رد: عش رشيد الميموني الدافئ
[align=justify]بالأمس .. شدني الحنين إلى عشي الدافئ وشعرت لأول مرة بحزن يشوب هذا الحنين .. وتساءلت هل أعود لوحدي ؟ ... قد يبدو هذا تساؤلا غريبا في الوقت الذي بدونا - أنا وحليمة - أقرب إلى بعض ونحن نتوجه نحو الشاطئ . ربما لمست منها في بداية الأمر نوعا من الرغبة في التملك .. تملك كل شيء يخصني .. حتى أفكاري صارت وكأنها تريد قراءتها قبل أن أبوح لها بها بل وتطويعها حسب مشيئتها الخاضعة لنزواتها .. وربما كان لطبعي المتحرر من أية رقابة أثر في الشعور بهذا الحنين المشوب بالحزن والرغبة في الانفراد .. بل كنت أشعر أحيانا بالخوف من هذا التسلط الذي بدأ يكبر ويصورني عصفورا حبيسا .
كنا نمشي صامتين ، ولا يسمع إلا وقع خطواتنا على الحصى في حين بدأ يتراءى لنا الأفق الأزرق .. كانت مشاعري متضاربة وذهني مشتتا في الوقت الذي بدا السهوم على حليمة وهي تتطلع إلى البحر وكأنها تستدني الوصول .. هل قرأت ما يدور بخلدي ؟ هل تخبئ لي مفاجأة ؟ صمتها لا يشي بذلك ، لكنه أيضا يقلقني .. فقد اعتدت على أن تسألني عن أشياء عدة مرات أو تطلب مني قراءة ما نظمته من أجلها من خواطر ، بل أحيانا كانت تستلذ بأن أعيد لها حكايتي مع غادتي الأولى وملحمة عشقي معها هناك قرب عشي الدافئ ..
الآن لا شيء من كل هذا .. حليمة صامتة وأنا في قرارة نفسي أدعوها ، بل أتوسل إليها بأن تقول شيئا .. كنت أناديها وأعيد لها قصائدي وخواطري وكأنني أتخيل أن صداها سيصل إلى قلبها حين كانت تلتفت إلي فجأة وتحدجني بنظرات غريبة لم أعهدها من قبل .
ننحدر بسرعة وكأننا نهفو لنهاية لهذا الوضع النشاز والغريب معا .. هل سيكون للعجوز يد في إعادة الود بيننا أو على الأقل إسداء النصح لنا ؟.. حتى ولو كان بالفراق .. المهم أن ارتاح من هذه الحالة التي صارت تتعبني جسدا ونفسا .[/align]
|