 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب |
 |
|
|
|
|
|
|
[align=justify]
تحياتي وعميق تقديري دكتور ناصر وألف شكر على هذا الحوار الشيّق
للأسف منذ بضعة أيام لا أستطيع الدخول والمشاركة في نور الأدب، بسبب اضطراري البقاء خارج البيت معظم الوقت، لكني أتابع قبل أن آوي للنوم مجلسك العامر ما شاء الله وإجاباتك الرائعة.
وكما يقول المثل الشعبي عندنا: " ورجي عذرك ولا تورجي بخلك" وهنا أقدم العذر لا البخل، لذا أرجو معذرتي.
لديّ بالفعل عدد من الأسئلة التي أود طرحها، وغداً بإذن الله سأكون في البيت بحيث أستطيع أن أضع أسئلتي وأتفاعل مع المجلس وباقي الملفات.
شدني ردك الكريم على الزميلة الأستاذة سلوى حمّاد حول " لوحة الطفل الباكي " ووجدت تشابهاً كبيراً لما كان يمكن أن يكون عليه جوابي لو سئلت هذا السؤال: " ضحكة الطفل سعادة حقيقية " لكن دمعة الطفل فعلاً تفتت القلب، لطالما عالجت ما يبكي طفلا ومسحت دمعته ثم بكيت عوضاً عنه ونسيت أن أمسح دمعتي.
بين الأديب خاصة والفنان عموماً علاقة وثيقة، فالفنان في داخله طفل لا يكبر.
التواصل العيادي بين طبيب الأطفال والطفل لا شك أنها تحتاج الكثير من الدراية والحكمة لاكتساب ثقة الطفل وتهدئة روعه من حقنة وما شابه مما يخيف الأطفال
كيف يتعامل طبيب الأطفال لاكتساب هذه الثقة خصوصاً وأنك دكتور ناصر كفنان وأديب يمدك الجانب الفني في شخصيتك بالكثير من الشفافية في التعامل مع الطفل لاكتساب ثقته؟
بماذا تنصح دكتور ناصر أطباء الأطفال في التعامل مع الأطفال؟
شكراً جزيلا لك ولي عودةة بإذن الله
[/align]
|
|
 |
|
 |
|
الأستاذة القديرة والأديبة المبدعة هدي نور الدين الخطيب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذة الكريمة .. ليس هناك مجالاً للعذر و الإعتذار , وأنتِ أول المرحبين بي وبمشاركتي في هذا المنتدى القدير العامر إ .. أين البخل , وأنتِ صاحبة الكرم الأدبي و الأخلاقي الغامر !
أما فيما يتعلق بمعاملتي العيادية مع الأطفال .. فلن أكتب رداً تقليدياً متوقعاً : " أعامل الطفل معاملة الأب لإبنه" . . أو " أتعامل مع الطفل بكل لطف وحنان ". ولكني سأتحدث بكل الصراحة و الوضوح و الصدق .
أعاني في عملي الطبي مع الأطفال من مشكلتين أساسيتين هما :
أولاً : مشكلة التعامل مع الوالد ( الأب أو الأم ) أحدهما أو كليهما , وذلك للأسباب التالية ( علي سبيل المثال لا الحصر ) :
· المبالغة الشديدة في الشكوى المرضية , لدفع الطبيب للإهتمام الزائد بالطفل , وتضخيم إهتمام الآباء بصحة أبنائهم !
· الإهمال المتعمد وعدم الإهتمام بالطفل , نظراً لوجود بعض المشاكل الاسرية أو العائلية .. أو نتيجة لكثرة عدد الأبناء .
· عدم تصديق بعض الآباء لشكوى الطفل رغم تكرارها .
· عدم الصدق في الشكوى الطبية .. لدواعي إختبار قدرة الطبيب التشخيصية.
· عدم تنفيذ الآباء للخطة العلاجية .. بدعوى التخوف من العلاج أو الخوف على صحة الطفل من أستخدام الأدوية .. أو ضعف القدرة المالية وعدم شراء الدواء .. وفي كل هذه الأحوال يكون الطبيب هو السبب الرئيسى في فشل العلاج و عدم شفاء الطفل!
· بعض الآباء يمتلكون قدرات إستفزازية خارقة .. لإظهار معالم القوة الزائفة أمام زوجاتهم .. أو لعدم رضائهم أو رغبتهم في دفع قيمة الكشف الطبي .
· صعوبة التعامل مع الشخصيات المختلفة من الآباء .. المسيطرة , أو المستسلمة , أو المجادلة , أو المتعالية .. إلخ .
ثانياً : مشكلة التعامل مع الطفل :
إننا نتعامل مع الأطفال كشخصيات إنسانية مصغرة .. أحياناً تمتلك قدرات عقلية جبارة .. وقوة شخصية تفرض نفوذها و رغباتها على الآباء و أحياناً على الأطباء . وفي بعض الأحيان تكون نموذجاً مصغراً للأب أو الأم . لابد بداية من التحدث مع الطفل مباشرة , وتجاذب أطراف الحديث , لمعرفة ملامح شخصيته , ومن ثم التعامل معه على حسب نوع شخصيته وجوانبها المختلفة .. وهنا أحاول أن أكون صديقاً للطفل أو أن أتظاهر بهذا .
في بعض الأحيان أكون مضطراً لإستخدام اسلوب الحزم والعزم مع بعض الأطفال المدللين بسخف , أو المخربين بشدة !
ليست كل الأطفال ملائكة .. هناك الطفل العنيد , و الطفل العنيف , و الطفل المدمر , و الطفل متخطي آداب القول أو الفعل , و الطفل الإستفزازي .. إلخ .
وليست كل الأطفال شياطين مصغرة .. هناك الطفل الجميل الهادئ , و الطفل المؤدب , و الطفل المطيع , والطفل الذكي , و الطفل المنطوي و المكتئب.
لذا يتوجب التعامل مع كل طفل حسب طباعه و شخصيته المستقلة .
عندما يكون الطفل رضيعاً صغيراً وغير قادر على الكلام أوالتعبير عن نفسه , نضطر للحديث و التعامل مع وكيل أعماله .. الأب أو الأم .. أو بلا وكيل .
تحياتي و تقديري .