الأخ الغالي الأديب الناقد الأستاذ عبد الحافظ تحياتي لك
أشكرك جزيل الشكر على هذه اللفتة النبيلة وأنا جد ممتنة لك ولكل ما تفضلت بكتابته عني وأنت الأديب والناقد المتميز، الفكرة وصلتني ووجدتك فيها قرأتني بنظرة ثاقبة وذكاء وقّاد
معك حق.. لعله مما يساهم في ابتعادي، وأقصد هنا حصري في خانة صاحبة الموقع وخدمات صاحبة الموقع
هذا فعلا محبط لأي أديب
أنا هنا لأني في المقام الأول أديبة وحصري في خانة صاحبة الموقع وما تؤديه من خدمات غير ظاهرة على السطح محبط، بالضبط كما تفضلت بالإشارة له
الانترنيت سلاح ذو حدين ولعلي أكثر من تعرض للحد المؤذي والمحبط تجاه طلعت حين كان هنا وتجاهي ولعل هذا بدى لي أكثر حدة بعد رحيله
لا أحد يفتح موقعا ليساعد المواهب والإبداعات والمقابل أن يهدم نفسه ومكانته الأدبية وإلا يكون أبلها، وإن حصل فسيكون الحال أشبه ما يكون بالجلوس على فوهة بركان
الآلية والذاتية التي يتعامل بها البعض خاطئة جداً ومجحفة
ويرجع هذا في إلى الفوضى أحياناً وصولاً إلى الجحود وأحياناً تكون نتائجه كارثية على بعض أصحاب المواقع الذين كانوا قد اجتازوا مراحل في عالم الأدب
نعم أنا حزينة وحزينة جداً ولعل هذه المرحلة من الحزن هي الأشد والأقسى لأنها مرحلة الصحو من الصدمة والذهول وتلمس الفاجعة بكل تفاصيلها وأحزانها
الحزن هنا ليس فقط على شخص قريب وحبيب يخصني لكونه من دمي أنا دون البقية أو على مجرد شخصية أدبية وإنما وهذا الأهم في نور الأدب
الحزن على واحد من قطبي هذا المشروع، نحن معاً طلعت وأنا فكرنا وحلمنا معاً وناقشنا كثيراً وأنشأنا وأنجزنا وسهرنا وتعبنا وضحينا وأعطينا....
الألم كبير ومرير أكثر مما يمكن لأحد أن يتصور
لكن..
طلعت رحل والبعض كانت ردة فعله تجاهي وكأني أنا أيضا رحلت
ولا بد لي أن أتلمس وأشكر كل من شاطرني أحزاني ومرارة فجيعتي ومن وقف وناضل ليستمر نور الأدب وينشط ومن شمر عن ذراعيه بحق وصدق لأنه لولا إصرارهم وجهودهم ودفعهم كان يمكن لي في عز الصدمة والمحنة أن أغلقه وأحوله لمجرد أرشيف
فشكراً... شكراً لكل مؤمن بنور الأدب وشكراً لكل مخلص لنور الأدب
كذلك الأمر، شكراً لكل مخلص لطلعت ولي إنسانياً وأدبيا
الحزن لا يجعلنا نتوه بالعكس تماماً حساسيتنا تشتد وقراءتنا لطبائع النفوس وردات فعلها تصبح أعمق وتترك آثارها علينا أكثر...
لا أنكر ولن ألعب على الألفاظ
كثير من أصدقاء طلعت من الأدباء والشعراء من المقربين منه حين اتصلوا أو أرسلوا لتعزيتي، اعتذروا مني لأنهم لا يستطيعوا فتح نور الأدب والدخول إليه وطلعت ليس فيه وطلبوا الصفح إلى أن يتمكنوا من الانتصار على هذا الألم !
معظمهم من غير الأقارب ومهما أحبوا طلعت لن يكون عليهم غالي كما هو عليّ ولن تلسعهم مثلي دماءه التي تسري في الأوردة والشرايين
ومع هذا كان عليّ ما أن وعيت من غيبوبة الأيام الأولى وبعز الصدمة أن أفتح نور الأدب وأتابع ما ينشر فيه وأنسق وأدخل غرفة التحكم وأقوم بالصيانة وخدمة الموقع إلخ مع أنني أكثر من يمسه فيه هذا الجرح..
اليوم...
أشعر بغربة شديدة في نور الأدب
نعم أنا لست مرتاحة ولما أنكر؟
أنت عتبت في مداخلتك الأخيرة وكأنك فوجئت بعدم الاهتمام الكافي بطرحك، وبصراحة أنا كنت أعرف وأعرف حتى من سيتفاعل وكيف
البعض لم يتفاعل لكني متأكدة من محبتهم لي ووفائهم للأديبة
رغم كل الحزن والألم فأنا قوية جداً وهدى لن تكون يوما ضعيفة طالما فيها نفس
قوية بهذه النفحات
قوية بك وبكل الأوفياء
قوية بكل من يكتبون لطلعت مساجلات شعرية
قوية بنزاهة رسالتي ونبلها
قوية بروح طلعت وبإبداعاته والكثير من جديدها الذي لم ينشر بعد
قوية بثقتي بنفسي كأديبة ومعرفتي قدر نفسي ومكانتها الحقيقية
سأعود بالتأكيد فالحزن الذي لا يكسرنا يقوينا وأنّ أن نكسر وصاحبه أحد أروع الناس إنسانية وإبداعا
الأخ الغالي استاذ عبد الحافظ
عاجزة عن شكرك بالكلمات على كل هذا الوفاء
كيف لا وأنا أجد مشاركات هنا أبكتني من حجم المحبة والوفاء
كل الاحترام والتقدير
هدى الخطيب