مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
[align=justify]
تحياتي وشكري لكم جميعاً على هذه المداخلات الشيقة والمفيدة
استوقفني السيد جاد الله بإنكار الحضارة الفينيقية واستغربت هذا جداً، وخصوصاً أنه غير متخصص في التاريخ!!
الحضارة الفينيقية تاريخ حقيقي أخي الكريم ، لعلك إن لم تقرأ عنها ( وهذا غريب لأن العالم كله يعرف المتعلم والجاهل) ولعلك تبحث هنا في نور الأدب عن الحضارة الفينيقية والكنعانية فأنا كتبت ونشرت الكثير ، موضوع سعيد عقل ليس ساحة تسمح بمحاولة مسح تاريخنا وأجدادنا أساس الحضارة الإنسانية وفضلهم على العالم كله ليس فقط باختراع الحروف الأبجدية واكتشاف القارة الأميركية إلخ..
هل ترضى أن ينفي أحد وجود الحضارة الفرعونية التي لا يقل اعتزازي بها عن اعتزازي بحضارة أجدادي؟!
عميق تقديري واحترامي
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
[align=justify]
تناول بالأمس طوني خليفة على قناة إم تي في ، الهجوم على سعيد عقل واستضاف أدباء ، منهم محمد فرحات
الخلاصة التي أرادوها - أن الحرب الأهلية مرت وانطوت - وكانت المصالحة بين الجميع ولا يجوز النبش في مرحلة سوداء من تاريخ لبنان، كثر كانوا فيها مثل سعيد عقل واليوم الجميع دون استثناء عادوا يرون الشعب الفلسطيني شقيقهم وإسرائيل عدوتهم دون أدنى شك.
ادعوا - وأنا لم أسمع - رغم متابعتي - أن سعيد عقل وضّح مراراً أنه لم يعادِ شقيقه الشعب الفلسطيني ، وكان يعادي ويقصد منظمة التحرير ، وأنه كتب كثيراً يخاطب الفلسطينيين ليقفوا ضد مؤامرات المنظمة - حسب ما قالوا عنه - ويعودوا لمسار التحرير الوطني الصحيح ..
بالنسبة لي هذا دفاع فيه الكثير من النفاق والادعاء، فهو رحب بالاجتياح الإسرائيلي وكان الأب الروحي لحراس الأرز والعميل إتيان صقر المعروف بلقب ( أبو أرز) ، وتسجيلاته موجودة بالصوت والصورة.
مع هذا لا بد أن نتحدث عن الشاعر ومدرسته التي تأثر بها شعراء كبار جداً، وعن عقد النخبة الوثيقة والتبادعية.
لعل أجمل مقالة لبنانية قرأتها في هذا الشأن تضع النقاط على الحروف كانت في القدس العربي ، للكاتب القومي الإنساني الرائع الأستاذ الياس الخوري، سأنقلها لكم أدناه
هل يغفر الشعر للشاعر؟
الياس خوري
December 1, 2014
فوجئت بخبر موته، لا لأنني كنت أعتقد ان الموت نسي سعيد عقل، بل لأنني افترضت أن الشاعر مات من زمان. فالعالم بحسب سعيد عقل تهاوى مرات متعددة، لكن نهايته الصاخبة كانت خلال الحرب الأهلية اللبنانية، حين خلع شاعر «رندلى» أقنعته كلها معلناً بعنصرية فجّة أن: «على كل لبناني أن يقتل فلسطينياً».
سعيد عقل مات كما يليق «بطاووس شعري» أن يموت، بحسب خليل حاوي في ديوانه «الناي والريح»، فالشعر الحديث أتى ليسدل الستار على تجربة آخر شعراء الفصاحة العربية، وآخر الكلاسيكيين الكبار، وأكبرهم.
لكن الموت الذي لا يَنسى سرعان ما سوف يتلاشى، فبعد أن ينتهي الموت من عمله، سوف يعيش الشاعر في شعره كأنه لم يمت، أو كأن الموت كان مجرد حيلة شعرية. فإذا كان الموت لا يَنسى، فإن الشعر يستطيع النسيان كأن الموت لم يكن.
وحدهم الشعراء والأنبياء يتقنون لعبة نسيان الموت، حيث تبقى كلماتهم حاضرة وكأنها تقال هنا والآن.
حيرتنا مع سعيد عقل هي جزء من افتتاننا بشعره. نكرهه وفي الوقت نفسه تُبهرنا لغته. تستفزنا برودة صوره الخالية من الحنو الإنساني، لكن كلماته المنحوتة من حجارة اللغة الذهبية، تسحرنا. ننفر من المرأة التي رسمها مجرد فكرة، فيجرفنا صخب الموسيقى الشعرية إلى موج الايقاع المتعالي.
كان سعيد عقل مجنوناً بنفسه، يتأله في الشعر جاعلاً من الكلمات لاهوتاً بلا ناسوت، يبني طربه الشعري من قدرته العجيبة على التلاعب بالبحور الشعرية والقوافي، ينحت من صخر الكلمات ويغرف من البحر الذي أجبره المتنبي على الاعتراف بأن الشاعر هو بحر أكثر عمقاً من البحر.
بدأ حياته قومياً عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]ً وكتب نشيداً مستوحى من الشعار النازي: «عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] فوق الجميع»، ثم كتب نشيد القوميين العرب الذين تحلّقوا حول قسطنطين زريق في «العروة الوثقى»، لينتشي بصهلة الخيل: «ولنا زرع الدنى/ قبباً زرق السنا/ ولنا صهلة الخيل من الهند إلى الأندلسِ». ثم انعطف إلى عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] محوّلاً الوطن الصغير إلى أسطورة فينيقية، جاعلاً منه صخرة عُلقت بالنجم: «لي صخرةٌ عُلقت بالنجم أسكنُها/ طارتْ بها الكُتْبُ قالتْ: تلكَ عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]ُ»!
هذا الشاعر الذي افتتح الحداثة برمزية مستلة من قاموس عشق اللغة وتحويلها إلى كائن جمالي يتعالى على المشاعر، وجد في «قدموس» رمزه ووعاء رؤيته لكون مصنوع من لبنانوية مليئة بصخب الأوهام. فلبنان كان ينتظر شاعره كي يحكي، والأسطورة اللبنانية كانت تنتظر نبيها كي تسود الكون!
الانزياح من الشعر إلى لاهوت الآيديولوجية اللبنانوية قسم سعيد عقل إلى نصفين، نصفه شاعر عباسي يتلاعب بالاستعارات ويجدد مع المحدثين، ونصفه الآخر نبي فينيقي قرر ان يحوّل اللهجة العامية إلى لغة مكتوبة بالحرف اللاتيني. صدّق أنه يستطيع ان يصير دانتي اللغة «اللبنانية» ولكن من دون عناء كتابة «الكوميديا الإلهية»!
شعره العامي لم يكن مؤسِساً على الرغم من أنه علامة، فهو استمرار مُتقن لشعرية ميشال طراد التي تصنع من الصورة ظلاً لرومانسية مجبولة بالرمز، أما لغته وحرفه اللاتيني فصارا بدعة تثير السخرية.
لا أدري لماذا خلع سعيد عقل ثوب الشاعر الذي كانه ليلبس ثوب النبي، انه عكس المتنبي الذي جعل من ادعاء النبوّة عتبة إلى شعريته. شاعر «رندلى» صدّق نبوّته فصار أحد الأنبياء الكذبة، الذي أوصلهم تماهيهم مع كذبتهم إلى السقوط في الهاوية.
كان يمكن لكل نزوات الشاعر أن تمرّ كما مرت نزوات الآخرين، لو لم يسقط الشاعر في العنصرية والفاشية ويتصهين إبان الغزو الإسرائيلي للبنان، ويحلم بأن يلقي خطاباً في الكنيست الاسرائيلي، أو في «جبل الهيكل» في عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]، ثم يسكر بمشهد شلاّل الدم في شاتيلا وصبرا.
صحيح أن عملاء عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] يعبثون في كل مكان، لكن الخطأ لا ينسخ الخطأ، والخطيئة لا تمحو الخطيئة. فالشاعر الذي تغنّى بالجمال، صار أسير خطابه الفاشي، وصنع الديباجة العنصرية التي بررت القتل والكراهية وساهمت في تدمير لبنان.
كل الخطايا يمكن أن تجد تبريراتها ما عدا العنصرية. فالفاشية سواء أكانت قومية أم دينية لا تقود الا إلى الانحطاط الكامل، هكذا وجد «لبنان الشاعر»، بحسب صلاح لبكي، نهايته على يد أهم شعراء «المدرسة اللبنانية» وأكثرهم موهبة وعبقرية.
لا تستطيع الثقافة اللبنانية والعربية أن تغفر عنصرية العنصريين، لكنني أتساءل عن الشعر، فالشعر وحده يستطيع أن يبقى، ولأنه كذلك فهو الوحيد الذي يستطيع أن يغفر، حين يشاء.
الشعر يعيد مع كل شاعر اكتشاف معاني الشعرية من جديد. نطرب بالقصائد وبالصوت الفيروزي الذي حملها أحياناً، تسحرنا «بددا العمر» في قصيدة «مُرَّ بي»: «تأخذ العمر تبدده/ آه ما أجمله بددا»، وننحني لعينيّ المرأة في ظلّ القمر: « ألعينيكِ تأنّى وخطرْ/ يفرش الضوء على التلّ القمر/ ضاحكا للنور مرتاحا إلى/ رفة النهر رفيقا بالحجر/ ضوؤه إما تلفتّ ددٌ/ ورياحين فرادى وزمر». ونهلل لشال رندلى، وننظر إلى الموت بعينين ساخرتين: «يا ستةً عمدوا السما/ قد جاء سابعكم فزيدوا».
وحين ننزل من على صهوة فتنة الإيقاع، نكتشف أننا كنا في لا مكان، وأن الشعر ليس كذباً جميلا فقط، كما علمنا القدماء، بل قد يكون خدعة أيضاً.
أوصل سعيد عقل الخدعة إلى نهاياتها، وانجرف إلى هلوساته الفاشية التي جعلته إحدى علامات السقوط اللبناني الكبير.
ننتقد مواقف الشاعر الذي احتلّ حيزاً في ذاكرتنا، بصفتها جزءاً من جنون عنصري لا يزال يضرب المنطقة العربية، وننتظر من الشعر وحده أن يعفو وأن يغفر.
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
جزاك الله كل الخير أديبتنا الغالية أستاذة هدى الخطيب
على فتح هذا الموضوع الهام ، الذي لا بد من الحوار حوله
عن الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية ،
بعد أن قرأت مداخلات الأخوات والأخوة ، لم يعد بإمكاني
أن أعيد وأزيد على ما قيل ،
لكنني اختصر وأقول مؤكدة أنه شخصية متناقضة وبين
عبقريته والجنون ، وبشريته وإنسانيته خيط رفيع ،
ورغم تقديري وإعجابي بشعره الوطني لمكة والقدس وترديدنا
لهذه الأغاني وتمتعنا بها ، لكنني لا أستطيع أن أنسى مواقفه
اللاوطنية واللاانسانية على أبناء وطني الفلسطينيين ، وعلى
المقاومة الفلسطينية والوجود الفلسطيني في لبنان ، وعلى
دعوته لقتل الفلسطينيين ودعمه لجيش العدو الصهيوني ، وهذه
بصمة سوداء في تاريخه ،
ولله في خلقه شؤون ،
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
[align=justify]
إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا ، حقاً ولكن!!
معظم الخيانات تتستر بألف قناع للأسف فلا نعرفهم ولا نكرههم لأنهم يجيدون ارتداء الأقنعة...
كانت جنازته بالأمس هزيلة جداً ومحصورة بطائفته وأبناء مدينته زحلة بامتياز
كاد موت عقل يعيد إشعال الفتيل لولا بقية من عقل..
كل لبنان ودّع صباح حتى كانت جنازتها مهرجاناً رسمياً وشعبياً في آن، وجاءت المقارنة بين جنازة الفنانة والشاعر الفيلسوف صارخة..
معظمهم لم يكن لديه الجرأة حتى على المشاركة في جنازته، هي كذلك..
انعزاليون الفكر والتركيب كثر أحبوه سراً ولم يكن لديهم الجرأة حتى بحضور جنازته حتى لا يتهموا بما اتهم به عقل!!
بينه وبينهم أنه كان فجاً مكشوف الوجه صريحاً وكانوا منافقين يجيدون التلون.. حقيقة لا بد من الاعتراف بها...
غداً سينسى التاريخ تصريحاته ضد الفلسطينيين وإساءته للغة العربية ولن يبقى غير الشاعر وشعره البديع ومدرسته الشعرية التي تخرج منها شعراء عرب كبار وعبقريته الفذة..
الشعر وحده سيغفر ويوحي للتاريخ بالمغفرة ، ولكن لا يسألن أحد أن تغفر الضحية وقد صرّح وضعف واحتسى بعضاً من مياه مستنقع الكراهية ولم يستتر...
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
فطرت بعض النخب العربية على النفاق حتى صار نهجا يهدد ذاكرتنا ويخلط اوراق قيمنا واداة ديماغوجية للتبرير والانتقاء تحيل الحق باطلا والباطل حقا. في مصر دافع ويدافع مثقفون عن حملة بونابرت بتمييز “جانبها العسكري السيء عن جانبها العلمي الجيد”, وذلك رغم انكشاف “اسرار” الحملة واعلان قائدها انه لم يات الى بلاد النيل بحملتين علمية وعسكرية، وانما بحملة واحدة لتاسيس مستعمرة تكون قاعدة لقطع طريق الهند الشرقية على بريطانيا وان الوسائل العلمية في الحملة كانت مكرسة لاخضاع العرب علميا بعد اخضاعهم عسكريا. هذا النفاق الانتقائي ربما أ وحى ل لليمين الفرنسي عام 2005 قانونا لتمجيد الاستعمار وبالتالي الزعم انه حمل فوائد مدنية للمستعمرين “بفتح الميم”، ومن حسن الحظ ان انتفاضة جزائرية عارمة لوحت بمليون ونصف المليون شهيد قد حملت الفرنسيين على التراجع عن مشروع القانون.
اقول هذا الكلام على هامش تكريم الشاعر اللبناني سعيد عقل اثر وفاته الاسبوع الماضي والدعوة للفصل بين عنصريته الصريحة وشعره. بكلام اخر يجوز بحسب المكرمين ( بكسر الميم) ان تعذر جمالية الشعر عنصرية الشاعر وحقده وحثه على الابادة الجماعية. ولعل هذه الانتقائية اشبه بان يعفو قاض عن مجرم لانه عازف بيانو جيد او ناظم اشعار جميلة او يرتدي بدلة ارماني انيقة في حين تدان الجريمة نفسها باعدام مرتكبها ان تعذر منافقون يمدونه بالتلفيق المناسب. هذا في بلداننا اما في الغرب وبخاصة في المانيا فمن الصعب على شاعر يمجد النازية ان يبقى خارج السجن ولن يجرؤ احد على امتداح شعره ولن تنشر كبريات الصحف نصوصه ؟ ولن يحظى فاشي ايطالي بالتكريم لمجرد تمجيد ايطاليا وكتابة اشعار جميلة في لغتها وتراكيبها؟ الم يقتل الشاعر الشاب فيديركو غارسيا لوركا في اسبانيا لانه رفض فاشية فرانكو؟
في الغرب يصنفون العنصرية ك “افة” لا يجوز الاقتراب منها ولا يجوز جمعها مع اية قيمة جميلة وغير جديرة بالقياس بمعايير الابداع المختلفة . ذلك ان الشعر ليس كفارة للعنصرية ولا لاية جريمة اخرى وهذا يصح على سعيد عقل وعلى غيره بل يعني الشاعر اللبناني الراحل لتوه اكثر من غيره.
ان سيل افعال التفضيل والمبالغة الجمالية الذي انتشر حول عقل بعيد موته مثير للريبة. فقد قيل عنه في صحف تدعي الدفاع عن المقاومة اللبنانية انه ” كريستال الصالون… ايقظ اللغة كما يفعل الحبيب الساهر على حلوته النائمة… اناقته لا تضاهى… قطعة الزمرد… لم يلتو له غصن… الانيق المغناج… ترهبن للجمال… ” هذه الصور هي غيض من فيض ما قيل في الشاعر الراحل، وقد وصل القول الى حد اتهام العرب باهماله بحسب طلال حيدر “.. لو كان هناك عالم عربي حقيقي لاعلن الحداد عليه ” اي على سعيد عقل الذي قال عن شعره باللغة العربية الفصحى “”… شعري العربي الفصيح كرخانة اقفلتها نهائيا” ( جريدة السفير 3 9 1994 ) والمقصود بالكرخانة بيت الدعارة… وفي الصحيفة نفسها يضيف: “…اللغة العربية يجب ان تزول…كلمة ان اللبناني عربي يجب ان تزول… المتنبي شو هالبضاعة أي المتنبي تافه “…ويضيق المجال لشتائم سعيد عقل ضد العرب والثقافة والحضارة العربية .. ومع ذلك ثمة من يجرؤ على لوم العرب لانهم لم يعلنوا الحداد عليه اي على من لعنهم ودعا الى دفن لسانهم والذي اختار العداء للغتهم عندما حرر جريدته بالحرف اللاتيني وبالمحكية اللبنانية.
وان كان عداء الشاعر الراحل للغة والحضارة العربية موصوفاً فان عنصريته ضد الفلسطينيين يمكن تصنيفها في خانة الجرائم ضد الانسانية. فقد عبر حقد عرقي على الفلسطينيين في فترة مبكرة وقبل ان تنطلق مقاومتهم المسلحة ضد اسرائيل من جنوب لبنان في العام 1969 اذ أكد في محاضرة في دار “الندوة اللبنانية” في 1 اذار عام 1954 “… ان الفلسطينيين يشكلون خطرا صحيا على اللبنانيين … انهم مصدر للتلوث الصحي للبنانيين بسبب امراضهم “. وكان، بالتالي، من الطبيعي ان يمجد قتلهم فيما بعد “… لقد ابدع اولادنا في صبرا وشاتيلا وعليهم ان يكملوا ..” بحسب مانشيت جريدة “لبنان” 17 كانون الاول 1982 . وفي مكان اخر يقول ” .. لبنان يتسع ل 940 الف قبر فلسطيني ” بحسب جريدة “الاحرار” في 5 10 1981 ..ثم يتابع “.. انا مع الشاب الذي يريد ان يقتل فلسطيني… انا بدي اقتل الفلسطيني. بدي العن ابوه … اللي بده يلفظ قضية فلسطين بدي فك رقبته …”. وعن المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي يفصح “”.. سعيد عقل يكون جبانا اذا انخرط مع الجبناء الذين يريدون مقاتلة اسرائيل” بحسب مجلة “الشراع″ في 28 1 1985 وذلك لان ” الجيش الاسرائيلي عم يخلصنا من هالوسخة الفلسطينية… “. يفيد ما سبق ان الرجل كان فخورا بعنصريته ورفض الاعتذار عنها طيلة حياته بل اعتذر عن شعره العربي الفصيح معتبرا ان ابداعه هو استمرار لمفاهيمه العنصرية بوسيلة ادبية .هذا هو الشاعر الذي كان ” على العالم العربي ان يعلن الحداد عليه “
هذا هو “كريستال الصالون… والانيق المغناج… وقطعة الزمرد… والغصن الذي ما التوى …والاناقة التي لا تضاهى… والذي ايقظ اللغة كحبيب يوقظ حلوته النائمة … والمترهبن للجمال “
في الحدائق العنصرية والفاشية والنازية تروى النباتات بدماء الضحايا والامهم وصراخهم. وفي “حديقة” سعيد عقل، نبتت شقائق النعمان على دم طفل فلسطيني قتله شعار ” ادفع دولارا تقتل فلسطينيا” وعلى دموع امراة لبنانية فقيرة ذبحت ميليشيا الشاعر عائلتها في صبرا وشاتيلا.
تلك هي حديقة سعيد عقل العنصرية المهولة كما ارادها وكان صادقا وفخورا بالدفاع عنها. اما جمل المؤلين والمداحين فهي تعيب اصحابها بل لعلها تضير الغائب في مرقده الاخير .
فيصل جلول / كاتب لبناني
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
نحن لسنا ملائكة وليس لنا الحق ان نحكم على الآخرين سواء كانو ادباء ومفكرين مثل سعيد عقل
لكل منا فكره وفلسفته وهو بالتأكيد أثبت جدارته رغم ماقيل عنه وما هو أثبته
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
تحياتي لكم وللمزيد من إثراء هذا الملف - وأرى فيه نقاشاً مهما - يفيدنا بشكل عام ...
هل نستطيع فعلاً الفصل بين الناتج الأدبي وصاحبه وكيف؟؟!
هل نستطيع أن نسامح أي إنسان على خيانته لأنه مبدع ولأننا نستمتع بإبداعه؟؟
لا شك أنها مشكلة...
من أهم ما قرأت في من كتبوا عن سعيد عقل كان المفكر الفلسطيني الأستاذ عزمي بشارة ، وإليكم مقالته:
بمناسبة النقاش عن سعيد عقل
عزمي بشارة
غالبا، ما أتجنب ذلك النقاش حول الشخصيات الأدبية المعروفة، ولا سيما الذي يثار بعد وفاتهم، إذ تختلط فيها بلاغة التقريظ بالتعداد التقليدي لمناقب الفقيد مع محاولة قول شيء جديد ومتميز في دفق الكتابات الذي يملأ الصحف، خلال أيام الرثاء المعدودة، قبل أن يخلي مكانه لمشاغل الناس الأخرى. ولكن النقاش حول سعيد عقل استوقفني، ليس فقط لأني معجب بشعره، وحتى عبقريته الشعرية التي ندر مثيلها بين معاصريه، ولكن، أيضاً، لأن بعض الإشكاليات التي أثارها هذا النقاش مهمة فكرياً، ويتجاوز، في أهميته، الانقسام المألوف الذي يبدأ وينتهي بـ"نحن" و"هم"، أو "نحن" و"أنتم" من دون تفاعل في حوار حقيقي.
بعض الأخوة المتناقشين أخضعوا تقييم شعر سعيد عقل لموقفهم السياسي من صاحبه، باعتباره عنصرياً، وهو عنصري فعلا بأي تعريف. فأصبح من المتعذر على العنصري أن يكون شاعراً، لأن الشعر بطبيعته، من وجهة نظرهم، أسمى من أن يكون نتاج شخص مصاب بلوثة كهذه؛ ولأن الشاعر، بطبعيته، روحاني رقيق، قدَّ من طبيعة خيّرة. والحقيقة أن هذا الطرح يرتكب خطأين، أولهما تقييم قيمة عمل إبداعي بموجب مواقف صاحبه السياسية، أي ليس بمعايير جمالية، أدبية أو فنية؛ وثانيهما إخضاع البشر العينيين إلى مقولة أسطورية حول طبيعة خرافية للشعراء. وأضيف إن أصحابها أنفسهم يتجاهلون تطبيقها على بعض الشعراء من معسكرهم ممن "يتمتعون" هم، أيضاً، بكم وافر من الفظاظة والنرجسية والانتهازية الشخصية والسياسية. ولكن المتغنين بطبيعة مختلفة للشعراء، يُحِلون أسطورة شخصية الشاعر السماوية محل شخوص الشعراء الفعليين الأرضيين، مثلما يضعون الأسطورة، هذه نفسها، في مواجهة شخوص الأدباء الذين يمقتونهم بسبب مواقفهم، أو لأنهم في المعسكر المضاد. وقد يمقتونهم بحق.
في المقابل، رفع بعض المتناقشين مقام الشاعر مع مقام قصائده، حتى جعلوا عنصريته وفظاظته، المصرح بها حد البذاءة، من ضمن جنون الشاعر المحبب، حتى كادوا يتغنون بهذه العنصرية المقيتة والقسوة والعنف الكامنين بها. وبعضهم لم ينكر أقوالاً نطق بها الشاعر، من حين إلى آخر، ضد الفلسطينيين، لكنهم اعتبروها من الزلات والهفوات التي يفترض، برأيهم، أن نتسامح معها.
يكشف هذا النقاش عن مشكلة ذوقية وفكرية حقيقية. فهي تخلط بين الإبداع الفني والأدبي وشخصية المبدع، فتضفي عليه قدسية، أو تشيطنه وترفض الاعتراف بنتاجه. وهي شبيهة بالنزعة الشعبية لتحويل أشخاص إلى نجوم أو شياطين.
مثل هذا الإرباك لا يمكن أن يحصل مع نتاج العلماء في مواضيع اختصاصهم، لأن الفصل، هنا، بنيوي واضح. فنحن لا نسأل عن شخصية مخترع البنسلين أو الإسبرين، أو مكتشف قوانين الفيزياء التي قادت إلى بناء المحرك النفاث، لكي نستخدمه ونستفيد منه. فهؤلاء لم (ولن) يصبحوا نجوماً. وغالباً ما نجهل أسماء العلماء، خلافاً لمعرفتنا بأسماء المجرمين القتلة، من السياسيين المتوسطي الذكاء، أو الأغبياء على أنواعهم، أو مثلما نعرف أسماء رجال ونساء كل مؤهلاتهم محض جسدية، وقد يكون الكشف عنها للعموم كل المطلوب لاكتشافها.
ولكن الإرباك يحصل في حالة الإنتاج الثقافي، لأننا نتوقع من المثقف التزاماً بقضايا المجتمع والإنسان. والمصيبة أن هذا الالتزام ذاته قد يقود إلى مواقف شمولية متطرفة، ينقلب فيها الخير شرا بسهولة.
من العبث إنكار قيمة عمل أدبي عبقري لأن صاحبه عنصري، أو لأنه متطرف ينتمي في المعسكر الآخر. مثل هذا يقود، أيضاً، إلى تضخيم قيمة عمل أدبي، لأن صاحبه من "معسكرنا"، كما يقود إلى تجاهل صفات المبدع الشخصية والاجتماعية السيئة، والتي يجري التستر عليها غالبا.
ليس من مانع نظري في تقييم عمل كأدب رفيع، على الرغم من الاصطدام مع صاحبه في الصراع ضد الظلم، ولا حاجة لمنحه "تنزيلات" عند إدانته أخلاقيا، ولا التسامح معه، حين يقف مع ديكتاتورية دموية، ترتكب جرائم إبادة جماعية لأنه شاعر. ومن حق شخص أن لا يستمتع بعمل أدبي لأديب بعينه، لأنه يتذكر عند قراءته مواقف صاحبه المثيرة للغثيان. فهذا حقه، طالما لا يعتبر حساسيته هذه نقداً أدبياً موضوعياً لقيمة عمل هذا الأديب. لكن، ما العمل؟ ثمة أدباء وشعراء تبنوا مواقف فاشية، يمينية ويسارية (فالفاشية وتقديس سلطة الدولة ليست حكراً على اليمين). بعضهم أبدع أدباً راقياً جميلاً، وبعضهم صنع أدبا مجنّدا، لا يستحق تسمية الأدب إلا في معسكره، وملاحق معسكره الثقافية.
وسعيد عقل، برأيي، ينتمي إلى الصنف الأول، فهو إنسان صغير أنتج أدباً كبيراً. ويعج هذا المعسكر بالأشخاص الأفظاظ والانتهازيين والعنصريين الذين أنجبوا أدباً راقياً وجميلًا. إنهم بشر صغار، لكنهم أنتجوا أدباً عظيماً. ولا يندر أن يكون المبدعون بشراً صغاراً، ذوي مصالح ونزوات ومواقف غير ناضجة، عاطفياً وفكرياً، مثل بقية البشر. ونادراً ما يتميز بعضهم في الفضيلة. هذا، بحد ذاته، لا يجعلهم عمالقة، إلا في الأسطورة التي تحاك عنهم. وغالباً ما حاكها بعضهم عن نفسه، أو شارك مباشرة في حياكتها.
يبدو أن الناس يميلون، على الرغم من كل شيء، إلى صناعة النجوم والشياطين، وهو ميل ديني، أو تعويضي عن الدين عند العلمانيين. وإنقاذ معايير الأدب والفن والجمال من هذه الصناعة مهمة عسيرة.