[quote=خولة الراشد;148485]
هذا الحوار الذي شهد له الجميع بنجاحه وامتيازه ، وذلك الجمال البليغ والحسن، الذي نلمس فيه التناسق العجيب والذكاء المشع ، من حيث الأسئلة المتميزة ، أو من حيث ينبوع الإجابات السلسة المختصرة الذكية ، لشاعرنا... (شاعر الأرز والحب والسماء )... فكان الحوار له قوة وطابع مميز ...إنها اللمسة التي أضفتها الأستاذة الرائعة نصيرة تختوخ .. على أوراق الشاعر عبد الكريم سمعون ،
والتي جعلتني أضيف المزيد من الأسئلة ، فألحق بآخر قطار.. وذلك إن سمح لكما وقتكم الثمين ..........
*********
1- بعيدا عن النظرة الضيقة والتكتلات السياسية والحزبية، إلى القضايا الإنسانية والمعرفية هل يمكننا رؤية أنفسنا ورؤية العالم بعمق ووضوح أكبر من خلال الشعر والأدب ؟.
2- في مقال لنبيل عودة ..باسم:
"ماذا ينبغي أن يقال عن المثقفين " يقول :
"الثقافة والإبداع الثقافي بالتحديد يحتلان حيزا واسعا من تفكيرنا كمبدعين . هل واقع مجتمعنا يتماثل مع أحلامنا الابداعية ؟ وهل استطعنا كمبدعين ان نتحول الى الصوت المعبر عن واقعنا ،الدافع لانجاز أهدافنا والمؤثر على صيرورتنا الفكرية ؟ ثم يقول"
ان صحافتنا لم تعد تشد جمهور الأدباء والمثقفين والقراء عامة ، صحافة يحتل الاعلان مساحتها الأعظم، وما تبقى هو حشو لمواد "لمم" بلا رؤية الحد الأدنى المطلوب من النشاط الاعلامي...ثم يقول بأن المثقفين في مجتمعنا يعلوهم الغبار والنسيان من صحافتنا وجرى "استبدالهم " بمبتدئين يفتقدون للتجربة، ومعظم ما ينشر لا يمكن تصنيفه تحت اصطلاح ابداع ادبي؟
ثم يجيب في النهاية .."ما قيمة الثقافة اذا لم تحدث حركة اجتماعية ؟ .. حركة فكرية ؟.. نقدا صريحا .. نقاشا ... حوارا .. تعدد آراء .. تعدد أذواق .. تعدد مفاهيم .. تعدد تجارب ، وتعدد تحديات ؟
وأن السياسة بانفصالها عن الثقافة تفقد توازنها. "
- ما هي وجهة نظرك لما قاله نبيل عودة ،
وما وجهة نظرك في دراسة التلقين أو البغ بغان و المدارس والكتب المنهجبة في عالمنا العربي ؟
و هل يفتقر الإنسان العربي للثقافة ؟
2 و ماذا عن مقولة" نحن أمّة نقول ما لا نفعل " ونحن "أمة لا نقرأ"
ماذا تقول عن أدب الحوار والذي نعاني منه ، وذلك من خلال الشاشات الفضائية ..من صراع.. وصراخ... وصداع ؟
3- هل التجربة العنكبوتية نافذة جديدة
للإبداع أم استكمال رسالة إعلامية لديك ؟
4 - ما رأيك بالمرأة العربية عامة... والخليجية خاصة ... و هل أدّت المرأة
دورها في الرسالة الإعلامية الصحفية ؟
مجرّد مقولة المرأة العربية يخالجني شعور بالظلم والتجني .. وأشعر بأنّ هذا الكيان لم ينل حقه يوما من الأيام ، لن أدخل بجملة النواظم والشرائع .. ولا حتى القوانين المُستمّدة أصلا من ناظم إجتماعي بالٍ وليس من الناظم الديني لأن الأديان عموما أنصفت المرأة ولو كان بشيء من التفاوت ولكن بكل أسف الناظم الإجتماعي الصارم مستمد من عقلية متخلّفة وجاهلية ومن الفهم والتفسير الخاطيء للدين ..
بالتأكيد تتفاوت درجة ظلم المرأة من بلد عربي لآخر وأجد أقصاها بالخليج العربي وأدناها في لبنان وسوريا ..
المرأة العربية لو نالت حريتها وتحررها فعلا لأختلف المجتمع العربي بكافة شرائحه لأنها النواة الأساس في المجتمع الديني المتمثل بالأسرة والمجتمع المديني المتمثل بالمدينة والبلدة ..
في العديد من الدول العربية نالت المرأة نصيبا كبيرا من حريتها كالمجتمع السوري مثلا وأصبحت تساهم في بنية المجتمع الفاعلة والمنتجة على جميع الأصعدة ومنها الإعلام والصحافة ..
أمّا في الخليج يوجد لدينا حالات او طفرات على الساحة الإعلامية والصحفية ولكن لو أخذنا الأمر بشكل نسبي لكانت النسبة متدنية جدا ..
الوسط الأدبي لا يخلو من الأديبات والشاعرات وتتميز الأديبة الخليجية عموما والسعودية خصوصا بأنها تتكلم بلسان حال الأنثى أو المرأة على خلاف باقي المجتمعات العربية فما زالت نسبة كبيرة من الأديبات والشاعرات تتكلم بلسان الذكر ..
أكون شديد الأسف حين أرى بعض الأخوات من البلدان العربية لا يسمح لها النشر بإسمها فتكون مضطرة للنشر باسم مستعار ..فهذا مؤلم حقا وهذا ينطبق على الشبكة العنكبوتية والصحف الورقية ..
الأمر يحتاج لثورة حقيقية ولا بد منها ..عاجلا أم آجلا ..
<font color="black"><font face="mudir mt"><font size="5">
5- تشهد الساحة العربية الكثير من الغليان السياسي فهل ترى أن الادباء قد ساهموا في إثراء النقاش العربي المطلوب منهم لخدمة الشعوب أم أنهم في نوم عميق
لقد أثبت المثقف العربي عموما والأديب والفنان خصوصا جبانة واضحة فيما يحصل في الساحة العربية ..
كأنه يخاف من الإدلاء برأيه .. أو كأنه ينتظر من سيفوز ليكون بجانبه ..
والسبب في أن المثقف والأديب دائما بحالة قلق وبهذه المرحلة ازداد القلق والحقيقة أن ما يحصل من حراك سياسي وشعبي لا يعتمد على المثقف والأديب ولا على الفكر أصلا بل على قوى ومقومات مادية وعسكرية وتوازنات استراتيجية وصفقات كواليسية ..
وأنا لا أستغرب أن حفّة أنف وبوسة ذقن قد تطفيء كل ما في لبنان وسوريا الآن .
وبالتالي فلا دور للمثقف والأديب لأنه مستثنى أصلا من لعبة الحراك هذا ..
فجميع الأطراف ترفض تدخل الخطاب الواعي ..
برز في بداية مايحدث في سوريا ومصر بعض رجالات الفكر والأدب ولكن لفترة قصيرة وانسحبوا أو بالأحرى لم يصغي لهم أحد لأنّ الرهان الأبرز في هذه المعادلة قائم على صفقات مادية واستراتيجيات عسكرية .. وتوازن كتل كبرى .. وجميع ما يُسمى عربي عموما ومسلم خصوصا هو بكل أسف وقود لهذه المحرقة وبيادق للّعبة .. ضمنا الزعامات والملوك والأمراء والأنظمة .. ولكن الضحية الكبرى هي الشعب البريء بكل أسف ..
6- وما رأيك بالتناقضات االتي تعيشها الحضارات عامة... والأمة العربية والخليجية خاصة ؟
ثمّة فراغ روحي وفكري تصل له الحضارات قد يتسبب لها حالة ركود وبعض حالات من الصراعات البسيطة لقتل حالة الفراغ تلك ..
وقد يتشكل هذا الركود من الوصول للذروة فأنا ادعوه ركود القمّة وهذا يحدث في حالة الوصول للقمة ولا يوجد منافس أو قطب آخر فيحدث ركود وتوقف في عجلة الحضارة ..
والحق أقول : أن هذا السؤال أربكني فعلا وما أربكني به هو لفظة الحضارات فأنا لا أعترف إلا بالحضارات الأوروبية وبعض الآسيوية ( شرق آسيا ) .. وبعض الحضارات في أميريكة الجنوبية وشمال أميريكة الشمالية ..
ونواة بسيطة للحضارة في أوسترالية تسير لتحقيق ذاتها ببطء ..
أما لو قلنا حضارة الولايات المحدة الأميريكة فلا شيء نستطيع أن ندعوه هكذا لأن للحضارة مقومات ونتاجات ..
والأغرب هو لفظ الحضارات العربية عموما والخليجية خصوصا ..
أستاذتي الكريمة أبراج دبي لا علاقة لها بالحضارة مطلقا .. ولا ملاعب كرة القدم في الخليج
ولا الأوتوسترادات الهاي واي العريضة الضخمة .. هذا جميعه سوق تصريف لمنتجات حضارات أخرى .. الشعب الخليجي مستهلك 99بالمئة ..
ربما في المغرب العربي يختلف الحال سيما في تونس ومراكش ..والجزائر بنسبة أقل ..
ولكن ما يسعى الجميع بمعونة إسرائيل والغرب هو الحضارة السورية نعم لوقلنا الحضارة السورية فهذا القول سيكون صحيحا بالتأكيد وأعني بسوريا سوريا الكبرى ..
وحدها المقومات الطبيعية السورية كفيلة بقيام أرقى الحضارات وكانت كذلك فعلا منذ أكثر من ستة آلاف سنة وهي تشهد تعاقب الحضارات وحقا هي مهد الحضارات والرهان الأكبر على سوريا الآن فلو نجح الخليج العربي وإسرائيل وأميريكة بتدمير سوريا لا قدّر الله لن تسمعي بعد ذلك بشيء اسمه عروبة ولا مقاومة ولا ممانعة ولا فلسطين ولا قضية فلسطينية ..
لا بد أنك تذكرين الملك فيصل حين أوقف ضخ النفط لإسرائيل .. وماذا حصل حينها .. أين هو الآن الملك فيصل رحمه الله وأين تلك المواقف الكبيرة لتعيد التوازن الإستراتيجي للأمة العربية والإسلامية ..
وبالمقابل مصر العروبة تغلق معبر رفح وتمنع الإمداد والتموين وأضعف المساعادت الإنسانية عن شعبنا في غزّة ..
حين نقول سوريا فإن سوريا هي الرائد العربي والقلب العربي وهي المقاومة وهي الحضارة السورية العربية .. رغم جميع ما مرت به من نكبات ونكسات ولكن سوريا لن ولا تتحطم .. بإرادة شعبها وصدق إنسانها وعراقة الفكر المجتمعي السوري وبإذن الله ..
أمّا في ظل ما تطلقين عليه إفتراضا (الحضارة الخليجية )ففي ظل هذه الحضارة بعد خمسين عاما لن يبقى لغة عربية في الخليج العربي والآن اتصلي من تلفونك بمئة فندق ومئة مطعم ومئة شركة طيران ومئة مول أو سوبر ماركة وستلاحظين أنك لن تستطيعي فعل شيئ إذا لم تكوني ناطقة بالإنكليزية ..
ولو حدث هذا في سوريا ستجدين العكس .. العربية سيدة الكلام في كل مكان ولا يحلّ مكانها غيرها من حيث لا ندري..
أعتذر للإطالة بإجابتي ولكن إقتضى السؤال أن أكون صريحا ...
7- كشاعر ومحب ..ومحلق.. وإنسان ..ما موقع الإهداءات الأدبية ...سواء أكانت قصائد.. أوحروف ..أوكلمات ..أو ردود.. ف هل تحلق بها للسماء ؟ أم أنك تعتبرها مجرد مجاملات لا مموقع لها في أوراقك الأدبية وذكريات الأمس ؟
وأخيرا أعتذر عن كثرة الأسئلة وبهذا أكون قد ركبت أول الفطلر ولحقت على المحطة الأخيرة ...%u