رد: أنامِلُ الورد والشوك
8
على بُعد حجرٍ مني كان الموت يحصد ضحاياه! كُنــــــا
نبكي الإنسانية، ونستغيث بالسماءِ، عِندما انفجرت ال.........
وانقظـع التيـار الكهرُبائــي، لتنقطع صِلة عـزة عن العالــم الخارجي! أغلقت حاسوبها غاضبة، لقد كانت تُتابـــع أحـداث
الساعة عبر حاسوبها الصغيـــر، شـارِدة الذهــــن بدت بينمـا
راحت تسترجع ذكرياتها في أرمينيا، البلد الجميل التي تشهد زحف الربيع إليها الأن مع طيورالسنونو وزهر الليلك ، كــم اشتقت إليكِ، أنجيلا صديقتي العزيزة، والخبز الأرمني اللذيذ.
مسحت دمعة حارة سقطت عِنوة عن كِبريائها، نظرت حولها لتتنبه بأن والدها قد تأخر تأخر كثيراً! كُل ظنِها بأنه ذهب إلى منزل العم عبد الجبار، وهو مُستغرقٌ الآن في حديثه عن أيام صِباه وعنفوانه، لكن قلبها كان يُكذب هذا الظن، عبر نبضـه الــذي بـدأ يضطـربُ قليلاً قليلاً! فجـأة تنـاهى إلـى مسمعِهــا
صوت أبيها وهو على وشك الإنهيار، خرجت إليه مُسرعـــةً
ليُخبرها بوفاة صديقه ميناس، إثر تعرضه لأزمة قلبية نتيجــة لِسقوط قذيفة على شارع فارس خوري، لــم يحتمــل صوتهــا المُـدوي فسقــط ميتـاً! كان مينـاس يستـورِدُ السجـاد الإيرانـي
تعرف على رجب في أرمينيا التي زارها بِرفقـة ابنـه هايــك تاجــر فضيات لديه محله في جـادة الخنــدق فـي مدينـة حلـب كانـت تجارته ناجحة فالفضيات هوى كل أجنبي كان يـــزورُ حلب.
لم تتمالك عزة نفسها، فسقطـت خلف دمعتهـا التـي أخفتهـا أمطار دموع، كانت تسترجــع ذكرياتهـا في أرمينيـا، تذكُــــر ذاك العم الطيب ميناس، حضرت زفاف ابنه هايك في أرمينيا
كانت أيامٌ جميلة حقاً.
عَادَ رجب وعزة مِنْ مَرَاسِمِ دفنِ صَديقهُ ميناس والحُـزنُ قـد اكتسـى ملامِحَهــمـا، مشـاهدُ المـوت صــارتْ مألـوفـــة والعمُردمعتهُ مسكوبةً، أينَ كُنـا من هذهِ المشاهـــد، العالـــم على شفا هاوية، إننـا نحتــرقُ يوميــاً مِئــات الــمراتِ، نحــن أمواتٌ ولا عجب! أبكي حالي أم أهلي، أم أبكـي وطنـاً عـُدتُ لأحيـــا بيــن روابيه، لأموت فيـه، يحضُننـي تُرابــه، يحمــي ابنتي التي ما هَان عليّ تركَها وحيدةً في الغربة! وتعطلت لُغةُ الكلام، مابين رجب وابنته التي احترفت الصمت، واعتزلــت الحياة.
يتبــــــــــــــــع
|