أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: اقرأ وفكر معي
[align=justify]حين انتهيت من قراءة رواية سمرقند وبعدها ليون الإفريقي كان شهيتي تزداد تفتحا ونهمي لقراءة مؤلفات أمين معلوف يكبر ..
وجاءت "صخرة طانيوس لتزيد من متعتي ونهمي لمزيد من القراءة لهذا الكاتب الموهوب .[/align]
[align=justify]=======================
تتحدث الرواية عن شيخ يحكم قرية تدعى ( كفريقدا ) تكون له نزواته ورهبته ، له ابن يدعى رعد ، ومساعد له يدعى ( جريس ) ، بعد أن طرد مساعدة السابق ( روكز ) ، ويكون هذا الشيخ في حالة حب لـلمياء زوجة مساعدة ( جريس ) ينجح في إتيانها رغم نكرانه لذلك ، وتحبل منه وتلد ولدا يدعى ( طانيوس ) بطل الرواية . ورغم شكوك أهل القرية وشكوك جريس في شرعية طانيوس ، إلا أن طانيوس هذا يعيش في كنف أمه لمياء وزوجها ( جريس ) .
ويتعلم طانيوس في مدرسة انجليزية وسط حكم أمير مصري مدعوم – آنذاك – من الحكم الفرنسي ، وأثناء ذلك يهدي قـس المدرسة الإنجليزي بندقية إنجليزية إلى رعد ابن الشيخ والتي يقتل بها فيما بعد البطرك الفرنسي على يد ( جريس) ، والسبب : أن ابن الشيخ رعد ، وطانيوس كل منهما يريد أسماء ابنة ( روكز ) زوجة له ، وعندما يذهب البطرك الفرنسي للتوسط في هذا الزواج يفاجأ بجمالها فيقوم ويخطبها لابن أخيه ، فيترصده جريس والد طانيوس غير الشرعي ، ويقتله بالبندقية الإنجليزية الآنفة الذكر، فتقوم الدنيا ولا تقعد ، خاصة وأن القتل ببندقية إنجليزية في منطقة يحكمها الفرنسيون . فيضطر جريش وابنه طانيوس إلى الهرب إلى قبرص .
وبعد فترة يتمكن الأمير من تعقب طانيوس ، وجريس في قبرص ، وينجح في خداعهم عن طريق مخابراته الذين يذهبون إلى قبرص ، ويخبرون جريس وطانيوس بأن الأمير قد مات ، ويمكنها العودة . ولكن القدر يجعل طانيوس لا يركب مع أبيه في نفس السفينة العائدة من قبرص ، وبعد وصول جريس يأمر الأمير بقتله.
وفي هذه الفترة يكون ( روكز ) المطرود من قبل شيخ القرية سابقا قد عاد إلى القرية واستلم الحكم بدلا من الشيخ الذي وضع في السجن.
وبعد فترة ، يعود طانيوس إلى القرية يصحبه ممثلي ن للدولة العثمانية ، وممثلين لبريطانيا ، بعد أن يقنعاه بأنه سيقوم بمهمة الطلب من الأمير التنازل عن العرش ، وإبلاغه أيضا برغبة بريطانيا بنفيـه. وبالفعل يقوم بهذه المهمة ويعود إلى قريته التي تستقبله كبطل وطني ، وتطلب منه أن يصبح شيخهم ، وتطلب منه أيضاً أن يقتل ( روكز ) الذي ظلم واستبد وحبس شيخهم السابق .
وهنا يقع طانيوس في حيرة من أمره ، لأن ( روكز ) والد محبوبته السابقة ( اسما ) . فيضع ( روكز ) في الحبس بحراسة أربعة من الحراس ، حتى يقرر ماذا يفعل بشأنه ، غير أنه يفاجأ في الصباح بمقتل روكز وحراسه ، وهنا يشعر بالذنب الكبير " كان مقتنعا بذنبه الشخصي إلى حد أنه لم يجرؤ على العودة إلى الضيعة ليخبر بما حدث ، بل راح يمشي في أحراج الصنوبر المحروق حديثا.. يفتش عبثا عن الدرب الذي كان يسلكه في ما مضى للذهاب إلى مدرسة السهليـن ، ومنذ ذلك الوقت لم يرجع طانيوس إلى قريته ولم يكلم أحدا ، بل صعد صخرة وجلس عليها ، ثم كان في الأمر معجزة .. فقد اختفى فجأة وغاب عن الأنظار ..[/align]
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: اقرأ وفكر معي
[align=justify]كان ألفونص ضوضي الكاتب الفرنسي يعشق منطقة لابروفانص الجنوبية ولاتخلو كتاباته من نفحة من هذا الجنوب الدافئ الحميمي المضمخ برذاذ المتوسط وريحه الشرقية .
حين كتب "رسائل طاحونتي" كان يقوم بمحاولة شرائها بعد أن صارت مهجورة .. ثم طاب له المقام هناك وحيدا ليطلق العنان لأفكاره وخواطره لا يشاطره هذا السكن سوى بوم مندهش لهذا الزائر الغريب .
ومن أجمل الرسائل التي كتبها ، والتي درسناها في مرحلة الابتدائي "عنزة السيد سوكان" .. وفيها يروي حكاية هذا السيد الذي كان سيء الحظ مع عنزاته .. فما يكاد يشتري واحدة ويسعد بامتلاكه لها حتى يفاجأ بهروبها إلى الجبل حيث تكون لقمة سائغة للذئب . لكنه حين اشترى "بلانكيت" كان متيقنا من أنها ستعتاد الاقامة في الحظيرة لصغر سنها .. لكنه تفاجئه يوما قائلة":"سيد سوكان" أنا أشعر بالملل ، هنا فهلا أطلقت سراحي لأذهب إلى الجبل حيث الغابة و الهواء ؟" فيغتم ويؤنبها منبها إياها إلى وجود الذئب وإلى المصير الذي يترقبها كما كان مصير سابقتها "رينود"
وخشية أن تهرب بلانكيت ، أحكم السيد سوكان إقفال باب الحظيرة وانصرف لأشغاله .. لكنه نسي فتحة خلفية مما جعل بلانكيت تغادر الحظيرة متجهة إلى الجبل حيث قضت النهار كله ترتع وتعدو لاهية .. وتنظر من أعلى الجبل إلى منزل السيد سوكان وحظيرته وتحس بالحنين ، لكن النهار يدبر وينزل الليل فتنتبه إلى أنها يجب أن تعود .. وحين تفكر في الحظيرة و الحبل تلغي فكرة الرجوع .. وفي تلك اللحظة يتناهى إايها عواء الذئب وتبدو لها أذناه الحادتين من وراء الأعشاب .. فلتقرر المقاومة إلى آخر الليل كي لا تكون أقل دفاعا عن "رينود" التي استطاعت دحر الذئب طيلة الليل ..
وحين تبدأ النجوم في الانطفاء الواحدة تلو الأخرى تستسلم منهكة لكنها سعيدة بأنها قاومت طويلا فيهجم عليها الذئب ويأكلها ..
[/align]