مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
تحليلك البهي يغريني بالعودة إلى شرفتي لأتابع البوح ..
شكرا خولة مرة أخرى
ومرورك الجميل يشجعني على أن أجتهد أكثر حتى أكون عند حسن ظنك...
لم أكتب كثيرا هذه المرة لتأخري بيومياتي، وخشيت أن أظل هنا وقتا أطول فأبعثر الحروف وأنام بينها لذلك غادرت سريعا هيهيهيهه
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد
يسهر ليله كاملا بالشرفة متأملا السماء فتجعله عظمة الخالق يتدبر في آياته ، كأنه يعيش بقول الله تعالى
*قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ (سورة يونس 101).*
*إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (آل عمران 190).*
* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران 191)*.
*تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (سورة الفرقان 62).*
فيتأمل ويتدبر في الليل والقمر والنجوم والسحر والفجر، وكل هذا يبدو له فيه جلال القرآن الحكيم، كأنه أيضا يردد بتأملاته قول الله سبحانه وتعالى:
* كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص: 29].*
تعليقان وردان على خاطرته الروحية يأتي بعد ليال ثلاث ليتأمل السماء ليلا من جديد فيحتضن البدر بعد أن تتبع نموه وصار له صديقا يلتقي به كل شهر، فيسهر معه حتى السحر ، يبوحان بأسرارهما قبل بزوغ الفجر لحظة الوداع فيستعد صاحبنا للنوم ممنيا نفسه بلقاء جديد..
خمسة أيام بعد تعليق وحيد والرد عليه يجيء السيد رشيد إلى شرفته لينصت إلى حكايا الليل......
( يتبع)
ينصت شاعرنا إلى حكايا الليل، وإلى أساطير السحر متقمصا دور الأمير الفارس وهو يعيش فصول الحكايا والأساطير، فيحارب لاقتحام الحصون وإنقاذ أميرته من الوحش والساحرة، مزهوا ببطولته ونبله والليل يحكي عنه وعن أميرته، ويؤكد أنه هو الأمير فعلا.
وما أضاف على بهاء الشرفة بهاء وجمالا هذه المرة أن صاحبها زينها بصورة رافقت خاطرته البطولية، فكانت هذه أول مرة تعرف فيها الشرفة معنى تعليق الصور التي تقابل الطبيعة المطلة عليها، وللصورة بلاغتها كذلك فهي هنا تعبر عن الكلمات مجسدة وجه امرأة بعينيها نظرة تحد ورجاء، بشفتيها حديث لا تقوله ولا تسكت عنه، كأنها هي من تسترجع لحظة بطولة أميرها، حين جاء راكبا فرسه مادّا يده إليها ليُركِبها معه فينجوا معا من الوحش ومن الساحرة... وهي كالأميرة بردائها الأبيض الجميل ؛كعروس.....
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
ردود وردود.. إعجابات وتعبير عن جمال أسطورة الأمير، ثم يأتي صاحبنا بعد يومين حزينا، وقد اختارت حبيبته أن تحط حمامة على غصن آخر تسعده بهديلها بينما هو يتأمل دمع السماء صيفا وهي تدعوه لينتحب لكن دمعه عصي شيمته مراقبة ما حوله من ضباب يستعيد بتأمله له بعض ذكرياته مع من كانت له الأمل، ولكن كل شيء يتلاشى ولا يظل أمامه سوى السراب.. وها قد صار السيد رشيد يعلق على جدران شرفته صورا، إنه يرفق نصه هذا بصورة جديدة امتزج فيها وجه الأمير بوجه حبيبته حيث يبدو (شاعرنا ) متصدرا الصورة بوجهه الصغير وملامحه الشابة، نظارته بعينيه وإن كانت عيناه بعيدة عن النظارة غارقة في سهوم عميق هو ذلك الذي يظهر خلفه مكتسحا الصورة، وجه تلك الأنثى التي لم تكن أقل تفكيرا من أميرها، مما يدل على أن كلا منهما في مكان بعيد عن الآخر لكن روح كل منهما قد اكتسبت فكر وجسد الآخر ،وكأنه من هذه الصورة ينفي ما قاله في خاطرته من أن حمامته حطت بغصن آخر، فبعدها عنه هو ما جعل ناره تشعل فتيل غيرته لعله يرتاح من التفكير فيها، غير أن تفكيره فيها كان أكثر حتى من حجمه النحيل ..
تعليق ورد وآخر، وها هو رشيد يأتي على غير حاله السابق، يبدو باسما باشا، فالفجر قد بزغ مبتسما بعد تعاقب المساء والليل والسحر. تستمتع العصافير بشرفته وقد دنت منه لتتراقص على ترنيمة الشرفة الشجية ولتتنسم شذا الياسمين، أما هو فبعالمه ..خياله يرسم ويشكل صورا يلونها كيفما شاء فيبتسم راضيا، وهنا نتأكد أن الميموني قد تعود على إلصاق الصور بشرفته، يضعها متراصة، واحدة تلو أخرى لتشكل ذكرياته وآماله، ومن بين رسوماته التي كان يصورها بخاطرته هو شكل شرفته الذي نراه بالصورة في ليلة كان الهلال منيرا ، وكانت النجوم كأنها جواهر السماء، والجبال تبدو عن بعد تلامس العلياء في شموخ، أما شكل الشرفة فيمكن أن يذكركم ب شرفة جرت فيها بعض الأحداث المثيرة في حلقة من حلقات المسلسل الكرتوني ( كونان) وإن توسطها أصيص لنبات يعلو الفضاء في رفعة وخيلاء.
حين نقرأ التعليقات والردود ونقرأ ما جاء ب 16 ماي ندرك أن صاحبنا هو المختال لا ذاك النبات بالشرفة
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
هنا نام بشرفته، بين إغفاءة وصحو يجس نبضه ويتأمل طيفه متحسسا تقاسيم وجهه ودرجة حرارة أنفاسه،وابتسامته المرتسمة على الشفتين ليطمئن، و يدور حوار هامس بينه وبين نفسه، فتنتشي حواسه ويطرب، ناظرا إلى كل ما حوله بابتسامة حب، ثم هاهو صاحبنا بعد أن أصبحت عادته تزييين شرفته بالصور، وتنميق كلماته بها يأتينا بصورة شرفة جميلة واسعة مطلة على البحر، ليزهو بعد ذلك بالتعليقات المعجبة بنصه وشرفته، وبعد يومين يجيء رشيد مسترجعا ذكرياته ناسجا حكايات الأطفال والطفولة،فتراه مرة طفلا وديعا وأخرى عنيدا وتارة مشاكسا، ولا ينسى صاحبنا غَناء الطبيعة الخلابة وإبهارها ، واستمتاع الطفل الساكن في أعماقه بها، حاضنا إياه، كأن صاحبنا ينكر تلك الأنشودة التي تقول " فموعد الرجولة يأتي قبل الأوان" لأن الطفل بداخله ساكن وأقوى من الشيخ فيه عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
ولعل صورة الطفل المتسلق الشجرة كأنها أرجوحته أو لعبة التزحلق، أو الحبل...،أو كأنه هو ماوكلي أو نمر غابته أو لعله صغير الباندا..
وتكثر التعليقات التي وجد أصحابها في دواخلهم طفلا، ويستطيب الرد على التعليقات ثم الرد عليها،أما في الوقوف الموالي بالشرفة فإن الأديب رشيد قد رأى كل شيء ينطق جمالا فأتاه الربيع الطلق يختال ضاحكا، حتى الصيف سبق وقته ليحضر إلى رشيد ويهديه شمسه والسماء ، و استبشر الميموني بالشهر الذي يعيشه ( رمضان) مستعدا لاستقبال العيد القادم بأجمل الهدايا والابتسامات،فيجعل الطير والبشر يفرحون ويمرحون ويحبون، وهاهو بالطبيعة واقف غير مبال بالتقاط صورة جميلة لأنه يستعد لاحتضان الطبيعة الفيحاء بجمالها، وورودها الصفراء الثرية ومعانقة الشمس الزاحفة نحوه مع السماء، ويحضر بعد غياب يومين أو ثلاثة ليخبرنا أن العيد قد أطل من شرفته فعانقه، واحتضنه وقبله، حتى تغلغل في مسامه، زارعا فيه الأمل والحب والبسمة مؤججا حلمه، فصار هو نفسه العيد وفرحة العيد ونقل لنا هذه المرة صورة اكتفى بأن تكون الطبيعة جوهرها وروحها.
ثلاثة أيام أيضا، ويأتي معانقا قيتارته يعزف عليها أسراره وهي تغني له مدن الأحزان ومتى ستعرف كم أهواك يا أملا ، ثم يستسلم للحلم وتستسلم معه قيتارته لتمنحه ترنيمة العمر التي هي ربما تلك الفتاة الكنارة العازفة على الهارب.
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
تعليقات وردود ويعود حزينا، هكذا حال الولهان لا يستقر على حال،يسائله المساء عن سبب حيرته وسهومه، فلا يجد ردا ، وفي غضب يقوم لإسدال ستائر الشرفة وغلق بابها، ...
(يتبع..)