[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
يا منية النفس وتوأم الروح
كم تشوقت أن أكتب لك من جديد وتعزف أصابعي ألحانها على أوتار هذا الفضاء العنكبوتي، أصابعي هذه التي ما تنفست إلا لتكتب لك...
حين أتوقف عن الكتابة لك وأغرق في تفاصيل الحياة أضيع مني وأبحث عني ولا أجدني وكأن الزمان فرّ من زمانه والأماكن هجرت أماكنها ويمسي كل شيء غريبا حتى كلماتي وأصابعي وتتراكم الغيوم الرمادية في سمائي ويجلدني صقيع تشرين فتصفر له كل أوراق أشجاري وأزهاري وتطاردني أشباح غربة الحياة ويتهددني فصلٌ كانونيٌ طويل ترتعش منه أوصالي وأمسي غريبة في هذا العالم وغريبة نفسي عن نفسي وكأني سفينة تائهة في عرض البحار تتقاذفها الرياح والأنواء....
أمد يدي وأناديك حتى تنقذني مني ومن أشباح الليل وعواصف شتاء الغربة الطويل لتعد لي ربيع الجليل ودفء الوطن وعصافير الحب شجية فوق أغصانها تغرد...
كل الأماكن من دونك موحشة وكل الوجوه غريبة قاسية الملامح وكأنك جواز سفري إلى الوجوه والأماكن...
أنغام الحب جسر عبوري اليومي من وحشة الفناء إلى دفء الحياة لأني أنت ... لأنك أنا التي لا تكتمل معانيها بغير وجودك وطن...
يا طلع زهور ربيع الروح والنفس في كلماتك شيئا عبقرياً ساحرا يحرك أروقة القلب فيفتح نوافذها على الدهشة و مآقي العيون فيفتح مجاري الدمع حنيناً لا يهدأ ولا يستكين وأوتار الحب لتعزف لحن أشواقها إشراقة أقمار الياسمين والجوري صباح الخير...
صباح الخير يا طلعت
صباح الخير لوجودك الرائع... كل صباح ومساء، صباح الخير يا عمراً هو العمر ويا نفسٌ هي المرفأ ويا روحا هي الوطن وهوى الجنة ورباها..
في جنة الجليل هناك فوق الروابي عصافير ما زالت تغرد ألحان حبنا وتدق مناقيرها الخضر فوق أغصان الأشجار تحفر اسمينا وتحفظ كل قصائدك التي كتبتها لي ولحبنا وحيفانا وتنشرها على رؤوس الأشجار فتصفق لها كل الأزهار ويعزف الطيوّن لحنه الفلسطيني الخالد.. لحننا البديع لحب أقوى من هذا الزمان بصفحاته الحزينة....
روحي في روحك روح وقلبي في صدرك ينبض وقلبك في صدري وشرايينا ممتدة في أرض الجليل وأنت والجليل وطني الذي أحمله كما أحمل ملامح وجهي...
أنت مرفئي وحبك مرساتي وكلماتك شواطئي وعطر روحي وأنفاسي وقصائدك المضيئة قصور أحلامي وألحان قيثاري وأنت.. أنت وطني وكل عنفواني وأنا أحبك...
أحبك رجل لا يشبهه أي رجل وشاعر لا يوازيه شاعر في العزف على قيثار الحروف
من دون حبك أنا امرأة مثل كل نساء الأرض وبحبك أميرة كنعانية شامخة بشموخ قصائدك أنت يا طائر الفينيق....
هذا الرجل وطني وهذا الشاعر انتمائي وللحب قوة كصوّان حيفا جَلدٌ قادر أن يقهر المستحيل حتى يعود الوطن للوطن والجليل للجليل وينتصر الحب..
في ذلك اليوم سنغدو عصفورين نحلق في سماء الجليل وسيظل العصفور يرتل قصائده الضادية الجميلة والعصفورة تصفق له بجناحيها وتردد لحنها الخالد:
" هذا الشاعر وطني وهذا الجليل شراييني "
هدى الخطيب
السبت 9 تشرين الأول 2010
[/align][/cell][/table1][/align]