[align=justify]
بوران شما;230079]الغالية الحبيبة نوارة نور الأدب أستاذة هدى الخطيب
لم يمض وقت طويل وقد انهالت عليك الأسئلة في هذا الحوار الرائع
والحقيقة ، ولا أخفي عليك ، أنني أنا أيضا مرتبكة وأنا في حضرتك في
هذا الحوار ، لكن خطر ببالي بعض الأسئلة ، وأتمنى أن لا يكون فيها
أي تكرار حتى لا نثقل عليك .
صديقتي الغالية جداً على قلبي أستاذة بوران .. العفو يا غالية أنت لا يمكن أن تثقلي علي .. أنت البلسم والنسيم اللطيف ، ولك دائماً كما تعرفين كل محبتي..
1. ليتك تحدثينا عن تأثير الأديب الكبير الراحل الوالد رحمه الله على أدبك
وابداعك في كتاباتك ، وعن التأثير المتبادل بينك وبين الراحل الكبير صديقك
الكبير الأستاذ طلعت سقيرق في كتاباتك .
كما تعرفين صديقتي الحبيبة ، حين توفي والدي كنت طفلة صغيرة ولم يتح لي القدر أن أكتسب منه، لكن بلا أدنى شك كما نرث ملامحنا نرث الكثير عن آباءنا ، فالجينات الوراثية سلسال لا ينقطع .. دائماً كان يقال أني ورثت عنه الكثير حتى كدت أكونه ، في الشكل والهوايات والمشارب وحتى ألوان الطعام المفضلة .. لكن أدباً وشعراً لا أستطيع الاقتراب من مقامه الأدبي ، فهو كان استثناء .. أديباً وخطيباً وشاعراً ارتجالياً وصحفياً مؤسساً ومناضل مات قهراً على وطنه وبداية التلاعب بالقضية، واستطاع أن يأخذ شهرة ومكانة كبيرة رغم أن عمره حين توفي لم يتجاوز الرابعة والثلاثين.. لكن هناك الروح والفطرة بنمط التفكير وبعض المفردات التي نرثها فعلاً إلخ.. وهو أيضاً ما جمعني بصديقي الغالي وابن عمتي الشاعر الكبير طلعت سقيرق وجمع بينه وبين خاله نور الدين الخطيب ، فنحن الثلاثة من مشكاة واحدة ..
2. نعرفك أديبة وكاتبة وصحفية كبيرة ومن أفضل من كتب ، لكن سؤالي هو
عن نجوميتك في العالم العربي والعالمي ، وهل تعملين على ذلك أم أنك كالعادة
تنسين نفسك من أجل واجباتك ومسؤولياتك الكبيرة والجمة .
صديقتي..
لست نجمة.. أبي مثلاً كان نجماً ، في زمنه كان يمكن للإنسان أن يغدو نجماً بجهده وتفوقه في مجاله الإبداعي – خصوصاً في لبنان - حين كان واحة للأدب أو سويسرا الشرق بالمفهوم الحضاري - في هذا الزمن النجومية بات لها معايير وشروط مختلفة .. ربما كان لي إضاءات في بعض المراحل.. في بداياتي مثلاً حين كنت أعتبر طفلة متميزة عن لداتي بشكل لافت حيث كان الاهتمام بي واسعاً - وفي مرحلة لاحقة كصحفية شابة جريئة تميزت بقلمها وملاحقة الفساد - كذلك الأمر في كندا ، حين كنت أقوم بشكل دائم بمشاريع وحملات لنصرة قضايانا العربية بشكل خاص وحقوق الإنسان عموماً .. ، ولعلي اشتهرت حين عملت في الإعلام المرئي .. لكن أظنني من الشخصيات المتميزة بشكل عام أملك إلى حد ما كاريزما وحضور قوي.
3. ماذا تقولين عن نفسك كهوية وحضور ورحلة عطاء .
عربية الروح والنسب .. عزيزة المنبت .. عروبتي مطعونة جريحة.. أعطيت كثيراً وفي مجالات متعددة وأعتبر أني عملت للمصلحة العامة وليس لنفسي .. لست سطحية ولا ذاتية ولم أكن يوما وهذا يجعلني إلى حد كبير مرتاحة الضمير
4. هل توافقين على مصطلح الأدب النسائي ؟
الأدب هو الأدب .. لكني بصراحة أميل للأدب العفيف الراقي المفردات والصور، عند الأديبات والأدباء على حد سواء، وأصاب بحالة من الغثيان بشكل خاص حين تستعمل الأديبة أو الشاعرة مفردات وصور خارجة وتزيح غلالة الحياء الشفافة والترفع الأنثوي فتبدو – رأيي الشخصي - على شيء من السوقية..
5.ماهو جديدك غاليتي ؟
أكتب رواية أسكب فيها الكثير من روحي ، وإن شاء الله تخرج إلى النور قريباً
6. ماذا تقولين عن النشأة والبدايات .
أنا من جيل سرقت الحرب الأهلية في لبنان طفولته .. جيل بدل أن يحبو ويلعب اختبأ في الملاجئ ورأى كيف يتحول الناس إلى أشلاء وكتل من الدماء وتهان إنسانية الإنسان.. ما زلت أحمل منها ندبات نفسية وكفر بكل الأنظمة العربية ..
بداياتي فتاة تميزت صغيرة في مجال الكتابة .. توفي أبي في طفولتي الأولى، نشأت مع أمي ومربيتنا وأختي الوحيدة الأصغر وكنت أقضي غالباً عطلة نهاية الأسبوع في منزل جدتي وبين أعمامي ..
في مجال الكتابة .. تميزت في المدرسة وكانت تعلق نصوصي على صحيفة الجدار .. فزت بالمرتبة الأولى في مسابقة أقامتها وزارة التربية والتعليم على قصة كانت بعنوان: " نور في الكوكب البعيد " وحصلت على وسام قلدوني به في احتفال.. وجعلوني إحدى المسؤولات عن صحيفة المدرسة.. آمن بموهبتي صديق لأبي اسمه : " أنور عدرة " وكان يملك ويدير مجلة أسبوعية تصدر في طرابلس اسمها " مجلة الحضارة " ووظفني فعلياً وأنا في الرابعة عشر .. (في نور الأدب تعرفتم على الأديب والباحث في العلوم الكونية الأستاذ هشام طالب) في البداية ذهب معي حوالي ثلاث أو أربع تحقيقات ثم استطعت أن أكون لوحدي .. كنت أكتب وأجري تحقيقات صحفية مع شخصيات لها بصمات في المدينة .. وبدأ عمي سيف الدين أيضاً ينشر لي في عدد من الصحف والمجلات التي كان يعمل فيها.. وشيئاً فشيئاً تمرست على العمل الصحفي حتى أني كنت لم أزل طالبة في الجامعة وموظفة في عدد من الصحف والمجلات ومراسلة مكتب الشمال لأكثر من صحيفة يومية .. بعض تحقيقاتي أخذت ضجة لجرأتها وفتحها ملفات الفساد وملاحقته ، حتى أني تلقيت أكثر من تهديد ، أذكر منها كشفي وكر لتخزين المخدرات داخل مقابر المدينة وداخل أضرحة الأموات..! وكان من يقفون خلفه أكبر وأكثر تعقيداً مما يمكن توقعه .
آسفة ربما أطلت بالاسئلة ، لكن بحوار مع قامة انسانية ووطنية وأديبة
سامقة تكثر الأسئلة ولا نكتفي من غور دواخلها .
بالعكس صديقتي الغالية .. أسعدتني مداخلتك وراقتني كثيراً أسئلتك، وأنا كما تعرفين
كل المحبة والمودة والاحترام والتقدير صديقتي الغالية ، وربما لي عودة
من خلال متابعتي لهذا الحوار الشيق والرائع .
الشكر لك يا غالية بانتظار عودتك مع أعمق آيات محبتي وتقديري
[/align]