رد: اللغة العربية وما تتعرض له - ندوة تنتظر إسهاماتكم - المشكلات والحلول وأسباب الضعف
اللغة العربية .. الى جانب كونها اداة تواصل هي جزء من الهوية القومية. الزميلة هدى الخطيب تطرح هنا موضوعا ملحا وبات اليوم يشكل مسالة حضارية في مسيرة العالم العربي.
اللغة هي معيار لمستوى نهضة اي شعب. اللغة تتطور مع تطور المجتمع,. اي ظن ان العودة للماضي المقدس في اللغة هو ما يعلي شانها ويرقى بها ويطورها يعيش في اوهام قاتلة. اللغة ترتبط بالمناخ الاجتماعي الشامل للعلوم والتقنيات كل لغة حية تلائم نفسها لواقعها . من هنا اشكالية اللغة العربية هي اشكاليات تخلف المجتمعات العربية.. عندما تكون جامعاتنا في قاع جامعات العالم اذن لغتنا تعاني من اشكاليات قاتلة. عندما نكون مجتمعا مستوردا للعلوم والتقنيات فقط، ولا ننتج ما يجعلنا مساهمين في الانتاج الحضاري للعالم ، فلغتنا اذن في أزمة رهيبة. عندما تسيطر ظاهرةالنقل والتكرار ويغيب التفكير والابداع الفكري قلغتنا تكون او لامصابين بداء الجمود والتوقف التاريخي وازدياد الفجوة بيننا وبين اللغات التي تنتج الحضارة الحديثة.
في زمن الحضارة العربية كانت لغتنا ام اللغات... الفكر العالمي كله نقل عنا.. ابن رشد اعطى اوربا طريقها للتنوير.. ابن خلدون حدد من البداية مفاهيم اقتصادية واجتماعية سابقا اهم فلاسفة الغرب. ولا انسى جملته القاطعة: "لغة الأمم الغالبة غالبة ولغة الأمم المهزومة مهزومة"!!
يجب ان نطور التعليم ان نتصبح جامعاتنا في المقدمة ، ان نطور العلوم ان نطور الأبحاث ان نطور التقنيات ةالصناعة، ان نقضي على الفقر ، ان نشرع المساواة وحقوق الانسان بغض النظر عن جنسه او لونه او دينه او اثنيته، ان نضمن العلاج الصحي المناسب ، ان نضمن حياة كريمة للمعاقين والعجزة، ان نطور صناديق اجتماعية ضامنة ان نؤسس لمجتمع ديمقراطي متنور حضاري، ان نبني قوتنا المانعة التي ترهب المتطاولين وتجعلهم يعيدون التفكير الف مرة قبل التطاول على شرعيتنا. عندها سنجد ان لغتنا تكسب قوتها من قوتنا، تكسب مكانتها العالمية من مكانتنا، تكسب قيمتها من انتاجنا الحضاري ..
للسف الواقع اليوم ماساوي مع لغتنا.. شعوب وليس شعبا ، لهجات كثيرة تجعلنا بلا هوية قومية واحدة، غياب اقتصاد عربي قوي يفتت هويتنا الى قبائل ولهجات ، تأخرنا يعمق الأمية التي تقدر اليوم بأكثر من 60% .. من شعب الكتاب صرنا شعوبا لا تقرأ. عندما انظر للإحصائيات وةاجد ان العربي ي قاع القراء عالميا اصاب بخوف ليس على اللغة العربية فقط، انما على مصير شعوبنا ودولنا العربية , احصائيات دولية تشير الى حالة حضيضية رهيبة:
· 80 عربياً يقرءون كتاباً واحداً
· أوربي واحد يقرأ 35 كتاباً.
· إسرائيلي واحد يقرأ 40 كتاباً
ـ ثقافة أوروبي واحد = ثقافة 2800 عربي
ـ ثقافة إسرائيلي واحد = ثقافة 3200 عربي
اذا لم نغير هذه المعادلة فنحن في أزمة مستقبل ايضا وليس خطرا على لغتنا فقط. في مقال جديد نشرته بالمنتدى( مجتمع لا ثقافي هو مجتمع مأزوم!! ) سجلت موقف الد اعداء العرب ...
" ما دام العرب لا يقرأون ..لا خوف على إسرائيل وإذا بدأوا يقرأون، فلن يفهموا ... لذلك لا خوف ايضا على اسرائيل– الحديث منسوب الى موشيه ديان. صحيفة هآرتس نسبته الى بن غويون والتفاصيل: باجتماع امني عبَّر احد الجنرالات عن خوفه من العرب. طمأنه بن غوريون: العرب لا يقرأون لذلك لا خوف على اسرائيل. قال الجنرال: سيتعلمون القراءة. رد بن غوريون: وإذا بدأوا يقرأون فلن يفهموا ما يقرأون، لذلك لا خوف على إسرائيل!! "
الموضوع مصيري وله تفرعات كثيرة، حاولت ان اقدم نقطة من بحر الواقع المؤلم للغتنا!!
|