أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: نبضات قلب
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
رشيد
احببت خاطرتك هذه جدا
شكرا لك وتحية لقلمك المميز
دمت مبدعا يا رشيد
شكرا ميساء على أنك تحاملت على نفسك و قاومت مرضك مصرة على أن تمري من هنا و تضعي بصمتك على متصفحي كما تعودت على ذلك ..
يسعدني ثناؤك على خاطرتي ..
أتمنى لك كل المعافاة ..
إليك مني مودتي .
هذا اسموا الدلال على المحبين والمشاكسات بالحب دايما بتكون حلوة وجميله
يعني استاذ رشيد بشكرك كتير على تصوير حالت العاشق المحب
دمت استاذي الرائع المبدع دائما بالف خير
وحفظ الله تعالى
التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 22 / 02 / 2017 الساعة 31 : 12 AM.
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: نبضات قلب
أهلا رولا ومرحبا بك في ملف خواطري الذي ازدان بحضورك و تألق ببصمتك التي وضعتها هنا ..
هي كلمات كما قلت ، تلم بحالة العشقين و مشاكساتهم وأيضا نزواتهم .. حتى إن الصمت في بعض الأحيان يكون وسيلة لتخاطب المحبين حين يعز الكلام .
أشكرك رولا من جديد و أرجو أن تبقي دائما بالجوار .
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
مذ عرفتك
[align=justify]
مذ عرفتك تغير كل شيء . وطال التغيير كل ما حوالي .. تغير الزمان .. تغير المكان .. توقفت عقارب الزمن ردحا من الوقت لتعود إلى الوراء وتنظر إلي مشدوهة و أنا أوغل في الماضي و ارتع في أحضان طفولتي ، و أنهل من عذوبتها ..
حتى كتاباتي صارت خربشات طفل على حائط أو ورق مقوى .. بل إني أكاد أتخيل حروفي كلمسات رضيع على ثدي أمه وهو يمتص حلمته رانيا إلى وجهها في أمان و طمأنينة .
مذ عرفتك لم أعد أدري من أنا .. ألتفت يمينا و يسارا فلا أرى سوى غبش من نور وهالة من البياض ، و أتساءل : ألا زلت مثل سائر الأنام أدب على الثرى أم أنني حلقت بعيدا حتى وصلت الذرى ؟
مذ عرفتك انتفى مني ذاك القلق الدفين الذي كان يعتريني لسبب أو لغير سبب .. واستسلمت نفسي لذلك الإحساس الغامر بالأمان و السكينة وشملني ما يشبه غيبوبة فيما غاصت نفسي شيئا فشيئا في نشوة عارمة سرت في كياني .
مذ عرفتك اخضر ربيعي وتدفقت ينابيعي و تفتحت ورود بساتيني ..
حتى الأرض اهتزت و ربت بما عليها وغشيت الربى موجة عطر وترنيمة شجية عذبة فصار كل شيء جميلا ، بهيا ، عذبا .
مذ عرفتك صرت طفلا مدللا عنيدا ، مشاكسا .. ولكني لا ألبث أن أستكين إليك و أنت تربتين على شعر رأسي و تحكي لي أجمل الحكايا .. حكايا العشق و الغرام .. فجعلتني أكبر و أصير راشدا دون أن تغادرني طفولتي التي امتدت جذورها إلى أعماقي لتجعلني دائما مدللا.. عنيدا .. مشاكسا .[/align]
أستاذ رشيد الميموني
إن ما تكتبه يخترق القلب قبل العقل يذهب إلى أبعد مكان ليتذوق ما تكتبه من روائع وابداع
دمت استاذي ودامت ابداعاتك الطيبه بالف الف خير
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
رحلة العمـــــر- 1 -
[align=justify]
لحد الآن لا زلت أتساءل :" هل يمكن للإنسان أن يعيش طفولته ويعود إلى أحضان الصبا في مدة زمنية قصيرة ؟ " أقول هذا وأنا لا زلت تحت تأثير رحلة كثيرا ما هممت بالقيام بها ثم لا أدري كيف كنت أعرض عنها لأظل أيام أتحسر على إفلات الفرصة بعد أن تكون الإجازة قد انتهت .
يومان كانا كافيين لأن أعيش لحظات كنت أختطفها في الخيال لأعيشها بين السطور .. أو في الأحلام .. في لحظة لا وعي ، وجدت نفسي أمتطي سيارة أجرة لأصل عند المغرب إلى هناك .
كل شيء كان يوحي بالجمال .. الأمطار الغزيرة جعلت الأرض تهتز وتربو .. لكن شيئا ما كان يجد صدى له في نفسي .. كنت أحس و أنا أصعد التلال إلى حيث أحد أقربائي بأن هناك في الأسفل .. ينبعث صوت ، بل أصوات ونداءات تلاحقني .. و حين كنت أتوقف قليلا لألتفت ورائي نحو النهر ، كنت أحس بأن كل شيء يهتز ويومئ إلي .. "الدار اللي هناك" التي لم يتبق منها إلا الأطلال .. المدرسة .. النهر .. الشط ( هكذا كنا نسمي الشلال ) .
في تلك الليلة ولحسن حظي ، ظلت أنوار القرية مطفأة لعطب ما .. فكانت فرصة لأعيش نفس الزمان ونفس المكان اللذين عشتهما هنا ..
بعد العشاء ،قام قريبي إلى المنبع ليسقي الماء فنهضت لتوي أتبعه وهو يرمقني باستغراب .. كان البرد قارسا في الخارج .. لكنه لم يمنعني من الخروج .. دلفنا إلى المنبع .. والظلام دامس .. خرير الماء يصم الآذان .. سرت في نفسي فشعريرة .. وأوغلت بين الأشجار الكثيفة أنط من صخرة إلى صخرة .. كل شيء حولي يصرخ ، ينادي ، يتوسل أن أبقى كل صخرة .. كل شجرة .. كل زاوية من المنبع كان يرجوني البقاء و يذكرني به .. ثم عدنا إلى الداخل لتناول العشاء .
بزغ القمر بعد لحظات ، فاستأذنت قريبي وخرجت وحيدا .. اتجهت من جديد إلى المنبع .. كان نسيم رخاء بارد يهب من الشرق .. وكان تمايل بعض الأغصان رقصا .. وخرير المياه عزفا .. وقفت أتملى بهذه التحفة الطبيعية التي لم أعشها منذ مدة طويلة ثم عدت أدراجي ناويا على استكمال الرحلة في الغد .. أوصاني قريبي بأن أوقظه باكرا حتى يصحبني .. لكنني كنت أعلم بأنه يعمل أياما ويرتاح أخرى ، فلم أشأ إزعاجه ..
شيء آخر جعلني أعزف عن إيقاظه . ولم أشعر به إلا وأنا على مشارف الشط وقبالة الدار .. وعلى ضفة النهر.. كان الشط هناك مبستما – أي و الله – وكأنه كان يريد أن يظهر لي جبروته و قوته ، فبدت لي مياهه المنحدرة إلى أسفل ضاربة في العنف و القوة .. وغضت الدار طرفها فلم أدر هل هو هو حياء أم عتاب .. لكنني شعرت بالرضا من جانبها لكوني جئت وحيدا ، حتى يمكننا البوح والمكاشفة بعيدا عن الأعين .. قرميدها تلألأ وكأنه يحييني .. بل وكان صوت الريح التي صارت قوية ذاك الصباح يحمل إلي صوته .. رجعت بي الذكرى إلى قصة "الشيء الصغير" للكاتب الفرنسي ألفونص ضوضي ، وهو يطلب من بستانه أن يناوله وردة من ووروده ، مودعا إياه بعد أن بيع المعمل و الحديقة .. لكن حديثي ومناجاتي مع الأشياء المحيطة بين كانت لها نكهة خاصة .. كنت ألتحم مع أشيائي وأنصهر وإياها .. الدار تفتح ذراعيها لتستقبلني .. والشط يرغي ويزبد نشوة وطربا .. والنهر يدعوني للجلوس على ضفته .. هنا أدركت لماذا كان غياب قريبي ضروريا .. لم أشعر إلا وأنا أركض بين الشط والدار و أعلى النهر.. كما كنت أفعل في الصبا وأمر بمحاذاة مدرستي .. تلاحقني ضحكات الأماكن في صفاء و براءة ..ثم انطلق صوب طريق آخر لي معه حكاية طريفة .. هل أذكرها ؟ .. طيب ..
ذاك الطريق يمتد إلى حيث بتفرع عنه طريق آخر .. طريق منحدر و آخر مرتفع .. هنا كانت لإحدى مسرحيات فيروز أثرا بالغا في لهفتي للمشي على هذا الطريق .. في أحد فصول المسرحية تقول كلمات الأغنية :
يا حراس .. فيه مفرق طريق بين ثلاث طرقات
الطريق اللي نازل .. نازل
الطريق اللي عالسهل . عالسهل
والطريق اللي طالع ..
بيودي على درج اللوز
يتمشو شوي .. و تمشو شوي
وترجعو تمشو تمشو شوي
هالبيت العتيق عاجنب الطريق
هو خمارة جورية
و عم يسكر فيها بيي
جيبو جورية وجيبو بيي.
كم كان ترنمي بهذه التحفة يشعرني بمتعة ما بعدها متعة وأنا أصعد الطريق الموغل في الغابة .. السكون مطبق على المكان إلا من ثغاء أو خوار أو نباح .. وأجلس عند جذع شجرة لأحس بأغصانها تنحني لتضمني إليه في حنو و حدب .
كم يلزمني من الوقت و الصفحات لأذكر كل لحظة عشتها هناك .. لكن الأكيد أن لحظة الانصراف ... كانت مؤثرة .. نفسي تدعوني للبقاء مدة اطول .. الأشياء من حولي تناشدني عدم الرحيل .. لكن ، ما خفف علينا ، أنا وأشيائي العزيزة ، وطأ الفراق هو نيتي الصادقة في العودة من جديد لأرتمي بين أحضانها . لن أذكر كيف انصرفت .. لأنني لا زلت هناك قلبا وعقلا و روحا .
[/align]
أستاذ رشيد الميموني
أنه مهما كتبت فأنا مقصرة بحق ما تكتبه حقا
الكلام غير كافي عن اعجابي بما تتحفنا به دوما
دمت استاذي بالف خير
وحفظ الله تعالى
محبتي
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
رحلة العمــــــــر - 2 -
[align=justify]
منذ الوهلة الأولى ، كانت أصوات تتناهى إلى مسامعي من بعيد وأنا أعد حقيبتي .. كانت أصواتا مألوفة عندي ، وكنت أجيبها في سري و كأنني أحادث أشخاصا أمامي .. واستمرت هذه الأصوات تدوي في أذني مجتمعة ، بل وازدادت حدة و أنا على مشارف قريتي الودود .. هناك أخذت أميزها جيدا .. بل وأحدد مكانها وأنا أوغل في الغابة المشرفة على الدور القليلة المنتشرة على الربوة الكبيرة ..
أول من لقيته كان الجدول الصغير و مياهه تنحدر شادية أعذب الألحان .. ثم توالت أشيائي العزيزة وكأنني أمر أمامها في موكب .. كل شيء يشير .. ينتفض .. يتمايل .. يترنم .. الشجر .. المنبع .. الربوة .. الجبل .. الكل يفتح ذراعيه .. يبتسم .. يضحك .. و أنا سائر في طريقي وقد أسكرتني نشوة اللقاء .. ولم أفطن إلا و أنا أتمتم :" أهلا .. ها أنذا .. طيب ..طيب .. سوف ألمسك أيها الغصن الطيب.. و أنت أيتها الصخرة .. لا تغضب أيها المنبع .. سوف أشرب منك .. و أغتسل بمياهك .. تعالي أيتها الزهرة الجميلة .. لن أقطفك .. سأنحني عليك وأقبلك .. مهلا .. مهلا .. سوف أقبل الجميع .. سلاما أيتها اليمامة العائدة إلى وكرها .."
هكذا سرت نحو منزل قريبي و أنا تحت تأثير ما سمعته من حفيف وخرير وهديل وخوار و نباح ..
يسدل الليل ستاره فلا أعود أرى شيئا سوى النجوم المتلألئة وهي تبدو قريبة جدا مني .. جلست على عتبة الباب ، مسندا ظهري إلى وسادة قدمها لي قريبي احتفاء بمقدمي .. تتعالى أصوات الصراصير وكأن دورها قد جاء لترحب بي .. عن يميني ينزوي المنبع في خرير متواصل وكأنه ينبهني قائلا :"إنني هنا .. لا تبتعد عني .." .. ولكني ورغم شعوري بالسعادة لهذه الحفاوة ، فإني كنت أحس بشيء ما يخترق هذه السعادة و يسبب لي توجسا .. كان هناك شبة همس يأتيني من كل جانب .. عاتبا .. لائما .. وكنت أحدق في الظلام و ألتفت حولي فلا أرى سوى أشباح الأشجار و فوقها الجبل جاثما بكل عظمته و جبروته .. ولا أدري كم من الوقت مرعلي هكذا حين أحسست برغبتي في النوم فدلفت إلى الداخل .
في الصباح .. تجددت معانقتي لأشيائي و هي تعترض طريقي .. لكني كنت شارد الذهن ، مشتت الفكر، وما زلت أمشي حتى وقفت على جرف سحيق وقد امتد أمامي الوادي .. هنا شعرت بشيء من الرهبة .. نهر طويل عريض يتناهي إلي هدير مياهه .. بل ويزيد هديره كلما أمعنت النظر فيه .. نعم .. هو ذاك الهمس الذي راودني وأنا جالس قرب المنزل أحدق في النجوم .. ابتسمت وعلمت أنني قصرت في حق النهر الكبير ، إذ لم أزره في المرة السابقة فأعلن تمرده و استياءه .. فلم أملك إلا و أنا أنحدر صوبه غير آبه بما يعترضني من صخور ناتئة و جذوع شجر يابس .. حتى وصلت إلى ضفته و جلست .. أي ابتسام هذا و أية فرحة تلك التي افتر ثغره عنها ؟ تمثل لي غادة و هي تتمنع دلالا و غنجا .. نهضت على الفور و نزلت إلى أقرب صخرة أملأ كفي بمائه و اسكبها فتترقرق تحت أشعة شمس الصباح الزاهية ..
هل انتهى الهمس ؟ .. كلا .. إذن من الذي لم أزره بعد ؟ .. نظرت إلى أعلى حيث القرية .. وجلت بنظري عبر أرجائها حتى توقفت عند آخر منزل عند ناحية الشلال .. هناك خفق قلبي بعنف .. الكهف ..
لو كنت في مكان غير هذا وتراءى لي فم الكهف الفاغر ، لملئت رعبا و هلعا .. لكن هذا الفم وذاك السواد الذي يلوح لي من بعيد داخل الكهف لم يزدني إلا نشوة و ابتهاجا بلقاء شيء جديد ..
ودعت النهر وأخذت في الصعود .. تهب ريح رخاء فتتمايل الأشجار و العشب و الأزهار .. بعض شقائق النعمان أبت إلا أن تجد لها مكانا قرب الكهف .. بحيث أخذت تتصنت إلى همسي و أنا أقف على الباب .. عن يساري كان الشلال يهدر بعنف ويطالني رذاذه فينعش الجسد والنفس .. وقفت على صخرة و فتحت ذراعي استقبل نسمات مشبعة برائحة التراب و العشب و الشجر..أغمضت عيني ثم فتحتهما متطلعا إلى الأفق حيث بدت أعلى قمة في المنطقة.. كان علي أن أشير إلى القمة المكللة بالثلوج ليكون بذلك وداعي قد بدأ .. مشيت طويلا قبل أن أقف أمام الدار .. تأملتها طويلا .. قلنا كلاما وكلاما .. تعاتبنا .. ابتسمنا و ضحكنا ثم وليت وجهي شطر النهر الصغير .. أخذت حفنة من مائه المنساب في رقة و شربت حفنات منه فانبعثت منه ضحكة خافتة كأنني أدغدغه ..
الموكب يتهيأ للرحيل .. و الحشد قد ملأ الطريق و الربوة .. لم أكن أرى موطئ قدمي لكثرة التفاتي يمينا ويسارا وإلى الخلف ثم إلى الأعلى.. وقبل آخر منعرج .. توقفت لألقي نظرة أخيرة على أشيائي وهي تودعني في بكاء صامت .. ولحن حزين .. "إلى اللقاء .. نحن هنا دائما في انتظارك .." فأجيب في همس :
- وأنا أيضا سأكون في الموعد .."
[/align]
وأنا أيضا سأكون في الموعد
أستاذي الغالي سأكون حيث يكون قلمك النابض بالحياة
دمت استاذي دمت بخير وسعادة
التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 01 / 12 / 2017 الساعة 00 : 11 PM.
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
سيدتي .. تعالي نحلم
[align=justify]
تعالي لتحلمي معي يا سيدتي ، أو لتكملي حلمي .. لقد حلمتك مرات ومرات لا أكاد أحصيها .. بل ربما كنت في كل أحلامي أو على الأصح كنت أنت الحلم في كل مرة .. كنت أحيانا يمامة .. فتبعتك حتى وكرك وأحيانا شجرة تظللينني بفننك .. وكنت صخرة وموجا ورملا .. أعتليك و أغوص فيك وأفترشك وأستلقي على حضنك .. كنت الضباب والرياح والمطر.. أتلاشى في متاهتك وأقوى مع هبوبك ويمتزج دمعي بك حين يقترب حلمي من نهايته .. كنت البحر بصفائه و هيجانه .. أستكين لسكونه و أثور لثورته .. وكنت سرابا تعقبته منذ الأزل إلى الأبد .
حلمت أني أحلم وأنت تحلمين معي .. كانت يقظتي حلما و حلمي يقظة .. كان الليل يأبى أن يستسلم لضياء الفجر .. سرمديا صار هذا الليل العنيد كما كنت أتمنى وأنا أتلاشى في الحلم .. كنا نجوب الآفاق سائرين تارة .. محلقين تارة أخرى غير عابئين بمرور الزمن .. كنت أنت الزمان والمكان .. وكنت الجسد والروح .. كنت أنا وكنت أنت .. تمازجت أرواحنا كما انصهر جسدانا فكان حلما أقرب لليقظة ، ويقظة أقرب للحلم .. كان حلما ورديا وأنا أعي أنك تنسابين في مسامي وتسرين في دمي .. وكان كابوسا وأنا أشعر بأن لهذا الليل نهاية وأن لهذا الحلم حدا ..
أعلم جيد أني يوما ما سأفيق من حلمي هذا .. وأنك ستتلاشين كما يتلاشى ضباب الصباح مدبرا أمام أولى خيوط الشمس .. لم أفق بعد من حلمي .. وبعد أن تفيقي أنت يا سيدتي .. ستجدين أنني قطفت من كل الأحلام وردة لأهديها إليك.
شكلت منها باقة لروحك العبقة .. لعينيك الصافيتين .. لشعرك الغجري الطويل ..
أملى علي حلمي أن أكتب فكتبت .. وتلاشى حلمي فانتبهت إلى أنني لازلت أكتب .. فكان علي أن أهديك ما أكتب .. لأنك أهديتني الحلم .. أهديتني الشوق .. أهديتني العشق .. أهديتني الحب .. فكان لا بد أن أهديك شيئا .. [/align]
استاذي يزيد اعجابي في كل مرة تكتب بها وبكل مرة أقرأ لك
اتمنى لك التوفيق والحياة المديدة
دمت بخير وسعادة كما تسعدنا بروائعك