رد: سماحة السيد؟؟؟
الأستاذة الكريمة هدى الخطيب:
مبادىء الحوار و خاصيات الأسلوب الصائب في تبادل الأفكار و المعارف تحققت في مداخلات الإخوة الكرام، نتغيا جميعا بلورة فكر عربي متأسس على قناعة تاريخية مشتركة وواضحة. لا شك أن الأحكام المنظمة للروح و تساؤلات أخرى غابت في الرؤية الشيوعية، غير أننا مدعوون إلى الإعتراف بدور الأنظمة الشيوعية الأولى في ايقاف التيار الإستعماري، فمثلما هو مشهور فإن الشيوعية ترفض أشكال الرق التي أتاحتها المنظومة الرأسمالية. فالجرائم المهولة التي ترتكب بالتتالي في العراق و أفغانستان و الشيشان و بعض دول أمريكا الجنوبية و افريقيا و غيرها تنسجم مع السياق الراسمالي. لا أدافع عن الشيوعية أو الإشتراكية و إنما أذكر بمقارنات تاريخية تحظى باجماع و توافق المتأملين في التأريخ من كافة ربوع العالم.
الحالة الراهنة للوطن العربي تستلزم تشجيع و انماء محاولات التفاهم و الحوار و التعايش بين الطوائف الإسلامية. فقد شاهدنا الآلام و المآسي الناجمة عن سيادة الطائفية و الفكر الكانتوني مهما كان منبعه، دينيا أو فكريا وضعيا. رغم أن الحقائق و الأحداث تثبت أن الإلتهابات الدينية أشد بطشا و خطورة على المجتمعات.
في أشد لحظات احتدام الصراع و الإحتراب بين البعثيين و الشيوعيين، لم نقرأ عن تدمير المساجد و نسف المنشآت التراثية الحضارية العظيمة. لم نقرأ عن سحل الهوية العربية و التاريخية المتألقة للعراق. و بعد اسقاط النظام التقدمي الوطني، أفضت الصراعات الطائفية إلى تهشيم العديد من شواخص الحضارة الشهيرة في أرض الرافدين.
الأستاذة هدى:
يجب أن نبني مفاهيمنا الدينية و التاريخية على أسس واضحة و شفافة، و يجب أن نميز بين الخطأ و القويم في اعتباراتنا الثقافية عموما. أما اقصاء المشكلات الطائفية-بمجمل صورها- الجسيمة في حسابات معالجة ممكنات المرحلة بالتذرع بالتعايش و الحوار، فإن التاريخ سيكرر اللحظة القاسية الحالية.
لك تحياتي سيدتي الكريمة.
|