فؤادي طاعن إثر النياق ... وجسمي قاطن أرض العراق
ومن عجب الزمان حياة شخص ... ترحل بعضه والبعض باقي
وحل السقم في بدني وأمسى ... له ليل النوى ليل المحاق
وصبري راحل عما قليل ... وشدت لوعتي ولظى اشتياقي
وفرط الوجد أصبح لي حليفاً ... ولما ينو في الدنيا فراقي
وتعبث ناره بالروح حيناً ... فيوشك أن يبلغها التراقي
وأظمأني النوى وأراق دمعي ... فلا أروى ولا دمعي براقي
وقيدني على حال شديد ... فما حرز الرقى منه بواقي
أبى الله المهيمن أن تراني ... عيون الخلق محلول الوثاق
أبيت مدى الزمان النار وجدي ... على جمر يزيد به احتراقي
وما عيش امرىء في بحر غم ... يضاعي كربه كرب السياق
يود من الزمان صفاء يوم ... يلوذ بظله مما يلاقي
سقتني نائبات الدهر كأساً ... مريراً من أباريق الفراق
ولم يخطر ببالي قبل هذا ... لفرط الجهل أن الدهر ساقي
وفاض الكأس بعد البين حتى ... لعمري قد جرت منه سواقي
فليس لداء ما ألقى دواء ... يؤمل نفعه إلا التلاقي