التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,633
عدد  مرات الظهور : 162,954,302

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الأديبة هدى نورالدين الخطيب > دراسات جيوسياسية (geopolitics) > للحقيقة نور يبطل مزاعم الصهاينة (توثيق)
للحقيقة نور يبطل مزاعم الصهاينة (توثيق) الحقيقة نور ساطع يبطل مزاعم الصهاينة ويكشف لصوصيتهم وميراثهم الأسطوري المزعوم الساقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28 / 07 / 2009, 06 : 09 AM   رقم المشاركة : [41]
آذاريل الحج
كاتب نور أدبي ينشط
 




آذاريل الحج is on a distinguished road

:more61: رد: آذاريل الحج دروس فيما يعرف بالعبرية ( أرامية أجدادنا 

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب
ياآذاريل الحج نحتاج رأيك بفكرة البحث ومشورتك ومشاركتنا الرأي
[align=justify]
تحياتي
كما تلاحظون من اسم هذا المنتدى " اللغة الكنعانية و سطو ما يعرف بالعبرية "
مما لا شكّ فيه أن بداية جريمة السطو على بلادنا والتحضير لها بدأ بالسطو على اللغة نفسها، وأن كل عمليات تفكيك هذه الأمة فتحت ثغرة بالتزييف والأباطيل وإثارة النعرات لتفتيت هذه الأمة إلى قوميات أثينية وعرقية فحصروا العروبة ببدو شبه الجزيرة العربية ليسوقون على أن العرب هم البدو فقط وأننا أقوام مختلفة استعمرهم البدو، وحتى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، جعلوه بدوياً على الرغم من أن مكة التي منها والده كانت مدينة وكذلك يثرب ( المدينة المنورة ) التي منها والدته وكونه من الحضر لا من البدو ثابت.
وبداية التزوير بدأ بفصل أصل سيدنا إبراهيم عليه السلام وفصل الكلدانية والأشورية وكأنهم أقوام مختلفة إلخ.
بالتزييف جعلوا منّا أقواماً متفرقة لا رابط يجمع بينهم، وهذا يعد له وينفذ عبر تسويق وتأجيج العصبيات العرقية والدينية لنكون لقمة سائغة للسطو على بلادنا وخيراتها كما جرى مع اليهود العرب وكيف تمّ استخدامهم لأغراض الاستعمار.
كل منظومة ما يعرف بخارطة اللغات السامية فيه الكثير من الخلط والتزييف، وحتى بعض العرب المخلصين للأسف يسوقون لهذا التزييف عن جهل أو تعصب للغة العربية بفصلها وأسبقيتها على الأرامية كلغة معتمدة لأجدادنا نافين بهذا عملية التطور اللغوي الطبيعي الذي جرى عبر العصور دون أن يدركوا خطورة هذا التعصب من كل جهة والتي عرف الاستعمار كيف يستفيد منها ويستغلها .
نحن في الوطن العربي من محيطه إلى خليجه نستعمل العربية الفصحى كلغة أدبية ورسمية في حين أن لدينا لهجاتنا العربية المختلفة التي نستعملها في المحادثة العادية والتخاطب، وهذه اللهجات تزداد اتساعاً وبعداً إن لم نقم بضبطها والتمسك بالعربية الفصحى.
ولأن التمسك بالعربية الفصحى لدينا نحن المسلمون أمراً عقائديا بالدرجة الأولى يجري التركيز على محاربة الدين الإسلامي عدة منها أنه يحافظ على عربيتنا ويحميها على مرور الزمن.
التطور اللغوي مرّ به أجدادنا من الأرامية إلى العربية.
الأرامية كان لها لغة رسمية وكان فيها لهجات كثيرة ، وما يحاولون تكريسه من قوميات كله في المنظومة السامية من أصل واحد ولغته الأرامية بلهجاتها المتعددة التي تطورت، وحافظ بعض الأخوة المسيحيون في بلادنا على لهجاتهم الأرامية لأن السيّد المسيح عليه السلام كان يتحدث الأرامية فاعتبرت لغة مقدسة، وفروع من الأرامية القديمة اندثر أو على أهبة الاندثار.
من اللهجات الأرامية التي اندثرت اللهجة الكنعانية الفينيقية الجنوبية وهي التي تمّ السطو عليها في أواخر القرن التاسع عشر واختيرت كلغة تنسب لإسرائيل ، وتم تصنيعها بطريقة تبدو وكأنه تطور للعبرية المزيفة هذه بين القديم والجديد وهذا ما أثبته عدد من علماء الألسن واللغات القديمة ممن يتحلون بالمصداقية العلمية وجلهم من الغرب وشرحوا كيف تمّ احياؤها ووضعت لها القواعد وكيف استفادوا بهذه العملية من قواعد اللغة العربية.

حاولت من قبل أن أتريث في فتح هذا الملف حتى أجد من يجيد العبرية إجادة تامة وإيجاد من يجيد أكثر من لهجة أرامية إجادة تامة حتى يكون التحاور وتركيز البحث في أرامية ما يعرف بالعبرية التي سطت عليها الصهيونية وزورت تاريخها، ولكن وبما أن هذا متعذر حالياً وجدت أن نبدأ بالتعرف على العبرية وبعض اللغات أو اللهجات الأرامية ونقوم بشكل جماعي بإجراء البحث والمقارنات ما أمكن حتى نجد الأساتذة المتخصصون في هذا المجال.
بالأمس وبالصدفة عثرت على بعض الدروس في اللغة العبرية على أحد المواقع الكنسية ، تداخلت به امرأة إسرائيلية وسأقوم بنقل أهم فقرات هذه الدروس ومن ثم أقوم بإجراء نفس البحث عن دروس لبعض اللهجات أو اللغات الأرامية وبعد ذلك نقوم بالمقارنة والنقاش وإضافة كل ما يثري عملية الدراسة هذه، كلٌ بما لديه من إمكانيات وما يفتح الله به عليه وكل ما أتمناه الاهتمام بهذا الموضوع ورفده بكل ما يلزم
والآن لنبدأ...
[/align]




الى السيدة العظيمة هدى الخطيب سلاما والف تحية...!!!

انا المطلوب بنجدة لبني قومي وغافل عنها يا الهي .؟!

على كل ... كل هذا لايجدي من البراهين ..؟!

ان السيف اصدق من كل يقين ،،

نحن امة عمرها الاف السنين ،

خسئت العدى بما ُتحيك و تحفر ،

فالنصر قادم من بواسل الرافدين..!!!!!!!!!!


النصر قريب جدا وامريكا الى الهاوية وبانهيار امريكا بالعراق وخروجها خاسره ومدمره ...
اسرئيل ستسلم مباشرة وتفاوض الشعب الفلسطيني
لان راس الافعى قد حطم واسرائيل ذنبها ...
ومنذ يومين قالها احد اعتى مستشاري الامن الاسرائيلي ...
ان مجرد خروج امريكا من العراق هو زوال لاسرائيل..؟!

وانها الحقيقة الساطعة يعرفها حتى العالم الغربي ....
ولكن مصيبتنا بالخيانة..


انا اعتذر يا سيدة المنتدى ...
اهلي وربعي يطلبون مني اليقين ،
عن امة الايمان عرب الرافدين ,,

نحن هم العرب منذ النبي نوح،،
وعظيم الرافدين سرجون الحكيم ...!!!

ومن قال لا لقد كذّب بالامة والدين...


البابلي وليد العنقاء يلقي عليكم السلام وعلى باسلات وبواسل الرافدين

زحل بن شمسن
توقيع آذاريل الحج
 البابلي وليد العنقاء ....
يلقي عليكم السلام وعلى باسلات وبواسل الرافدين

اخبار المقاومة:::



http://www.alqadsiten.net/browse_7.html


http://www.alrafdean.org/

http://www.jabha-wqs.net/
آذاريل الحج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 07 / 2009, 34 : 06 PM   رقم المشاركة : [42]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

:sm153: رد: هدى نورالدين الخطيب دروس فيما يعرف بالعبرية ( أرامية أجدادنا 

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
أستاذ آذاريل تحياتي وعميق تقديري لحسك الوطني العالي وقوميتك ولشخصك الكريم وبعد
النصر بإذن الله للمقاومة
ولكن لو سمحت الرجاء ألا تقوم بنشر أي شيء يعرض أمن المنتدى للخطر ويهدد بحظر المنتدى في أي بلد
تستطيع كما تعرف إيصال رسالتك دون تعريض أمن المنتدى فنحن دائماً نتوسم الشعور بالمسؤولية تجاه المنتدى من الأعضاء الكرام
وكما تعرف منتدى نور الأدب رسالته الأساسية لم الشمل وتوحيد العرب ونشر المحبة وليس إثارة النعرات والرسالة ذاتها تصل بطرق شتّى.
كنت طلبت منك أخي الكريم معلومات عن اللغة المندائية وتاريخهم أرجو أن تكون توفرت لديك لأهميتها
تقبل عميق تقديري
[/align][/cell][/table1][/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 07 / 2009, 24 : 01 AM   رقم المشاركة : [43]
ياسين عرعار
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية ياسين عرعار
 





ياسين عرعار has a spectacular aura aboutياسين عرعار has a spectacular aura about

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

:more61: رد: يسين عرعار دروس فيما يعرف بالعبرية ( أرامية أجدادنا �

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب
يايسين عرعار نحتاج رأيك بفكرة البحث ومشورتك ومشاركتنا الرأي
[align=justify]
تحياتي
كما تلاحظون من اسم هذا المنتدى " اللغة الكنعانية و سطو ما يعرف بالعبرية "
مما لا شكّ فيه أن بداية جريمة السطو على بلادنا والتحضير لها بدأ بالسطو على اللغة نفسها، وأن كل عمليات تفكيك هذه الأمة فتحت ثغرة بالتزييف والأباطيل وإثارة النعرات لتفتيت هذه الأمة إلى قوميات أثينية وعرقية فحصروا العروبة ببدو شبه الجزيرة العربية ليسوقون على أن العرب هم البدو فقط وأننا أقوام مختلفة استعمرهم البدو، وحتى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، جعلوه بدوياً على الرغم من أن مكة التي منها والده كانت مدينة وكذلك يثرب ( المدينة المنورة ) التي منها والدته وكونه من الحضر لا من البدو ثابت.
وبداية التزوير بدأ بفصل أصل سيدنا إبراهيم عليه السلام وفصل الكلدانية والأشورية وكأنهم أقوام مختلفة إلخ.
بالتزييف جعلوا منّا أقواماً متفرقة لا رابط يجمع بينهم، وهذا يعد له وينفذ عبر تسويق وتأجيج العصبيات العرقية والدينية لنكون لقمة سائغة للسطو على بلادنا وخيراتها كما جرى مع اليهود العرب وكيف تمّ استخدامهم لأغراض الاستعمار.
كل منظومة ما يعرف بخارطة اللغات السامية فيه الكثير من الخلط والتزييف، وحتى بعض العرب المخلصين للأسف يسوقون لهذا التزييف عن جهل أو تعصب للغة العربية بفصلها وأسبقيتها على الأرامية كلغة معتمدة لأجدادنا نافين بهذا عملية التطور اللغوي الطبيعي الذي جرى عبر العصور دون أن يدركوا خطورة هذا التعصب من كل جهة والتي عرف الاستعمار كيف يستفيد منها ويستغلها .
نحن في الوطن العربي من محيطه إلى خليجه نستعمل العربية الفصحى كلغة أدبية ورسمية في حين أن لدينا لهجاتنا العربية المختلفة التي نستعملها في المحادثة العادية والتخاطب، وهذه اللهجات تزداد اتساعاً وبعداً إن لم نقم بضبطها والتمسك بالعربية الفصحى.
ولأن التمسك بالعربية الفصحى لدينا نحن المسلمون أمراً عقائديا بالدرجة الأولى يجري التركيز على محاربة الدين الإسلامي عدة منها أنه يحافظ على عربيتنا ويحميها على مرور الزمن.
التطور اللغوي مرّ به أجدادنا من الأرامية إلى العربية.
الأرامية كان لها لغة رسمية وكان فيها لهجات كثيرة ، وما يحاولون تكريسه من قوميات كله في المنظومة السامية من أصل واحد ولغته الأرامية بلهجاتها المتعددة التي تطورت، وحافظ بعض الأخوة المسيحيون في بلادنا على لهجاتهم الأرامية لأن السيّد المسيح عليه السلام كان يتحدث الأرامية فاعتبرت لغة مقدسة، وفروع من الأرامية القديمة اندثر أو على أهبة الاندثار.
من اللهجات الأرامية التي اندثرت اللهجة الكنعانية الفينيقية الجنوبية وهي التي تمّ السطو عليها في أواخر القرن التاسع عشر واختيرت كلغة تنسب لإسرائيل ، وتم تصنيعها بطريقة تبدو وكأنه تطور للعبرية المزيفة هذه بين القديم والجديد وهذا ما أثبته عدد من علماء الألسن واللغات القديمة ممن يتحلون بالمصداقية العلمية وجلهم من الغرب وشرحوا كيف تمّ احياؤها ووضعت لها القواعد وكيف استفادوا بهذه العملية من قواعد اللغة العربية.

حاولت من قبل أن أتريث في فتح هذا الملف حتى أجد من يجيد العبرية إجادة تامة وإيجاد من يجيد أكثر من لهجة أرامية إجادة تامة حتى يكون التحاور وتركيز البحث في أرامية ما يعرف بالعبرية التي سطت عليها الصهيونية وزورت تاريخها، ولكن وبما أن هذا متعذر حالياً وجدت أن نبدأ بالتعرف على العبرية وبعض اللغات أو اللهجات الأرامية ونقوم بشكل جماعي بإجراء البحث والمقارنات ما أمكن حتى نجد الأساتذة المتخصصون في هذا المجال.
بالأمس وبالصدفة عثرت على بعض الدروس في اللغة العبرية على أحد المواقع الكنسية ، تداخلت به امرأة إسرائيلية وسأقوم بنقل أهم فقرات هذه الدروس ومن ثم أقوم بإجراء نفس البحث عن دروس لبعض اللهجات أو اللغات الأرامية وبعد ذلك نقوم بالمقارنة والنقاش وإضافة كل ما يثري عملية الدراسة هذه، كلٌ بما لديه من إمكانيات وما يفتح الله به عليه وكل ما أتمناه الاهتمام بهذا الموضوع ورفده بكل ما يلزم
والآن لنبدأ...
[/align]


*************************************************

الأستاذة الفاضلة
هدى نور الدين الخطيب
**********************
تحياتي الخالصة وأزكى سلامي

أشكرك على الأخذ برأيي في هذا الموضوع الهام وأبارك جهودك في البحث في مثل هذه القضايا لأن التراث ميراث يجب المحافظة عليه من التزييف والتشويه... وسأبذل كل جهدي في تقديم المساعدة ومشاركتك البحث
با تصالاتي الخاصة مع الذين لهم اطلاع من أساتذة ودكاتره وباحثين بالجزائر أو الدول المجاورة مع التأكد من صحة المعلومات التي أتحصل عليها ... خاصة وأن البحث فيها صعب نوعا ما ... وربما تكون تركيا أحد روافد هذا الموضوع الهام لما تتوفر عليه من معالم الحضارة الإسلامية في شتى الميادين ... وبعض أمهات الكتب التي قد يكون لها دور منهل في إثراء هذا البحث التاريخي الهام في التراث اللغوي.

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك .

وفي الختام تقبلي مني فائق الاحترام والتقدير

موفقة بإذن الله ...ولك مني أجمل تحية .







توقيع ياسين عرعار
 [BIMG]http://www.algerianhouse.com/akhbar/photo/moufdi-zakaria.jpg[/BIMG]
مفدي زكريا
شاعر الثورة الجزائرية

نُفمْـبَرُ جـَـلّ جَـلالُك فـينَا ** أ لَسـتَ الذي بَث فينَا اليقيـنَا ؟
سَبَحنَا علَى لُجـج من دمـانَا ** وللنَصر رُحنَا نسوقُ الــسفينَا
وثـرنَا نفـَـجرُ نارًا ونـورًا ** ونَـصنَعُ من صُلبنَا الثائــرينَا
و نُلهمُ ثورتَـنَا مـبتــغانَا ** فتلـهمُ ثورتُــنَا العـالمــينَا
و تَسـخَرُ جَبـهتُنَا بالـبلايا ** فنَســخَرُ بالظلم والظَـالمـينَا

من "إلياذة الجزائر"
مفدي زكريا
ياسين عرعار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 07 / 2009, 49 : 01 AM   رقم المشاركة : [44]
عادل عادل
0 فلسطين كنعان ) كاتب خواطر نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية عادل عادل
 





عادل عادل will become famous soon enoughعادل عادل will become famous soon enough

رد: عادل عادل دروس فيما يعرف بالعبرية ( أرامية أجدادنا &

الاديبة الراقية هدى نور الدين الخطيب ...
بداية الغيث هذه القطرة ... ولي عودة بمشيئة الله ...
إن اللغة الكنعانية ليست بالتأكيد اللغة العبرية، فمن المعروف أن بني إسرائيل لمَّا دخلوا فلسطين كانوا يتكلمون اللغة المصرية الهيروغليفية، ونتيجة لاختلاطهم بالكنعانيين تكلموا باللغة الكنعانية التي أسموها "شفة كنعان"، كما أنه من المعروف أن اكتشاف اللغة الكنعانية تمَّ في مدينة أوغاريت الكنعانية شمال سوريا وليس في غرب أو جنوب الجزيرة العربية.
وبالنسبة للغة الآرامية، فهي متأخرة نسبياً بالنسبة للغة الكنعانية، فمن المعروف أن موجة الهجرة الآرامية إلى بلاد الشام تمت بعد الهجرة الكنعانية بنحو ألف عام، كما أن بني إسرائيل تكلموا باللسان الآرامي أثناء وجودهم في بابل ومنها اقتبسوا اللغة العبرية الخاصة بهم، وبما أن جميع اللغات العربية السامية مقتبسة أصلاً من اللغة العربية الأم، فمن الطبيعي أن تكون جميع هذه اللغات عبارة عن لهجات مستقاة من اللغة الأم، وندلل على ذلك بأن جميع اللهجات العربية اليوم والتي تتكلم بها الشعوب العربية منبثقة من اللغة العربية الفصحى، كما الحال بالنسبة للغة اللاتينية القديمة التي انبثق عنها عدة لغات مثل الإسبانية والإيطالية والبرتغالية وغيرها.
ولا يعقل أساساً أن يتحدث أهل غرب الجزيرة العربية وجنوبها بنفس اللغة أو اللهجة التي يتحدث بها أهل الشام، نظراً للبعد الجغرافي بينهما، فمن المحتم أن يتحدث كل منهما لهجة مغايرة للأخرى.
احترامي وشكري لك ... واعدك بالمزيد من البحث والتقصي .
عادل عادل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 07 / 2009, 49 : 04 AM   رقم المشاركة : [45]
فيصل بن الشريف الاحمداني
خريج كلية الاداب كاتب و اديب، يهتم بالشعر والدراسات النقدية

 الصورة الرمزية فيصل بن الشريف الاحمداني
 





فيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the rough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

Mangol رد: فيصل بن الشريف الاحمداني دروس فيما يعرف بالعبرية ( أرامية أجدادنا 

أصل اللغة المندائية:
ـ المندائية هي احدى اللهجات الشرقية للغة الآرامية وظهرت للوجود مع الظهورالأول للآراميين منذ حوالي ثلاثة الآف سنة حين استوطنت قبائلهم على امتداد نهر الفرات وفي كل منطقة الشرق الأدنى . لقد قام الآراميون بتأسيس اماراتهم ابتداء من الألف الأول قبل الميلاد على تخوم المدن الآشورية وامتدت مناطق نفوذهم من بيت زماني في الأناضول شمالا الى مملكة ميشان و بلاد العيلامين في الجنوب، وتوالت الهجرات الآرامية نحو جنوب العراق فاتجهوا نحو بابل في عصر الكاشيين وقد تمكن احد زعمائهم المدعو حدد أبال عديني من خلع ملك بابل وتنصيب نفسه ملكا عليها وذلك مابين 1071 ـ 1054 قبل الميلاد. لقد انتشر الآراميون انتشارا واسعا في ارجاء العراق هربا من الضغوط الآشورية على قبائل وممالك الشمال، حتى ان المناطق المحاذية لنهر دجلة والمتاخمة لبلاد عيلام شرقا وبلاد بابل غربا باتت تسمى (بلاد آرام). وفي عام 612 قبل الميلاد احتل نبوبلاصر نينوى وبدأ عصر الأمبراطورية الكلدانية التي صهرت ابناء عمومتهم الآراميين في بوتقتها، فأصبح الآراميون جزءا حيويا من الأمبراطورية الكلدانية، وبهذا انتهى صراعهم الدموي مع الآشوريين وبدأ دورهم المؤازر للكلدانيين. وعندما سقطت بابل الكلدانية سنة 539 قبل الميلاد على يد الفرس الأخيمنيين كان الآراميون قد فقدوا مع الكلدانيين دورهم السياسي والعسكري. ولكن النهاية السياسية للآراميين لم تكن خاتمة المطاف بل تلاها الدور الحضاري الذي قامت به الثقافة واللغة الآرامية في منطقة الشرق الأدنى بأكلملها لأكثر من ألف عالم، كما يذكر ذلك الدكتور خزعل الماجدي في كتابه "المعتقدات الآرامية" . وفي سوريا قام الآراميون بتأسيس ممالك عديدة جاء ذكر معظمها في كتاب التوراة (العهد القديم). وبالرغم من الصراع الدموي مابين الآشورين والآراميين الا ان الآشوريين تبنوا اللغة الآرامية لغة رسمية لأمبراطوريتهم في بداية الألف الأول قبل الميلاد ، وفي النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد ساعدت الأمبراطورية الأخمينية على نشر اللغة الآرامية فسهل ذلك على الفرس التعامل مع سكان بلاد الرافدين والشام وشمال الجزيرة، فانتشرت اللغة الآرامية من الهند الى مصر والحبشة. اما في فلسطين فصار اغلب السكان يتخاطبون بالآرامية الى جانب اليونانية اثناء حكم البطالسة والسلوقيون للمنطقة واقتصرت العبرية على كونها اللغة الخاصة بالهيكل.

يعزى انتشار اللغة الآرامية ، والتي كانت تسمى " لشان نهري " نسبة الى نهري دجلة والفرات ، الى عذوبة الفاظها ومرونة افعالها وكذلك الى الآراميين انفسهم الذين كانوا يمتهنون التجارة وجابوا أغلب مناطق الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض فانتشرت اللغة الآرامية على ايديهم انتشاراً واسعاً . لقد عثر على هذه اللغة في جزيرة الفيلة في مصر حيث دون بها العبرانيون كل وثائقهم وعقودهم الرسمية في منتصف الألف الأول قبل الميلاد ووجدت كذلك مدونة في مسكوكات اسيا الصغرى وأوامر مرازبة الفرس كما تم العثور عليها في اقاصي الصين حيث نقلها المبشرون المانوين الى هناك خلال القرنين الثالث والرابع بعد الميلاد.
قام علماء اللسانيات بتصنيف اللغة الآرامية الى لهجات غربية، استخدمت في بلاد الشام وفلسطين، وشرقية خاصة ببلاد وادي النهرين والأخيرة شملت كل من الكلدانية والآشورية والسريانية والبابلية والمندائية . وبالآرامية تمت كتابة كل الكتب المقدسة، فكتب بها التلمود البابلي وقسم كبير من العهد القديم مثل سفري عزرا ودانيال والأنجيل (العهد الجديد) وكتاب المندائيين المقدس كنزا ربا وأنجيل ماني وكتاب الأفستا ـ كتاب أقوال زرادشت، وهذا بحد ذاته يثير تساؤلا غريبا عن قدسية هذه اللغة. وقد اخطأ بعض المستشرقين حين اطلقوا على لغة الكتاب المقدس (كلدانية) لأن الكلدان كانوا فئة من شعب بابل، يقول العهد القديم: " فأمر الملك (نبوخذ نصر) بأن يستدعي المجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا الملك باحلامه ... فكلم الكلدانيون الملك بالآرامية ..." (دانيال 2 :2 ـ 4) . والآرامية هي اللغة التي تكلم بها كل من يحيى بن زكريا (يوحنا المعمدان) والسيد المسيح (عليهما السلام) وغيرهما من الأنبياء والقديسين.
لقد استمرت الآرامية لغة رسمية للعراق فترة طويلة تعدت الألف سنة دونت بها كل نشاطات الامبراطورية انذاك بما فيها الأداب والفنون مثل اعمال الفليسوف العراقي احيقار الحكيم ، كما ان المفكر والمؤرخ البابلي الكبير بيروز صاحب الكتاب الشهير بابيلونايكا كتب كل مؤلفاتة باللغتين الآرامية واليونانية في القرن الثالث قبل الميلاد. ومازالت الذاكرة العراقية تحتفظ لنا بالعشرات من المفردات والتعابير الآرامية الى يومنا هذا مثل مسگـوف وحريشي و اسليمة وبلابوش و كرزات ونياحة وبزخ وانثبر وطرگـاعة وصيغ الأفعال مثل صعديت و أكليت وشربيت ولعبيت ومئات الأمثلة غير ذلك.
الابجدية المندائية
إن الأبجدية المندائية تبدأ بحرف الألف ( 0 ) ـ على هيئة دائرة ـ وتنتهي بحرف الألف نفسه ( 0 ) ، تأكيداً وإشارة إلى عودة الأشياء إلى أصلها بدورة كاملة ، وشكل حرف الألف في الأبجدية المندائية ، والذي هو على هيئة دائرة يؤكد إلى ما ذهبنا إليه . وأحرفها كما يلي :

آ ـ با ـ كَـا ـ دا ـ ها ـ وا ـ زا ـ هي ـ طا ـ يا ـ كا ـ لا ـ ما ـ نا ـ سا ـ إي ـ با تحتها ثلاث نقط ( p) ـ صا ـ قا ـ را ـ شا ـ تا ـ إد ـ آ .
الجذور اللـُغـوية لبعض المصطلحات المندائية
د. قيس مغشغش السعدي
بتوقف درس اللغة المندائية والتعامل مع معاني مفرداتها وأسس إشتقاق المفردات وبناء الكلمات ضاع الكثير من المعرفة وتوقف الإستدلال والإدراك لمتضمنات الكلمات والمصطلحات وصار الفهم منحصرا بالسياق الذي درج عليه. وقس على ذلك في فهم معنى النصوص ومن ثم ترجمتها!
وحين يتم التعامل مع اللغة على أساس البحث وليس على أساس الترجمة وحسب، فإن الباحث ستستوقفه المعاني والدلالات وبخاصة لرمزية المصطلحات الشائعة منها. وهذا ما إستوقفنا فيما نعكف عليه من متابعات في هذا الميدان. ووددنا هنا أن نعرض بعض ما وصلنا إليه، وهو من وجهة نظرنا محاولة للدخول في رمزية بعض المصطلحات المندائية تأسيسا على دلالاتها اللغوية. وقد يكون مجالا لإستثارة ما لدى العارفين المندائيين وغيرهم في مدخل من مداخل اللغة المندائية.
نبدأ موضوعنا هذا، الذي يمكن أن يتوسع لاحقا، بأكثر المصطلحات شيوعا ً. وسيكون نهجنا في ذلك أن نثبت ماهو معروف وصحيح، وما توصلنا إليه قطعا من معان لبعض المصطلحات لإطلاع القارئ الكريم. أما الذي لم يتم القطع فيه فيمكن أن يكون مدار نقاش وحوار وإستزادة رأي المختصين حتى قطع ويقين.
آدم : ترد تسمية آدم رأس السلالة البشرية لأول الخلق العاقل. وقد عمت تسميته باللفظ نفسه جميع لغات العالم قديمها وحديثها. وفي اللغة العربية يشار الى الإختلاف في إشتقاق الإسم حيث يقول البعض: أنه سمي آدم من أدمة الأرض. وقال آخر: لأ ُدمة جعلها الله تعالى فيه والأ ُدمة هي القرابة والوسيلة.
أما في اللغة المندائية فترد أيضا تسمية آدم الذي تعده العقيدة المندائية أول أنبياء المندائيين، وهو الرجل الأول" أدم كبرا قدماييا " ويعد رأس السلالة البشرية " آدم ريشا إد شـُربتا هايتا ". ولا تزيد المندائية في شرح التسمية. وبالتأسيس على أن لا كلمة دون مدلول، فإننا يمكن أن نتابع تسمية آدم من أساس الفعل " دما " في اللغة المندائية الذي يرد بمعنى : يشبه، يشاكل، يناظر. والأسم فيه يكون الشبيه ، المـُشاكل، المـُناظر، ذو الهيئة. ولأن التصور أن آدم قد خلق على هيئة الخالق، فيكون من المقبول أن تأتي تسميته بما يشير الى ذلك ويؤكده. وعلى هذا فأن معنى آدم يمكن أن يكون النظير. ونذكـّر بمعتقد المندائية أن النفس بعد أن تفارق الجسد وتذهب في مسيرتها نحو عالم الأنوار لا تستقر حتى تلتقي نظيرها وشبيهها الـ " دموتا " لتتحد معه وتستقر.
كما أن تميز الحياة عن سواها إنما يكون في مظهرين أحدهما خارجي وهو التنفس، والآخر داخلي وهو الدم سائل الحياة. وترد كلمة الدم في اللغة المندائية على " دما " تأسيسا على الكلمة في اللغة الأكدية " دامو". ويمكن أن تكون الكلمة إرتباطا بتسمية آدم ذاتها، لذا تشـّبه النفس بالدم فيرد في الأدب المندائي " لِـدما داميا نيشمتا " : النفس تشبه الدم.
حواء: على خلاف آدم، فإن كلمة حواء لا ترد بهذا اللفظ في جميع اللغات بل هذا لفظها مع بعض الإختلاف في عائلة اللغات السامية. ومعروف أن حواء زوج آدم. وإن كان هو أبو البشرية فهي أم البشرية ذاك أن من كليهما كانت الذرية البشرية.
ويمكن النظر الى معنى تسمية حواء بالإستناد الى اللغة المندائية تأسيسا على معنى الفعل " هوا " الذي يرد بمعنى يكون،يصير، يمنح، يوهب. ويقال في القراءة على روح المتوفي: رواها نهويلي" أي: لتوهب، تمنح له الرحمة. وعلى هذا فيمكن أن تكون تسمية " هوا: حواء" بمعنى العطية ، المنحة، الوهبة، المنة. وهي بلا شك هبة ومنة الخالق لآدم لكي تكون البشرية وتعمر الدنيا.
شيتل طابا : تسمية لنبي الله شيت (ع ). وقد أخذت أغلب اللغات التسمية بلفظها الوارد في اللغة العربية تقريبا. أما اللفظ في اللغة المندائية فهو يرتبط بمعنى الشتل والغرس تماما كما يرد في اللغة العربية وتأسيسا على الفعل في اللغة الأكدية " شتلو". ويرد في الكتاب المندائي الألف وإثنا عشر سؤالا: " يا بني وشتلي إد أنا بيميني شتليت" والمعنى واضح في المخاطبة : " يا أبنائي وشتلاتي (غرسي) الذين شتلتهم بيدي اليمنى.
أما كلمة طابا فتعنى الطيب. وعلى هذا يكون معنى تسمية النبي " شيت " على وفق اللغة المندائية " الشتل الطيب ". وهو حقا شتلا طيبا لآدم وللبشرية. ومن نقائه توزن النفوس جميعا بعد الممات، حسب العقيدة المندائية، بميزان " أباثر" ويكون قبالتها وزنا ً نفس النبي شيتل طابا لنقائها وصفائها وسلامتها.
وقد تسمى أحد أحفاد أبو إسحق الصابي وهو المؤرخ محمد بن هلال بن المحسن بـ" غرس النعمة " وهي ترجمة عربية صحيحة لـ" شيتل طابا " حيث "شيتل" هي الغرس و " طابا " هي النعمة والطيب. ولذا فإن صح إسلام غرس النعمة فإنه بقي متشبثا بـ " شيتل طابا " كنية عرف بها وإعترافا منه بمندائيته.
يوشامن: تسمية للحياة الثانية في إسطورة الخلق المندائية يمثل الحد الفاصل بين الخير والشر. والكلمة مكونة من مقطع (يو) وهو ما دأبت الديانة اليهودية ولغتها العبرية عليه في تسمية الكائنات العليا والراقية. أما كلمة " شامن " فربما هي من أساس الفعل " شمن" التي ترد في اللغة المندائية كما ترد كلمة " سمن " العربية بمعنى الإمتلاء. وعلى هذا فربما أن الكلمة تشير الى الإمتلاء الذي يراد منه وبه ما سيلحق من خلق قياسا على الأسطورة المندائية و التي يمكن الرجوع إليها في مصادرها.
مندا إد هيي: الملاك البارز والمبرز في الديانة المندائية. والتسمية معروفة بحكم شيوعها في الأدب المندائي وقيمتها الأساسية في إسطورة الخلق. ويشار له في الأدب المندائي كثيرا بأنه الرسول الأول( مندا إد هيي إد هو شليها قدمايا). والتسمية مكونة من ثلاث كلمات هي " مندا " والتي تعني في اللغة المندائية المعرفة ومنها تأتي تسمية المندائيين. وأداة الإضافة في اللغة المندائية وهي الـ " إد " وكلمة " هيي" التي تعني الحي. وبمجموع الكلمات تعني التسمية العارف بالحي أو العليم. ويمكن أن تكون صفة من صفات الخالق بأنه العليم. ومنها إنسحبت تسمية " الإغنوصية " على المندائيين في أنهم العرفانيين.
مانا : ترد الكلمة في الأدب المندائي لتصف الخالق "مانا ربا". والكلمة ترد في العديد من لغات العائلة السامية. و ترد في اللغة المندائية بمعنين الأول: الوعاء والإناء، والثاني العقل والفكر والروح والمعنى. ويخطر لنا بأن الكلمة مكونة من حرف الميم الذي يستخدم في اللغة المندائية كما في اللغة العربية لجعل الفعل أو ما يلحقه إسم أداة وآلة. فإذا أضفنا حرف الميم الى الضمير " أنا " تتشكل كلمة الـ " مانا " فهي ما أنا. وما أنا يفاد منها على أنها الضمير والعقل والفكر وكل ما في الكيان.

الروها : كلمة إعتمدت في الأدب المندائي لوصف الشر وكائنات الشر. وهي تتفق في اللفظ مع كلمة روح في اللغة العربية ولكنها تتعاكس معها في المعنى. فالروح في اللغة العربية هي هبة الله التي لا يعرف كنهها ولذلك جاء في القرآن الكريم: " ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"(الإسراء:85). وهي بهذا المعنى تقابل كلمة " نيشمتا " أي النفس في اللغة المندائية ومدلولها في الأدب المندائي. أما " الروها " بحسب المعنى المندائي فهي تقابل كلمة النفس بمعناها في اللغة العربية بكل عوالقها ونوازعها ورغباتها. وهي التي جاء وصفها في القرآن الكريم أيضا: " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها "( سورة الشمس: 7 ، 8).
ويظهر لنا أن كلمة " روها " في اللغة المندائية إشتقاق من الفعل" رها، رهـو" الذي يرد بعدة معاني منها: يستنشق، يشم، يدرك عن طريق الحواس، يستريح، يفرح. وكل ذلك يرتبط بحاجات تتطلب الإشباع ويكون في إشباعها راحة ومسرة والعكس في خلاف ذلك. وربما تسمية الروح هنا من الراحة التي تتولد بالإشباع ولذا تبقى " الروها " في العقيدة المندائية طلابة وغير شبعة ومرتبطة بنزوات مادية وذاك ما يجر الى نزوعها للشر من أجل تحقيق الكفاية والإشباع والنهم.
النيشمتا: وتقابل معنى كلمة الروح في اللغة العربية ولفظ كلمة النفس. هي هبة الخالق وقبس منه. بدخولها جسد آدم الصلصالي المسجى تحرك وقام. لا يعرف كنهها كما لا يعرف كنه الروح في اللغة العربية. " نيشما سِلق لبيت هيي" النفس تصعد الى دار الحي، الدار الأولى حيث عالم الأنوار بعد أن تنعتق من حبسها في البدن طيلة الحياة الدنيا كما يرد في الأدب المندائي. والكلمة تتأسس على الفعل " نشم " في اللغة المندائية والذي يعني يتنفس. وعلى هذا فإن "النيشمتا" هي المتنفسة. تأتي بصيغة المؤنث، فالمذكر فيها " نيشما " وتجمع على " نيشماتا ". وهنالك كتاب ديني لدى المندائيين اسمه " سيدرا إد نيشماتا " أي كتاب الأنفس مخصص لصلوات طقوس التعميد.
هيبل زيوا: من أبرز الملائكة في الأدب المندائي ويقابل الملاك جبرائيل. كان دوره عظيما حسب الأسطورة المندائية في القضاء على " الروها " وقمع الشر. ويقرن دائما بصفات وخصائص الملاك العظيم " مندا إد هيي". والإسم مكون من كلمتين، الأولى مركبة من الفعل " هاب " والتي معناها كما في اللغة العربية: يهب، يمنح ، يعطي. وكلمة ييل كما في كلمة جبرائيل. أما الكلمة الثانية فتعني الضياء. وعلى هذا فإن المعنى الكامل لهذه التسمية هي واهب الضياء. وهذا هو الدور الكبير الذي تحمّله هذا الملاك حينما أعد وسُلح وجعل قاهرا لعالم الظلام في قصة الخلق بحسب الإسطورة المندائية.

أباثر: من الملائكة المبرزين في العقيدة المندائية وهو صاحب الميزان الذي توزن فيه النفوس ويجلس في آخر محطات المطهرات التي تحاسب فيها. وبحسب زنتها ترتقي الى عالم الأنوار. شكا له الملاك " فتاهيل" أن آدم الذي جبله غير قادر على جعله يتحرك. فسأل أباثر ربه العون فأنزل" النيشمتا " بعد أن لفت بقبس من نور وجعلت خفيا بيد الملاك العظيم مندا إد هيي يدخلها فيه.
لغويا يرى البعض أن كلمة " أباثر" مشكلة من كلمتين هما كلمة " أب " وكلمة " أثرا ". أما الأولى فمعناها في اللغة المندائية كما في اللغة العربية وأما الثانية فتعني الأثيري. وبهذا يرون أن معنى كلمة " أباثر" هو أبو الأثري أو الأثيريين. علما بأنه يرد في الأدب المندائي تسمية أبو الأثيريين ولكن بالإضافة حيث ترد:" أبا إد إ ُثري". والبعض يرى أن كلمة " أب " تعني (ذلك الذي) أما كلمة " تورا " فتعني الوزن والعدالة وبالتالي فهو صاحب القسط وصاحب الميزان. ويفسر بعض ثالث الكلمة على أنها مكونة من أب بمعناها العربي وكلمة " أتـُر" بمعناها الثراء ليكون ( أبو الثراء). وربما هي كما نرى" مُجلي الظلام" تأسيسا على أن كلمة " أبا " تأتي أيضا بمعنى الظلام في اللغة المندائية. أما كلمة " تـُر" فهي من الفعل " ترر" الذي يأتي بمعني يجهض ويطرح.
فتاهيل: ويلفظ بتاهيل تليينا للفاء. ملاك الفتح الذي أوكلت له مهمات كبيرة في تصليب الأرض والعالم السفلي بحسب الأسطورة المندائية. إنغر بفتحه ودوره وإرتأى أنه صاحب السلطان، فسحب الخالق الحق كل قدراته منه وعوقب مباشرة وظل موقوفا الى يوم الدين. الإسم يتأسس على الفعل في اللغة المندائية " فته: فتح " حيث طمر صوت حرف الحاء في المندائية . و يتطابق معناه مع اللغة العربية فهو ملاك الفتح.

كنزي برا: درجة دينية متقدمة في السلك الديني المندائي. ويظهر بحسب اللغة المندائية أن كلمة " كنزي" هي جمع لكلمة " كنزا " ومنها كلمة " كنزا ربا " أي الكنز العظيم وهو الكتاب الرئيس عند الصابئة المندائيين. كما تأتي كلمة " كنزا " بمعنى الكثرة والوفرة أيضا. وعلى هذا تكون كلمة " كنزي" جمع للوفرة والكثرة. وأما كلمة " برا " فيرد في معانيها الخلق والإبداع بما يقابل كلمة " بارئ " في اللغة العربية . فالله البارئ تعنى الله الخالق. وعلى هذا فنحن نرى أن كلمة " كنزي برا " تعنى خالق الكثرة من حيث المعرفة الدينية لارتباط هذه التسمية بدرجة دينية وما تمليه هذه الدرجة من مسؤولية على حاملها. وسيتضح لنا الأمر أكثر بالإطلاع على معاني تسميات الدرجات الدينية الأخرى التي ترتبط جميعها بالمعرفة وليس بمعنى عابر الكنزا ذلك أن ما يعقب كلمة كنزا الكلمة "برا" وليس "أبرا" بمعنى العبور.

ترميدا : وتلفظ تليينا ترميذا. وهي أول درجة دينية يرتقيها المكرس في السلك الديني المندائي . وقد أشيع معناها على أنها تعني تلميذ. وربما أن هذا اللفظ جاء من اللغة العربية. وقد ظهر لنا بأن اللغة العربية قد أخذت كلمة " ترميذا " وكيفتها لفظا وإعتمدتها بالمعنى المتداول بل وشكلت منها فعلا في" تلمذ يتتلمذ تلميذا ً" دخولا من اللغة الآرامية وبخاصة المندائية دون الإنتباه الى أن الكلمة في الأساس مكونة من كلمتين وكالآتي: الفعل المندائي " ترا " والذي يأتي كما في العربية بمعنى ثرى وأثرى وكثر ونما وتوسع وإزداد. وأما كلمة " مادا " فتعني في اللغة المندائية المعرفة من أساس الفعل " يدا " بمعنى يعرف ومنها إشتقـت تسميتهم " المندائيون ". وبجمع الكلمتين " ترا+ مادا " تكون كلمة " ترميدا " التي أخذتها العربية وجعلتها تلميذ. وبالتالي يكون معنى الدرجة الدينية " ترميد ا" الشخص الذي يثري ويزداد معرفة. وهي تسمية دقيقة ومناسبة تماما لمن يؤهل ويصبح عضوا في السلك الديني. فغير الثري معرفة لا يكون له دور فيما سيطلب منه ويرتقي فيه ليكون فيما بعد" كنزي برا " أي خالق الكثرة كما مر بنا أعلاه.

شوليا: وهي تسمية تطلق على المرشح للسلك الديني المندائي حين يكون في فترة الإعداد للتكريس . وقد درج على ترجمتها الى " المُرشـَح ". ويظهر لنا بأن الكلمة جاءت من الفعل المندائي " شال " الذي يرد معناه كما في اللغة العربية : يسأل، بعد التبادل المعهود في لفظ حرفي الشين والسين. وعلى هذا تكون ترجمة كلمة " شوليا " الى السائل وليس المرشح. وهذا المعنى أصح ذلك أن المطلوب من المرشح أن يبقى سائلا ومسؤولا عن المعرفة الدينية والحياتية والطقسية التي يجب أن يتأهل فيها خلال هذه المرحلة قبل أن تجرى مراسيم تكريسه والتي متى ما حصلت فإنه بالضرورة سينال مرتبة " ترميدا ".
شكندا: وتلفظ بكاف ثقيلة. وتأتي في الأدب المندائي بمعنى الرسول كما أنها صفة الفرد الذي يلازم من يقوم ببعض الإجراءات الدينية كالذبح. إذ لا بد أن يرافق من يقوم بعملية الذبح شخص نظيف أيضا تتوفر فيه الأهلية الدينية ليكون شاهدا على العملية ولذلك فهو يردد ويقول أثناء قراءات النحر " أنا سهدخ " بمعنى أنا شاهدك. والشيء نفسه مطلوب حينما يقوم رجل الدين المندائي بإجراءات التعميد أو الزواج إذ تتطلب عملية إنهاء المراسيم دورا للـ" شكندا ". ويظهر لنا بأن كلمة " شكندا" مكونة من كلمتين هما " شكا " والتي ترد في اللغة المندائية بمعنى الخطأ والزلل وكل ما يرتبط بهما، والفعل " ندا " الذي يعني في اللغة المندائية طرد ، دفع، أزال. وهكذا تكون كلمة " شكندا " بمعنى مُبعد الخطأ. وهذا هو الدور الفعلي لمن يقوم بهذا العمل إذ أن عليه مراقبة من يساعده دفعا لأي خطأ أو زلل لشدة حرص الديانة المندائية وتزمتها في إجراءاتها الطقسية. بل حتى إن أخذنا معنى الرسول للكلمة فما الرسول إلا الهادي المعلم دافع الخطأ ومبعد الزلل عن الإيمان الحق بالخالق.
كليلا : الإكليل في اللغة العربية يعني التاج. وفي اللغة المندائية فإن كلمة تاج تأتي أيضا بلفظ " تاغا ".
ويظهر لنا أن كلمة " كليلا " في اللغة المندائية متشكلة من مقطع "كا+ ليلا". أما مقطع " كا" فيفيد معنى هنا، وأما كلمة " لِيلا أو للاي" فتعني في اللغة المندائية للأعلى. ويمكن أن يكون المعنى هنا للأعلى. وبما أن الإكليل لا يكون إلا بالأعلى وهو فوق الرأس، فإن المعنى يتطابق مع القصد. ثم تعمم اللفظ على ما يوضع على الرأس مما هو جميل وراق فكان إكليل الورد والزخرف. وفي المندائية فإن كلمة " كليلا " هي التسمية الشائعة لغصن الآس المشكل بشكل حلقة كالخاتم والتي توضع على رأس المتعمد أو المحتضر تحت طرف من العمامة. واللغة العربية أشاعت هذا الإستخدام وعممته وجعلت منه فعلا يفيد ما يكون عاليا. والفعل يكلل ويتكلل أمثلة على ذلك. بل ربما أن كلمة " كلة " التي تعني الناموسية هي من أساس كلمة "كليلا" ذلك أن (الكلة) إنما تكون أعلى وفوق الشخص على سرير نومه.

رستا : هي اللباس الديني الأبيض المعهود الذي يرتديه المندائيون عند إجراء طقوسهم الدينية. وهي عامة تتكون من سبع قطع للشخص العادي وتسع لرجل الدين. أما المعنى اللغوي لكلمة " رستا " كما يرد في اللغة المندائية فهو الحق والإستقامة. والكلمة مستخدمة في اللغة الفارسية أيضا على أننا لا نستطيع أن نقرر مَن أخذ مِن مَن؟

سِندركا : وتعني في اللغة المندائية النخلة مع أن هنالك كلمة أخرى للنخلة وهي " تالا ". والـ" سندركا " تستخدم بمعنى رمزي في الأدب المندائي لتشير الى الفحولة والخصب وتكون مترادفة دائما مع كلمة " أينا " التي تعني كما في اللغة العربية العين والنبع إشارة الى الأنوثة. ويفيد معناهما المتلازم إشارة الى التكامل والإنجاب. ويظهر لنا بأن كلمة " سندركا " مكونة من كلمتين هما: كلمة " سين" وتعني القمر. أما كلمة "دركا " فتعني الطريق والنهج والسبيل. فهل يكون في جمعهما ما يشير الى السمو والإرتفاع؟
توقيع فيصل بن الشريف الاحمداني
 
فيصل بن الشريف الاحمداني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 07 / 2009, 59 : 09 AM   رقم المشاركة : [46]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

Llahmuh رد: هدى نورالدين الخطيب دروس فيما يعرف بالعبرية ( أرامية أجدادنا 

تحياتي وعميق تقديري لكم جميعاً الأساتذة الأفاضل
أستاذ عادل أهلاً وسهلا بك وأشكرك ولكن ما تفضلت بعرضه بداية يحتاج نقاش طويل وقد لا يتوفر لدي الوقت اليوم وسنناقش لاحقاً إذا أردت بإذن الله ولك أخي الكريم بالمختصر الكنعانية أحد اللهجات الأرامية ، الارتقاء اللغوي للغة السامية واتساع التباين بين اللهجات تفرعت إلى لغات منها ما لم يكن قابلا للتطور واندثر ومنها ما عاش طويلا وظل يرتقي، واللغة العربية هي قمة التطور اللغوي للغات السامية.
أما أن جميع اللهجات العربية منبثقة من اللغة العربية الفصحى كما تفضلت، هذا يجانب الحقيقة فالعربية الفصحى هي لغة قريش التي نزل بها القرآن الكريم وكان إلى جانبها الكثير من اللهجات العربية وما زالت بعض اللهجات العربية تحمل الكثير من مواصفات تلك اللهجات مثل الكشكشة والعنعنة وأيضاً مازال في لهجاتنا المحلية كلمات أرامية خصوصاً في بلاد الشام، كنت حضرت عنها ملف طويل لكنه للأسف محجوز مثل الكثير من أرشيف كتاباتي على الكمبيور القديم الذي توقف عن العمل إلى أن أجد طريقة لتفريغ الملفات، منها على سيل المثال: للأرض "حاكورة " و "عِزق" وللأطفال نقول "حَبُّو" و "بَح" و "واوا" إلخ..
اللغة العربية جاءت نتيجة تطور لغوي ، قبلها اللغة الأرامية كانت اللغة الرسمية واستمر التطور اللغوي حتى اكتمل بالعربية وهذا شرحه يطول ( العربية نسبة ليعرب بن قحطان كما يقال أول من نطق وأفصح بالعربية "أفصح أي أبان " ).
اللغة الأرامية كانت لغة أجدادنا قبل أن يكتمل التطور حتى في شبه الجزيرة العربية ، وكثير من الأسماء أرامية على سبيل المثال: قطر من الأرامية وكانت تدعى قطراية.
أخي الكريم بالمختصر نحن لسنا أقوام وأمم ولغات مختلفة هذا تزييف خطير أريد بنا لتحويلنا إلى أمم مختلفة حتى يسهل تفتيتنا واحتلالنا وقد نصبوا لنا الفخ وكثير منا وقع دون أن يشعر ، نحن شعب واحد لغته ظلت تتطور مثل أي لغة ويهود سيدنا موسى كانوا يتحدثون لغتنا ، وأما لغات اليهود الأخرى فهي لغة الأشكناز ( اليهود الغربيون) وهم من أقاموا دولة إسرائيل وهؤلاء من أصول قوطية أصلهم من جزر الخزر تهودوا في القرن السادس عشر وكانوا يتحدثون لغة جرمانية قدمية تدعى لادينو لا صلة لهم كما هو واضح من أشكالهم بالجنس السامي ولا صلة تربطهم بسيدنا إبراهيم عليه السلام ومهما زيفوا وادعوا السامية لن يتمكنوا من تزييف سحناتهم.
يهود بابل كما تشير الحقائق التاريخية هم المندائييون والذين عرفوا أيضاً بالغنوصية والصابئة كما ورد اسمهم في القرآن الكريم ويعرفون بمسيحيي سيدنا يحيى عليه السلام ويهود فلسطين القدماء الذين لم يبرحوها هم السامريون وما زالوا منذ آلاف السنين وحتى اليوم يعيشون في مدينة نابلس ويقال أنهم من سلالة سيدنا هارون عليه السلام، والصهاينة يطمسون وجودهم ويهمشونهم ولا يعترفون بهم وهم يعيشون في فقر وتخلف للأسف، و بدورهم لا يعترفون بالصهاينة ويعتبرونهم أعداء مثلهم مثل أي فلسطيني وهم كذلك.
هذا بالمختصر ولي عودة لمتابعة هذا الحوار الرائع والذي في صميم تخصصي واهتمامي ويهمني جداً
الأساتذة الكرام الشاعر يسين عرعار وفيصل الأحمداني سأعود لمتابعة الحوار معكما
ما نشرته أستاذ فيصل عن المندائية غاية في الأهمية أشكرك جداً عليه
وتفضلوا جميعاً والأستاذ آذاريل بقبول عميق تقديري واحترامي
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 07 / 2009, 27 : 03 PM   رقم المشاركة : [47]
سعاد الخراط
أستاذة في التعليم الثانوي وأعد أطروحة دكتوراه في اللسانيّات باللغة العربيّة ،أكتب الشعر والقصة ولي ديوان شعر للأطفال منشور بعنوان للحياة نغني وأعمال أخرى غير منشورة للكبار والصغار
 





سعاد الخراط is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: تونس

رد: يسين عرعار دروس فيما يعرف بالعبرية ( أرامية أجدادنا �

أشكرك على إثارة مثل هذا الموضوع، والغريب في عالمنا العربي أنّ أغلب الناس يصدقون ما يروج له الاستعمار الصهيوني من تهم تنعت اللغة العربية بكونها لغة ميّتة والأغرب أنّ الذين يروّجون لهذه الدعاية هم من "المثقفين" دون أن يتنبّهوا إلى أنّ اللغة التي تستعملها إسرائيل هي في الأصل لغة ميّتة قاموا بإحيائها واتخاذها لغة رسميّة في مهعاملاتهم اليوميّة.
سيّدي الكريم اللغة العربيّة هي من أعرق اللغات في العالم ويبدو أنّ طبيعتها الاشتقاقيّة هي التي تضمن لها الاستمرار، وأنّ تفرعها إلى مختلف اللهجات لا تمثل عائقا أمام التعامل بين الناطقين بها بل إنّ اللغة الفصحى هي التي توحّدنا، وتضمن لنا الاستمرار، ولعلّ ذلك ما يثير حفيظة المستعمر فيحاول البحث عن طريقة لإضعاف هويّتنا وقوميّتنا.
تخضع جميع اللغت في العالم إلى التطوّر ولا يمكن أن نتدخّل لإيقاف هذا التطوّر، لأنّ اللغة لها آليات كامنة في داخلها هي التي تساهم في تطورها، والعربيّة كغيرها من اللغات خاضعة للتطور، وهذا التطوّر يجب أن يكون تلقائيّا ولا يكون مصنّعا، أي لا يمكن فرضه بطريقة تعسفيّة أو فوقيّة.
أرجو لك التوفيق في هذا الموضوع.
سعاد الخراط غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 07 / 2009, 09 : 05 PM   رقم المشاركة : [48]
فيصل بن الشريف الاحمداني
خريج كلية الاداب كاتب و اديب، يهتم بالشعر والدراسات النقدية

 الصورة الرمزية فيصل بن الشريف الاحمداني
 





فيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the rough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: [you] دروس فيما يعرف بالعبرية ( أرامية أجدادنا &

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك استاذتي الفاضلة سعاد الخراط
في هذا الصرح الادبي الشامخ متمنيا لك
افضل و امتع اقامة بين اعضاء هذه الاسرة المباركة
نعم اختي الفاضلة ان مرونة اللغة العربية هي جعلتها تنمو
وتتطور بدون اي عوائق كما نرجوا منك استاذتي الفاضلة
ان تفيدينا بكل ماهو جديد في هذا البحث القيم
دمت اختي الكريمة ولك مني اعمق تحية
توقيع فيصل بن الشريف الاحمداني
 
فيصل بن الشريف الاحمداني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 07 / 2009, 31 : 10 PM   رقم المشاركة : [49]
محمد سعد عبد الرحمن شعله
كاتب نور أدبي
 





محمد سعد عبد الرحمن شعله is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الاسكندريه

رد: [you] دروس فيما يعرف بالعبرية ( أرامية أجدادنا &

الاستاذه الجليله/هدي نور الدين الخطيب تحيه طيبه تليق بسيادتكم الطيب الكريم.وبعدلاول مره اكتب في هذا المنتدي الرائع الجميل.ولقد طالعت موضوع تزييف التاريخ(اللغه العبريه)واني اقدم لحضرتك تحيه طيبه وتقدير زائد لان ما زال لدينا من يبحث عن الحقيقه ويحارب الباطل والتزوير.ومن يدعي شئ ليس من حقه ويجور علي حقوق الاخرين وهم كثيرين في هذاى الوقت الصعب العصيب.قلبي مع سيادتكم.وبمشيئة الله سأكون جاهدا ومجاهدا في هذا الموضوع قدر المستطاع والله المعين..
محمد سعد عبد الرحمن شعله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30 / 07 / 2009, 31 : 05 AM   رقم المشاركة : [50]
فيصل بن الشريف الاحمداني
خريج كلية الاداب كاتب و اديب، يهتم بالشعر والدراسات النقدية

 الصورة الرمزية فيصل بن الشريف الاحمداني
 





فيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the roughفيصل بن الشريف الاحمداني is a jewel in the rough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

Mangol رد: فيصل بن الشريف الاحمداني دروس فيما يعرف بالعبرية ( أرامية أجدادنا 

الرؤية القومية العروبية في دراسة التاريخ
من الناحية الموضوعية والانسانية، ان هذه الاشكالية تبدو ثانوية وغير مهمة، لأن كل شعوب الارض أتت من أماكن مختلفة واستقبلت هجرات مختلفة وامتزجت مع شعوب وجماعات مختلفة..
لكن مشكلة (كتابة التاريخ) انه من أكثر المجالات استخداماً في السياسة. فالشعوب مثل الافراد، تعيش حاضرها بالاستناد على شخصيتها التي تكونت خلال ماضيها. كما يقول علم النفس، ان علاقة الانسان بماضيه تحدد علاقته بحاضره ومستقبله. كذلك يصح القول بأن علاقة الشعب بتاريخه تحدد علاقته بحاضره ومستقبله.
اذا أردت أن تسيطر على شعب يكفيك أن تقنعه بأن تاريخه تابع لك. وإذا أردت تقسيمه، يكفيك أن تقنعه انه في تاريخه كان مقسَّماً. بل يمكنك أن تصنع وطناً وشعباً من لا شيء اذا نجحت أن تصنع تاريخاً خاصاً به، و(اسرائيل) أوضح مثال على ذلك! ثم ان التاريخ سلاح خطير لا يمكننا أبداً أن نتعامل معه بحيادية وبرود، فإن لم تسارع الى الاستيلاء عليه واستعماله وكتابته لصالح وطنك، فإن هنالك مختلف القوى الاقليمية والدولية تعمل ليل نهار لكي تستولي على تاريخك من أجل كتابته بما يكفل مصالحها ويبرر إضعاف بلادك والسيطرة على شعبك.
لهذا فان مسألة (ما هو الموطن الاصلي للساميين والعرب)، قد تبدو ثانوية من الناحية المعرفية، إلاّ أنها للأسف تعتبر من أخطر الاشكالات التاريخية التي تم استخدامها سياسياً في العراق خصوصاً وكذلك في بلدان الشام. ان هذه المسألة قد استخدمت بنفس الوقت، من قبل التيارات العروبية والتيارات المعادية لها. يكفي القول ان الفكرة العروبية القائلة بأصل العرب من الجزيرة، قد استفادت منها الصهيونية الى حد كبير بطرد الفلسطينيين من بلادهم لكي: (يرجعوا الى الجزيرة العربية موطنهم الاصلي)! وكيف استخدمت هذه العروبة في العراق بخلق عقدة نفسية واجتماعية خطيرة ودائمة لدى العراقيين حتى لدى الرافضين للعروبة، بأن أياً منهم لكي يثبت عراقيته عليه أولاً أن يثبت ان أصل أجداده يماني أو حجازي أو نجدي!!
بل بلغت المازوشية والتعصب العروبي الى حد نفي وجود أوطاننا تاريخياً من أجل تقديس الاصل الجزيري. فها هو أحد متعصبي العروبة الباحث اللبناني المعروف (كمال الصليبي) ينفي صراحة وجود العراق بل يعتبره جزءاً من ايران، إذ يقول حرفياً في مقابلة مع جريدة السفير: ((ليس هناك ما يسمى عراق في الجغرافيا التاريخية. (العراق) اسم كان يطلقه العرب على المناطق الجنوبية لما يسمى اليوم عراقاً. العراق كانت تطلق على الوديان والأراضي الخصبة أو ما سمي أرض السواد. في الجغرافيا التاريخية نهر الفرات هو أحد حدود الجزيرة العربية لناحية الشمال الشرقي. نكمل في الصحراء بعد الفرات إلى أن نصل إلى دجلة التي هي مصب الأنهر التي تنبع من جبال زاغروس في إيران. يعني كأن دجلة ساحل بحر، لكنه ليس كذلك، هو نهر. العراق إذاً من الناحية الجغرافية التاريخية هو جزء من بلاد فارس، أي الجزء الغربي لما يسمى اليوم إيران. وعندما ظهر الإسلام في الجزيرة العربية وصل فوراً إلى نهر الفرات، وكان الفتح يسيراً)) (1).
لهذا نقول لأخوتنا في الجزيرة العربية، اننا في بحثنا هذا لا نبتغي أبداً الاستهانة بهم والتنكر لعلاقاتنا الانسانية والتاريخية والثقافية وحتى الاقوامية بهم. ان القول بأن أهل الجزيرة أصلهم من المشرق العراقي الشامي، وليس العكس، لن يغير نوعية علاقتنا بهم. في كلتا الحالتين نتفق على اننا من أصول تاريخية وأقوامية مشتركة. ثم ان هذه القناعة التاريخية الجديدة لن تؤثر على علاقة شعوب الجزيرة بهوياتها الوطنية، بل يقيناً ستمنحها بعض العمق التاريخي الجديد، وفي نفس الوقت تقدم لنا نحن شعوب الهلال الخصيب، زخماً إيجابياً في علاقتنا مع هوياتنا وتواريخنا الوطنية.
من المعلوم ان أكثر مؤثرات التيار القومي العروبي تجلت في كتابة تاريخ العراق والشام (الهلال الخصيب). والسبب يعود الى ان غالبية مثقفي هذا التيار هم من أبناء المشرق العراقي الشامي. ان حجر الزاوية في الفكر العروبي هو (تقديس الجزيرة العربية) باعتبارها (موطن العرب التاريخي الاصلي)! لهذا فأن أي انسان أو تاريخ أو حضارة، لن تثبت عروبته القحة وأصالته النقية، إلاّ إذا ثبت بأن أصله ومنبعه من هذه (الجزيرة العربية المقدسة)! يبدو ان هذا الاصرار على تقديس الاصل الجزيري، لم يكن اختراعاً خاصاً بالنخب العروبية، بل هو تقليد للتيارات القومية التي تأسست في نهايات القرن التاسع عشر. إذ ساد حينذاك نوع من (الرومانسية الشوقية) لتقديس (وطن بعيد ضائع). وقد تجلى هذا في (التيار القومي التركي) بتقديس ذلك (الوطن الطوراني الآسيوي البعيد). كذلك الحركة القومية اليهودية (الصهيونية)، التي قدست (الارض الموعودة ـ فلسطين) ذلك الوطن الضائع. وقد قام بالتنظير لهذا الميل العروبي الجزيري مؤسسو التيار الاوائل وكلهم من أصول شامية: جورج أنطونيوس وقسطنطين زريق وساطع الحصري وزكي الارسوزي وميشيل عفلق.
وقد تعزز هذه الميل العروبي بتقديس (الاصل الجزيري) بالميل العام السائد لدى النخب العراقية الشامية بالبحث عن أي (انتماء خارجي)، بسبب معاناتها التاريخية من فقدان الثقة بالذات الوطنية. وفي أعوام الخمسينات والستينات من القرن الماضي، غدت (مصر الناصرية) هي قبلة العروبيين في العراق والشام. بل ان عقدة التبعية للخارج كانت أيضاً سبباً لانتشار التيارات الشيوعية والحداثية التي قدست روسيا والصين واوروبا الغربية. يقيناً لو كان هؤلاء اليساريون والحداثيون قادرين، لأشاعوا بأن العراقيين والشاميين أصلهم من اوروبا.. نعم انها عقدة احتقار الذات الوطنية والبحث عن أصل خارجي!!
تحت تأثير هذا المفهوم العروبي قام المؤرخون بتسليط الضوء فقط على الفرضية القائلة بالاصل الجزيري للشعوب السامية، ومنهم العرب طبعا. وقد بلغ هذا الميل ذروته باستخدام تسميات (الشعوب العروبية) و(الشعوب الجزيرية) بدلاً من (الساميين)(2 ) وآخر تعبيرات هذا الميل العروبي هي طروحات اللبناني (كمال الصليبي) القائل بأن (التوارة جاءت من جزيرة العرب). وهو يعتمد أساساً على حجة وجود أماكن في الجزيرة تحمل مسميات هي ذاتها المسميات الواردة في التوراة. وبسبب عقيدته العروبية، فانه لم يفكر بأن وجود أماكن في الجزيرة العربية تحمل نفس أسماء أماكن أخرى في الشام، تدل بكل بساطة على ان المهاجرين الشاميين الى الجزيرة قد اطلقوا هذه التسميات، وليس العكس. لكن باحثنا قام بارجاع الاصل الى الفرع، بدلاً من ارجاع الفرع الى الاصل.

أصل الشعوب السامية


قبل التطرق لموضوع (أصل العرب)، لنعرف (أصل الساميين) الذين يعتبر(العرب) جزءاً منهم.
ان المتمعن جيداً بما كتبه الباحثون المتخصصون في هذا الموضوع يكتشف ان هنالك عدة فرضيات عن أصل الساميين من ضمنها واحدة فقط تقول بأن أصلهم يعود الى (الجزيرة العربية):
((فبعضهم يزعم أن المهد الأصلي للساميين انما هو أرض أرمينية (القفقاس) وبعضهم يقول أن هذه المنطقة هي المهد الأصلي للأمم السامية والأمم الآرية جميعاً ثم تفرعت منها جموع البشر في أرض الله الواسعة. وللتوراة نظرية خاصة عن أقدم ناحية عمرها بنو نوح وهي أرض بابل وقد تكون هذه النظرية أقرب الى الحقيقة فقد أثبتت البحوث التاريخية أن أرض بابل هي المهد الأصلي للحضارة السامية. وقد أيد العالم (جويدي) هذه النظرية في رسالة يقول فيها إن المهد الأصلي للأمم السامية كان في نواحي جنوب العراق على نهر الفرات وقد سرد عدداً من الكلمات المألوفة في جميع اللغات السامية من العمران والحيوان والنبات وقال أن أول من استعملها هم أهل تلك المنطقة ثم أخذها عنهم جميع الساميين )3).
أما الباحث السوري القدير (فراس السواح) فيعتبر نظرية (الاصل الجزيري للساميين) قد (غدت بالية وبحاجة الى اعادة نظر، وان أكثر المدافعين عنها بدأ يتخلى عنها) منذ المكتشفات ألاثرية الكبرى التي حدثت في أواسط القرن العشرين( 4). كذلك الباحث الفرنسي (جورج رو) يقول: (ان هذه النظرية أصبحت ملغية بالنسبة لجميع المختصين)، بسبب الغاء تلك الفكرة السابقة بأن الجزيرة العربية كانت خضراء مقطونة بالناس قبل أن تتصحر ويهاجر سكانها الى الشمال، حيث دلت أبحاث السنوات الاخيرة بأنها كانت منذ القدم متصحرة، وان الاماكن الوحيدة التي ظلت قابلة لسكن البشر هي المحاذية للبحار، سواحل الخليج والبحر الاحمر واليمن. وان عدم استخدام الجمل حتى عام 1200 ق.م كان يجعل التنقل لفترات طويلة عبر الصحاري القاحلة أمراً مستحيلاً. لهذا فانه من المعقول جداً أن يكون الساميون هم أبناء الهلال الخصيب الاصليين، حيث في هذه المنطقة دلَّت جميع آثارهم ودلائل تواجدهم منذ فجر التاريخ (5).
ان الهلال الخصيب ظل مأهولا بالبشر منذ عشرات الآلاف من الاعوام، وفيه نشأت أولى المستوطنات الزراعية منذ الالف التاسع ق.م وظهرت معالم الحضارة في الالف السادس ق.م في حسونة وسامراء وحلف والعبيد واوروك وجمدة نصر(6).
بالحقيقة اننا لسنا بحاجة للبحث عن أصول خارج منطقة الهلال الخصيب لهذه الشعوب السامية، للسببين التاليين:
1ـ ان اول ظهور في التاريخ لهذه الشعوب ولغتها وحضارتها، حدث في منطقة المشرق( 7). في العراق والشام أسس الساميون أولى الحضارات في تاريخ البشرية (بجانب الحضارة المصرية) في الالف الثالث قبل الميلاد. بالنسبة لسورية فان (ايبلا) أول حضارة فيها وكانت منذ البدء ناطقة بالسامية. بنفس الحقبة ظهرت أول حضارة عراقية، رغم انها كانت ناطقة بالسومرية إلاّ أن الآثار والمصادر تدل على ان الساميين الاكديين كانوا منذ البدء من المشاركين بها أيضاً. بل هنالك فرضية بأن السومريين والساميين كانوا من نفس العنصر، حيث دلت البحوث الاخيرة على تشابه تام بينهم في الشكل والدين والحضارة. وان زيادة السكان المفاجئة في هذه الحقبة في الجنوب العراقي كشفت عن وصول هجرات من الشمال العراقي السوري، وربما أيضاً من الاحواز(8)
2ـ في جميع المصادر والآثار التي خلفها هؤلاء الساميون لم يتم العثور على أية اشارة أو دليل على قدومهم من الجزيرة العربية، ولا حتى من أية منطقة أخرى في العالم. أما بالنسبة لتوصل العلماء الى وجود علاقة بين (اللغة السامية) و(اللغة الحامية) في مصر الفرعونية وبربر شمال أفريقيا، بحيث أطلق عليها تسمية (عائلة اللغات السامية ـ الحامية)، فان هذا ناتج عن علاقات عرقية قديمة، بسبب نزوح قبائل بربرية من شمال أفريقيا الى مصر ثم الى الهلال الخصيب، بعد الجفاف الكبير الذي حدث هناك في الالف السادس والخامس ق. م( 9). هذا لا يعني أبداً بأن الساميين قد نزحوا من شمال أفريقيا، بل يعني بأن مهاجرين من شمال أفريقيا قد اختلطوا بهم، بالاضافة الى هجرات عديدة بين المشرق والمغرب طيلة آلاف الاعوام، سواء عن طريق البوادي المتصلة أو عن طريق السواحل، (مثال هجرات الفينيقيين الى شمال أفريقيا)، أدت الى تمازجات عرقية وثقافية ولغوية.
لهذا يمكننا الغاء تلك العبارة المكررة التي نقرأها عن (نزوح الساميين الى العراق والشام)، فهم أبناء الهلال الخصيب ولم ينزحوا لا من الجزيرة العربية ولا من أي مكان آخر. لكن هذه المنطقة بسبب موقعها الوسطي بين اوروبا وآسيا وافريقيا، استقبلت عبر التاريخ الكثير من الهجرات السلمية والحربية، من هذه القارات المحيطة، غالبيتهم ذابوا وأصبحوا جزءاً من الناطقين بالسامية، وبعضهم القليل حافظ على تمايزه الاقوامي حتى الآن، مثل التركمان والاكراد والارمن والشركس والافارقة..

الساميون الاوائل

تتفق جميع المصادر على ان أقدم وجود توثيقي عثر عليه حتى الآن للناطقين بالسامية، هو في الهلال الخصيب. طيلة التاريخ القديم للعراق والشام، في كل حقبة تظهر مجموعة سامية جديدة تسيطر على الواجهة السياسية والحضارية خلال حقبة كاملة قد تدوم ألف عام أو أكثر. ان من الاخطاء الكبرى التي ورثها المؤرخون والمنقبون الذين كتبوا تاريخنا، انهم تبنوا (الرؤية التوراتية) التي تتحدث عن (شعوب: أكدية وآشورية عمورية وكلدانية، وكنعانية وفينيقية وآرامية.. الخ.. )، بينما في الحقيقة هم جماعات أو تحالفات قبائلية أو سلالات، تنتمي لنفس الاصل الاقوامي واللغوي والحضاري السامي. لو أخذنا مثالاً من الحقبة العربية الاسلامية، هل يصح الحديث عن الشعوب: الراشدية والاموية والعباسية والعلوية والفاطمية؟! فهي مجرد تحالفات قبائلية أو سياسية أو مذهبية تسيطر على الاوضاع في حقبة معينة، وهي تنتمي الى ذات الاصل الاقوامي والحضاري واللغوي العربي الاسلامي.
ان الموجة السامية الاولى هي (الاكدية ـ الكنعانية). نحن نفضل الحديث عن (ظهور) وليس (قدوم أو نزوح)، لأن المقصود بأن في هذه الحقبة بدأوا يظهرون في النشاط السياسي والحضاري، رغم انهم موجودون منذ القدم. في العراق بسط الاكديون نفوذهم السياسي نحو (2350 ق.م) بقيادة زعيمهم (سرجون الأكدي) الذي شكل أول امبراطورية وحدت المشرق كله.
حتى وقت قريب لم يكن أحد يظن ان هنالك في سورية حضارة واضحة قبل الالف الثاني ق.م. وهي حضارة (اوغاريت). لكن اكتشاف مدينة (ايبلا) قرب حلب، عام 1975 قد بين ان الوجود السامي الحضاري في سورية يضاهي مثيله في العراق. تعد لغة إيبلا أقدم لغة وصلت إلينا مكتوبة (بالخط المسماري العراقي)، حتى الآن، ولم يكن أحد يتوقع العثور على شواهد مسطرة منها، وتتماثل هذه اللغة مع اللغة التي جرت العادة على تسميتها بالكنعانية، فضلاً عن هذا انها تشبه العربية في بعض النواحي، فمثلاً نجد فيها كلمات مثل (كتب) و(ملك) و(يد)..
علماً بأن داخل هذه الموجة المتفرعة الى أكدية وكنعانية، ثمة موجات وتفرعات داخلية عديدة، لكن ظلت مجتمعة مع الاكدية والكنعانية في الوحدة اللغوية والحضارية. ففي الجانب الاكدي العراقي، ظهرت موجة التحالف القبائلي (العموري) القادمة من بادية الشام، والذين أسسوا ما سمي بالسلالة البابلية الاولى. كذلك ظهرت السلالة الآشورية في شمال العراق. لكن كل هذه الجماعات المختلفة بقيت محتفظة بنفس اللغة (الاكدية) والحضارة والدين. كذلك بالنسبة للشام، فبالاضافة الى ايبلا ثم اوغاريت، ثم الجماعات الفينيقية في الساحل، وربما بعض الجماعات الاولى من العبرانيين (الغابيرو) الذين جاورا من سبقهم من الكنعانيين في فلسطين. لكن كل هذه الجماعات المختلفة بقيت محتفظة باللغة الكنعانية مع اختلاف اللهجات والوحدة الحضارية.

البادية العراقية ـ السورية موطن الآراميين ثم العرب

هذه البادية الجبارة، تم تجاهل دورها التاريخي في التكوين العرقي واللغوي لمنطقة الهلال الخصيب. بل انه حتى عندما يضطر المؤرخون (العروبيون خصوصاً) الى التطرق لدورها، فانهم يعتمون عليها بتسميتها (شمال الجزيرة)!! بينما هي منفصلة عملياً عن الجزيرة من ناحية التكوين البيئي والارتباط المباشر الطبيعي والسكاني بالعراق والشام.
ان سبب هذا التعتيم المتقصد على أهمية بادية الشام، يعود لأسباب عروبية قومية لكي يتم تمرير (نظرية الاصل الجزيري للشعوب السامية). هذه البادية يطلق عليها حالياً مختلف التسميات: (بادية الشام) (بادية السماوة ـ الشام)، (البادية العراقية ـ السورية). لكن يبقى أهم أسمائها التاريخية القديمة، تسمية (عربايا)، وهي تسمية مشتقة من (غربا) أطلقها الاكديون العراقيون على هذه البادية لأنها تقع غرب العراق، حيث لا يزال اسمها الشائع (البادية الغربية أو بادية السماوة).
يكفي أن نعرف ان مساحة هذه البادية أكثر من نصف مليون كم مربع، أي تساوي مساحة بلد كبير مثل العراق. فهي تضم أكثر من نصف أرض العراق وسورية بالاضافة الى الاردن. وهي تقع على امتداد الضفة الغربية لنهر الفرات. انها تشكل مثلثاً رأسه قرب (حلب) وقاعدته تمتد من ساحل خليج العقبة الاردني، هبوطاً حتى سواحل البصرة والكويت. هذه البادية الكبيرة تحاط من الشرق والشمال بـ (هلال خصيب) يشمل أرض النهرين والساحل الشامي وينتهي في صحراء سيناء. هذه البادية تختلف عن صحارى الجزيرة العربية التي تحدها جنوبا، بكونها (بادية) وليست (صحراء)، أي انها ليست رملية قاحلة تماماً، بل أرضها صلبة وتنتشر فيها الكثير من الحيوانات والاعشاب البرية الصالحة لرعي الماشية، حيث ان معدل الأمطار سنوياً يقدر بحوالي 127 مم. لهذا فان القبائل التي تنتشر فيها ليست بدوية بصورة كاملة، بل هم (رعاة وشبه رعاة) البدو الرحل الذين يعتمدون على الماشية والابل. ومن هذه القبائل حالياً: (عنزة والفدعان والحسنة) وغيرها، كذلك قلة من قبائل (العقيدات والنعيم وبني خالد والحديديين وشمر) وغيرهم.
هذه البادية ليست فقيرة وليست مجرد سهول رتيبة، ولا تلال جرداء، إنما تضم جبالاً شاهقة وتلالاً عالية وأودية متنوعة منها الصخرية ومنها الترابية ومنها الرملية بعضها عميق كأنما جدرانه جبال شاهقة وبعضها عريض كأنما هي مجاري أنهار قديمة وبعضها سيلات ضيقة أو واسعة تظل خضراء تحفل بالحياة معظم أيام السنة. وهي ليست فقيرة بالمياه، فهناك الأودية الكثيفة التي تتجمع فيها مياه الامطار. وهي غنية بالثروات الباطنية التي تتمثل بالنفط والغاز والفوسفات والإسفلت والرمال الملونة بأشكال متعددة.
وهي تحتوي على الكثير من المناطق والتلال الاثرية وكهوف ومغارات، منها الكهوف الصنعية الأثرية والمدافن الأثرية ومنها الأودية الممتدة تحت الأرض مثل شبكة مياه متكاملة. وفيها حصون وقلاع ومعابد وقصور ومدن تاريخية شهيرة، مثل تدمر (ملكتها الشهيرة زنوبيا) في سورية، ومملكة البتراء في الاردن (10).

ظهور الموجة الآرامية

ان سكان البادية الغربية يقطنون فيها منذ فجر التاريخ، وهم شبه رعاة، وعلى علاقة مستمرة بأهل الحضر والمزارعين. حتى نهاية الالف الثاني السابق للميلاد ظلت تنقلاتهم وقدراتهم الحربية محدودة بسبب عدم وجود الجمال حينذاك، بل كانوا يستخدمون الحمير. كانوا يضخون العراق والشام بهجرات بين حين وآخر، لكنها ظلت محدودة ومنفصلة بفترات زمنية بعيدة. ان أول الهجرات المعروفة من هذه البادية الغربية الى العراق هي هجرة (الاموريين ـ 2200 ق.م) وهي تسمية سومرية تعني (الغربيين) أي القادمين من البادية الغربية. ويبدو ان تسمية (مدينة ماري) في أعالي الفرات مشتقة أيضاً من معنى (الغرب)، وتسمية (مارـ تو) تعني (منطقة الغرب). وربما كان العبرانيون (الخابيرو) من ضمن هذه الموجة العمورية التي اتجهت ناحية فلسطين. تقول قصيدة باللغة السومرية من تلك الحقبة بوصف هؤلاء البدو:
((الاموري، السلاح رفيقه / لا يعرف الخضوع / يأكل لحماً غير مطبوخ / وفي حياته لا يملك بيتاً / ولا يدفن رفيقه اذا مات / لكنه الآن يملك بيتاً، ويملك حبوباً..)) (11).
في أواخر الالف الثاني أي بعد انتشار استعمال الجمل كأعظم واسطة نقل في الصحراء ذلك الحين، بدأت الهجرات تتكثف وتصبح أكثر قوة وجرأة على اقتحام المناطق الحضرية والمدن. وكان من أول وأكبر هذه الهجرات الكبرى هي القبائل الآرامية التي تفرعت منها القبائل العربية (كما سنبين) (12).
ان ظهور الاراميين في أواسط الالف الثانية ق.م يعتبر من أخطر الموجات السامية التي نقلت الهلال الخصيب بل أيضاً الجزيرة العربية الى مرحلة تاريخية جديدة تماماً. يبدو ان انطلاق موجة النزوح من البادية يعود الى حالة الجفاف التي عمت المنطقة بين 1600 و1200 ق.م، فأخذت المناطق الهامشية في سورية وفلسطين تخسر سكانها، وحدثت تنقلات وهجرات نحو البوادي بحثاً عن مناطق افضل، وبعضها انحدرت نحو الجزيرة العربية (13).
ويكمن سر قوة هذه الموجة الآرامية انها امتلكت أعظم مكتشفين حضاريين في تلك الحقبة: الجمل والابجدية!! الجمل ساعدهم على التنقل والسيطرة العسكرية، والكتابة الابجدية ساعدتهم على السيطرة اللغوية والثقافية.
ان استخدام الجمل بدلاً من الحمير كوسيلة للتنقل مكنت هذه القبائل السامية التي كانت مكتفية بحياتها في بادية الشام، ان تتجرأ وتنتشر في مختلف الاتجاهات، نحو ضواحي ومدن العراق والشام، ولكن أيضاً وهذه هي الثورة الجديدة: انها تجرأت لأول مرة في التاريخ أن تقتحم صحارى الجزيرة العربية وتتوغل خصوصاً جنوباً نحو الحجاز حتى اليمن.(سوف نفصل هذا بعد قليل) (14).
لقد اثر هذا التحالف القبائلي الجديد كثيراً في التكوين العرقي واللغوي لسكان النهرين في القرون الاخيرة قبل نهاية بابل في القرن السادس ق.م، أي في السلالة ألآشورية ثم الكلدانية. كذلك نجح الآراميون بتأسيس بعض الامارات والدويلات في سورية، ومنها (دولة آرام دمشق) الشهيرة في القرن التاسع ق.م . كذلك بعض الدويلات العبرانية في فلسطين، مثل (يهودا واسرائيل).
أما بالنسبة للابجدية، فقد استفاد الآراميون من (الابجدية الكنعانية) المكتشفة حديثاً، لكي يدونوا (لهجتهم) ولتصبح مع الزمن وبفضل الابجدية لغة خاصة متميزة تنتشر في أنحاء العراق والشام، وتهضم اللغتين الاكدية في العراق والكنعانية (من ضمنها العبرية) في بلدان الشام، اللَّتين فقدتا حظوتهما بسبب اعتمادهما على الكتابة المسمارية التي أصبحت متخلفة بعد شيوع الابجدية. ثم ارتفع أكثر شأن الآرامية بعد انتشار المسيحية، حيث ان لغة المسيح كانت هي الآرامية، وهي أيضا لغة الانجيل والكنائس والطقوس، وقد اتخذت تسمية جديدة هي (السريانية). ان قبائل هذه الموجة حملت تسمية (آراميين)، ربما تعني (سكان المرتفعات) حيث كلمة (آرم، ورم، مرتفع)، ولكن هنالك من يربط بين تسمية (ارم، وارب أي عرب)، أي سكان عربايا (البادية الغربية). ان هذا الابدال بين حرفي (م) و(ب) وارد في العربية، فقد ورد اسم (مكة) بلفظ (بكة) في قوله تعالى في سورة {آل عمران/96}: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}. كذلك هنالك أمثلة عديدة، منها ان كلمة (زمان) العربية هي نفسها (زبانو) السريانية. أما تحول حرف (ع) الى (همزة)، فيكفي أن ننظر الى انه لم يكن من المصادفة أن تكتب الهمزة مثل حرف (عـ) الصغيرة، لأنهما نفس الاصل، وان الاكديين العراقيين كثيراً ما كانوا يستصعبون لفظ حرف (ع) ويحولونه الى همزة. وفي جنوب العراق يفعلون العكس، حيث يقولون (سوعال) بدلاً من (سؤال)..
لننظر الى اللغة الآرامية (السريانية) كيف تستخدم كلمة (عرب) ومشتقاتها: (عروبو= غروب) و(عروبتو= يوم الجمعة) أي نفس التسمية التي كان يستخدمها العرب قبل الاسلام، وتعني (اليوم النهائي) من الاسبوع. و(عرابو= العراب) أي الغريب من خارج العائلة الذي يكفل الطفل. و(عروبيو = الاعراب أي النحو) وتعني (غريب اللغة) (راجع أي قاموس سرياني عربي)( 15) ويمكن ان نذكر عبارة (اعرب عن مشاعره، وعبّر عن مشاعره)، بمعنى اخرج مشاعره، وهما كلمتان تذكران بـ (عرب وعبريين). وكلها معاني غربة وابتعاد، لوصف البدو الرحل المتنقلين.

سكان الجزيرة العربية الاوائل ليسوا ساميين

رغم ان مناطق جنوب الجزيرة العربية وسواحلها كانت مأهولة بالسكان منذ آلآف الاعوام إلاّ أنه حتى الآن وفي كل انحاء الجزيرة العربية لم يعثر على أي أثر أو كتابة يدل على وجود (جماعات ناطقة بالسامية) قبل الالفية السابقة للميلاد، حيث ظهرت أقدم حضارات اليمن (الدولة السبئية) وهي اولى الحضارات في الجزيرة وناطقة بلغة سامية. وهذا يعني ان أول ظهور سامي واضح في الجزيرة قد تأخر عن مثيله في الهلال الخصيب أكثر من ألفي عام! ان التاريخ الشعبي العربي يحدثنا عن وجود ثلاث طبقات متعاقبة تاريخياً من سكان الجزيرة العربية:
(العرب البائدة)، وهم أقدم الطبقات وقد سموا كذلك لانهم أبيدوا وطويت صفحات تاريخهم. ثم (العرب العاربة) او العرباء او القحطانيون وهم عرب الجنوب او اليمن. ثم(العرب المستعربة) وهم العدنانيون، بنو اسماعيل بن ابراهيم الخليل وهم عرب الشمال أي الحجاز.
بغض النظر عن مدى جدية هذه الحكايات الشعبية، إلاّ أنها قد تعبر عن بعض الحقائق التاريخية المخفية، مثل جميع الحكايات والاساطير. يبدو ان تشكل العرب كجماعة عرقية ولغوية يشبه الى حد بعيد تشكل غالبية الجماعات العرقية الكبرى في العالم، أي انه نتيجة تراكم عدة طبقات عرقية كل منها تكونت فوق السابقة واستوعبتها. أو مثل البحيرة التي تجتمع فيها مياه عدة سواقي وأنهار وأمطار، لتشكل مياهاً موحدة. بالنسبة لسكان الجزيرة العربية فهنالك ثلاث طبقات:
v الطبقة الاولى (العرب البائدة)، وهم السكان الاصليين الاوائل: تخمن البحوث ان السكان الاوائل للجزيرة ما كانوا من الساميين (أشكال البحر المتوسط)، بل من الجنس الاسمر المماثلين لسكان سواحل المحيط الهندي. اذا تتبعنا الشريط البحري الممتد من سواحل الهند مروراً بسواحل ايران وسواحل البصرة والخليج العربي حتى اليمن، فاننا نلاحظ سيادة جنس أسمر واحد يمكن تسميته بـ (جنس المحيط الهندي)، رغم كل تنوعهم الاقوامي: هنود وبلوش وفرس وعرب(16 ). هذا الجنس هو الذي شكل الطبقة الاولى من سكان جنوب الجزيرة العربية، ولكن لم يتمكن من ترك أية آثار حضارية وكتابية، لأنه ظل يعيش في العصر الحجري حتى الالف السابق للميلاد، أي حتى قدوم الساميين. وهم قد (ابيدو) ليس بالمعنى البدني، بل بالمعنى الحضاري. فهذا الجنس الاسمر يلاحظ وجوده بكثرة في جنوب وسواحل الجزيرة، وبعضه ممتزج بجنس البحر المتوسط السامي الابيض.
v الطبقة الثانية (العرب العاربة)، وهم الجماعات السامية الاولى القادمة من الهلال الخصيب. خلال الفي عام من ظهور الحضارة في العراق والشام، ظل التواصل مع الجزيرة العربية محدوداً بسبب عدم اكتشاف الجمل الذي من دونه كان من الصعب اقتحام صحارى الجزيرة العربية. لهذا فأن البحر ظل وسيلة الاتصال الوحيدة بين الساميين في الشمال وسكان الجزيرة. فمن ناحية الخليج ظل العراقيون والكنعانيون الشاميون على تواصل مع سواحله وأسسوا لهم قواعد بحرية ومستعمرات تجارية عديدة في البحرين وقطر وعمان حتى اليمن. بالنسبة لـ (قطر) انها كانت مأهولة بالسكان منذ الألف الرابع قبل الميلاد، ولها علاقة مباشرة مع الحضارة العبيدية في جنوبي العراق. كذلك إن الكنعانيين أول من سكن قطر في مطلع تاريخها الحضاري في الفترة 825 -484 ق.م، بل ان تسميتها نفسها كنعانية! أما بالنسبة لـ (عمان) فأن السومريين أسسوا لهم قواعد تجارية فيها، وأطلقو عليها تسمية (مجان) أو جبل النحاس. وقد وردت عمان تحت هذا الاسم (مجان) في مئات النصوص العراقية بالخط المسماري. ويبدو أن الفينيقيين كان لهم وجود على ساحل عمان وأجزاء من الخليج العربي ومنهم من كان في الفجيرة وخور فكان وصور العمانية. كما كانوا في البحرين وجزيرة تاروت السعودية حيث قيل أنها سميت هكذا تبعاً لإلهة الفينيقيين عشتاروت بمعنى (عش تاروت) أو بيت تاروت. كذلك (البحرين) الذي ذكرت باسم (دلمون) في الاساطير العراقية(17 ) . ان الدور العراقي والكنعاني في نقل العنصر والثقافة واللغة السامية (الاكدية والكنعانية) الى الجزيرة يتضح من خلال الناحية التالية: ان أول الحضارات المعروفة التي نشأت في الجزيرة (الحضارة السبئية) في اليمن، حوالي الف سنة قبل الميلاد. أي بعد أكثر من الفي سنة من حضارة العراق وسورية. وقد استغرب العلماء من انتقال اليمن فجأة من العصر الحجري الى عصر البناء والكتابة من دون أي تطور معقول، وهذا يعني قدوم شعب متحضر الى اليمن ساهم بهذه النقلة السريعة. على هذا الاساس يعتقد ان السبئيون في نظر الكثير من العلماء جاءوا الى اليمن من الشمال (العراقي ـ السوري). فالدكتور فرتزهومل يقول: ان الفترة السابقة لتاريخهم الحقيقي بدأت خارج اليمن، ويرجح هذا الوطن الخارجي أنه كان في الأصل في شمال بلاد العرب. ومثل هذا سبق أن أوصى به سترابر حين ربط بين الأنباط والسبئيين لكونهم أول من سكن العربية السعيدة. وتمشياً مع هذا الرأي اقترح الأستاذ و. ف. البرايت تاريخاً لهجرتهم حوالي 1200 ق. م ذاهباً في نفس الوقت إلى أن هجرتهم تلك تأتي بعد هجرة القبائل الأخرى (معين وحضرموت وقتبان) والتي حدثت في تقديره حوالي 1500 ق. م (18).
لهذا يمكن القول ان حضارة ولغة اليمن القديمة، التي تعتبر احدى أصول اللغة العربية، هي بالحقيقة مزيج من لغة الشعب (الاسمر) الاصلي المجهولة التاريخ مع اللغة الاكدية والكنعانية التي جلبها المهاجرون الشماليون.
v الطبقة الثالثة، (العرب المستعربة) وهي الهجرة (الآرامية) الكبرى التي أتت من الشمال العراقي الشامي، بعد شيوع استخدام الجمل. في هذه الحقبة شرع خصوصاً سكان بادية الشام (العراقي السورية) يتجرأون أكثر على الخروج من باديتهم ويسيحوا بقبائلهم نحو حواضر العراق والشام. بل بلغت بهم الجرأة انهم راحوا يغوصون جنوباً في صحارى الجزيرة العربية، نحو سواحل الخليج وواحات الحجاز ليؤسسوا اولى معاقل الاستيطان، مثل (يثرب) و(مكة). وليس بالصدفة ان هاتين المدينتين واقعتين على الطريق التجاري الذي يربط جنوب الجزيرة مع الشمال العراقي الشامي. ان البادية الغربية العراقية السورية، مع اكتشاف الجمل أخذت تطلق بسهولة أكثر الموجات من المهاجرين الذين راحوا يستعينون بالجمال بالتنقل وفي السيطرة الحربية.
ان فرضية هجرة الساميين من الشمال، يفسر لنا هذا الفرق (الاجناسي ـ الشكلي) الواضح بين نوعين من الاجناس: غالبية سكان شمال ووسط الجزيرة (أشكال البحر المتوسط الفاتحة البشرة) وهم (العرب المستعربة) أو القيسيين ـ المضريين ـ الاسماعيليين القادمين من المشرق. ثم غالبية سكان الجنوب والسواحل ذوي البشرة السمراء وشكل المحيط الهندي، وهم السكان الاصليين والذي اطلق عليهم تسمية (العرب البائدة).

العرب الاوائل

الحقيقة المهمة المعتم عليها عروبياً رغم انها متداولة في جميع المصادر التاريخية: ان سكان اليمن الناطقين بالسامية (السبئية والمعينية والحميرية)، قبل ظهور الأسلام، (ليسوا عرب)، لا بالمعنى العرقي ولا بالمعنى اللغوي والثقافي. فهم لم يحملوا (تسمية عرب) طيلة تاريخهم المعروف، بل حتى كلمة (عرب) لم تكن متداولة لديهم، ثم ان لغتهم بعيدة عن العربية الفصحى، بعد اية لغة سامية مختلفة، بل حتى خطهم الكتابي (المسند) رغم انه من أصل شامي كنعاني، إلاّ أنه ليس له أية علاقة بالخط العربي الذي تم اشتقاقة من الخط الآرامي العراقي (النبطي). ثم ان لغة اليمن (سامية جنوبية) وليست عربية. ان تسمية (عرب) الحقت بسكان جنوب الجزيرة العربية بعد ظهور الاسلام وانتشار اللغة العربية (الحجازية) والتعريب لدى اليمنيين، ونشأت تلك الاسطورة القائلة ان أهل الجنوب هم (العرب العاربة ـ القحطانيون)..الخ..
المصادر التاريخية تكشف لنا بأن تسمية (عرب) قد أتت أساساً من الهلال الخصيب وبالذات من العراق. ان أول من استخدم تسمية (عرب) هم العراقيون إذ أطلقوها على سكان (الغرب) أي (البادية الغربية) الشامية العراقية. حتى الآن يستعمل العراقيون تسمية (الغربية أو المغربية) على سكان أعالي الفرات، عكس (الشرقية أو الشروقية) أي سكان شرق العراق. ان تسمية (عربا، عربو) تعني سكان (عربايا) أي سكان البادية الغربية. من المعلوم ان حرفي الـ (ع) و(غ) تتبادل في اللغات السامية، فكان الاكديون يطلقون على (العبرانيين) تسمية (غابيرو)(19 ) وتعني (العابرين المتنقلين) أو سكان (الغبرا) أي البادية.
ان الذي يعزز نظرية ان أصل العرب من هذه البادية، ان أول ذكر لتسمية (عرب) في التاريخ، يعود الى وثيقة عراقية آشورية من القرن الثامن قبل الميلاد، مكتوبة على لسان الملك (شلمنصر الثالث 858 -823 ق.م ) ويتحدث فيها عن غريمه زعيم احدى العشائر البدوية اسمه (جندب العربي). كذلك وردت في الكتابات البابلية جملة (ماتو اربي) Matu A-Ra-bi ،Matu Arabaai ومعنى (ماتو) (متو) أرض، فيكون المعنى (أرض عربي)، أي (أرض العرب)، أو (بلاد العرب)، أو (العربية)، أو (بلاد الأعراب) بتعبير اصدق وأصح. إذ قصد بها البادية، وكانت تحفل بالأعراب. وجاءت في كتابة (بهستون) بيستونBehistun لدارا الكبير )داريوس) لفظة (ارباية) عرباية Arabaya وذلك في النص الفارسي المكتوب باللغة (الأخمينية) (20).
أما في (التوراة) فقد وردت فيها كلمة (عربي) و (عرب) في التوراة، بمعنى البدوً. ففي كل المواضع التي وردت فيها في سفر (أشعياء): (ولا يخيم هناك أعرابي) و (وحي من جهة بلاد العرب في الوعر في بلاد العرب تبيتين). نفس الحال بسفر (ارميا). وبعض الباحثين يعتبرون ان كلمتي (عبري) و(عربي)، بأصل واحد، تعني سكان البوادي المتنقلين(21).
وقد وردت في التوراة تسمية (ها عرابة ha'Arabah (في العبرانية. والمقصود بها: )وادي عربة)، أي الوادي الممتد من البحر الميت أو من بحر الجليل إلى خليج العقبة. كذلك تعني لفظة (برابة) في العبرانية الجفاف وحافة الصحراء وأرض محروقة، أي معاني ذات صلة بالبداوة والبادية. وقد أقامت في هذا الوادي قبائل بدوية شملتها لفظة (عرب). وفي تقارب لفظة (عرب) و (عرابة)، وتقارب معناهما، دلالة على الأصل المشترك للفظتين. ويعدّ وادي (العربة) وكذلك (طور سيناء) في بلاد العرب. وقصد بـ (العربية) برية سورية في (رسالة القديس بولس إلى أهل غلاطة(. وأول من ذكر العرب من اليونان هو (أسكيلوس في القرن السادس ق.م، وقال: انه كان في جيشه ضابط عربي من الرؤساء مشهور. ثم تلاه (هيرودوتس) شيخ المؤرخين في القرن الخامس ق.م. وقد أطلق لفظة (Arabae) (عربيا) على بلاد العرب، البادية وجزيرة العرب والأرضين الواقعة إلى الشرق من نهر النيل. فأدخل (طور سيناء) وما بعدها إلى ضفاف النيل في بلاد العرب( 22). كذلك يمكن ذكر (فيليب العربي 204- 249 م) ذلك العسكري السوري من السويداء، الذي أصبح إمبراطور روما (23).
ويمكن ذكر دليل بسيط من بين ما لا يحصى من الادلة عن الاصل ألآرمي المشرقي للعرب، ان المسميات الأساسية للجمل، هي من أصل آرامي: جملو= جمل // أبلثو= ابل // بعيرو = دابة(24).

تسمية عرب في المصادر العربية

المسألة التي تستحق الانتباه، ان المصادر اليمنية التي تعتبر أولى الحضارات الكتابية في الجزيرة العربية، لم تشر ولا مرة الى أسم (عرب) طيلة أكثر من ألف عام أي حتى القرون الاخيرة قبل الاسلام (449 م) (542 م).. فكانت تطلق على نفسها تسميات عدة مثل سبأيين ومعينيين وحميريين وغيرها، إلاّ تسمية(عرب)! وهذا دليل كاف على ان تسمية (عرب) قد أتت من الشمال العراقي الشامي، حيث موطن العرب الاصلي ومنه اكتسبوا تسميتهم. والاكثر من هذا ان لغات اليمن تختلف عن اللغة العربية الشمالية التي انبثقت منها اللغة العربية، ولا تشترك معها إلاّ في كونها من اللغات السامية، وقد كان علماء المسلمين المتقدمين يدركون ذلك حتى قال أبو عمرو بن العلاء (770م): (ما لسان حمير بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا). يضاف الى ذلك، ان (خط المسند) الذي كان سائداً في اليمن، رغم انه من أصول (كنعانية)، إلاّ أنه بعيد تماماً عن (الخط العربي) الذي اشتق من الخط النبطي ألآرامي العراقي.
في المصادر اليمنية المتأخرة بدأت ترد لفظة (اعرب) بمعنى (أعراب) ولم يقصد بها قومية، أي علم لهذا الجنس المعروف، الذي يشمل كل سكان بلاد العرب من بدو ومن حضر، فورد: (واعرب ملك حضرموت) أي (و أعراب ملك حضرموت)، وورد: (واعر ملك سبا)، أي (وأعراب ملك سبأ). وكالذي ورد في نص (أبرهة)، نائب ملك الحبشة على اليمن. مما يدل على أن لفظة (عرب) و (العرب) لم تكن تؤدي معنى الجنس والقومية وإن أهل اليمن لم يفهموا هذا المعنى من اللفظة إلاّ بعد دخولهم في الإسلام، ووقوفهم على القرآن الكريم، وتكلمهم باللغة التي نزل بها، وذلك بفضل الإسلام بالطبع. وقد وردت لفظة (عرب) في النصوص علماً لأشخاص. كذلك وردت لفظة (عرب) في عدد كبير من كتابات (الحضر): (وبحطر و عرب)، أي (وبالحضر وبالعرب) (ملكادي عرب)، أي (ملك العرب) وقد وردت اللفظة في كل هذه النصوص بمعنى (أعراب)، ولم ترد علماً على قوم. في (نقش النمارة) الشهير الذي عثر عليه في أحد القبور في سورية من تاريخ 328 م، والذي يعود إلى (امرء القيس بن عمرو). والذي كان يحتوي على كتابة آرامية ولكن تحتوي على بعض المفردات العربية (25).

مدينة التيماء

هنالك تعتيم يبدو مقصوداً على الاهمية التاريخية الحاسمة لمدينة (التيماء) في الكشف عن دور البابليين في تكوين (العنصر العربي). صحيح ان علاقات العراق مع الجزيرة قديمة، إلاّ أنها تعمقت أكثر مع استخدام الجمل. وأصبحت هذه العلاقة ظاهرة ومتعددة الاشكال منذ حكم السلالة الآشورية في الالف السابق للميلاد من خلال البدو الاراميون الذين راحوا بالتدريج يصبحون جزءاً من الواقع الاجتماعي والسياسي لبلاد النهرين. وقد توالت بعد ذلك الاشارات الى حملات الملوك الآشوريين ومنهم سرجون الثاني (721- 705 ق.م) إذ يذكر في نصوصه بقيامه بدخول منطقة شمال غرب الجزيرة العربية وتسلمه هدايا الطاعة والولاء من القبائل العربية القاطنة في تلك المنطقة والتي كانت من بينها (ثمود) وقد استمرت سيطرة الآشوريين على مناطق شمال الجزيرة العربية في عهد كل من الملكين سنحاريب (705-681 ق.م) وآشور بنيبال (669-627 ق.م) بهدف فرض السيطرة المباشرة على المراكز التجارية فيها وهذا ما نستشفه من خلال النصوص المسمارية التي جائتنا من عهد هذين الملكين. وتذكر حوليات الملك الآشوري تجلاثبليزر الثالث (744-727 ق.م) انه قام بمحاربة مدن وقبائل الجزيرة مثل مساي (Masai) وتيماء (Temai) وسابيا (Sabaai) وخيافة (Haiapai) وبدانيا (Badania) وتسلم هدايا الطاعة والولاء منهم. وبلغت هذه العلاقات بين العراقيين وسكان الجزيرة في عهد السلالة الكلدانية في القرن السابع ق.م، والتي كانت سلالة آرامية، بحيث ان (نبونيد 556-539 ق.م) آخر ملك بابلي اتخذ من (التيماء) عاصمة روحية له. وتقع هذه المدينة ـ الواحة في شمال الحجاز وقريبة من بادية الشام على الطريق الذي يربط بين خليج العقبة والبتراء غرباً والخليج العربي شرقاً وتمر بها قوافل الراحلين من الشام والعراق ومصر الى اليمن في الجنوب على طريق مكة. وقد دامت اقامته فيها لفترة امتدت عشر سنوات حيث بنى لنفسه قصراً أشار اليه في نصوصه: (بأنه كالقصر الذي شيده نبوخذ نصر الثاني في بابل، وجعل تيماء مدينة زاهرة) ويقول هو:
(ولكنني أبعدت نفسي عن مدينة بابل على الطريق الى تيماء ودادانو وباداكو وخيبر واياديخو وحتى يثربو، تجولت بينها هناك مدة عشر سنين لم أدخل خلالها عاصمتي بابل). وأقام هذا الملك مستوطنات من الرعايا البابليين في تلك الواحات. ولهذا فقد أفرزت اقامة العاهل البابلي في تلك الواحة نتائج حضارية إذ انعكست التأثيرات البابلية على الاعمال الفنية التي تم الكشف عنها في هذه المدينة فيما بعد ومنها مسلة التيماء التي تبدو فيها الطرز الفنية للفخار البابلي واضحةً فضلاً عن التأثيرات الاخرى التي ظهرت في الآثار المكتشفة في تلك المدينة بعد أن أصبحت جزءاً من الامبراطورية البابلية الحديثة(26).
وهناك من يظن ان سكان مكة أي (القريشيون) هم من أصل بابلي:
((هناك من يذهب أبعد.. فيرى أن البابليين الذين تسنى لهم النجاة من مذابح داريوس الفرثي بعد احتلال بابل انتقاماً من ثورتها عليه وخلعها نير سلطانه، هم الذين بنوا حضارة الحجاز... وربما جاءت الأسطورة الدينية التي تقول بأن ابراهيم الخليل - وهو كلداني من اور- هو الذي بنى بمكة بيتها المقدس، وكان من نسله ابنه اسماعيل، لتؤكد هذا الرأي أو الفرض التأريخي وتكرسه واقعة تاريخية..))(27).

المصادر العربية والاصل العراقي ـ الشامي

ان هذه الفكرة عن أصل العرب من (عربا ـ أي بادية الشام) ظلت متداولة لدى المؤرخين العرب أنفسهم. فقالوا: (إنهم سموا عربا بأسم بلدهم العربات. وقال إسحاق بن الفرج: عربة باحة العرب، وباحة دار أبي الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام). وقالوا (وأقامت قريش بعربة فتنخت بها، وأنتشر سائر العرب في جزيرتها، فنسبوا كلهم إلى عربة، لأن أباهم اسماعيل، صلى الله عليه وسلم، نشأ وربى أولاده فيها فكثروا).
كذلك تم التعبير عن الشعور الموروث لدى العرب بأنهم من أصل (عراقي)، من خلال الاعتقاد بقدوم اسماعيل من (أور) وان ابراهيم هو الذي بنى الكعبة. وهذا قول معروف من الامام علي :
((جاء في اللسان: قال محمد بن سيرين: سمعت عبيدة قال: سمعت عليّاً (رض) يقول: (من كان سائلاً عن نسبتنا فإنّا نبط من كوثى). قال أبو المنصور: والقول هو الأول لقوله (رضي): فإنها نبط من كوثى، ولو أراد كوثى مكة لما قال نبط. وكوثى العراق هي سُرّة السواد من محل النبط. وإنما أراد عليٌّ أن أبانا إبراهيم كان من نبط كوثى. ونحو ذلك قال ابن عباس: نحن معاشر قريش حيّ من النبط من أهل كوثى. والنبط من أهل العراق)). وأنت تعلم أن مراد العرب بنبط العراق: البابليون الأقدمون. وعلى هذا يكون القرشيون بابليّي الأصل فلما دخلوا بلاد العرب أدخلوا إليها لغتهم معهم(28).
هذا يفسر الفكرة السائدة في الاساطير العربية عن (العرب المستعربة) أي (العدنانيون ـ المضريون) أبناء (اسماعيل) التي تقول الاساطير انهم قدموا من الشمال. وهذا أيضاً يفسر سبب الاختلاف العرقي واللغوي الكبير بين عرب الحجاز الشماليين (أشكالهم عراقية سورية بحر متوسطية)، وعرب اليمن الجنوبيون، (أشكالهم استوائية سمراء). رغم الامتزاجات الكبيرة التي حصلت بين الطرفين إلاّ أنهم يختلفون بالاصول والاشكال، بل حتى اللغة. علماً بأن تسمية (أرض العرب أو العربية) قد توسعت مساحتها مع مرور الزمن. ففي بدايات الالف السابق للميلاد، حسب الوثائق العراقية والتوراتية والايرانية، فان (العربية) أو (بلاد العرب)، تعني بالضبط: (البادية التي في غرب نهر الفرات الممتدة إلى تخوم بلاد الشام). ثم بالتدريج بدأت التسمية تشمل (صحراء سيناء)، حيث تعيش هنالك عدة قبائل بدوية. ثم بالتدريج راحت التسمية تشمل كل الجزيرة العربية.

الانباط

بدأوا يظهرون في بوادي الهلال الخصيب منذ القرن الميلادي الاول. يمكن اعتبار(الانباط) نتاج المرحلة الأولية من التمازج الحاصل بين الآراميين وسكان جنوب الجزيرة العربية اليمنيين، ولهذا فأن لغتهم وأسمائهم وثقافتهم كانت آرامية ولكنها تحتوي على بعض صفات العربية من مفردات وأسماء وعادات(29 ). وقد اطلقت عليهم تسمية (انباط) بمعنى انهم هجروا البادية و(نبطو) أي (انبتو، زرعو) أي أصبحوا حضر مزارعين. وقد أسسوا بعض الدويلات في العراق والشام، في ظل الدولتين الفارسية والرومانية المهيمنتين في تلك الفترة. ومن هذه الدويلات (الحضر) في بادية الموصل، و(الانباط) في بادية الاردن، و(تدمر) غرب الفرات عند البادية السورية. وكل هذه الدويلات قد نشأت وانتهت تقريباً في نفس الفترة، حيث دامت بضعة قرون بعد الميلاد.

ظهور العرب


بدأت القبائل العربية تظهر بالتدريج منذ القرن الرابع الميلادي، حيث استقرت بعض القبائل في أواسط الفرات لتشكل (دولة المناذرة) في العراق، بالاضافة الى (دولة الغساسنة) في سورية. ان ميزة هذه الموجة انها كانت تحمل في طياتها تأثيرات أكثر وضوحاً من عملية التفاعل بين القبائل الآرامية الشمالية مع قبائل جنوب الجزيرة. ومن أهم هذه التأثيرات هي اللغة التي اكتسبت الكثير من تأثيرات لغة اليمن. كذلك شيوع تسمية(عرب) رغم ان هذه التسمية أصلها من العراق. لكن رغم ذلك فأن (ألآرامية) بقيت لغة الثقافة والدين الرسمية المتداولة في داخل هذه الدويلات. فكل ما وجد من وثائق ونقوش (ثمودية وصفوية) تنسب للعرب في هذه الحقبة، كانت مكتوبة باللغة والخط الآرامي. ولم نعرف العرب إلاّ من مسمياتهم(30).
أما الموجة العربية الحقيقية التي أتت مع الفتح العربي الاسلامي من الجزيرة العربية، فانها تستحق التفصيل التالي الخاص بها.

ظهور اللغة العربية

حتى الآن يبدي جميع المعنيين بتاريخ العرب واللغة العربية، استغرابهم من هذا الظهور المفاجئ للغة العربية، كلغة متكاملة في وسط مجتمع (مكة) الذي كان في وضع حضاري محدود ليس له أي ميراث ثقافي عريق مكتوب يمكن أن يفسر هذا الغنى المتميز للغة القرآن الكريم(31).
إن جوابنا على هذا التساؤل المشروع، هو التالي :
ان اللغة العربية ليست نتاج مجتمع (مكة) وحده، ولا عموم المجتمع الحجازي الذي ظهرت فيه، بل هي نتاج التقاء وامتزاج ثقافتين عريقتين اجتمعتا في مكة: الثقافة اليمنية ذات الميراث الذي يتجاوز الالف عام، والثقافة الآرامية الحاملة لميراث بضعة آلاف عام من حضارات العراق والشام.
أن مدينة (مكة) وكذلك (يثرب) ومدن حجازية أخرى، قد تأسست على يد المهاجرين الشماليين من القبائل الارامية ومعها المجاميع الشمالية المختلفة التي كانت تنزح نحو الحجاز لأسباب عدة، (مثال النخب البابلية بعد سقوط بابل). في الحقبة الميلادية أو السابقة للميلاد بقرنين على الاكثر، ظهرت أول معالم (مكة). لقد استمر الحجاز يستقبل النازحين القادمين من الشمال من بدو وحضر ومبشرين مسيحيين (خصوصاً النساطرة العراقيين) وكذلك التجار اليهود. ويبدو ان هذه الهجرات الشمالية نحو الحجاز كانت بزيادة متصاعدة بسبب استخدام (الجمل) وكذلك نتيجة استمرار فقدان الامن وتردي الحياة في الهلال الخصيب، بسبب السيطرة الاجنبية (الفارسية ـ الرومانية) والحروب الطاحنة بين الطرفين. ان موقع (مكة) على خط القوافل بين الجنوب والشمال، ساعدها على أن تصبح مركز جذب للقبائل والجماعات اليمنية القادمة من الجنوب لتمتزج مع الاقارب القدماء القادمين من الشمال. وقد نجح أهل (مكة) معتمدين على ميراثهم الحضاري الشمالي ـ الجنوبي العريق، بتأسيس مكانة دينية جامعة تتمثل بـ (الكعبة الشريفة)، مما حول المدينة الى مصهر ثقافي وعرقي فعّال، ليتحول مع الزمن الى مركز حضاري وديني لسكان الجزيرة الشماليين والجنوبيين. كل هذه التفاعلات وخلال بضعة قرون أدت الى تطور لغة جديدة تجمع بين اللغتين اليمنية (الجنوبية) وألآرامية (الشمالية)، أطلق عليها تسمية (لغة عربية) أو (لهجة قريش).
(عبثاً يحاول دارسي العربية العثور على وثائق لغوية سابقة للقرآن الكريم... أما من ناحية النقوش التي يسمونها ـ نقوشا عربية ـ سبقت ظهور الاسلام، فهي ركيكة ولا تشبه العربية الفصحى.. أما نقش النمارة الذي عثر عليه في حوران في سورية عند قبر امروء القيس المتوفي عام 328 ميلادية وكان ملكاً على الحيرة في العراق، فقد قيل عن كتابته بأنها لغة رجل آرامي لا يعرف العربية معرفة تامة. لغته سريانية ولكنه يحاول الكتابة بالعربية) (32).
ان العربية هي لغة مكة وقريش، وسميت منذ ذلك الحين باللغة العربية الفصحى، وقد أبرزها القرآن الكريم كلغة دينية مقدسة: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا} {الرعد/37}، {وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا} {الأحقاف/12}، {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} {النحل/103}.
أن اللغة العربية التي ظهرت في القرآن الكريم، لم تكن نتاج تراث الحجاز اللغوي بل هي حصيلة التقاء التراثين اللغويين الجنوبي والشمالي(33 ). حينها فقط اتخذت تسمية (عرب) التي كانت تعني فقط (الاعراب) أي (بدو عربايا ـ البادية الغربية)، معناً جديداً يمثل مجموعة أقوامية ناطقة بلغة خاصة بها هي: اللغة العربية!
ولعل هذا الاصل الآرامي للعرب وللغة العربية، هو الذي يفسر كيف ان العرب المسلمين اعتبروا اللغة السريانية (وهي نفس الآرامية)، لغة مقدسة ولغة الانبياء الاوائل: آدم وشيت وادريس ونوح وابراهيم(34).
وهذا أيضاً يفسر اقتباس العرب (الخط النبطي الآرامي العراقي) في كتابة لغتهم، بدلاً من الخط اليمني المسند الذي كان شائعاً في الجزيرة.
توقيع فيصل بن الشريف الاحمداني
 
فيصل بن الشريف الاحمداني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فلسطين عبر التاريخ، الساميون، الكنعانيون مازن شما تاريخ و تأريخ 0 18 / 05 / 2014 26 : 04 AM
أسماء بعض الألوان عند أجدادنا قديماً: ناهد شما نورالأسرة، التربية والتعليم وقضايا المجتمع والسلوك 1 01 / 06 / 2011 21 : 06 AM
من صفحات التاريخ : 1.الفينيقيون نصيرة تختوخ التاريخ 17 01 / 01 / 2011 06 : 10 PM
[you] دروس فيما يعرف بالعبرية / أرامية أجدادنا الكنعانيون الفينيقيون هدى نورالدين الخطيب اللغة الكنعانية و سطو ما يعرف بالعبرية ( أبحاث) 71 10 / 08 / 2010 16 : 09 PM
أجدادنا الكنعانيون الفينيقيون والعرب المسلمين من اكتشفوا قارة أميركا هدى نورالدين الخطيب التاريخ 10 18 / 07 / 2008 20 : 09 AM


الساعة الآن 16 : 06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|