رد: فنجان قهوة وأحاديث الأحبة .
[align=justify]في الحقيقة حكايتي هذه وإن كانت طريفة فإنها شكلت لي كابوسا على مر الأيام التي تلت الحادثة ..
كنت في بداية عهدي بالإعدادي من الأوائل الذين يصلون إلى باب المؤسسة ثم أصعد الى الطابق الثالث لأضع أدواتي في القسم ثم أخرج لأنتظر الصف ووصول المدرس .
في أحد الأيام فتحت القسم كعادتي لأجده مقلوبا رأسا على عقب : مكتب المدرس مكسور ، المناضد مقلوبة ، السبورة على الأرض ..
تراجعت إلى الوراء لأجد المعيد آتيا .. سألني ماذا أفعل ، أجبته أني كنت أريد وضع أدواتي في القسم .. ففتح الباب ليرى هل هناك أحد .. ففوجئ بالفوضى العارمة والتفت إلي قائلا :"لهذا السبب تاتون مبكرين ؟"
حاولت ومن معي من التلاميذ إقناعه أننا لسنا مسؤولين ، لكنه أخذنا عند الحارس العام الذي كان يردد في حزم : " من ناحية من قام بهذا فلا شك عندي أنكم أنتم ، لكني أريد أن تذكروا لي شركاءكم ." ثم تظاهر بأنه يعبئ ورقة طردنا إلى مؤسسة أخرى .
شخصيا لم أكن أعرف من فعل ذلك، لكن أحد رفاقي بجانبي همس لي :" الآخرون يذنبون ونحن الضحايا ." فاسرعت بالهمس :"يا أخي .. عجل بذكر اسم من قام بذلك ." لكنه كان يريد أن نذكر الاسم جماعيا حتى لا يتعرض للانتقام وحده . .
في الأخير ذكر اسم من قام بتلك الفعلة فسمح لنا بالالتحاق بأقسامنا ، ثم أطلق ساقيه للريح بعض الحصة .. بينما أتى المذنب لاهثا يسأل والشرر يتطاير من عينيه و الزبد من شدقيه :" أين هو ؟ أين هو ؟"
كنت سعيدا لأني نجوت من هذه المشكلة ..
والآن .. حين يؤتى بتلميذ ارتكب ذنبا أهمس في أذن الحارس العام :"أرجوك تأكد جيدا ولا تتسرع قبل تأديبه ."
تحياتي وعذرا على الاطالة .[/align]
|