رد: أ.رشيد الميموني ورحلة إلى عالمه
[align=justify]مساء الخير أخي أستاذ رشيد، ومساء الخير للغالية عروبة..
أولاً، أرجو أن تعذر صراحتي في الأسئلة التي سأطرحها عليك، لأن بعضها سيتجاوز دائرتك الشخصية إلى دائرة (نور الأدب) الذي نشترك جميعاً الآن في ملءِ صفحاته، حتى ليُخيَّل إليّ أنه بات العالم الثاني لمعظمنا..
ولأنني أحب نور الأدب وأعضاءه دون تمييز، ولأنني أحب أن يستمر هذا الموقع ويتطور أكثر، ولأنني أرى فيك اسماً على مسمى، أي أرى فيك إنساناً رشيداً بالفعل، وتخاف على نور الأدب وتحبه مثلي وأكثر، لأنك رافقتَه منذ بداياته، وبقيت موجوداً فيه متابعاً نشطاً كمبدع وقارئ ومعلق، دون انقطاع، كما حصل لكثيرين وأنا منهم؛ لكل هذا أريد أن أطرح عليك بعض الأسئلة التي تقلقني، ولا أريد أجوبة عادية عليها، لظنِّي أنك تشاركني القلق على هذا الموقع وأظن أن بعض هذه الأسئلة يدور في ذهنك وأذهان آخرين دون أن يرغبوا بطرحها؛ ولكن ها هي الفرصة تسنح، وأود أن يشاركك في الإجابة آخرون، ففي النهاية الموقع موقعنا، ويجب أن ننظر إلى سلبياته كما ننظر إلى إيجابياته.. وبإمكانك أخي رشيد ألا تجيب عن أي سؤال تجد في الإجابة عنه حرجاً لك ولو طفيفاً..
1) من موقعك المميز كعضو قديم في (نور الأدب) ومتابع مثابر لما يُنشَر فيه، أرجو أن تقول لي بصراحة ما رأيك بالموقع بعد مشوارك الطويل معه، هل تطور نحو الأفضل أم تراجع، ولماذا؟
2) ما رأيك بما يُنشر في (نور الأدب)، خلال الفترة الراهنة، في مختلف فنون القول، بما أنك متابع بشكل واضح لمعظم ما يُنشر على اختلافه؟
3) هل تتابع التعليقات التي تُكتب على المواد المنشورة، وإذا كنتَ تفعل، فما رأيك فيها؟
4) هل ترى أن ازدهار (نور الأدب) وتألقه كان مرتبطاً بوجود شخصيات معينة فيه غيَّبها الموت مثل أخي المرحوم طلعت سقيرق، أو تركته مختارة لسبب ما غير معروف مع أنها لاقت اهتماماً كبيراً وإقبالاً على قراءة موادها مثل الشاعر نوفل عيسى، أو تركته غاضبة بسبب اللامبالاة التي باتت تسري في متابعة ما ينشر فيه، ولا أريد أن أطرح أسماء هنا خشية أن أسبب لها الغضب، وأنا أحب أصحابها وأحترمهم كثيراً، كمبدعين وكأناس رائعين أيضاً، ولا أريد إزعاجهم..؟ وأخيراً، هل تعتقد أن عملية تسرب المبدعين من الموقع قد تستمر، ولماذا أيضاً؟
5) من خلال مقارنة بسيطة قمتُ بها بين عدد قراء أي مادة في السابق، وعدد قراء المواد التي تُنشر في السنتين الأخيرتين، بما في ذلك موادي التي نشرتها في 2010 و2011 وعدد قراء المواد التي نشرتها بعد انقطاعي عن الموقع، أي خلال العام الماضي والعام الحالي، هالني فارق الإقبال بشكل ملحوظ، فقد تدنت كثيراً نسبة قراء المواد المنشورة، كما تدنت أكثر تعليقات القراء على تلك المواد، أو باتت لا معنى لها في بعض الأحوال، أي صارت مجرد كلام مدحي سطحي إلى حد بعيد.. فلماذا؟ وبالمناسبة، فوجئت بمواد لمبدعين لم يطل مكوثهم في نور الأدب، ولكن اجتذبت كتاباتهم الكثير الكثير من القراء، من بينهم، على سبيل المثال الشاعر نوفل عيسى، فقد بلغ عدد قراء قصيدته (أين ذاك الشاعر الساخر؟) (25645) قارئاً، أما قصيدته (تراتيل) فقد بلغ عدد قرائها رقماً قياسياً بالفعل إذ وصل إلى (51462) قارئاً، صدق أولا تصدق، في حين أن قراء أي مادة تنشر حديثاً قد لا يتجاوز الخمسمئة في أحسن الأحوال، وكثيراً ما يتدنى عدد قراء بعض المواد إلى أقل من المائة، فلماذا؟ صحيحٌ ان هذا الشاعر جيد، لا أنكر، ولكن لا يفوق كثيراً من الشعراء الذين مازالوا ينشرون أشعارهم في الموقع إلى الآن، بل، وهذا في رأيي الخاص، ثمة من يفوقه موهبة ومع ذلك لم يحظَ بعشر ما حظي به نوفل من قراء، فلماذا؟..
6) ما رأيك بمستوى النقد في الموقع، وبتعبير أكثر صراحة: لماذا يبدو النقد غائباً عن الموقع في الآونة الأخيرة، وأقصد النقد الفني الجاد الذي لا يتملق ولا يفتري أيضاً؟
7) ثمة سؤال شخصي بالنسبة لي، وأريد طرحه لكن شرط أن تكون الإجابة عنه بعيدة عن الشخصانية ما أمكن.. لقد لاحظتُ أن المواد الجادة التي تتناول موضوعات هامة للغاية والتي يتطلب إعدادها جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً، لا تلاقي أي إقبال أحياناً، وأحياناً تلاقي إقبالاً ضئيلاً للغاية.. فلماذا؟ هل العيب في موضوع هذه المواد نفسها، ومنها بعض موادي التي كتبتها حول الأدبين الصهيوني والإسرائيلي وحول العالم الإسلامي؛ أم العيب في أسلوب كتابتها الذي يبدو عسير الهضم والفهم على البعض، كما يعلق بهلول على كتاباتي دائماً؛ أم أن العيب في القراء الذين لا يجدون رغبة في قراءة مواد عسيرة الهضم كهذه؟ أرجو الإجابة بصراحة، لكي أستفيد أنا شخصياً من الإجابة، فربما تجاوزتُ العيب إن كان بي أو بما أكتب، لأنني في النهاية أرغب، ككل كاتب، أن أجد قراء لما أكتبه وإلا كانت كتابتي مجرد عمل عبثي لا قيمة له..
اعذرني على هذا النمط المزعج من الأسئلة، وربما أعود بأسئلة ألطف في جولة ثانية.. أشكرك حتى قبل أن تجيب، لظني أنني سأسبب لك بهذه الأسئلة بعضاً من وجع الرأس..
محبتي واحترامي لك ولمحاورَتِكَ اللطيفة والغالية عليَّ كمبدعة قلَّ نظيرها هذه الأيام وكإنسانة مرهفة الحس إلى درجة المرض، إن لم تخني فراستي، كما تَوَهَّمتُ من قراءة كتابتها.. وليتني أستطيع يوماً أن أتبادل الأدوار معها، فأكون أنا المحاوِر وهي ضيفتي.. (ابتسامة)..[/align]
|