رد: حوار دافيء مع الأستاذ نبيل عودة
الأخت آمال حسين
ما هي الحدود المنطقية في اللغة؟ وهل هناك فصل بين الحياة وين اللغة ؟ وهل تظنين ان حفيدتي أو حفيدتك مستقبلا .. ستسمع ، أو تقرأ ... الكلمة التي " تجرح المشاعر " لأول مرة في نص قصصي ؟
حاولي تغيير الكلمات التي أزعجتك من حكاية العجوز والفوطة ، ماذا سيتبقى من الحكاية ؟
انت تريدين انشاء لغة جديدة ... على قاعدة الرقابة الصارمة ... الى أين ستصلين في الكتابة الابداعية ؟؟
تأكدي الى لا شيء .. الى صياغات تخرج من الثلاجة بلا حرارة.
هل يحق لحفيدي ما لا يحق لحفيدتي؟
رجاء انزلوا عن هذه الأفكار العقيمة ..
بعض التعابير " التي تجرح المشاعر " هي لغتنا وأدواتنا .. والفن معرفة أين يجوز استعمالها وأين يحظر ذلك ...
لا يوجد طابو على الكلمات ..
مرة أخرى اردد ما ذكرته بأن تراثنا كان أجرأ في تطرقه للجنس .. فهل نلغي التراث حتى لا تقرأه حفيدتي وأترابها ؟
وهل أمنع حفيدتي من قصص الدين .. وكل الديانات ، لأنها تفيض بالجنس والجنس الاباحي ؟ وهل نلغي الأحاديث التراثية لأن فيها ما يجب توريته واستبداله وضبطه وجعله تلميحا والى آخر هذه الصياغات ..؟ وهل نقوم بثورة أخلاقية ( على غرار الثورة الثقافية الصينية ) نحرق فيها كتب التراث مثل "طوق الحمامة "( نموذجا ) حتى لا يقراه صغارنا ؟
اذا كانت مفردات اللغة تحدد انطلاقتك الابداعية وتبعث الخوف في قلمك ، وتشغلك بما هو جائز وما هو محظور في لحظة الابداع .. فلن تصلي الى شيء واتركي هذا الكار لمن يملك الجرأة ... فلن تبدعي أدبا . اقرأي هذا النص للشاعر مظفر النواب ، واقترحي ان نغير بعض تعابيره النابية - ماذا سيتبقى منه ؟ :
[frame="10 98"]
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم، وتنافختم شرفاً
وصرختم فيها أن تسكت صوناً للعرض
فما أشرفكم!
اولاد القحبة هل تسكت مغتصبة؟؟؟
اولاد القحبة
لست خجولا حين اصارحكم بحقيقتكم
ان حظيرة خنزير اطهر من اطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى
اما انتم
لا تهتز لكم قصبه
[/frame] وارجعي للروايات الحديثة ارجعي لكل الأدب العربي الرائع الحديث ... ستجدين ان للكلمة "النابية " ، أو التفاصيل "الحرجة - غير الأخلاقية ؟!" لحظتها العظيمة التي لايمكن ايجاد تعبير لغوي أكثر مطابق منها للحظة الروائية .
لا لست شديد الحساسية للنقد والرأي المناقض .. نحن نتحاور من أجل الوصول الى أسمى الأشكال الابداعية .. ومن هنا شرعية المواقف ..
تحياتي
|