الشاعر يسين عرعار....
قبل أن تطرح أسئلتك الثلاث ....اهتز قلمي شوقا بمشاعرك التي لمست حبي للكتابة النثرية ... فهجت في أعماقي لأبحث معك عن السر الذي رمى بأسلوبي في قاع بحر الإبداع الأدبي... لذا بدأت بإجابتي عن سؤال لم تسأله ، سؤال يشمل كل الأسئلة ، ولا أعلم كيف كان ذلك ، ربما شعرت بأنه قريب مني فأبحرت.. أو لأني استطعت أن أصل إلى ما يجول في بالك فأردت أنا أن أكشف عن المزيد...!! فكانت إجابتي هي أربع لثلاث أسئلة ..تحمَّل.. يا شاعري
[frame="14 95"]
خولة الراشد .. مولعة بالكتابة الأدبية النثرية
و بأسلوب رائع تبحر في عوالم الإبداع الأدبي .
[/frame]
لملمت نفسي في منتصف النهار والشمس دافئة ، وتنفست تنفس الصعداء ونظرت إلى ساعتي فنهضت وحملت متصفحي إلى غرفة المعيشة ومن فوق الطاولة الزجاجية الدائرية وضعته ، ومن تحت النافذة تموَّجت أشعة الشمس ووجدت نفسي أتمعَّن على متصفحي، وأخذت تهتز أطراف أصابعي وتتسارع نبضات قلبي فاستجمعت ذاكرتي و أمسي ..ويومي.. وغدي.. وتعجبت كيف جمعتني الأقدار معك ، والله إنها لأقدار تتقلب فيها الأحداث، بمشوار تموج له أمواج نصيبي ، فتراقصت عيني النجلاوين وتصنعت ابتسامتي لعلها تفضفض عما يختلج في ذاتي ،وحاولت جاهدة أن
أعْبر من جسر حياتي ، فغمضت عيني ببطء لألتقط صور تكمن في ذاكرتي وشعرت حينها بقشعريرة تسري في جسدي بأنفاس قريبة لسؤالك ونظرت ثانية إلى ساعتي وتنهدت بدهشة فاتكأت على ظهر الكرسي وتلفّتُ يمينا ويسارا ، ونظرت للخلف فلم يبق متَّسع من الوقت لأستجمع فكري
فابتسمت لك يا شاعري ابتسامة من أعماق قلبي ...ابتسمت لسؤالك وقبَّلت كلماتك عيون حائرة تتقلب من بين صفحاتي ومن أمام شلالات الإبداع الثقافي، والذي أشرت إليه في سؤالك ، لقد شكل الأدب الثقافي في حياتي ألوان تعبيريَّة نثرية من حوار وسرد من قصص وروايات و آداب تعبيرية راقية ،
ولقد عكس الأدب المرئي في حياتي الأدبية في أيام الستينات أروع وأجمل الأفلام السينمائية لكبار المبدعين
والمؤلفين، من فنون وإخراج وحوار تلك الأفلام التي لا أشبع من تكرار
مشاهدتها،فأنا أحلّق معها بخيالي وأحاسيسي الشاعرية ،
إنه الخيال والذي تلامسه ألوان وأشكال نثرية تموج في صفحاتي وحروفي بألوانها الزاهية الخلابة الفنية كفن التصوير الفوتوغرافي أوكما يسمى- بالكتابة الضوئية وانعكاس عدسة العين على الطبيعة - وتتمايل له حروفي مع إيقاع الموسيقى الهادئة الكلاسيكية ،وإني لأهوى فن تصوير الطبيعة والتي أشعر بأنها تهمس لي بكلمات عاشقة وكأن البحار، والجبال، والأنهار ،والوديان، وكل ما صور الله من طبيعة تحاكيني وتهمس لي فتنطق بصمتها، وكأنها تقودني بكمالها و بهاءها وتتأرجح معي بين السماء والأرض والله إنه لإعجاز ،
آه لك يا كلماتي ....كم أنت بفن الرسومات التشكيلية مولَّعة والتي لونت بها الشخصيات والأحداث والخيال والنثر والقصص وكل ما أكتب ،
والله يا شاعري إن فن الكتابة هو زادي ودوائي، فتعلقت بكبار المبدعين وذلك لمتابعتي المستمرة لقراءة الروايات والقصص والكتب التربوية.. والمقالات الأدبية... والأشعار...وكتب النقد والبلاغة من إبداع وبيان و محسنات بديعية ومعنوية، وقد أثَّرت المعاني البلاغية على أسلوبي الذي أحاورك به الآن،
وإنك- يا شاعري- قد أمسكت بي عندما كشفت عن موهبة النثر وأسلوبي الأدبي موهبتي التي غالبا ما تراقص حروفي و تفرش عبيرها على الحوار فتزيده بهاء كما أفعل معك لأصطاد شعرك وذوقك فأخلق من النثر فن الحوار ..وأخلق من النثر خواطر ...والتي ترسم لي كلمات و صور من الزمان.. والمكان صور أزخرفها بخيالي القصصي ،فأحاول أن أخترق جدران فن البلاغة النثرية من سجع ،وازدوج ،وموازنة الكلمات، والجناس ،وكأني أحاول التأكيد على خاصية التناسب الصوتي واللفظي وذلك لأقوي المعاني التي أنثرها على أعمالي حتى أني أشعر أن تلك المعاني لها عزف وإيقاع موسيقي منسجم متناغم وذلك داخل إطار موسيقي واحد كأن يعلو ذلك الإيقاع تارة وينخفض تارة لذا هي تقوى وتضعف تارة ، وأحاول أن أجعل السجع يتتابع بحركاته وسكناته وكأني أُلبس المعاني حلْيةٌ جمالية ،فأجد نفسي أحيانا أرسم الفواصل متساوية في اللفظ فأُعجب لنثرها فيخرُّ قلمي لها كاتبا، وتتوازن سطوري ،
وما الإسهاب إلا لأني أجعل الجمل النثرية تتناسب وتتكامل بصورة أوضح ،ولكن المشكلة عندما أطيل العبارات النثرية تتشوه ملامحها، لذا أحاول بقدر الإمكان أن أجعلها متساوية كي يكون لها رونق خاص، ولكن لا جدوى في ذلك ما العمل برأيك ؟ والله إني لأخاف أن يملُّ القارئ من الإسهاب، لذا يا شاعري أتلاعب معك ومعه في الحوار، وإني أجلس عادة بجانب كل محاور وسائل إنه أسلوبي الذي أفضفض فيه عن مشاعري ، والذي ينبع من ينبوع نافذتك الصافية، فأذوق من مياه تلك الموهبة كي أبدع في ميدان البلاغة والكتابة التعبيرية ..في النثر السردي... وفن الحوار والذي أسكبه في ينبوع حروفي فتغدو عشوائية نقية طيبة المذاق غير متكلفة واضحة، مما جعلني يا -شاعرالكلمة- أن أبحر في أعماق كل قارئ.. أبحر معك ..ومعي ،نعم أنا أقرأ ذاتي وأكتب فأنثر كلماتي في نور متصفحي آه -يا يسين- كم للبلاغة فضل على كلماتي النثرية وأسلوبي الرقيق الخيالي المحلق، والذي تنسجم له كلماتي وتتناغم فتحيطه في إطار موسيقي واحد ، آه لي .... كم تستهويني كتب الحب والإحاسيس ، آه ...للطبيعة ،والجمال، أثر على كلماتي ،فأنا أحب الطبيعة وأحب الحبيبين... فأفرح معهم وأحزن لهم ،
وقد لعبت الموسيقى والبيانو دورهم في العزف على نغمات حروفي فكانت لكلماتي إيقاع خاص في أسلوبي النثري ، فرقصت مع حبيبي على أوتار الحروف وهمت عشقا وحبا، نعم أنا أحب يا شاعري، أحب حروفي وحروفك وحرف كل أديب، وإني الآن أرقص مع حروفي على نغمات هادئة شفافة، مما ينثر من قلمي المزيد من الحروف وعن قريب سأرسل لك عن حبي المتيم لكلماتي في خاطرة جديدة.. إن صفحتي تزاحمت بالحروف وتعانقت مع مشاعري فتمايلت كلماتي
هلاَّ... تراقص حروفي يا شاعري وتسقيني من أدبك ؟؟؟ أنتظرك عند قوافي حروفك وساقيتي بكل شغف ولهفة لتشعل حنين كلماتي ..فأنثر... وتشعر
وإني والله يا شاعري لأعاني من الإسهاب والذي كان من سلبيات لهيب حبي للنثر وللبلاغة فالحرف كلمات.. والكلمات سطور مكثفة.. والصفحة صفحات.. إنها معاناة أدبية يهتز لها قلمي شوقا وشغفا....وقد يكون التحليق مع الخيال والتلاعب بالحروف من بين نسمات ضباب كلماتي الكثيفة والتي أنثرها على أعمالي الأدبية الجميلة العاشقة كلماتي الأنثوية الحساسة ،
وكما تعلم وأعلم أن القراءة هي الأساس الذي يولد منه كل أديب وأديبة مثقف، فقبْل أن تبتسم حروفي في مهدها قرأت ووقعت بحبي مع الكتب والكتاب ثم خفق قلبي لبعض المؤلفين، إلى أن كتبت حروفي على رمال شاطئي الهائج من بصمة كل مفكِّر ومبدع، كل من يسكن في الساحة الأدبية ... فقرأت حتى دُهشت وشَكوت من ضعف نظري ورفعت نظارتي لأستريح وإني لأراك ترفعها ، وإني والله لأتعطش للقراءة والتردد على المكتبات ، وإني يا شاعري أهتز على أوتار حروفي فتهتز أعمالي وأنتج من أعماق الأعماق وقد سبق وذكرت لك أن القراءة لها دور مهم في حياتي والتي صقلت موهبتي فروتني من الحروف والكلمات حتى شَكَّلْتُ منها أعمالي الأدبية،
إذا أولا وأخيرا الفضل يعود للقراءة ، وإني دوما أضع أمامي هذا المثل الذي أتبعه "
أقرأ لأكتب،وأكتب لأقرأ "هذا هو السر الذي شد أعضاء جسدي الأدبي، و قلمي وأوراقي ،والتي عكست صورتها على موهبتي تلك الأعضاء من.. نثر.. وقصص.. وروايات ..وخواطر أثارت شغفي في حياتي الأدبية ، ولو تلحظ أن عالمي النثري والتعبيري أدمجه بالحوار العشوائي من خلال سطوري الشفافة النثرية، وكأني أريد أن تبسم ملامح وجهي ،ربما لأني أحاول اصطياد قارئي بصيدي الذي اصطدته من أعماق بحري وموهبتي الأدبية، وها أنا ...أبتسم وأحاول اصطيادك فهل شَعَرت بذلك أظنك تحس بذلك
فالأديب يشعر بقلم الأديبة ويتلاعبون معا بالأحاسيس والخيال حتى يصلان للحقيقة ..وإني لأراك وأنت تهز رأسك وترفع نظارتك تؤيدني،حتى أضحى ذلك هو أسلوبي الخاص في الكتابة مما أثقل خُطى قلمي وازدادت صفحاتي ،كما هو الحاصل الآن من أمامك ،وإني لأخاطبك يا شاعري وأحاورك لعلِّ أصل ،وإن تعلقي في الكتابة النثرية غير طبيعيي بل هو هوس ،وإنه لأمر سهل أن أقول لك أنها تروق لي وأذوب بكلماتها ولكن السر لما تروق لي ألست هذا ما تريد أن تنتزعه من فكري !!!،وإني بعطر حروفي النثرية وشذاها الفياح لمست كلماتي وفحت بحبي للنثر ونورالمعاني وألونها، فأتكلم بها وأبتسم معها، فهل تشعر بابتسامتي وفرحتي ..أسألك أن تبتسم بشعرك دوما لحروفي لتعانق كلماتي ...اتفقنا !
لذا أكتب بعض الحروف النثرية فافسح لي المجال يا شاعري...
- لحت لي في الأفق وأنفاس الربيع من بين كلماتي جنة تنهل بالزرع الوديع ،ولروحي هالة تنشقُّ من عطرها حروفي النثرية ،ويتراقص قلبي ونفسي من بين أضلعي، آه... كم لكلمات تنتثر على أوراقي تحتويني وبهواها تسكر قلبي وتعزُّ لها مشاعري ،آه ..كم لها من نشوة تسري في كياني فأسردها بقلمي فوق أديم أوراقي الطريَّة والله إني لأقبِّلُها قُبلة مُفعمة بالعطور ،وترق كلماتي المنثورة بنسمات سحرية يعذب لها قارئي فأصفق لها وأودع ذكرياتي فتكون هي نشوى أيامي و أطياف فجري.....
يا شاعري -المضياف يسين- إن النثر بفنه زاهي وأنا أحب الجنائن والورود ،أحب كل روضة غنَّاء يلامسها عشقي للحروف، وإني لأعيش جمال حياتي بنور تدغدغ له نفحات عطر كلماتي بشذاه وزهوره، وإن حبي لفن النثر حب أستنير به بسحر المعاني وشهده وطيب نفسه ،
والله لولا فن الشعر لأضحت سطوري بحروفها مهاجرة وغريبة فهل أكثر من ذلك سبب يسحرني ويسكرني بفنون النثر أستنشق بها حروفي وسطوري ومعاني كلماتي
وتتمثل تلك الصور التعبيرية في البذور الأولى الساحقة في دراستي للمناهج والمؤلفات ..وما زلت أقرأها فكان كتاب- البيان والتبيين- للجاحظ – والقزويني –في كتابه الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة وأسرار البلاغة لمصطفى الرفاعي والقزويني- في الرسائل- ..قد أثرى فكري وتاريخ ثقافتي البلاغية وقد رواني الدكتور -عبدا لعزيز عتيق- من ينبوعه الصافي ..وكما تعلم وأعلم إن الكثير من النثر له دلالة خاصة عند البلاغيين من العرف الغوي العام فهم يخصصونه بتضمين الكلام كلاما من القرآن والحديث الشريف والتجويد...
قال تعالى {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}سورة إبراهيم:الآية 37 ، تلك كانت بلاغة الاقتباس أنه يُكسب الكلام قوة
نعم الكتابة النثرية عشقتها فأفرطت فيها وأسهبت وعلى الرغم من نظرت القدماء في النثر عندما قال ابن وهب"واعلم أن الشعر أبلغ البلاغة"
ولكن أنا أقول البلاغة هي أنهار الآداب لذ أنا أتذوقها وأحاول أن أفكك الرموز وأكشف عن الغموض بل أجري بحروفي لأرتوي من النظم والشعر ... وإني لأحب التحليق في الخيال والحوار واللعب بالحروف وارتداء ثوب التعبير الشفاف الملون وإن تاج كلماتي الانثوية ترقص مع حروفي الحساسة على أوتار ونغمات كلماتي المتمايلة والناعسة
وإني لأميل لأسلوب الخطابة والإجابة عن سؤال لم يُسأل أو يقصد وهو يعتبر ضمن البديع فأبدع لأتخفى من وراء خيالي الأدبي، أو قد يكون هروب وحيلة من حيل قلمي الشقي والذي يتفادى أحيانا إحراج السائل ...لا تخف إني لا أهرب منك ولست محرجة ، بل أنا في غاية السعادة ،ولكن أحاول بنثري وحواري أن أثرثر واصطاد شعرك فألفت الأنظار فهل تفسح لي المجال يا شاعر الحوار يسين ،وإني لألحظ بأن أسلوبي النثري يعكس عليه -السرد الماضي مع الحاضر مع المستقبل - فأوهم القارئ لأول وهلة أنني قريب منه وهو قريب مني حتى مع الممارسة النثرية وإني في أدبي الصافي لأحي كلماتي وأُلبسها تاج جمال أنوثتي، فأتمايل بقدِّي المتناسق المتناسق ،وأرقص مع معاني الحب في نسمات الليل
وإني يا شاعري أدعوك لتحضر هذا المساء حفلة إجابتي على سؤلك فالبس شعرك لتتشابك الأيادي
ها أنا أستيقظ لأكتب لك ما يجول في سري إن الذاكرة التي أحاول أن أزرعها على الورق أفّتش بها عن الكلمات و أصف بها عن الفصول والليل.. والنهار، فمنذ أن لمست أوراق الذكريات والحلم بدأت أتأمل جسدي جيدا وهو يستفيق ،وأتخيل وعيني نصف مغمضتين، إنها متاهات.. رغبات ... لا وقت عندي لأقول لك شيء عنها، فأنا أكابد داخل حروفي العميقة والوقت لا يتسع كي أكرر وأمحو لحظاتي و التي تراودني بفكرة واحدة إلى حد أني أشعر بأني أقترب بها من الغيوم وأقتلع الشجر وأسكن الأوراق،حتى رحت أطوف بها في أرجاء مدينة حياتي الأدبية وعيني معلقتان على سؤالك، سأصرخ بأعلى صمتي أين أنت يا ذكرياتي أين أنتم يا أحبابي إن- شاعري يسين -يسأل عنكم فهلا تكشفوا عن البساط الذي كنت ومازلت أعيشه معك يا شاعري يسين -على صفحتي- بأربع كلمات هي ...أنا ...وأنت ...والنثر ...والذكريات
[frame="14 95"]
- ماذا قدمت العائلة لخولة الراشد خلال هذا المشوار
الإبداعي الثقافي الذي يبشر بميلاد أديبة متميزة ؟
[/frame]
قاطعت صوت التلفاز بنبرته الحادة وبدأت بحركة تنشيط ذاكرتي وتسللت إلى متصفحي ثانية فنادتني ساعتي المتلاصقة على معصمي وشكوت لها: تباطئي يا عقارب ساعتي أمهليني وقتا لأنتهي من الإجابة فتلفت يمينا وشمالا ورفعت رأسي أبحث عن ذكرياتي وكأني أرتجي من سقف كلماتي أن تنثر الحروف على أوراقي ...وبدت عيني تتقافز على متصفحي بين الحاضر والماضي وبدأت تعلو صدى ذكرياتي متناسقة مع خرير شلال ذكرياتي...
صوت يجلجل في مكاني ويعانق أيام دراستي عندما عانقني أبي وتخرجت من الثانوية ففتح ذراعيه لي وضمني وقبلني ...ثم أنشد أبيات لطرفة بن العبد...
لخِـــــولة أَطْـــــــلالٌ بِبَرْقَةِ ثَهْــمـــَدِ *** تَلُوحُ كَبَاقي الْوَشْـــمِ في ظَاهِرِ الْيَدِ
ســــتُبْدِي لكَ الأَيَّــامُ ما كُنْتَ جاهِـلاً *** وَيَأْتِيــــكَ باْلأَخْبَـــارِ مَنْ لَمْ تُــزَوِّدِ
لقد زرع أبي في قلبي حبّه للشعر ، فاهتز فكري الأدبي كنت أقرأ الشعر الذي يهواه أبي وأتخفى من وراءه، فأبتاع الكتب النثرية ...والروايات .. وأقضي ليلي مع كتبي وأفرش الحروف على وسادتي فتتناثر الكلمات وأنهض من نومي وأمسك بقلمي وأخربش الكلمات...هكذا كنت أحتال على أبي بأدبي وكنت أغار من الشعر لشدة حبه له ..وكأني أريد أن يدللني أكثر من الشعر... فسألته: أبي لما تهوى الشعر؟ قال: إني أمشي في البراري وأتغنى عند السواقي ويهب نسيم الهواء فيطلق الأبيات من أوتاري... قلت وأنا أضع كفي الأيمن على خاصرتي وكأني قاضي : ليس هذا سبب كافي قل لي هل سبق لك وأن عشقت؟ يقال أن الشاعر عاشق... قال :ولكني لا أكتب الشعر.. فابتسمت دون أن يرى ابتسامتي ،ونظرت إليه وعيني تتلاعب و تبحث عن سره ..! وعندما جلبت له الشاي المنعنع ...قال:وما الداعي لأن تسأليني عن حبي للشعر أنت تعلمين أني أحبه ..قلت ولكن أحب القراءة والنثر فقال :إن الشعر أفصح من النثر، قلت :إن النثر والمعاني والبلاغة هي معاني ترتوي من القرآن الكريم..والأحاديث الشريفة، وإن النثر يفكك الكلمات ويتقافز على السطور نظر إليَّ قائلا:و هل معنى ذلك أنك لن تَخَصَّصي اللغة العربية.. فَقَفَزْت لا،لا... لقد سجّلت وأردت أن أفاجأك ... لقد قبلت في الجامعة لغة عربية ...ولله الحمد...........
كان أبي يقتني كتب الشعر ويعشق الشعر النبطي ...كما سبق وأن ذكرت في جوابي عن سؤال الأديبة هدى الخطيب ، أما بالنسبة لوالدتي فكانت تدعو لي... ليلا.. نهارا ... بينما أخي الأكبر قال إنه قسم صعب وليس من السهولة أن تنجحي فيه فهو مشوار طويل..ولكنه كان يدعمني ببعض الكتب فهو يحب الأدب ويتذوقه ،وباستمرار أرسل له أعمالي وقد أرسلت له في بريده هذا الحوار ليحفظه دوما كباقي أعمالي
وإحدى أخواتي دوما تدعمني بتشجيعها لي وتقول لي يجب أن تصرين وتفكرين بأن تنشرين أعمالك
بينما ابني الكبير دوما يتمنى أن أشتهر ..
.وإني أرى ليس من السهولة أن يندفع الكاتب بأعماله وإلا يقع.. إذا يجب أن نتروى فالأدب موهبة وإبداع ورقي وليس حرفة ..
نعم أفكر بأن أنشر أعمالي وهل هنالك من أديب لا يتمنى بنشر أعماله !! ففكرت بجمع القصص في مجلد بينما النثر والخواطر في مجلد أو كتاب مستقل بينما رواية دموع الخريف – سأنشرها بإذن الله كعمل روائي ... وعندما أستطيع أن أكتب المزيد من الروايات فمن الطبيعي أن تكون كل واحدة في كتاب مستقل
و
لكن أعمالي تحتاج للتعديل ...ولكن مع الإصرار ستزيد عزيمتي وإن لنور الأدب فضل لي في تقيم روايتي ودعم أعمالي
استمالني حديثك للغوص في أعماق ذاتي فدفعتني للإعتراف فشكلت خارطة حبي ودخلت معك إلى أعماق نافذتك لأعيش تفاصيل صور سلبية وإجابية وإن التأمل واقع أنوثتي وخيالي هل تعرفت علي أنتظر منك الجواب
[frame="14 98"]
بمن تأثرت الأديبة خولة الراشد في مشوارها الأدبي ؟
[/frame]
أشرقت وغرد ت الطيور في بساتين طريقي الأدبي وعلى أورق زهوري، فكانت لهفتي في مشواري الشاق ،فأثارت حنيني وتبددت حيرتي.. كيف أمنح لموهبتي رونقا وعطر أغوص فيه مع أعماق حبي ومشاعري الفنية والأدبية الحالمة الراقية؟؟؟، وإن أجمل اللحظات وأحلى الثواني عندما تغرد لي الحروف بمعاني وعنوان يسن في ذهني وتفكيري، فتراكمت فنوني بلهفة ومحطات اشتياق لجميع الصور التي أزخرف فيها أعمالي فأفاضت مشاعري تلاحق الصحاري والأمطار تلاحق أنهار كل أديب
لم يكن تأثري محدود تستطيع أن تقول أني تأثرت بالمعنى قبل الأديب أو الكتاب قبل المؤلف كأن أذوب لقصيدة في الغرب والأخرى في الشرق فالقاعدة هي الكلمات والحروف
إن قلت لك أني تأثرت بنجيب محفوظ سأظلمه وأظلم نفسي ولكن قد كان لكتبه أثر على الرواية بعض الشيء ،إلى أني أميل بها أحيانا لزاوية الفن وقد يكون ذلك حبي للحب والكلمات الناعسات أو أني أصب أحلامي في القصة أو الرواية فألون الحروف لأني أتمنى أن أتعلم فن الرسم والنحت فأجعل ذاك يدندن على حروفي لأني أتمنى أن أعزف على أصابع البياوني أو أي آلة تطرب خيالي فليس لدي حيلة إلا أن أحولها إلى حرف يستمع لموسيقى تتراقص لها كلماتي
قد أقول لك هي معلمتي التي لها فضل علي في كل مرحلة علمتني فيها الحرف ولكن الغريب أن حروفي تتقارب وتتباعد فتتلاقى عند نقطة أستطيع أن أشكل فيها معاني تتكاثر مع حروفي
قد أقول ذاك المنتدى أو نور الأدب لكني والله لأجد نفسي كل يوم مع أديب تعجبني كلماته فأستميل لبعضها أو ببعض ما تميز بها... كأن أقول ذاك يتكلم عن الطبيعة ..بينما ذاك الأديب أو الأيبة تنثر الرسائل الرسائل والنثر ...بينما ذاك يتقن الحوار
..لا، لا ،لا أستطيع أن أحدد لست لأني محرجة أو لا يحضرني الكتب ولكن ربما لأني أحب التنويع والحرية الأدبية ،ولكن تستطيع أن تقول أن الدكتور
عبدالعزيز عتيق قريب لي بكتب البلاغة المتعددة ربما لسلاستها في الشرح أو لأنها قريبة من أسلوبي بالمختصر إن كلماتي تسافر مع كل كاتب وكتاب يروق لي فأضعه في باقة جمالية مزهرة تفوح فيها أعمالي الأدبية من قصص ورواية ونثر وخاطرة وكل حرف وكلمة وسطر
[frame="14 95"]
- هل تخطط الأديبة خولة الراشد لمشروع أدبي
( مجموعة قصص أو رواية ) تمسك من خلاله
بجواز سفر أدبي يمنحها المغامرة في عوالم الكتابة
والإبحار في الأفق الإنساني الرحب خاصة ما يتصل
بالإنسانية المحرومة الحزينة التي ضاعت حقوقها
بأي شكل من الأشكال .. كالاستعمار وما ينتج عنه؟
[/frame]
تظل النفس الأدبية تمشي على خطى تراقص متن الحروف بكل فن راقي ورزانة بل إني أسبح في البحور وأبني المجد وأصب موهبتي في شعار يموج على فنون كلماتي وإني لأصافح كل أدب وأقتحم كل حرف لأعمر آفاق تتلون فيها أعمالي
تعجبني كلماتي فأنثر منها المزيد وأبحر لأطعم حروفي المعاني فأكون عمل أدبي
فأطرب معها سرورا وفرحا وألبس جمال أبرز فيه ثوب ناصع يأسرك ويأسر كل قارئ ،فتهفو روحي كطائر مغرد يرقص طليقا أملا في السماء الواسعة ،ولكن مع هذا تظل حيرتي ..مستنكرة... بتعليل.. وتفسير.. بسؤال عما إن كان سيفتح لي الحظ باب أحلامي ،وإني لأحاول جاهدة أن أسرق أنفاسي لأنتقل بها إلى عالم جديد عالم كثيف أحاول بكل ما أوتي من صبر وصمود أن أجتاز أحلامي لعل وعسا أن تنقلب حياتي الأدبية إلى حقيقة تغمر شعوري بأصداء وهواتف وجدانية أصور فيها أحاسيسي وخيالي فتشع ابتسامتي في ذاتي فتتدفق في ينبوع أدبي ينبوع يلتقي عند دار النشر وأبواب المكتبات فأسافر بجوازي الأدبي إلى مدن متعددة وتمرح وتتنفس ،نعم والله إني لأتمنى أن أتكون لي كتب خالدة يذكرني بها التاريخ وتكون ورث لأحبابي، وإني لأفكر بأن أقسم أعمالي إلى ثلاث مجلدات ...أحدهم قصص قصيرة أنشرها بين الحين والحين... والأخرى مستقلة في كتاب نثري يتخلله بعض الخواطر... في حين بين الفترة والأخرى أنشر رواية في كتاب ثري هادف أعالج فيه قضايا المجتمع بحيث يدخل فيه أحيانا النقد الراقي المتعقل
وإني أحب النقد فهو يشعرني أن الدنيا مازالت بخير وإني لأتمنى أن أمارسه حتى أتفوق فيه نوعا ما لذا سأحاول أن أمارسه قد أنجح فيه وأمد بقلمي لكل أسير وشهيد ومظلوم ولكل حق من الحقوق الإنسانية أعدك سأحاول
ويقام في المملكة العربية السعودية معرض للكتاب سنويا في شهر يناير يتوافد إليه الكتاب من هنا ومن سائر الدول أتمنى أن تأتي هنا بأعمالك فأنا أخطط أن أنشر أول عمل مجاني أو بسعر معقول يستطيع الجميع أن يقتنيه ..
وقد عرضت أختي أن تساعدني في جمع أعمالي ونشرها ، فقد أشق طريقي وأتوقف عند محطة لأرمي في دار النشر كتابي، ولكن أتسائل هل ذاك حظ أم هي العزيمة والإصرار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أعتقد أني يجب أن أتوكل على الله اليوم قبل غد لألحق بقطاري الأدبي إلى مكان يليق به
أتمنى من الله أن يوفقني ويوفق كل أديب.....
أعتذر عن الإسهاب..وأعتذر على التأخير في الإجابة فأنت -مضياف كريم- فأرجو أن تقدر لي التقديم...أنتظر منك يا شاعري المزيد والمزيد من الأسئلة
احترامي وشكري وتقديري ومودتي ...لك يا شاعرالكلمات والقصيدة -يسين عرعار-
خولة الراشد
كل عام وأنت بخير