[طلعت سقيرق]

[align=justify]
أخي رشيد
· تمارس أحيانا كتابة القصص .. هل يعني هذا هروبا مؤقتا من أشجان الشعر؟؟..
طبعا لا وبشكل مطلق يا صديقي .. صعب أن تهرب من الفن إلى الفن المختلف .. من الكتابة إلى الكتابة المختلفة .. علينا أخي رشيد أن نفرق بين حاجة القصة ومتطلباتها ، وحاجة الشعر ومتطلباته ..لذلك يصعب الهروب أو لنقل الانتقال من فن إلى آخر يفترقان عن بعضهما .. قد أوافقك في الهروب من الشعر إلى العزف إلى الموسيقى – طبعا لا أتقنها – لوجود شيء من التقارب ربما .. أقول ربما .. هناك هروب أحيانا يلجأ غليه الكاتب إما بتمزيق الورقة ، أو بتحريك القلم على الورقة دون كتابة شيء محدد ..
· هل تحس في بعض الأحيان أن كتابة القصائد تمثل لك رتابة ؟ ؟..
نعم يحدث هذا في هذا الحين أو ذاك ، والادعاء بعكس ذلك مكابرة لا داعي لها ..ومشكلة الرتابة أخي رشيد أنها توجد قصيدة ميتة أو رخوة أو ضعيفة .. يحدث هذا مع كل شاعر .. ومن يقول لا يكابر مكابرة لا داعي لها ..
· وجهة نظرك في عطاءات نور الأدب ؟؟..
يفترض أن يكون السؤال محرجا ، لكن اتفقنا على الصراحة .. أستطيع أن اقسم عطاءات نور الأدب إلى قسمين ..هناك فئة جاءت مكتملة العطاء ، أي أن نور الأدب لم يضف لها جديدا إلا بمقدار ضئيل .. هذه الفئة لو أحسنت التعامل مع الفئة الثانية لتطورت بالتأكيد .. لكنه اكتفى بما عنده ، وبما عنده جيد دون شك ..هناك فئة جاءت محتاجة لنور الأدب والاحتكاك بالآخرين ..هؤلاء فعلا تطوروا بسرعة قياسية مما جعلهم في فترة قصيرة بمستوى الفئة الأولى ، وهم سيسبقون هذه الفئة لأنهم لا يتوقفون عن الاستفادة ..
طبعا ربما من حظ نور الأدب ، وهو أمر غريب وجميل ، أنه اجتذب أسماء جيدة وهذا قليلا ما يحدث في المواقع الجيدة ..
· هل تحس و أنت في سوريا قريبا من فلسطين ، مسافة ووجدانا ؟؟..
طبعا ، مع أنني نشأت كما أسلفت بعيدا إلى حد ما عن الجو الفلسطيني ..كان جوي شعبيا دمشقيا بامتياز ..القرب ازداد عندما دخلت الإعدادية ، مدارس وكالة الغوث ، لذلك تلاحظ شعري الأول في البدايات يغلب عليه الغزل ..
· ما هو في نظرك المخرج من مأزق الخلاف بين الفصائل الفلسطينية ؟ هل يمكن التنازل من كلا الطرفين مع العلم أن بعض شروط التنازل قد تمس ببعض المبادئ وقد تتجاوز الخطوط الحمراء ؟؟..
بصراحة أخي رشيد ، أنا كما قلت في عدة أماكن لست تابعا لأحد ، ولن اتبع لأحد .. من وجهة نظري لا تنازل عن حبة تراب واحدة من فلسطين لأنها ..هذا هو الخط الأحمر بالنسبة لي .. السياسيون لهم وجهات نظر مختلفة تماما هم أحرار هذا رأيي ولن أتخلى عنه .. أما لعبة الكراسي فلا دخل لي بها ..أريد فلسطين ، كل فلسطين ، ولا شيء آخر ..
[/align]

[طلعت سقيرق]

[align=justify]
أختي الغالية بوران
حياك الله وجعل كل أيامك خيرا بخير
نعم الجارة ونعم القريبة إلى القلب والروح ونعم ونعم وكل ما يقال بك قليل
ماذا تريدين أن تعرفي يا صديقتي وأظنك تعرفين الشيخ محي الدين كما اعرفه فهو قريب منكم مكانا على أقل تقدير ..
أتدرين يا بوران ليل الحي الشعبي غير ليل ، نهاره غير نهار .. أيامه غير أيام .. أحيانا عندما أتفرج على المسلسلات التي يكتبونها عن الأحياء الشعبية اضحك .. أتدرين لماذا ؟؟.. لأنهم يتناولون الحي الشعبي من الخارج ..يتناولون القشور وينسون الجوهر وكل ما هو جميل ..من يكتب عن الحي الشعبي عليه أن يعيشه من الداخل .. ستقولين لي ولماذا لا تكتب ؟؟.. أقول لك هاتي وقتا ..
العلاقات في الحي الشعبي ساحرة بمعنى الكلمة وليس مجرد قول أو تفتيل شوارب كما يفعلون في المسلسلات .. عناق البيوت وقربها من بعضها بشكل حميمي دافئ .. الأسواق التي تضج صباحا وتصير ليلا عالما من السكون الصامت المدهش بهدوئه ..
الزواريب التي تمشين فيها صباحا وتشمين رائحة البيوت ، وتجدينها في الليل بثوب آخر .. ماذا أقول لك يا صديقتي صفحات وصفحات لا تكفي ..
كل شيء استوحيته من العلاقات والمحبة بين الناس .. للأسف كل هذا لم يعد موجودا كما كان تغير كثيرا عما قبل .. أمام جامع الشيخ محي الدين كنا نحيا الحياة بنبضها ، الآن لم هذا موجودا .. المادة سرقت حتى العلاقات ..
اقرب القصائد ربما " سنة مضت " وسأضعها في اللاحق .. أما القصص فامرأة تسرج صهوة الروح أيضا سأضعها ..مشكلتي يا بوران أنني ممن لا يحفظون شعرهم حتى اردده مع أن جميع أفراد الأسرة في البيت يحفظون الكثير ..
[/align]

[طلعت سقيرق]

سنةُ مضتْ

سنةٌ .. سنهْ
يمتصُّني نبضُ الحنينِ فأنثني
وألمُّ عن شجرِ الزمانِ
ألمُّ عن شجرِ المكانِ
زهورَ أغنيةٍ تهادتْ سوسنَهْ
* * *
سنةٌ .. سنهْ
حلوٌ طلوعُ الأمنياتِ
وحلوةٌ مثلُ الصلاةِ على النبيِّ
النمنماتُ ترودُ في ذهني
تنقّطُ عشقَها
وتردُّني حتى امتشاقِ الياسمينِ
من الدروبِ
أحنُّ حين تموجُ في البالِ الصورْ
وينقّطُ الدفءُ اللذيذُ مع المطرْ
وأحنُّ .. ما أحلى الحنينَ يصيرُ أجنحةً
يرفُّ .. فتصعدُ الدنيا وترْ
أتنشَّقُ اللحنَ الحنونَ .. وأرتوي
أتنفَّسُ اللحظاتِ تأخذني إليها
ثم تأخذني إليها خلسةً ..
فأغيبُ في عرسِ الشجرْ
وأغيبُ في عرس الوترْ
* * *
.. سنةٌ .. سنهْ
يتلفَّتُ القلبُ المطرّزُ بالنَّدى
ما أقصرَ الدرب الذي نمشيهِ
في هذا المدى
ما أطولَ الدربَ الذي نحكيهِ
في فصلِ الصدى
تتلفّتُ الشفتان
أسئلةٌ تدقُّ البابَ
أفتحُ .. في فمي طعم الحكاياتِ التي لا تنتهي
تتلفتُ العينانِ ..
أغمضُ .. حقلُ ألحان يظلّلُ أضلعي
ويفتحُ الوردُ .. انتباهُ الأمكنهْ
خطواتُ من مرّوا .. ومن أحببتُ
من أدمنتُ
تمتدُّ الشبابيكُ .. الوجوهُ
فأنطوي حبقاً يسيِّجُ كلَّ من أحببتُ
من أدمنتُ
أعطيهمْ إذا شاؤوا دمي
وأشدُّهمْ حتى بساتينِ الضلوعِ
ليرتدوا قلبي
ولم أحملْ سوى قلبي لهمْ
وأشدّهمْ حتى بساتينِ الضلوعِ
ليزهرَ القلبُ المعبّأ بالحنينِ .. ولم أكنْ
إلا .. همُ ..
* * *
سنةٌ .. سنهْ
كنْ نحلةً تمتصُّ حلوَ الأزمنهْ
وتصوغهُ عسلاً لكلِّ الناسِ
إنَّ القلبَ حينَ يعانقُ الدنيا هوىً
يزدادُ دفءُ الأمكنهْ ..
* * *
سنةٌ .. سنهْ ..
كم أشتهي أن أقفلَ الزمنَ الذي أحببتُ
كي يبقى معي
كم أشتهي أن أوقفَ اللحظاتِ ما بينَ الأصابعِ
لحظةً
لأعيدَ للحبرِ الطريِّ أصابعي
كم أشتهي أن أجمعَ الناسَ .. الدروبَ ..
بأضلعي
* * *
سنةٌ .. سنهْ
يمتصّني نبضُ الحنين فأنثني
أرتادُ كلَّ الأزمنهْ
أرتادُ كلَّ الأمكنهْ
وأصيحُ يا سنةُ .. سنهْ
لن أطفئَ اليوم الأخيرَ
بغير بسمةِ عاشقٍ
يهديكِ أحلى سوسنهْ ..

[طلعت سقيرق]

[align=justify] <H3 dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt">امرأة تسرج صهوة الروح



أضرب الحجر بقدمي فيهرب نحو البعيد .. الطريق يطول .. المرآة تأخذني إلى البعيد.. يتأرجح المطر ويهطل داخلي تماما .. عقارب الساعة تضرب المسافات وتغرق في الصمت .. / أتذكر.. كان أبي يحب الهدوء / أحاول انتشال الكلمات من بحر الروح فتغرق كل المفردات ../ أنت أنثى السحر والناي وأغنية الفصول / .. أحدق حتى القاع في بؤرة عيني .. وحدها المرآة تستطيع أن تنقل ملامح وجهكِ السابحة في مسامات جلدي .. كنت أنتظرك وأنا أقف عند الباب الأخير .. /حتى أمي تقول إن الشتاء بارد هذا العام / حين نظرت في المرآة كان الصمت غافياً ..
أحاول دفع الجدار إلى الوراء قليلا.. أسقط عند الخطوة الأولى .. تضحك الصور المعلقة على الجدار .. ربما يأتي مساء ما ، بعيد أو قريب لا يهم ، وتنظرين في المرآة ، فيطل وجهي الحزين بعض الشيء ، الفرح بعض الشيء مصلوبا على بوابة العمر الذي مضى .. / كان أبي يجلس طويلا قرب مذياع قديم ويستمع بشغف لأم كلثوم ولسيل من الأخبار / ها أنا ذا أحاول قدر استطاعتي أن أضبط عقارب الساعة على وقت ما فأسقط في لحظة العدم .. أبحث عن أي معنى لهذا اللهاث المحموم ..أضع خطوتي على الرصيف الممتد حتى النهاية بشكل محايد، وأغرق بين عقربي ساعة من قلق .. هل كانت المرآة تحمل وجهي أم وجه الرجل الواقف هناك عند مفترق سنة بعيدة ، بعيدة ؟؟
- حاول أن تعبر الجسر بين الريح والريح فثيابي البيضاء متروكة لنشيد المطر..))..
يأتي صوتك ولا يأتي .... أتشبث ربما بحياة ما كانت لتكون لولا لحظة فرح كسرتها الريح البعيدة .. هل كان على شجرة الحياة أن تورق بهذا الشكل الغريب ؟؟ يقول أبي/ حاول الابتعاد عن الأحلام القتيلة / هناك حيث تجلسين باسترخاء أخّاذ أنسى قلبي وآخذ في السير داخل المتاهات حائرا ضائعا .. لا أدري كم كان علي أن أقطع من لحم الطريق كي أعود إليك من جديد / هل كانت المسافات حقيقة قائمة؟؟ !! ربما/ أضع رأسي بين يدي وآخذ في تأمل أنثى تلد البحر والسحر والشجر وامتداد الأفق البعيد مرات ومرات .. أتوه تماما .. تكسرني الرغبة في ترك المقعد البعيد القريب .. أضيع في حدود المرآة .. أغرق بين خطوة مزروعة على الرصيف ، وأخرى مغروسة هناك في فضاء التصاقي بالمكان مسمرا قربك ..
-أتدري ليس من المباح أن تقطف كرزات العشق من شفتين ذاهبتين حتى الدهشة في نبيذ الفتنة .. صعب أن أضعك بين كأس النبيذ وبيني ، فأنا الأنثى الوحيدة في العالم التي تخرج من مطر النبيذ ملتفة بجسد لا يرى ، جسد يشف حتى يشابه صفاء زجاج رقيق إلى أبعد حد .. ))..
أسكب بصمت آخر قطرة .. أنظر في المرآة / يحدق أبي في البعيد / يمتد الشارع ويتلوى .. يكاد المقعد ينحني بين نوسان صمتي وصمتي .. هل قالت كل هذا ؟؟ حقا لا أدري .. مرات كثيرة أردت أن أسألها .. كان الصمت يسحبني إلى واحدة من زواياه .. كنت حبيس ذهولي / تقول أمي لا تخرج إلى الشارع هكذا زائغ النظرات حدق في الطريق جيدا / فتنة حضورها تلفني وترميني فوق موجة من زبد مشغول بيد الوعد الجميل .. تمنيت أن تمد أصابعها العشرة وتزرعها شجراً في ضلوعي .. كانت تضحك .. فكرتي لم تخرج من رأسي .. رغم ذلك كانت تضحك .. أخربش عمري على قطرات الماء النازفة من خصلات شعرها وهي تلف المنشفة فوق رأسها بشكل هندسي بعد أن استحمت وقطف الماء النازف لذة معانقة كل خلية من خلايا جسدها .. تسمرني في مقعدي أمام شبق الريح وجنون اختناق الورق الأصفر الذابل الحزين .. تبكي العصافير وتنوح أشجار الحلم المأخوذ .. والمرآة تمتد في شوارع لا تنتهي !!
كان الرصيف ينوس بين سقوط الليل وانبلاج أول خيوط الصباح .. قطة صغيرة ضلت الطريق تموء وتلتصق بخطاي .. أرفعها ..أضمها إلى صدري ، تمد لسانها وتلعق ما تبقى من دموع .. "وهل وصلت الدموع إلى صدرك ؟؟ أنت تغرق في وهمك الأبدي !! " أتأمل قامتها الممشوقة مثل قامة إله فينيقي .. " مرعبة أنتِ أتدرين ؟؟ تدقين جدران عمري بألف بريق وترحلين " .. "كأنك للمرة الأولى تحب ، أنت أدرى بعدد النساء في قاموس حياتك " .. " لكنك تعلمين أنك اختصرتِ النساء جميعا " .. تضحك وتطوي قدميها راسمة فوق الأريكة صورة من الفتنة لا تقاوم .. أمسك رأسي .. يا الله كم علي أن أطوي من المسافات وأن أهرب حتى من ظل قامتها المديد البديع .. هل كان للمرآة أن تقول شيئا ؟؟ / لماذا لا تعود يا أبي ؟؟ أنا بحاجة إليك/ الرصيف بارد .. يغسل المطر قافية النشيد بمعزوفة الروح ..
- كل النساء يتمددن أمام البحر ويتركن أقدامهن للموج ورؤوسهن لفضاء الشاطئ . وحدي أحب أن أعكس الصورة .. رأسي فضاء الموج .. يأتي الماء فيشعل بأصابعه الساحرة كل خصلات شعري .. أتدري أحلم أن أدفن في البحر .. لا أريد لجسدي أن تلتهمه اليابسة !! هناك في قاع البحر ستجد الأسماك في جسدي شجرة من نبيذ ، سيتوالد جسدي آلاف المرات وسيطرح شجرا من نبيذ ..تصور أن ترى الأسماك في حالة نشوة لا توصف .. عندما تجد سمكة مثقلة بالنبيذ تذكر جسدي .. حاول أن تتصور رقصتي الأخيرة على صفحة الماء.. ماذا ستكتب عندها ؟؟ ))..
غصة في الحلق تقتلعني .. أشعر بالاختناق .. أتصور أن أكون سمكة كبيرة ترفع جسدها نحو الشمس .. أخشى عليها من فتنة الماء ، وأخشى على الماء من فتنتها / لماذا لا تأتي يا أبي ؟؟ / ... تسير بخطوات البرق تحت مظلة الفضاء الواسع حين يهطل المطر بغزارة ، كأنها تغتسل بضوء كل قطرة ، تدور حول الرذاذ وترقص رقصتها الساحرة .. أخلع قميص العمر وأدثرها .. تفيض جوعا للمطر.. تخرج عارية مثل الحقيقة وتلعق شفة الماء المسكوب.. أتمنى أن أطويها في مكان ما من القلب مسقوف بنبض لا يذوب / لماذا لا تأتي يا أبي ؟؟ / تضحك .. ويروح الرصيف البارد غارقا في المرآة حتى الجنون !!
- انظر هاهو رف من طيور الليلك .. مرة قلت لصديقاتي هل تشاهدن رف الطيور ؟؟ نظرن بعيون مفتوحة حتى الدهشة فما وجدن أي شيء !! كنا في بلد بعيد ..أقسم أنني كنت أرى رفا من طيور الليلك في الفضاء الفسيح .. طيور تسرج المسافات بالسحر ..أتدري كثيرا ما أشاهد الأشياء التي تأتي قبل أن تأتي .. يسكنني عالم من الغرابة.. أحيانا أكون متعبة حتى الثمالة ، وفجأة يتفجر نبع الولع بضحكة لا تحد .. أسافر في الحدقات وألامس سقف الدموع التي لا تجف .. ))..
تموء القطة الصغيرة وتلعق ما تبقى من رذاذ .. " أتدرين أنت امرأة تسرج صهوة الروح .. أنت امرأة مخيفة ومرعبة حتى الذهول .. وتذهبين .. دائما تذهبين .. صرت مزروعا في حقل الذهاب المر ..كأنك تعيشين بين فاصلتين من حلم وسحر : أتيت .. سأذهب .. كم تقتلني الغربة " .. تحاول القطة أن تأخذ شيئا من وجع الفصول .. أحدق في المرآة لأرى امتداد الشجر في مكان قريب بعيد ..
- حاول أن تعيش الصورة بكل أبعادها .. انظر جيدا .. يداخل الخريف كل ما في الطبيعة .. تتكسر أوراق الشجر .. كل شجرة تخلع ما تبقى من ثياب .. تبدو في عريها مثل عروس ترتعش في محراب انتظار مجنون..هناك ستجد فتاة تمشي وهي تلبس ثوبها الأزرق المنسوج من عناق البحر والسماء ، ستدخل في لحاء الشجر ، سيكون وجهي ، وستأتي طيور الليلك وتأخذني .. ))..
كنت وقتها بحاجة لجرعة ماء .. يقتلني الظمأ / لماذا ذهبت يا أبي ؟؟ / عقارب الساعة تركض ثم تعود إلى الوراء .. على المقعد أبقى والمرآة تغرق في بحر مسكون بأسماك ودروب .. أقف تحت شرفة تنطلق منها أغنية لفيروز .. وأنا أحدق في المرآة ووجه أبي أتابع المسير .. القطة تموء وتقفز نحو البعيد .. يلفني اللهاث حين أركض في الشوارع العارية .. تدور عقارب الساعة باحثة عن لحظة كانت أو تكون .. يبقى صوتها في الرأس وخفق القلب .. أمد يدي وأمسك آخر غصن في شجرة جرداء .. تتراقص المسافات .. أحاول أن أبعد صورتها فتنتصب قامتها لتملأ كل الطرقات .. يلفني اللهاث وأسقط أمام المرآة في لحظة انتظار تفجر شلال الصور من جديد ..
[/align]</H3>

[طلعت سقيرق]

[align=justify]
أختي ناهد
غاليتي
سبحان الله تدخلين القلوب دون استئذان ، أقولها وخشيتي من أبو العيال ، لكن والله من أخ ليس إلا يريد أن يعبر دون حدود عن كلماته ، إذ تكفينا الحدود في الوطن العربي
كلك ذوق يا أميرة أعطيتني أكثر مما استحق ، أرجو أن أكون دائما عند حسن الظن .. تعرفين كم أنت عزيزة وغالية وقريبة من طلعت الإنسان الذي يحب فعلا روعة الإنسان وأنت خير من يمثل ذلك ..
[/align]

[طلعت سقيرق]

[align=justify]
أختي ميساء
صافية مثل الماء الزلال رقيقة كنسمة
كيف يا بنت الحلال لا تكون أسئلتكم مثلكم عسلا على عسل
ماذا أعددت لنا غير القهوة
" هو شي قليل نشرب قهوة من إيد ميساء ؟؟".. لا والله
أما الورود والياسمين فجاء بحضوركم
شكرا يا غالية على كل حرف ..
[/align]

[طلعت سقيرق]

[align=justify]
الأخت ناجية
ترحيبك على الرأس والعين
لن أقول عنك شيئا لأنني لا أعرفك جيدا بعد واعتبريه تقصيرا مني .. على كل الأيام الآتية كثيرة وسأعرفك أكثر إن شاء الله وعندها سأقول الحقيقة دون رتوش ..
- الوقت المميز الذي اكتب فيه هو الوقت الهادئ ..لا فرق بين ليل أو نهار ..المهم أن يكون هادئا وكفى وان أكون مع الموسيقى ..صعب أن اكتب بعيدا عن الموسيقى الهادئة طبعا .. أعرف يا ناجية أننا تعودنا على إجابات تربط الكتابة بالليل ..أقول ربما هي حالة نفسية خلقها تمازج الهدوء مع القمر مع إيحاءات الليل ..من جهتي كما أسلفت أكتب في الزمن الهادئ وكفى ..
- كتبت الأغنيات لأنه كان عليّ أن اكتب الأغنيات ..أي بناء على طلبات كثيرة .. أحب الزجل بشكل عام وأعتبره خير معبر عن حالة الإنسان .. الزجل المغربي جزء من الزجل العربي وإن اختلفت اللهجات ، فنفسيا نرجع إلى مشرب أو منهل واحد .. طبعا المغرب جميلة ساحرة ولا يمكن أن يكون زجلها إلا تعبيرا عن ذلك
[/align]

[طلعت سقيرق]

[align=justify]
يا حبيبي كنان هل تسألني أم تكتب قصيدة ؟؟..
على فكرة أسئلتك تحمل سحرا جميلا أخاذا يفرحني كثيرا حين أراك تصوغ الجمل على هذا الشكل الساحر ..
- أنت قريب جدا مني وتعرف ربما آلية تفكيري .. الحيرة عندما تؤطرني أو تأخذني ، أذهب إلى اللحظات الجميلة من العمر لأستعيد توازني ..وإذا ذهبت إلى مكان آخر فربما أتذكر شيئا من الطفولة التي تسكنني ولا تغادرني ..
- عمك يا كنان أحب وما زال لأن الحب زوادة الكاتب ..برأيي عندما تتوقف عن الحب تتوقف عن الكتابة ..أعني الحب بمعناه العريض الكبير الذي قد يشكل العالم كله .. أما في الإطار الأضيق فأيضا ما زلت أحب .. صعب أن أتوقف عن الحب ..
[/align]

[طلعت سقيرق]

الأخ خيري
أدام الله هدوءك ونباهتك وذوقك الرفيع وفنك الجميل .. طبعا أنت ممن نفخر بهم في نور الأدب ، وسنبقى نفخر بكاتب متميز له حضوره البهي ..
- أنت محق في سؤالك ..هناك قصائد سبقتني بكثير وأصبحت تردد دون أن يعرف قائلها مثل " أنت الفلسطيني أنت " و" خيل من الرشقات " وأغنية " مافي خوف مافي خوف ....الحجر صار كلاشنكوف " وأم الشهيد .. طبعا هذا يفرحك من جهة ويؤثر فيك من جهة ثانية ..لكن كما قلت حضرتك جميل أن تنتقل لتكون لسان شعبك وضميره وهذا ما حدث .. أحيانا اسمع في الأعراس الفلسطينية الكثير من المواويل الشعبية الفلسطينية التي كتبتها .. هي بالتأكيد لم تعد ملكي وإن جمعت أكثرها في كتابي " أغنيات فلسطينية " لكن حتى هذا الكتاب يبقى تأثيره قليلا أمام المد الذي وصلت إليه بعض قصائدي ..
- لا أظن أننا في زمن تنتصر فيه القصيدة على البندقية هذا صعب .. لم تعد القصيدة سيف القبيلة أو سلاحه .. الآن سبقت قعقعة السلاح صوت القصيدة بمسافات طويلة .صارت القصيدة وكل الأدب تابعا ولم تعد رائدا أو محرضا .. ربما مثل هذه النظرية تتحقق عندما يصمت السلاح ..
- طبعا لا .. حرية الكاتب هي آخر شيء تفكر فيه أي سلطة .. الكاتب في أكثر الأحيان موظف عند السلطة أو هو بوق من أبواقها .. حرية الكاتب العربي مفقودة ومهمشة تماما ..
- أذكر أنني قلت في قصيدة "خيل من الرشقات" أخاطب الحكام العرب
تتغندرون إذا الخيول تسابقتْ ..... وإذا اقتضى فالبعض قد يتوحمُ
شكرا لك

[بوران شما]

أخي العزيز جدا طلعت

أدعو الله لك بالصحة والسعادة ودوام التألق بذكرى عيد ميلادك , وكل عام وأنت بألف خير, أعاده الله عليك سنين مديدة ملؤها التوفيق والنجاح .
أشكرك جزيل الشكر , أخي العزيز, على ردك الرائع والجميل , من المؤكد أنني أعرف حي الشيخ محي الدين الجميل والرائع والذي أحبه من كل قلبي, وأذهب إليه دائما , لألقى فيه روعة الأحياء الشعبية الدمشقية , ومتعة التسوق لكل أنواع البضائع.
ولكنني كنت أود أن أراه في عيني أديبنا الكبير الذي عاش فيه طفولته وشبابه , فكان وصفا رائعا ومميزا , فشكرا لك.
أمتعتني أستاذ طلعت بقراءة "سنة مضت " و "إمرأة تسرج صهوة الروح " كما أنني استمتعت بكل قصائدك التي قرأتها في الدواوين التي تكرمت بإهدائي إياها .

هل تسمح لي أخي العزيز , رغم تقديري , بأنك مشغول بالإجابة على جميع الزميلات والزملاء , أن أسألك مايلي:

بعد قراءتي لمقدمتك الأولى في هذه الصفحات , , أسألك من أنت؟ من هو طلعت سقيرق ؟

للشعر فنون وألوان ومذاهب , لمن من الشعراء قرأت فتأثرت به حتى اكتسب شعرك مميزاته ؟

أي أنواع الشعر تحب أن تكتبه أكثر ؟

ماهو دور الشعر في حياتنا اليوم؟ وهل لازال للكلمة تأثيرها ؟

آسفة عن كثرة الأسئلة , ولكننا امام انسان رائع وشاعر كبير , فلا بد من ذلك .
مع فائق مودتي .