[هدير الجميلي]

الرسالة التاسعة


أتدرك كم سنة مضت وانهارت معها الأيام والساعات 00
لا تدرك كم أحتاجك واشتاق معك لملامسة أبواب الحرية والأفق 00
تقتلعني الأحزان وتزرعني في أماكن غير مسموح بها الإنماء والانتماء00
إنهُ لأمرٌ صعب أن نخفي مشاعرنا 000ونكتتم كل ما يحركنا خوفاً من أن يتربص الآخرون بنا00
قسوة الذي تمر به جعلني مثلك 00حجر لاينحني أمام شلال الغضب الذي يمر بي00
تعشقني أكثر من سلاحك الذي شرب الدماء وستوحش الظلم ؟
تخالني مفارقة لذكرياتنا ؟لا00 فأنا اليوم طريحة الانتظار 000
بعدك عني صدمة هزت كياني بعثرني بعدما كنت واحدة غير مترامية الأحاسيس000
تزدحم الأحداث بعد رحيلك 00 أغلقت كل الأبواب لحين عودتك حبيبي

[هدير الجميلي]

الرسالة العاشرة



سمعت صوتك ..صرخاتك ...عذابك...وهم يتناولونك بسياطهم .
سمعت حزنك ينفث بي آخر زفرة من الحرية..
تستنجد بي عيناك لكي لا أعانق الدموع ...
أنت تعرف بأني لا أكشف صرخاتي أمام ألامك
ضمني كما ضممت جراحك وصرخات تلوع بخافقك
رسمتك بين دفاتري القديمة بصمة فرح ..
رسمتك في عيون الشمس التي وهبتك سمارها الذهبي
رسمتك على حيطان مدرستي وبين كراسي صفي المكسو ِ بالأنين ..
رسمتك على مآذن الحق ...علها تشفع لك بصوتها ألغضبي .
نقشت حروف أسمك على الشفاه الجوعى ..
وعلى الكفوف التي زينها الدمار....

[هدير الجميلي]

الرسالة الحادية عشر



أسألك متى بحثت عني آخر مرة بين شرايينك التي بها أتنقل...
متى تنفستني مع غضبك عند نهاية آخر سيجارة ...
ومتى بكت دموعك مطراً تروي عطشي لك..
متى كنت بقميصك خيط... ينساب على جسدك.. يتحسس ثورتك ..
متى تكون شارد الذهن بي..؟ أم بقيت معلقة كصليب.
حفظت كل الوجوه..كل الجراح ..كل الأوطان
فلم أجد سواك وطن أسكنه ...رغم إنك محاط بالأسوار...
مزقتك مخالب القدر ...
ومزقوا وطنا جمع ألوان الطيف بين قلبيه...

[هدير الجميلي]

الرسالة الثانية عشر



أكان الرحيل جزءا من قاموسنا .. ؟
أكان القلب يختار غيرك ....؟
أكان العيد ينتظرنا بملابس الطفولة ...؟
تأرجح القدر بنا ...شتت أحلامنا ..
حزينةٌ أنا منذ سنين ...
منذ لحظات معانقة الجراح والدماء ..
منذ أن طوقني قيدهم وأجبروني على معانقة الفراق.
صغيرةٌ أنا على تحمل العذاب ...
لصتك التي سرقت قصص بطولاتك ببيارق الأعداء..
لصتك التي سرقت الآلاف القبل من وجنتيك ..من شفتيك
من صورةٌ أخفيتها بين الدفاتر ...
قلبي مازال صغير لايقوى على الصراع ...
عناقيد الشغف تتدلى من يدك السمراء تنتظر القطاف ...

[هدير الجميلي]

الرسالة الثالثة عشر

يربكني صوت القذائف ...وصوت الخيل يمشي على الجراح

مواثيق عهودك مازالت تنتظر السيف ...تحملها الرياح ..

حريةٌ رسمتها بصرخة الموت ..ترتسمُ على وجوه مخضرة الأمل..

ما أنت ؟تعويذةٌ تختطف العقول والقلوب..

وطني بين جبين السمر يسكن ...بين مراقد العز التي بنيتها ..

صوتك يشق كفن الغيم برعده ...ليسقط العار ..ليسقط الدمار ...

ليسقط الخوف الذي زرع بعيون الصغار...

شلت أيادي الخونة ...عندما كشفوا الستار ..؟!

تنفر الأحزان من بين ضلوعك ..لتستقر بالجحيم ...

مازلت شامخ ياحبيبي بين أرحام الوجود..

مازال نبضك بالشجاعة راكعٌا لايستلين ..

[هدير الجميلي]

الرسالة الرابعة عشر

لم نختر الفراق ....فقد زرعوه بنا شوكاً يجرح المآقي والخدود ..

أنا لا اعترف بالزمن أو الفواصل أو الحدود ....

عشقنا نثروه رماداً على سماء بلادنا أسيرة القلوب والمحاجر..

عقارب الساعات اغتيلت منذ رحيلك..

لم أستوقف نبضها ليعود الزمان .. لتلك اللحظة التي صلبوك بها...

رماد هي تلك القيود ..رماد هي تلك المعاقل والسجون ...

رماد هي تلك الشخوص المشبعة بدخان الغدر ...

تصوروا إنهم كسروا أجنحتك يا طائري الحبيب..

لكنك بقيت حر رغم السلاسل التي توهموا بأنها تنفيك...

من قلب حبيبتك التي ضاقت بها الأرض والسماء..

تلك الحبيبية إغريقية العشق ..شرقية الوفاء...

لم يحذفوك من التاريخ ويشطبوا أسمك من الأسماء

فصلت أكفان من دموع أمٌ تحجر الحزن بها ...

صنعته من دموع أيتام تنام بين بقاع الذل...

صنعته من صوت شيخ عندما يهزه الدعاء...

لأضم بها كل الذين تاقوا إلى الشهادة...

لكل عشاق السلام ...

[هدير الجميلي]

الرسالة الخامسة عشر




ولدتُ معك ...بين همس الخوف وأحلام تطايرت خلف القمر...
أحببتك... لم أعلنها إلا الآن ...أزاخر بها كفوف المطر ....وأحارب بها كل البشر..
أحببتك ... ولم تغب مناجاتي لك فالعشق يا قاتلي لا يحلى إلى مع طلوع القمر...
أهديتك عمراً أفنيته بك انتظارٌ.. ولوعة ..
انكسار يقصم فؤادي كالمغيب ..
مهجتي لم تبارحها الدموع ...والحزن ذبّل أغصاني...
أشجاري غاب نوارها ...هجرتها عصافير العشق...بحسرة كسرت أجنحتها ...
أتاني الشيب بلا موعد يطرق الأبواب ...ويزهر نرجس أبيض ...
عيناك تزورانني تأخذانني إليك.. كلما عصف بي الشوق...
والشوق دائم العصف بي يرعد في كل زوايا أركاني...
أيقنت إنك قوي بكل ما خُلقت به الجبال ...بكل ما تتصارع به الأمواج ...
بكل ذاك السواد الذي يحتضن السديم ..
بكل البطولات التي سطرها التاريخ... أيقنت بأنك أنت المقصود بكل الروايات ...بكل البطولات ...بكل الأساطير...

[هدير الجميلي]

الرسالة السادسة عشر

تفتقت أشجار اللوز بثورات عشقها ...بذاك الجنون الذي يجتذبُ النحل حولها...

بعشقي أنا حول ينابيع عينيك ..تجتذبانني لعطرك الذي أمتزج قوة ...نخوة ..شهامة ...وسامة العظماء ..

ياه كم من الوقت مضى ..وأنا أمتطي خيول الغضب ....وأعصر بخمر المتاهات انتظاري ....

مجنونة الهوى ؟أعترف كل يوم أمام قضبان سجاني...

هم يقولون ...يثرثرون بأنك أسير ..لكنني أقول لا ...

شفاهنا تقبل الشوك ...تحتضن الموت ..

أيدينا لاتصلان فجلاد الفراق يباعدهما ..

كتب الفراق على قلبينا ...جسدان يحتضنان الماضي ...فلا حاضر لنا ...

محاصران تحت أقبية الزيف والخداع ...تحرسنا مخالب وأنياب ...

طوق الحصار يخنقنا ...يستبيح... أوطاننا ...أحلامنا ....عشقنا الضائع .

لم أيأس فانا أنتظرك ...بين سفن هاجرها البحر...

أنتظرك بين سجون غادرها الأسر ...

بين أوطان هاجرها الجلاد والقضبان ...

[هدير الجميلي]

الرسالة السابعة عشر

أعدني... كما كنت فتاة أحلامها بسيطةٌ وردية ...

أعدني... إلى تلك الطفلة المحملة بأطواق الورد بضحكاتها الريفية ...

أعدني...هديرا هادئة الموج ...فأنا الآن تغيرت دوامة ثوراتها جنونية ...

أعدني...إلى المرأة التي هي كزيتونةٌ شماء ..لا شرقيةً ولا غربية ..

أعدني...سيمفونية ساحرة اللحن كما كنت تسمعني ...

أعدني ...قصيدة تحمل غزل وعشق ... فاليوم ولدت من رحم تلك القصائد رصاصات ثورية ...

أعدني كخيوط الفجر ...

أعدني...كسماء شقت جيدها لتتنفس الحرية ...

أعدني...كصحراء تتعطش لعشق الغيم ....

أعدني ... كما كنت لوحة رسمها الربيع بريشته الفضولية ...

فأنا منذ رحيلك لست أنا..؟ سوى فصول من السنة ...

حزينةُ الأيام ...

أنا اليوم منذ رحلت ..رمح يصيب الظلم وسط الظلام ..

وأنا منذ رحلت.. تبدل كل شيء عندي.. الساعات والأيام ...

وأنا منذ رحلت.. عيون هاجرها المنام ...

[رولا نظمي]

الأستاذه العزيزه....................هدير الجميلي
أشكرك من كل قلبي على ما خطته يدك الكريمه
فقد تسائلت بيني وبين نفسي بأن ذلك الحبيب حظه
كبير بأن يجد من يحبه ويذكره على الدوام فالعشق
مرير عند الفراق
عزيزتي أنتظر المزيد فلا تحريمينا من ابداعك
ودمتي بالف خير وحفظ الله تعالى