يا قدسُ مسكنكِ الوريد
[poem=font="(Arial),6,green,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
عانقتها بدموع عيني فاحتمت = باللحظ ترجو سعدها ومناها
فغرقتُ بالأنفاس في صدري وقد = فاضت للهفة قلبها ورجاها
موؤدة ! قُتل الخضوع وأهله = أتموت جهرا ها هنا بحماها ؟!!
وهناك ألف قبيلة وقبيلة = والعين يوما لن تطال مداها
خشبٌ كأن بِعُرفهم مات الوفا = أين الكرامة في الرجال تُراها ؟!
أرضيتُمُ قتل الربيع بقلبها = ليصير قفرا تربها وهَواها ؟؟
أقبلتمو بيع الدماء وقد ربت = بالأرض نهرا قد جرى بثراها ؟
وتغلغلت كالقَطر في روضاتها = فزهت زمانا بالدما وغذاها
يا راكبا لهواك : أين مسيرهُ ؟= أعشقت نفسك واتبعت هواها ؟
ورغبت عيشا بالحياة منعَّما = وتركت أرضك يستباح حماها
لهفي عليك وعَبرَتي مسفوحة = ماذا ستفعل يا شقي عساها؟!!
أتعيد طعما للحياة عَدمتَه = لتقولَ هيا فالعيون فداها ؟
قدس العروبة قد بكت وتأوهت = ماذا ستفعل كي تزيل أذاها ؟
فضوا بكارة روحها بسيوفهم = سقطت تعوم بدمعها ودِماها
ظهرت بقلب العين ألف علامة = تبغي السؤال , فهل سمعت نِداها؟
سأَلت عن الأقصى وعن أسواره = عنها القباب بأرضه ورباها
وبكت حبيبا قد رعته بحضنها = زمنا لعمري ما هفا لسواها
عَرَفتْ بأن الضيم طال شموخه = والأرض مارت تحته بقُواها
فالذئب أزبد في الليالي حوله = حفر الثرى بربوعه وتباهى
صال الغريب وجال في غُرُفاته = ويل لقلبي هل يطال عُلاها!
يا ساكنين قصوركم ماذا بكم = فالقدس ينعى دمعها مسراها
فمتى ستجري في العروق دماؤكم = من ذا يضيق للجراح مداها؟!!
لينال من قدسي وسام كرامة = وينال منها بِشرها ورِضاها
وينال بيتا في الجنان وروضة = كل القلوب بحبها تتماهى
انهار ماء من معين نبعها = ودروب خير بالدُنا يلقاها
وقباب أقصانا يعانقها الندى = فجرٌ جديدٌ قد أضاء سماها
[/poem]
شعر : مقبولة عبد الحليم