[بغداد سايح]

وليسَ منَ الأمجادِ غرْسُ المخالِبِ
فمَجدُ أُسُودِ النُّورِ قطفُ المطالِبِ..
ومَنْ عاشَ ليْثًا لا كلابَ تُحِبُّهُ
ولو صارَ عَظْمًا في غدٍ مُتَكالِبِ!!
أرى مستحيلاتِ الحياةِ جميعها
مساواةَ آسادٍ أخَسَّ ثعالِبِ
فلا تُنْبِتُ الغاباتُ فيها ضِباعَها
ولكنّها تنمو بها كالطّحالِبِ
#أبوعبدالرحمان

[بغداد سايح]

مُعلَّقٌ في غصونِ الدهشةِ القمَرُ
كأنّما ملَّ مِنْ أشجارهِ الثمَرُ!!
وليسَ تقسِمُ أنوارًا بشاشتُهُ
فلا عدالةَ إنْ لمْ ينبعِثْ عُمَرُ
يدوسُ فينا ظلامَ الظُلْمِ.. هلْ هطَلَتْ
معَ البرايا سماءُ الخيرِ فانْهمَروا؟
وهلْ تخونُ دروبُ الصمتِ ذا لغةٍ
من الضياءِ؟ بهِ طافوا وما اعتمَروا!!
#أبوعبدالرحمان

[بغداد سايح]

كمْ فتاةٍ في أمِّها تتحكّمْ..
تدَّعي حُبَّها.. هلِ الحُبُّ يُرْكَمْ؟
قدْ تُغنّي: "بها ستحْلو حياتي"
ذوَّبتْها كَسُكّرٍ.. تتهكَّمْ!!
أمَّهاتٌ كمْ عِشْنَ حُزنًا طويلًا
كمْ لبسْنَ الأسى وكمْ مِتْنَ.. كَمْ.. كَمْ..
دمعُهنَّ الفصيحُ يجري حُروفًا
ما شقَقْنَ القلوبَ فالنبْضُ أبْكَمْ!!
#أبوعبدالرحمان

[بغداد سايح]

أمَا رأيتَ دموعَ الرملِ يا جَمَلُ؟
بكى خُطاكَ فأنتَ المُنقِذُ.. الأمَلُ!!
فلَمْ يعُدْ لفِراقِ النخْلِ مُتَّسَعٌ
ولمْ يعُدْ ألَمُ الصحراءِ يُحْتمَلُ
وكمْ منَ الناسِ عنْ أوطانهمْ رحَلوا
قلُوبُهمْ في ثراها المُرِّ.. ما العمَلُ؟
وإنَّما الأُممُ الأوطانُ إنْ نقُصتْ
أوجَاعُها اكْتمَلَ الإحساسُ واكتمَلُوا..
#أبوعبدالرحمان

[بغداد سايح]

لا زادَ راتِبُهُ ولا ابتَسَمَ المطَرْ
والحُلْمُ أضيَقُ: فِرقَةٌ+لعِبٌ=قطَرْ!!
كمْ غافلٍ رضَعَ الأكاذيبَ انتهى
بين المذلِّةِ والمآسي فانْشطَرْ
والوهْمُ يقذفُ قلبَ صاحبِهِ إلى
ما تشتهيهِ منَ القُلوبِ يدُ الخطَرْ!!
هلْ باسَ مُقلتَهُ وعضّضَ أنْفَهُ؟
ما كانَ يقطفُ حقَّهُ بفمٍ بطَرْ...
#أبوعبدالرحمان

[بغداد سايح]

وبعضُ الناسِ مِنْ ذهبٍ وجوْهَرْ
على زرعِ السرورِ هناكَ تسْهَرْ
وبعضهُمُ جراثيمُ المخازي
بأعيُننا نراها دونَ مِجْهَرْ
فلا يغْرُرْكَ يا ولدي لسانٌ
أتى حُلْوًا إليكَ بِحُسْنِ مَظْهَرْ
فإنَّ وراءهُ أقسى فِخاخٍ
أليسَ بألسُنِ الأغمادِ نُقْهَرْ؟
#أبوعبدالرحمان

[بغداد سايح]

وأشدُّ ما طعَنَ البطونَ الجوعُ
هوَ خنجرٌ وقتيلٌهُ موْجوعُ!!
فإذا أصابَ منَ القليلِ فكثرةٌ
ولهُ إلى كبِدِ الفقيرِ رُجوعُ
ما كانَ يسمعُ طائرًا متألِّما
لمْ يُرخِهِ نغَمٌ بهِ مسْجوعُ..
الجوعُ يعبثُ بالمشاعرِ كُلّها
ما طابَ للغدِ حينَ عادَ هُجوعُ.
#أبوعبدالرحمان

[بغداد سايح]

الماءُ بالعطَشِ المُنادي يُعْرَفُ
والدمعُ أجملُهُ الذي لا يُذْرفُ!!
فإذا رأيْتهما يسيلانِ اتّخِذْ
لغةَ السفائنِ.. تلْكَ دُنيا تُجرفُ
واهْرُبْ بصمتِكَ لا تدعْكَ مُثرثِرًا
إنّ السكوتَ من التكلُّمِ أشْرَفُ
لوْ أنَّنا شجَرٌ تمَدَّدَ ظِلُّنا
همْسًا يُبَارِكُ حكمةً أوْ تُغْرَفُ..
#أبوعبدالرحمان

[بغداد سايح]

وضعتُ بجانبي قمَرًا لأُبْصِرْ
فكيفَ أراكَ يا وطَنًا مُقَصِّرْ؟
أُجَزْئِرُ فِيَّ أهرامَ المعاني
ونيلَ رؤًى فأوْراسًا أُمَصِّرْ
ولستَ تُحِبُّني بلدي ولكنْ
أحبّكَ مُسْلِمًا بغَدٍ يُنَصِّرْ!
ستشرَبُ نبْضتي دَوْمًا فقلبي
هناكَ قطفْتَهُ مِنّي لأعْصِرْ..
#أبوعبدالرحمان

[بغداد سايح]

لسمائها أحْكي روائِعَها
وأعُدُّ للمعنى صنائِعها
وأبيعُ في أحداقِها قَمَرًا
وأبيعُ رُوحًا لسْتُ بائِعَها
أمُّ الأنيسِ حُقولُ ذاكرةٍ
بالحُبِّ تُطعِمُ فيَّ جائِعَها
ومنَعتُ هذا الحرفَ مِنْ غزَلٍ
ويظَلُّ قلبُ الشِّعرِ طائِعَها!!
#أبوعبدالرحمان