[read]صرت في الخمسين
صرتُ في الخمسينَ
فاتئدي قليلا ...
صار قلبي فضة ً
ودمي نخيلا ..
كلما يممتُ نحوك ِ
عدتُ من شوق قتيلا
تطلبين الوجدَ خيلا
أيّ خيل ٍ !!
تلك نار العمر
قد مدّتْ على سكك الهوى
من قبل أن ألقى النوى
في كلّ ثانية ٍ صهيلا
مرّت الأيام ُ
وانكسرتْ وسالتْ!!..
ها أنا أمشي إليك ِ
ولست أدري أيّنا
ضلّ السبيلا
أرتدي كفيك في برد الشتاء ِ
وأمتطي في ليلة الحنّاء
من مطر ٍ ذهولا ..
***
كلما ذاب السؤالُ
يشدني همس ٌ
فأضحك من نهاراتي وليلي
أرتجي حدّ الجواب ِ
فتهطل الدنيا
على سقف الأصابع عريها
وتمرّ في البال الظلالُ
وأنحني فوق الرصيف لعلّ
دقات الخطى تبني على حرف
الشبابيك انتظارات ٍ
تطول إذا مررتُ
وتضحك الدنيا قليلا
آه كم تاهتْ خطايَ
وما وجدتُ بطول هذا العمر
في برٍّ وصولا
***
خبئيني
حاولي أن تعبري ضلعين مني
واحضنيني
واسكني جلدي ولحمي
وانتباهاتي وعريي
واصهلي بين الكريات
انتشاء مستحيلا
ربما من ثلج هذا العمر
من شك ٍ وآه ٍ
أرتدي بعض اليقين ِ
فخبئيني
خبئي وجدا جميلا
***
صرت في الخمسين
والأيام ما عادت بكفّي
صرت في الخمسين
أصرخ من جراح الروح
من أعماق قلبي
هل ترى أبقى الزمان
لشعلة الشعر البهيّ
لبسمتي
بعض الذي في العمر يكفي؟؟!!..
صرت في الخمسين
فاقتربي طويلا
أو ..طويلا
كي أحسّ بنبضة ٍ
تجتاح حرفي ...
ترجع الزمن الذي ولّى
قليلا... [/read]
لا أدري كيف جاء هذا الإحساس ؟؟ !! هل هو لأنه شاعر فقط أم أن إحساسه كان واضحاً أمام عينيه !! ؟؟ لماذ نعيت نفسك أيها الغالي ؟ لماذا استعجلت الرحيل ؟ هل تدري أن هذا العمر هو أجمل عمر إنه الشباب , إنه الرجولة , إنه الحب والحنان وفوق كل ذلك إنه العقل الذي يحتاج إليه كل من هم تحت سن الخمسين !!!
لماذا استعجلت الرحيل .. ؟؟
ماذا يقول الذي أصبح عمره في السبعين والثمانين هل يقول ما عادت الأيام تكفي
كل من كان ينظر إلى وجهك الباسم والصبوح يشعر وكأن الخمسون ما زالت بعيدة عنك
ومع ذلك لن الومك يا غالي وحقك أن تصرخ من جراح الروح والقلب .. يكفيك هم لوطن سكنك ولم تستطع أن تسكنه فلسطين والآمها وغربتك عنها
وحيلتك الوحيدة لتخفف من هذه الغربة وهذه الجراح أن تبوح مافي قلبك فتبوح به وتصرخ من وجع الالم .... لذلك كان الوطن ومفرداته مسكوناً دائماً في شعرك
صرت في الخمسين
والأيام ما عادت بكفّي
صرت في الخمسين
أصرخ من جراح الروح
من أعماق قلبي
هل ترى أبقى الزمان
لشعلة الشعر البهيّ
لبسمتي
بعض الذي في العمر يكفي؟؟
لماذا تسأل فهل ما زال في العمر يكفي ؟؟!! وربما أعلم الجواب أيها الغالي !! دائماً كنت تقول بأنه ما زال أمامك الكثير والكثير والكثير من العطاءات هذا غير الحلم بالعودة إلى فلسطين وأنت الذي تتمنى أن تعود عقارب الزمن وإلى الوراء لما تخبئه بين روحك وجسدك من الكلمات ومن الحب والرغبة في تحقيق آمال كثيرة كنت تخبؤها بين أضلعك وقلبك في الوقت الذي كنت تشعر بأن هذه العقارب تسرع كثيراً وتسرق من العمر أكثر
وما زال لديك فائض من الشعر البهي ومن الحب لحياة تملؤها بوجودك السعادة لكل الذين أحبوك وأحببتهم وما أكثرهم أيها الغالي
وسنذكر دائماً ما قلته يوماً
على كل هؤلاء الذاهبين الذين نحب وأحببناهم ذات يوم .. هو العمر المرعب القاسي (وتقصد هنا يا غالي على قلوبنا عمر الخمسين ) .. نألف الوجوه وتألفنا ، ثم تمضي في عتمة أو نور ، لا ندري .. تبكي الأيام ونبكي معها ويبقى هؤلاء ذاكرتنا التي لا تنام
وعندما سألك أحدهم ذات يوم
ما الجديد الذي تعد له؟
كان جوابك : كثير... ربما أضيف لديوان " ومضات " جديدا أيضا هناك قصائد كثيرة وقصص ومقالات....عملنا لا يتوقف...ونشاط الصحفي علمني ألا أتوقف في مكان واحد،سأكتب وأكتب حتى آخر العمر..وأمامي الكثير من العطاء إن شاء الله....
خسارة فادحة وكبيرة ومفجعة أيها الشاعر الذي كان يحلم أن يعطي ويعطي ويعطي ولكنه القدر
إنا لله وإنا إليه راجعون
سنبكيك يا طلعت ما حيينا .. الزمن الذي ولى لن يعود إلى الوراء