من الأشعار الرمضانية
رمضان
محمد حسن فقي
[poem=font=",6,white,bold,normal" bkcolor="blue" bkimage="" border="solid,4,darkblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
رمضان.. في قلبي هما هم نشوة =من قبل رؤية وجهك الوضاء
وعلى فمي طعم أحس بأنه =من طعم تلك الجنة الخضراء
ولا طعم دنيانا ,فليس بوسعها = تقديم هذا الطعم للخلفاء
ما ذقت قط ولا شعرت بمثله = أفلا أكون به من السعداء
قالوا بأنك قادم , فتهللت = بالبشر أوجهنا ..وبالخيلاء
وتطلعت نحو السماء نواظر = لهلال شهر نضارة ورواء
تهفوا إليه وفي القلوب وفي النهى =شوق لمقدمه , وحسن رجاء
لم لا نتيه مع الهيام..ونزدهي= بجلال أيام ..ووحي سماء ؟
بهما نحلق في الغمام ,ونرتوي = من عذبه .. ونصول في الأجواء
ونشف أرواحا فننهج منهجا = نفضي به لمرابع الجوزاء
ونصح أجسادا, فلا نشكو الونى = أبدل ولا نشكو من الأدواء
فنعود كالأسلاف أكرم أمة = وأعز في السراء والضراء
رمضان.. ما أدري ونورك غامر = قلبي فصبحي مشرق ,ومسائي
أأنال بعد مثالبي ومساوئي = بك منهما ,بعد القنوط شفائي
نفسي تحدثني بأنك شافع = عند المهيمن لي من الأسواء
وبأنني سأنال منك حمايتي =ووقايتي من معضل الأرزاء
ما أنت إلا رحمة ومحبة = للناس من ظلم قسا .. وعداء
فلقد كرمت من السماء بما أتى = من وحيها .. وشرفت بالإطراء
سدت الشهور فأنت سيد عامها = بل أنت سيد دهرها المتنائي
مهما أقول , فلن تطول مقالتي =شم الذرى , ولوامع الأسماء
رمضان .. من بعد الكدورة مسني = منك الجلال بحكمة ونقاء
قد كنت أسدر في الضلال وأرتمي = في حضنه بتبذل وغباء
حتى لقيتك فارعويت عن الخنى = وكرهت كل ضلالة وعماء
شتان ما يبن الخلاعة والتقى = أو بين عقل نابه وخواء
رمضان جئت وقومنا في محنة = والدين .. جازت حدها .. نكراء
زعماؤنا - إلا القليل - تورطوا = فيها , فشقوتنا من الزعماء
صبغوا الصوارم من دماء شعوبهم = في الأرض ,والأجواء والدماء
تلك الدماء زكية يا ليتها = سالت لأجل كرامة وجلاء
وتنكروا للدين , فهو خرافة=في زعمهم جازت على الآباء
حتى غدونا في صميم بلادنا = شذاذ آفاق من الغرباء
إن الزعامة حين تخضع رغبة= في الحكم ..تصبح لعنة الشرفاء
كلا ,فلا بالدين يعصف كيدهم = أبدا ،ولا العربية العرباء
الدين صرح شامل متوسد= كنف الجبال , وهامة الصحراء
لم تجد فيهم حكمة ووداعة = بالهمس .. أو بصراحة الصرحاء
فإذا استحى أو خاف منهم خائف = من سوء دعوته .. دعا بخفاء
سخروا بكل مسالم .. وتهكموا = جهلا وموجدة على الخلصاء
الفرد يعصف بالجماعة ضاربا = صفحا عن التشريع والإفتاء
فإذا نصحت له تنفج وانتضى = سيفا يسيل دما على النصحاء
لو لم يكن نذلا لما حسب العلا = وقفا ولا إرثا من الآباء
مهلا ..فرب جريمة لم تنتقم = من ربها انتقمت من الأبناء
ولربما عجلت فراح بطعنة =ممن أسال دماءهم .. نجلاء
كم أرعن أوحت له نزغاتة = بالموبقات ..فلج في الإفناء
ريعت به الدنيا وزلزل سمها = وضميرها من أسوأ الأنباء
لكنه استخذي وقد لاحت له = نذر الصوارم أيما استخذاء
سحقا لطاغية إذا نزلت به = أقداره أمسى من الجبناء
يبكي الذي سفك الدماء بريئة =تعسا له من سافك بكاء
من سامنا خسفا ولاقى مصرعا =لم يلق غير شماتة وهجاء
رمضان أثقلنا عليك ولم نكن=يوما على أحد من الثقلاء
عفوا , فإن نفوسنا في نشوة = تسري من الأعضاء للأعضاء
من بعد ما اصطبرت على لأوائها= رقصت وقد وافيت من لألأء
محبورة بثوابها ..مغمورة = بعطائها .. مسرورة بلقاء
لا زلت فينا قادما ومودعا =تسدى فنثني نحن خير ثناء
يا ذا الجلال ...وأنت خير مؤمل =للخاطئين ...وأنت خير وقاء
أوغلت في سبل الهوى فإذا الهوى = يمسي وطائي المشتهي وغطائي
وفناؤك الممتد أرحب ساحة = من أن يضيق بآثم خطاء
ضاقت علي منازلي ومرابعي= ومسالكي ..وجفا الجنوب كسائي
ودلفت في جنح الدياجر خائفا =ونكصت حين أبى علي فنائي
لم يبق لي إلاك فارحم آبقا = من ناره .. بالروضة الغناء
إني أحن لزهرها وثمارها =وتحسن برد ظلالها أحشائي
سأطوف في أرجائها متهللا = متوسلا بعقيدة سمحا ء
رغم الأثام ثوت بصدري صخرة = شماء لذت بها من الأنواء
يا صخرتي الشماء ..إن تتوسلي =لله أشد بصخرتي الشماء
فأنا فقير إليه في ملكوته =والفقر يقصد سيد الكرماء
ما أستريب بعدله وفضله = أو أستريب بتوبتي ودعائي
[/poem]