مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بغداد سايح
أخي جمال فعلا لك جمال الكلمة و الكاتب الجيد هو كاتب جريء و أمام بوح المداد طفل بريء...تشرفت كثيرا بالقراءة لك و لو أنني تأخرت في تصفح هذه الورقة الهاربة من ذكرى طفولتك...أبدعتَ و أسمعتَ...و بالقول البسيط أمتعتَ و أشبعتَ...و على عرش السهل الممتنع تربّعتَ...لك المحبة و التقدير.
[align=justify]أخي بغداد ولوجك مساحة مذكرات الفتى الطائش زادها ضياءا ، كنت أكتب بأسلوب رمزي عميق و فضلت هذه المرة البساطة في تحرك القلم و انسياب العبارات ، جمالية الحكي تكمن في الجديد و أنتظر أخي جديد هذا الفتى فبين الحروف يسكن فتى طائش جدا جدا .
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر
رد: مذكرات الفتى الطائش
[align=justify]عدنـــــــا ......
في الطريق المؤدي إلى كوخ عمي "العياشي" هاجمتني مجموعة من الكلاب المتشردة، هجومهم كان بسبب اعتقادهم أنه يسري في عروقي دم عربي أصيل ، و قد جرت العادة على الفتك بكل ما هو نبيل – عفوا لم يعد نبيل بل أصبح جاك و توم و ريشارد- زعيمهم كان يريد أن ينتزع مني قطعة لحم أسمر متوسط ، لم يعرف أن لحمي مر بطعم العلقم و أحيانا بطعم الكوكا و الشيح ، حولت السرعة من 40 كلم في الساعة و المسوح بها داخل المدينة، الى سرعة 120 كلم في الساعة التي يعاقب عليها القانون بسحب رخسة السياقة ، و لأنني لم أكن أحمل رخصة سياقة ، و لا أركب إلا سيارة أقدامي من نوع "رونو11 " لم يطبق علي قانون المرور .
أكملت الطريق بعد أن أوقفت سيارتي الإلهية و ركبت عربة يجرها حمار، كان جحشا لكن هموم الحياة أورثته الشيخوخة قبل الأوان ، شعره اختلط مع الغبار ، بل كان كحبات حصى في هضبة متدنية ، رأسه من كثرة التفكير كبر بحجم رأس فيل هرم ، عيناه اتسعت لأنه لم يتزوج ، فقد كان يتوقف عند مرور كل أثان بالقرب منا ، فيطلق صرخة "زوجوني يرحمكم الله يا رجال الخير".
صاحبه لم يشعر بي عندما ركبت لأنه كان مشغول بضربه و سبه ، أعجبني عندما قال له أسرع يا يهودي ، أيامها لم أكن أعرف معنى العبارة فقد كانت تطلق على كل خسيس و ذميم و مغضوب عليه ، تأملت في الحمار جيدا و أنا أهم بالقفز من العربة و قلت في داخلي " إن كان هو يهودي فمن يحتل فلسطين ؟ " .
كان كوخ عمي "العياشي" في مدخل الواحة المترامية الأطراف ، النخيل كأنه جنود بلا حراك ، الخنادق التي كانت تتجمع فيها المياه الزائدة كأنها ثعبان طويل يطوق الواحة ، أما عمي "العياشي " كان يحرسها بقلب ،رغم أنه جسد يتمشى على الأرض و فقط .
عندما دخلت الكوخ عرفني على الفور ، لأن رائحة حدائي الممزق تقتل حتى العقارب ، جلست في الركن الذي تعودت الجلوس فيه ، ثم تناولت زجاجته التي كانت توشك على الانتهاء ، سألته عن محتواها رغم أنني كنت أعرف جيدا ما بها ، قال لي " شراب منعش للروح " ، سألت نفسي لما تحتاج روحه للانتعاش .
سألني و قدماه لا تقويان على الحراك " لما جئت اليوم يا "ناموسة" ؟ ألا يكفيني بعوض الواحة الذي يمتص مني الدم و مشروب ( البروشكة ) " ، أخبرته عن حكايتي مع أبي ، و خوفي من العصا " شردودة " بعد أن قهقهت من كلمة " بروشكة" ، تأمل في ملامحي المقاومة لكل أشكال الطغيان من الآخر ، ثم راح يقص على مسمعي قصة حقوق الإنسان و منظمة الأمم المتحدة و كل زعماء أمريكا ، طبعا كان في حالة سكر من الدرجة العاشرة ، و السكير يحفظ كلامه في مكان بارد و لا يقاس عليه .
كان له قط أسود بمثابة ليلة حالكة لا يطلع عليها صبح قريب، يقتات على الضفادع و العناكب، و كل حشرة تسول لها نفسها إزعاج عمي" العياشي " مصريها الهلاك، سكينته التي تفنن في نسج فصول مسرحيتها جعلتني أخلد للنوم ، بينما صاحب الكوخ خرج ليفتش عن لص قد يكون .
في نومي حلمت اللهم أجعله خير – كنت أتمشى في ساحات المسجد الأقصى ، ألبس ثوبا أبيضا ناصعا لكنني حافي القدمين ، إذا بأفعى ضخمة لا تملك عيون تهاجمني من الخلف ، سالت من قدمي الدماء ليس بسبب عضة الأفعى ، إنما لأن حجر صغير كان بالساحة جرح أصبعي – قمت من نومي مفزوع ، لكنني لم أجد عمي "العياشي" لكي أحكي له حلمي و يفسر لي ما يستطيع أن يفسر ، فهو كان يعمل في إحدى القنوات الأجنبية كمفسر للأحلام و قارئ للحظ و الأبراج.
من يملك تفسير لي حلمي يتصل بي على رقم جوالي مع أنني لا أملك جوال0000000000000
يتبع ..............[/align]
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال حسين
كمل الحكاية الممتعه والتى دخلت للمنعطف السياسى والتاريخى يا استاذ جمال
اتابع فى صمت محبوسة الانفاس لا اتحرك حتى تنتهى
[align=justify]أختي الصغيرة امال ، يسعدني أن حكاية المذكرات أعجبتك ، قلت في البداية أن هذه المذكرات فيها أحداث متنوعة ، مزيج بين الواقع و الحكي التخيلي .[/align]
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجية عامر
بورك في قلمك أستاذ جمال، و كما قالت أستاذة أمال أنك دخلت منعطفا سياسيا و تاريخيا بطريقة ممتعة للغاية
لك تحيتي
[align=justify]أختي ناجية هدفنا هو دوما امتاع المتتبع لصفحات نور الأدب ، أما الغاية الحقيقية من هذه المذكرات ، هو محاولة دمج الواقع بالنفس السياسي و التاريخي ، لأننا لا نستطيع فصل الأول عن الثاني .[/align] [align=justify]وجودكم هنا يشجعني أن أكتب أكثر و أكثر .. مع خالص تحياتي[/align]
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر
رد: مذكرات الفتى الطائش
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما
يظهر استاذ جمال ما خفي كان أعظم من هذا المسلسل
ما زلت أتتبع ما تبقى من المفاجآت على قناة نور الأدب
دمت بخير
[align=justify]الأخت الحاجة ناهد .. أعلم أنك من المتتبعين لقناة نور الأدب و خاصة مسلسل الفتى الطائش .. تضعين الفسدق و البسدق و النسدق و تشاهدين الحلقة تلو الأخرى .. لكن لم تفيدينني بتفسير الحلم .. أم أنني سأسأل عمي العياشي .
دمــــت أخــــتاه طيبة [/align]
كنت أتمشى في ساحات المسجد الأقصى ، ألبس ثوبا أبيضا ناصعا لكنني حافي القدمين ،
إذا بأفعى ضخمة لا تملك عيون تهاجمني من الخلف ، سالت من قدمي الدماء ليس بسبب عضة الأفعى
، إنما لأن حجر صغير كان بالساحة جرح أصبعي – قمت من نومي مفزوع
السير في المسجد الاقصى وأنت تلبس الثوب الابيض ممكن إن شاء الله سيكون لك فيه صلاة
الأفعى امرأة بينك وبينها صلة تكن لك العداوة وربما تكمن لك الشر
ويقولون إذا خرج الدم من الجلد صحة وسلامة وإن كان غائباً رجع من سفره سالماً
وعندما كنا صغاراً ونسال أحدهم عن تفسير حلم لنا وخاصة لو كان بالحلم دماء
كانوا يقولون لنا وجود الدماء يفسد الحلم
عليك بالإذكار المشروعة وقراءة آية الكرسي عند النوم وقراءة المعوذات
هذا التفسير اجتهادي والله اعلم