رد: أذكرك
الأمور الطبيعية كالأشياء والأحاسيس بمكانهما المعتاد والمتوقع.. لايدفع بوتيرة بارزة للحديث عنها كأمر يستحق الوقوف عنده بالطريقة التي عادة مانتوقف بها إثر التأمين عنها مثلا بالكتابة أو بالغناء!
المغايرة منها للمعهود، -معهود خبرناه ملائما لطموحنا في الود، سقف كان يظلل من لواعج شمس الوحدة -وإن كان الصقيع في قاموس الكتاب هو ماتوحي به الوحدة.. حتى حدودك وتبدلت مقاييس حرارة الشعور قلبا على عقب! فصار الفراغ جراء غيابك امتلاء باللهيب واستفسار علامات تعجبه حمم تتطاير..- وملائما لتكوين ذا الفؤاد مدخلا ومخرجات! إلا أني يامرآة دخلت بفيض من الحياة بعد نقض واليوم أخرج بالوفاض كله امتلاء إلا من الحياة التي على سبيل السياق الرجوع إلى نقطة اتقاد الأمنيات، ماحبَّرته العفوية وباركته الرغبة والعزم لاستكمال السطر أو التي على سبيل الحسم أن ينتفض القلب على قرار العقل كعادة الحنين.. اليوم كما ترى سبات سبات.. وحده صوت الكبرياء دون أن يعلى عليه.. يعلى!
البئيس مثلما ولاشك حدثت أو تحدث به نفسك أن كيف يعلق بالود القوي -قوة الرعد الذي لايخلو من حنو وإلا كيف تتبعه قطرات المطر وتجاوره الزمان والمكان في وئام؟!- أضران الصمت وقبل أن تستغرب أللصمت أضران؟! أقول؛ حين لايأتي بمحله وضف لديك أنه يصبح وبالا مثلما صارت الذكريات!
أتساءل مثلك وإن اختلف صمتي عن صمتك اختلاف المرغَم والمرغِم!
اختلاف التنفيذ عن السبب وإن كما تكابد فرقتنا الدنيا من ود لتجمعنا في حضرة نتيجة واحدة علي أوفر العذاب مثلما لاتعلم!
أوظف تارة الحياة وأخرى أوظف الدنيا ليس عبثا كما تعلم، من ذا يقنعك وتمام الاقتناع يهدأ به روع التساؤلات، صوت سماوي لاأقل منه يقول لنا أن الخيرة فيما حصل ولايختفي قبل أن نقتص لآلامنا جوابا على كل لغز!؟
لأغراض سيزيفية أكثر من حكمة حبلى هي بها بطن الأحداث حتى أفقدها الثواب المأمول القدرة عن الحياة! حتى مع تورم قدمي الخيرة المستبطنة في أمورنا ياصاح يصر وجعي أن الوداع بعد التلاقي ذو الحيثيات المائزة جدا لأغراض سيزيفية ولاتجادل!
الصمت إذن حين تتسرب قطرات منه على التوالي لا تحمد فياضانات الأفئدة من الدموع بشتى صورها.. وإن كان مكمن الأسى الأعظم أن يؤول الصمت لنتيجة ماكانت الخيانة نفسها لتحدثها فينا.. إذ يرتق صادق الحضور وتجديد العهد بتوبة الاعتذار اللاأخلص من عمقه شيء شروخ لها من المساوئ الكثير الذي لا يفرغ مع ذلك من منح للتوطيد وقياس صدى وجدوى الرابط المتوشج على كل حال وإلا ماتعرى من لبس الخيانة وكشف هشاشته بالجثو على ركب الاعتراف متكورا يستحث الصفح..
لكنه الصمت الذي لاتعرف أواخر آجاله تسرب بغير استحياء وساد سيادة هوجاء متطفلة تعلي صوت شرعيتها غير آبهة بطوب الصبر والتجاوز والسعي الذي رابطت به ليالي الأماني علها تزهر.. وأزهرت، نعم أزهرت بالنهاية شوكا كثيرا ياكل الألم.
دم صامتا وإياك أن يضعف عقلك أمام ملامحي اليقظة في نومك.. إياك وخديعة الشوق.. أخاف عليك الندم ومن أين لك قوة على سحق اكتئابك المزعوم.. أتظنها بالهروب مني؟!.. كلا والله لن أصلح الظن!!
دم صامتا.. أردت أن أقول دم بخير وإن ماحلَّ علينا قرارك بخير.
|