تعير الفجر خدها، رغم شقائها النور يشع من وجنتيها، استمهلت الكهولة حضورها، وضاءة النظرات خُلقت لتطيب أيامه، تكون لجانبه السند والمحب والمطيع داهم عنفوانها عواصف من مختلف الجهات اقتلعتها من جذورها، افتقدها، فتش عنها، أخبروه بأنها اقتلعت من أمامهم فجأة وعلى عجل..
عاند القدر ليجدها ناحلة، ترقد وحيدة في غرفة تراكمت فيها ذكريات أعوام مضت، حضنها توسدت ذراعيه لتغفو قصيدةً حالمة بالحب وبالهدوء، إنها حكايات الصمود في ضفاف الفرات، بين السهول والوديان..