 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلعت سقيرق |
 |
|
|
|
|
|
|
[align=justify]
الأديبة والقاصة المبدعة لبنى ياسين
تحياتي
جميل وغني وثر هذا الحوار .. إجاباتك مثمرة ومحرضة على المتابعة.. أسلوبك في القص متفرد ، والتفرد ، مع موهبتك الكبيرة ، ميزة تعطيك الحق بأن تصلي إلى القمة بإذن الله ..
· قصصك متأثرة بل هي معجونة بأريج الشعر ، حتى مقالاتك تأبى أن تبرح الشعر ، هنا أحب أن أسأل عن تأثير والدك الشاعر محمود ياسين على حركة القلم والإبداع والذات ؟؟..
· في هذا الجو الشاعري ، أقترب من مجموعتك " أنثى في قفص " الصادرة عام 2006 .. في قصة " أنثى في قفص " مقاطع شعرية وتفتيت للحدث وتداخل مع " يحكى أنّ " و" قالوا " ثم تنقل سريع بين حالات متعددة ونهاية تقول " و قالوا إنني عندما جاء دوري لأمثل دور سندريلا ... لبست حذائي بإحكام... و حرصت على أن لا أفقده ... و هكذا ... لم يبحث عني أحد....أي أحد."..ماذا عن هذه الأجواء المتعددة ، هنا انزياح عن النمط المتعارف عليه لكن ببراعة ، جعل الصور المبعثرة زمنيا تاريخا صحيحا حين نؤلف في الذهن ترتيبا افتراضيا للسرد ، الإدهاش من خلال إفراغ ما علق بالذهن، والمثال إضافة إلى ما سبقه ، المقطع الخاص بسندريلا في كسره للمتوقع حسب الموروث الذهني فسندريلا هنا لم يبحث عنها لا الأمير ولا غيره .. ؟؟..
· مجموعتك الأولى " ضدّ التيار " صدرت في العام 2004 .. والثانية " امرأة في قفص " 2006 .. والثالثة " طقوس متوحشة " .. لا أعرف زمن صدورها فأرجو أن تذكريه للاستئناس .. لا أستطيع هنا أن أدخل في صلب المجموعة فلم أقراها .. لكن من العنوان : هل كانت الطقوس طقوس كتابة ، أم طقوسا تكاد تكون في الموروث في أجواء سحرية ؟؟..
· أنت خريجة كلية العلوم ،ولك دراسات علمية .. لكنك تجمحين بل تحلقين بخيالك قصصيا مما يجعل شخصياتك ذات حركة دائبة عالية الوتيرة.. هل استفادت القصة بشيء من أجواء دراستك..؟؟.. كيف جمعت بين متناقضين ؟؟.
**قصتك "موت صابر" تخرج قليلا عن تلك الريشة التي كثيرا ما تضربين بها اللوحة بهذا اللون أو ذاك ، ضربات سريعة مؤثرة شديدة التنقل .. في هذه القصة تمشين مع نمط السرد المتعارف عليه، طبعا ، طبعا دون التخلي عن أسلوبك المميز .. كأنك تكتبين مرثاة لكل شيء حتى ليشعر المرء بقشعريرة تسري في بدنه وهو يرى عائلة صابر من أم وزوجة وبنات .. هناك أنسنة حتى للجدران التي تكاد تحتضنه وهي تسنده .. هناك أحلام مهزومة .. وسيارة تكون حلما وسكينا يذبح صابر والنهاية " بعدها ..أمسك صابر بيد أبيه و سارمعه في اتجاه ما ليس من الاتجاهات الأربعة التي نعرفها ...فتح أبوه باباً فإذاوراءه نور شديد أعمى عيني صابر فلم يعد يرى أو يسمع و لم يعد يشعر بأي شيء .. وهكذا مات صابر " .. أرجو أن تحدثينا عن هوية هذه القصة الجميلة ؟؟..
[/align]
|
|
 |
|
 |
|
الأستاذ الفاضل طلعت سقيرق:
كل عام وأنت بخير.
شكرا لاطرائك ولكلماتك الطيبة التي تشي بنبل روحك.
عن سؤالك الأول:
قصصك متأثرة بل هي معجونة بأريج الشعر ، حتى مقالاتك تأبى أن تبرح الشعر ، هنا أحب أن أسأل عن تأثير والدك الشاعر محمود ياسين على حركة القلم والإبداع والذات ؟؟..
لا شك أن لوالدي-حفظه الله- تأثيراً كبيراً بي، وفضلاً عظيماً علي، فهو من رعاني ووجهني، وهو من ساعدني على اكتشاف موهبتي، وهو من وجهني للقراءة واختار لي، هو أيضا أول من قرأ نصوصي وأعطاني ثقة بقلمي، وكان يعطيني أشعاره وكتاباته فأقرأها، ويسألني عن رأيي فيها، إمعانا منه في توجيهي إلى تذوقٍ متميز للكلمة، وأهم من كل ذلك أنه كان يطلب مني بألا أقيد قلمي بأي شيء لا أؤمن به، وأن خطوطي الحمراء أضعها أنا ولا يفرضها أحد علي لكي تكون الكلمة صادقة بما يكفي لتصل إلى قلب القارئ.
وما زال أبي حتى الآن أول من يقرأ نصوصي.
في هذا الجو الشاعري ، أقترب من مجموعتك " أنثى في قفص " الصادرة عام 2006 .. في قصة " أنثى في قفص " مقاطع شعرية وتفتيت للحدث وتداخل مع " يحكى أنّ " و" قالوا " ثم تنقل سريع بين حالات متعددة ونهاية تقول " و قالوا إنني عندما جاء دوري لأمثل دور سندريلا ... لبست حذائي بإحكام... و حرصت على أن لا أفقده ... و هكذا ... لم يبحث عني أحد....أي أحد."..ماذا عن هذه الأجواء المتعددة ، هنا انزياح عن النمط المتعارف عليه لكن ببراعة ، جعل الصور المبعثرة زمنيا تاريخا صحيحا حين نؤلف في الذهن ترتيبا افتراضيا للسرد ، الإدهاش من خلال إفراغ ما علق بالذهن، والمثال إضافة إلى ما سبقه ، المقطع الخاص بسندريلا في كسره للمتوقع حسب الموروث الذهني فسندريلا هنا لم يبحث عنها لا الأمير ولا غيره .. ؟؟..
كنت - من خلال تلك النصوص المجهرية المتلاحقة- أبحث عن طريقة أوجز فيها خيبات المرأة، فهي تولد كما أي انسان معجونة بحرية خالصة، إلا أنها تتساقط منها شيئا فشيئا.
أظن أن نصوص " أنثى في قفص" هو سيرة ذاتية مكثفة لكل امرأة.
سيرة لا تعنى بالتفاصيل والملامح.
ولا بأشكال الخيبات التي تتوالى.
ولا بتفاصيل الزمان والمكان، ولا بالأسماء.
إنما هي سيرة من سطور لامرأة تشبه كل النساء.
أكتفي الآن بهذا القدر.
وأعود للإجابة عم بقية أسئلتك لاحقاً.
شاكرة حرصك على ايلاء التفاصيل أهمية استثنائية.
بوركت سيدي الكريم طلعت.