رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]الفجر يتثاءب وأنا أحط الرحال على مرفإ صغير من تلك المرافئ التي تهفو إليها النفوس التائهة ، اللاهثة مثلي وراء لحظات هدوء وسكينة .. يتوقف أخيرا مجذفي الذي عوض أشرعتي المتمزقة بفعل العواصف ..
رغم هذا الوقت الباكر فإن المرفأ يعج بأناس لا ادري سر تواجدهم هناك .. والأغرب أنهم يشيرون إلي أن واصل سيرك إلى هناك حيث انتصب الجبل شامخا .. من أدراهم أني أبحث عنك ؟ .. أتكون أضغاث أحلام هذه التي جعلتني أقرب إلى الجنون ؟
لا .. فخطواتي تقودني دون وعي مني نحو منعرج يلفه الضباب .. تتعالى ترنيمة شجية وتملأ خياشيمي رائعة عطر أعرف أنه لك .. إذ لا يمكن لأية أنثى مما بلغت من الحسن أن يكون لها هذا العطر المميز الذي تتضوع منه كل الأمكنة .
الغريب أن كل شيء يوحي بأنك هناك حيث الضباب الكثيف .. صورتك جلية في كل مرج وعلى كل الربى .. وعبيرك يفوح من كل الورود والأزهار .. ومن خرير مياه النهر وحفيف الأوراق أستشف نبرة صوتك التي صارت أليفة لدي ..
هنا أدركت أن متعة البحث عنك أكبر من فرحة اللقاء بك ..
[/align]
|