[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
طلعت أيها الغالي..
لاجئة كنت على ضفاف اليأس بيني وبينك جدار محيطات الغربة يتكسر على صفحاته الباردة شعاع الأماني حتى غرد صوتك من وراء البحار عبر سماعة الهاتف وأشرقت رسالتك..
كان مرفأ الوطن مهجوراً وأشرعة المراكب تتمزق تحت سياط الرياح..
بدا الوطن امتداداً لغربة لا متناهية وبرد الروح هذا الصيف كان يحجب شمسه الغمام الرمادي وحديقة القلب على عروشها أزرار الورد لا تتفتح ابداً....
رن الهاتف ..
أصغيت للطرف الآخر ولم أجد رداً أغلقت سماعة الهاتف وإذ بأزرار الورد في حديقتي تتفتح ويفوح عطر الياسمين الدمشقي ويملأ فضاء منفاي الكندي بعبقه لتنجلي الغيوم من سمائي...
رن الهاتف فعاد الصيف.... وعليك عيني يا دمشق فمنك ينهمر الصباح
شآم عاد الصيف متئداً و عاد بي الجناح
صرخ الحنين إليك بي أقلِع و نادتني الرياح
أصوات أصحاب و عيناها و وعد غد يتاح
كل الذين أحبهم نهبوا رقادي و إستراحوا
فأنا هنا جرح الهوى و هناك في وطني جراح
و عليك عيني يا دمشق فمنك ينهمر الصباح
يا حب تمنعني و تسألني متى الزمن المباح
و أنا إليك الدرب و الطير المشرد و الأقاح
في الشام أنت الهوى و في بيروت أغنية و راح
نعم..للشوق مواعيد ورعد وبرق وصحو أغنية تعزف فيروز على أوتار مشاعرنا كل الفصول وجنون الحب كالنحل على زهر الهوى يجني الأقاح فمرة مر مذاقه ومرات عسلٌ حلو كصباح الجليل المتكئ على سفح حيفا يرسل لحن الصفاء ويتفتح زهر روابيه زهور أمل وريحان وراح
خذني معك إلى جزر الجنون من عقل ليس فيه غير الصحاري والمنافي بلا مرفأ ولا أهل ولا وطن ولا مستراح..
فليكن البرق والرعد أحياناً ما دامت السماء ستصحو على أعذب ألحان الجنون ونسير على درب الحياة طفلين على مرفأ الوطن حيث بساتين نضرة وروح لأرواحنا براح
مرحى بالجنون
عقلاً أو جنوناً .. ألماً أو فرحاً.. هذا الرجل وطني....
هدى
14 - 08 2010-
[/align][/cell][/table1][/align]