 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحافظ بخيت متولى |
 |
|
|
|
|
|
|
بمن تزوجت زينب؟
عنوان يحمل قلق السؤال المفجر للدهشة والباعث على الغوص فى متن القصة حتى نكتشف الإجابة , والعنوان المعتمد على صيغة استفهامية عادة يكون عنوانا مراوغا يربكنا كثيرا ويثير فينا رغبة الالتصاق بالنص والغوص فيه وهذا ما نجح الكاتب فيه منذ بداية القصة ويبدو أن الكاتب كان مخططا لمسيرة الخط الدرامي في قصته قادرا على أن يمسك به من أول كلمة فى بنية القصة فاستهل القصة بجملة خبرية تضعنا فى جو مفعم بالإنسانية ليقدم للحدث الرئيس في القصة خاطفا الأبصار والعقول معا
" أخــيرا تـحـصّل على الشّهادة التـي حـوّلت الـحلم نصف حـقيقة ..! يعـود إلى القرية بـعد أربع سنوات من الدّراسـة الـجامعيّة … إلى رحم الأسرة التي طـالـما عبثــت بشـراعـها أعـاصيـر الـحاجة و أمـواج الفـقر ، يعـود و ما فـي يده البيضـاء غيـر رائحـة عـطر قـديـم يـفـوح !.. "
إنه يؤسس هنا للجو الإنسانى الشفيف الذي يعصف بمرتكزات التلقي وثوابت الثقافة المجتمعية ويمهد أيضا للتعامل مع بطله من الداخل لا من الخارج وهنا نجح الكاتب جيدا حين استخرج الكوامن الداخلة فى عالم بطلة ووضعها على السطع ليقدم نموذج الشخص النفعي المتردد الذى قدم الواجب على العاطفة وفي هذا انتصار مذهبي وانحياز لقيم الحق والخير والجمال على حساب زيف الواقع وتردي الشخصية الإنسانية تحت ضغط الفاقة وإلحاح الحاجة . إن زينب لم تكن رمزا إلا لامرأة تدفعها عوامل الفقر وثقافة القهر إلى عالم غير الذي تحلم به وأحمد تدفعة الرغبة في أن يعتلي طبقة غير التي يحياها فيسلم نفسه للشهوات وتحقيق الطموح على حساب القيمة وحتى حين يعتلي هذه الطبقة ويصبح أستاذا فى الجامعة لا يستطيع أن يتخلص من جذوره الطبقية التي ولدت لديه كراهية أولئك المدثرين بحضارة الغرب من الأغنياء
" و يتـيـه في جـرد الـتّماثيل الـبشريّة و عرض الـطبّيعة الـمتنكّرة ، ينظر إليهنّ نظرة احـتـقار و قد تستّـرن بقناع الـمساحيـق ، فيـهن حـثالة الـغرب ، لـبسن الـحضارة بالـمقلوب ، مارسن الـحريّة بالانسلاخ من الـفضيلة و طـقوس الـزّواج عـندهنّ صفـقة تـجـاريّـة .
« قريبا سأؤدبكن يا مـتشدّقـات … » .
يـمقت تلك السّـلوكات و ينبـذها خاصّـة و أنـّها لا تـمتّ لـلأستاذيّـة بشـيء من الـصّلة و لـم يعهدها فلسـفة في قـاموس الـمتخّلقـين . "
وينجح الكاتب فى استخدام تقنيات فنية جميلة تمنح النص نوعا من السمو الفنى وتحكم إسقاطاته الدلالية مثل استخدام الفلاش باك والمزج بين الأزمنة وتوظيف الضمائر بشكل محسوب وإبراز دور المكان بشكله الإنسانى المحمل بالمشاعر المتناقضة ووضع نهاية تؤكد نصية العنوان فى إصرار منه على تمكين دلالة العنوان من ناحية ومن أخرى ليضع متن القصة بين قوسين فنيين تتلاطم بينهما الأحداث فيرد كل منهما القلق الوجودي إلى الآخر .
تحية أيها الأديب الموسوعي والمتعدد الموهوب على هذا النص الجميل الذي يحمل قيما اجتماعية وتربوية نحن في حاجة إليها وليس مطلوبا منك أخي الحبيب أن تفسر عملك أو تثير حوله الأسئلة لأنه الآن ليس ملكا لك ولنا حق تأويله وفض مجاهله والدخول في فضاءاته وفق ما نغترف من ثقافة ولا تصادر علينا تأملاتنا ورؤيتنا
لك كل محبتي وعظيم تقديري
|
|
 |
|
 |
|
أستاذي الكريم
عبد الحافظ بخيت متولي
قراءة نقدية مميزة و غوص في القصة بطريقة مدهشة
سأعمل بنصائحك لأن النص فعلا صار ملكا للجمهور .
جزيل الشكر أخي عبد الحافظ
التفاتتك الطيبة أسعدتني كثيرا .
دمت أستاذي
------
تحيتي و تقديري