رد: هل لديك الجرأة للإجابة
هل لديك الجرأة للإجابة
دعنا نــــرى ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا يصعب علينا قول الحقيقة بينما
لا يوجد أسهل من قول الباطل؟؟؟؟؟
لأن قول الحقيقة قد يكسر صورتك في عين الأخر أو ربما يكسر صورة الأخر في عين ذاته أمام قائلها ! والنفس بطبيعتها تحب الحمد والثناء وربما بما لم تفعل ! تلك ثقافة الجبن التي نشأنا عليه ، فانهارت أمامها أدبيات الشجاعة .
. . . لماذا نشعر بالنعاس ونحن نصلي . . .
ولكننا نستيقظ فجأة ونشعر بالنشاط فور انتهائنا من الصلاة ؟؟؟؟؟
ربما لأن الذي يؤدي الصلاة الجسد المثقل وليس الروح الحقيقة ، قد ننحي الروح التي هي أصل الصلاة ، فبدلا من ان تنفر الروح إلى سماء خالقها فتنهض بالجسد خفيفا بخفتها ، يثقل الجسد الروح ويركن بها إلى الأرض مثبطا شعورها بالحياة والإنتشاء ..
لماذا نسهر الليل كل يوم من اجل مباراة في كرة قدم او مشاهدة فيلم او
مجالسة صديق
ولا نسهر بقراءة القران او الصلاة
لم ينضج حب الله فينا بالقدر الذي يجعلنا نستشعر لذة الأنس والقرب والمناجاة ، بالقدر الذي نضج حب الدنيا وتهافتنا على لذائذها ،
فبدت الخبرة بمتعها لدينا أسر وأمتع ، بالخبرة بروعة تلك المشاعر التي تقربنا إلى الله ، فنمت هذه ، واضمحلت تلك للدرجة التي ما بقى استعدادا للتنحي قليلا عن الأولى وتجربة الثانية لاكتشاف جمال مذاقها ومقاربته بكل مذاق .
لماذا نستيقظ مبكرا من من اجل العمل
ولا نستيقظ من اجل صلاة الفجر
لأن الأجر الذي يحصل من قبل العمل مادي مرئي ملموس ومحسوس ، لكن الأجر من صلاة الفجر غير ذلك ، والإنسان بطبعه عجولا يركن للنتائج السريعة فيؤمن بأسبابها حد العبادة ، ولا يصبر عما هو آتيا له وربما يكفر به ، ويظل مصطلح الصبر بضع حروف متشابكة ليس إلا لا طاقة له بممارستها ولا بالإيمان بما ورائها ..
لماذا نخشي مراقبة الناس
و لا نخشي مراقبة الله
مازلت عند الرؤية المادية للأمور من قبل البشر ،
وذلك يتعلق بمسألة الإيمان الحقيقي النابع من الداخل ، فما فائدة أن أقول نعم أنا مؤمن بالله وأعلم انه يراقبني وسيحاسبني ، وأنا في واد بعيد كل البعد عما ينطق لساني وكل ما أفعل يقول بأني لا أفهم معنى الإيمان فلا أخشى سوى المحسوس وهو عيون البشر التي أراها وأقدس ذاتي في دواخل أنظارهم فكلما تحسنت صورتي لديهم عبدت ذاتي بعبادة استحسانهم لي ولو لم أكن كذلك !! وأما ما لم أكن أرى وأدرك فلا شأن لي به ، فأنا أصلا غير مؤمن سوى باللفظ وليس بجوهر المعنى .
لماذا ننفق الاموال الكثيرة للمتع و الرحلات مع انها زائلة
ونبخل بالصدقات علي الفقراء مع انها باقية
ببساطة شديدة .. لأن كمية التعاطف والشعور بالأخر قد أصابها الشلل ، أنا أصلا لا أشعر بأوجاع الأخرين ولا يهمني إن نام فقيرا يتضور جوعا أو مرضا او بردا او حاجة ، أحب ذاتي واعشقها ولا يهمني سوى الإطمئنان على أنها لا حاجة لها إلا وتلبى فما شأني بالأخرين وما فائدة شأني لي إن إهتم للأخرين مادام ليس بي عوز فلا حاجة لي بأحد او بالتفكير فيما لا يخص سعادتي وراحتي ..فأنا شديد الأنانية ولا يهمني سواي !!!
لماذا يصعب علينا الكلام عن الله تعالى وأمور الدين . .
ويسهل علينا الكلام عن باقي الأشياء ؟؟؟؟؟
لا يصعب إلا على المقصرين امثالنا ، لأنه يذكرنا بالتقصير وأن على عاتقنا أحمال لا نطيقها فنهرب من انفسنا ومن كل حديث يجعلنا أمام أنفسنا وجه لوجه فنحاول دائما العمل على تلافي ذلك المأذق ، لنكون دائما مستريحي الضمير الذي يغط عمدا في سبات عميق .
لماذا نقول إننا نحب الله
ونحن نعصيه . . ؟؟
ونقول أننا نكره الشيطان
ونحن مطيعون له ومطأطئون رؤوسنا لجنده
عندما يكون الله أهون الناظرين إلينا فكل معصية تهون ، وفرق كبير بين الحب النابع من الإيمان واليقين القلبي ، والحب الذي منبعه يبدأ من الحناجر ولا يتعداها ، وحين يعبد الإنسان هواه فلن يكون هناك مساحة حقيقة من الحب لمن يناهضه ، ويوجهه ، ويحجم شهواته وملذاته في أطر ضيقة بالنسبة لبراح أطره ! وأما الحب الخفي للشيطان والذي هو غير معلن وحتى بين الإنسان وبين ذاته ، فهو من أجل نصرة الشيطان لهواه ، وتشجيعه الدائم وحثه على فعل محبة الذات وتلبية نداءات هواها أيا كانت درجة بشاعة أهواؤه ، فهو يركن بدوره إلى من يمنيه ويزين له دروب مآربه ولو كان ضد إرضاء الله او حتى إرضاء ضميره ، ولو أنه فطن لاتقى سوء العاقبة ، ولو كان من غير المصدقين فكفى بآية (فاعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) ففي كل الحالات يكون الإنسان قد أمن نفسه من بغتة المفاجآت .
لماذا نحس بالملل عند قراءة مقال . . . ديني
ونشعر بالفضول عند قراءة مقال عن أي شيء آخر ؟؟؟؟؟
لماذا نمسح الرسائل الإلكترونية . . . التي تتحدث عن
الأمور الدينية . . .
ونقوم بإعادة إرسال الرسائل العادية ؟؟؟؟؟
يميل الإنسان لما يحب ، بينما يميل عمن كره ،
والإنسان بطبعه يكره المفروضات والقيودات ولن يخلو المقال الديني من الأوامر والنواهي وذلك ما لا يحب ،، هو يحب أن يفرض هو على نفسه ويملي هو ويقيد هو أيديه وأرجله بأعتى السلاسل فهو يرى أنه إلها لنفسه ورئيسا لها وحكما عدلا من وجهة نظره لكل ما يخص شؤنها ولو كان مغيبا هذا ما يريحه أكثر .
لماذا نحب سماع الأغاني بسياراتنا. . . . . . . ؟؟ ! ! ! ونكره سماع القرآن فيها . . .
لماذا نرى أن المساجد أصبحت مهجورة
وأن المقاهي والإستراحات والملاهي أصبحت عامرة ؟؟؟؟؟
نفس الإجابة ..إذا أصبح الإنسان عبدا لهواه ، فمن ذا بعد ذلك سواه يعبد ،
لماذا لا نحب الذي ينصحنا ويريد لنا الجنة. . ! ؟؟؟ ونبتعد عنه
ونحب الذي يقودنا إلى الهلاك ونتقرب منه وإذا فقدناه نبحث عنه؟؟؟
بإعتبار الناصح قاطع علينا طريق متعنا فبدورنا نهرب ونبتعد لندافع عن رغباتنا ، والعكس لمن يدعمها ويساندها من الطبيعي نبحث عنه ليكون معين لنا ودافع لعدم التوقف عن المسير لكل ما هو ممتع ومرضي لأهواءنا ، كلما تثبطت عزائمنا يفعل فاعل أو نصح ناصح .
لماذا نذكر عيوب الناس
وننسى عيوبنا،
لأننا لا نحاسب أنفسنا ونراها دائما بعين الكمال ، وننصب أنفسنا ألهة على الغير فنراقب ونحاسب ، ونتناسى أننا مليؤن بالمعايب والنقائص بمداومة انتباهنا لعيوب ونقائص غيرنا ،، فربما نصنع لأنفسنا الحجج والمبررات لفعل ذات الشيء ، فنذكر ذلك كثيرا مما يعطينا الطمئنينة أن الجميع يفعل ، برغم عدم إقرارنا بأننا نفعل مثلما يفعل الجميع ، وقد نحاسب أنفسنا بطريقة الإسقاط على الأخر ، حتى لا نوقع عليها الكثير من اللوم والعتب الذي يشق على الإنسان إحتماله ، وقد نهون على أنفسنا أو ننفي عنها التشابه الكبير بين فعلي وفعل الأخر فأكون بذلك الأفضل نسبيا ، فأنساق وراء ما أنا عليه بأريحيه وضمير غير مزعج لخطوات مسيري .
لماذا نبكي من اغنية صد وهجر ولوعة
ولا نبكي من خشية الله
لتعظيم حب البشر على حب الله في أنفسنا !
لماذا نغضب إذا أنتهكت حرماتنا ولو بكلمة. . ؟؟
ولا نغضب من إنتهاكنا لحرمات الله . . . . . . . . ! !
عبادة النفس وتنزيهها وتأليهها ..
لا أعلم لماذا أحببت الإدلاء بإجاباتي ! لكن أعجبني الموضوع فحاولت من خلاله أن أصدق مع نفسي التي لا يعرفها أحد سواي ..
شكرا على تلك المساحة التي اتاحتها لمن يود الصدق مع نفسه ومع الأخرين ..
تحيتي .ومودتي
|