هذه غير مباركتي لأيلولك وجُمْلة نوتاتها تغني: '' بتعرفي شو الحلو فيك؟
إنه كل مابيجي أيلول بِيْلاقيك ''.
صديقتي خذي الزهرة البرتقالية مني وغصن أمنيات أخضر واتركيني أضع نوتة صامتة.
Nassira[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
|