الغالية ميساء البشيتي:
مرحبا بك
وشكراً على وجودك الطيب ولقراءتك.
بالنسبة لسؤالك الأول:هل تجدين نفسك بالأدب الساخر ؟
نعم غاليتي أجد نفسي في الأدب الساخر، وأستمتع بكتابته كما بقراءته، فهو يحمل همومنا بطريقة فريدة، ويبكينا وعلى شفتنا ابتسامة.
هو يسلط الضوء على سلبيات المجتمع، وأظنه لاذع بما فيه الكفاية- رغم الابتسامة التي يتركها خلفه- لتلتمع دمعة في القلب.
وكانت الدراسات في الأدب الساخر- على قلتها- إلا أنها أجمعت على أنه كلما ساءت الأحوال، وانخفض سقف الحريات، وضاقت المعيشة، كلما ارتفع سهم الكتابة الساخرة.
ولذلك كان الشعب المصري الشقيق خير من كتب في الأدب الساخر.
وأما سؤالك الثاني:
وهل تتوقعين إقبالا في الأيام المقبلة على هذا الأدب الرائع سواء من القراء أو من الكتاب ؟
غاليتي من خلال زاويتي الساخرة، ومن خلال ردود الفعل التي تردني، اكتشفت أن للساخر قراء يختلفون تماماً عن قراء الأدب.
القلم الساخر يتلقفه القراء بمحبة، وهو بأسلوبه اللغوي البسيط، وسخريته، يقترب من القارئ غير المهتم بالأدب والقراءة، يقترب من المواطن العادي ومن همومه، وبالشامي نقول " بيفش خلق القارئ" الذي ارتفع ضغطه لكثرة ما يرى من أشياء لا ترضيه.
لدي مقال كتبته منذ سنوات تحت اسم" شارب زوجتي".
هو أكثر شهرة من كاتبته كما يخبرني بحث جوجل.
وفي لقاء مع القارئات في المجلة، رحب بي "بأهلا بكاتبة شارب زوجتي".
وهو ينتقل من منتدى لآخر، وفي كثير من الأحيان دون ايراد اسمي، أو مع اقتباس أدبي بسيط ينسب فيها الناشر المقال إليه.
لذلك من وجهة نظري، رغم ندرة الكتابات الساخرة، إلا أن جمهورها لا يستقل به.
والشعب العربي يحتاج إلى هذا النوع من الكتابة ليس فقط من أجل التنفيس.
ولكن من أجل التغيير أيضاً، بتسليط الضوء على السلبيات التي يعاني منها المجتمع العربي، ومحاولة تغييرها.
أما عن سؤالك الثالث:
سؤالي الوطن العربي كما تعلمين يا عزيزتي أصبح وطنا شبه ممزق فيه الكثير من الحروب
والتشرذم والطائفية والخلافات والاختلافات .. هل تعتقدين أن الأدب سيكون الحضن البديل
لهذا الوطن العربي من المحيط إلى الخليج بحيث يمنحه الدفء والحب والآمان والطمأنينة ؟
رغم أنني من أكثر المتورطات في الأدب عشقاً له، إلا أننا-صديقتي- لا نستطيع أن نقترح بدائل من هذا النوع للأوطان النازفة، إلا إن تحولنا كلياً إلى كائنات ورقية، والحب والطمأنينة الآتية من بين سطور رواية مهما علت جرعتها، هي شعور مؤقت يتلاشى تدريجياً، لنواجه بعده حياتنا بتفاصيلها الواقعية مهما كانت حلوة أو مرة.
فنحن نعيش ونعمل ونأكل ونشرب ونصادق ونعادي ونغضب ونحب ونكره على أرض الواقع، هل بوسعنا أن نترك الأرض ونسكن بين دفتي كتاب؟!.
لا أستطيع-من زاويتي- أن أقترح الأدب كبديل، وإلا صرنا من الهاربين من واقعهم والمختبئين عن تفاصيل حياتهم، دون أي تفاعل إيجابي يفرض تصحيحاً أو تغييراً أو حلاً ولو كان صغيراً،
لكنني أقترح الأدب كعامل مساعد وأساسي للتغيير الإيجابي في أنماط تفكيرنا، مما يلزمنا فيما بعد بتغيير سلوكياتنا، حيث كما يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:" لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم".
وبالنسبة لسؤالك الأخير:أين تجدين نفسك يا غالية بالصحافة أم بالأدب وهل تشعرين بفرق بين هذين الدربين
أم أن أحدهما مكمل أو مساعد أو رافد للآخر ؟؟
فأنا أولاً قاصة وكاتبة، لكنني أحب الصحافة، وأرى أنه رغم وجود فرق بين الصحافة والأدب في طريقة التحرير، والقوالب التي ترسم بها الكلمة، إلا أنهما يلتقيان في الهموم الانسانية على اختلاف أنواعها.
ويختلفان أن لكل منهما قراء قد يقتصروا على هذا النوع أو ذاك حسب اهتماماتهم.
شكرا غاليتي ميساء لأنك هنا مرة أخرى
أرجو أن أكون قد وفيت أسئلتك البديعة حقها في الإجابة.
وإلا فعذرا منك؟
وكل المودة لحضورك الراقي