عاصفة الهدوء
[align=center][table1="width:95%;border:4px double green;"][cell="filter:;"][align=center]
عاصفة الهدوء
العاصفة تهب على الأشياء، تزداد في البحث عن الهدوء حلم البحر، وحلم الأرض اسوداد الغيم ، فالأسود حداد الألوان، والغيمة تتأتى لجيه في اسودادها ينام العطاء، والشوق النازف من رحم الأرض يحلم ويحلم بقطرة ماء0
العاصفة تلب وتلب تنتظر مرور السابلة من هنا وقد علق غبار السفر بأهدابهم وملابسهم، حتى أن وجوههم كادت أن تشبه تلك الوجوه الآدمية، أقدامهم أخذت لونا آخر تتطاول حينا وتعود إلى تلك المشية الوئيدة بذات الوتيرة، كان الفزع والخجل يطمس وجوههم السرابيه0
الأنظار اتجهت نحو البحر الحالم بالهدوء، والمستمتع برسم قرمزية الألوان على سطحه الهائج غضبا كي يفضي بنهاية المد إلى الضجيج المتمكن من هذا الحضور المفاجئ والمزعج للجثث المسجاة التي تحلم هي أيضا بالموت والبعث معا،علها بذلك ترتاح من هذا الأنين المتواصل، وترتاح من البحث الدوؤب بين الجثث التي قلبوها يمنة ويسرة، دون جدوى حتى تبددت الآمال في العثور على جثتي، استمروا في البحث طويلا إلى أن أذعنوا لليأس بعد أن ارتسم التعب على وجوههم0
أشلائي كانت تئن هناك، وجمجمتي معلقه بذات النخلة الواجفة قرب الشاطئ، تعلقت دون حراك، ترقب تلك ألقبره التي تعمل بصمت تام وإصرار على استكمال العش داخل جمجمتي0
ها إنا أأخذ شكلا آخر، أعواد دخلت من أذني وانفي، بقايا خيوط مهترئه تدلت من عيناي تتحسس نهاية العش بتجويف جمجمتي0
أنها الليلة الأولى محطة استراحة السابلة من هذه الرحلة المعنية بجمع الجماجم ومحطة استراحة أيضا إلى تلك ألقبره التي انتهت للتو من وضع آخر بيضه لها ورقدت فوق العش بسلا م0
قبل بزوغ الفجر حضرت حورية هذا البحر ، تحمل مزمارا يسكن بين يديها، بدأت العزف، فأصخت السمع قليلا كان اللحن جميلا أذهل الوجوه السرابية التي نهضت بتعب وتثاقل كي تستطلع الامر0
ظهرت الحورية أكثر اقتربت من الشاطئ بعد أن توقف عن العزف سرعان ما أعادت العزف ثانيه،كانت الوجوه تغط في النوم، بعكس ألقبره التي طارت بفزع شديد خارجا على بعد أمتار وعادت تتشبث بأنفي، اهتزت جمجمتي فسمعت أنين أشلائي بين الجثث التي لاتخلو من بعض الانفاس0
الشمس ترسم على سطح البحر لونها المتورد بالأحمر القاني، رغم دفء اليوم لم تنهض السابلة عند وصول الحورية إلى الشاطئ وقد اخفت نهديها بعقد ماسي، قبل وصول اليابسة تماما، انثنت تجول بنظرها نحو الأفق البعيد، كان المدى يحمل اسوداد الغيم، ألقت بالمزمار إلى البحر ، دوى صوت قوي، فور سماعه نهضت الوجوه ألسابليه وقد استفحل ضيقهم، أثناء تخبطهم في الأرض كل يبحث عن جمجمته0
اقتربت الحورية إلي أكثر، ألقبره طارت من فوق أنفي تصفد جناحيها بفزع اشد، صاحب اهتزاز جمجمتي وإحساسي بالخوف من أنفاس الحورية التي مدت يديها، انتزعتني من ذات النخلة هزتني قليلا حتى سقطت كل الأعواد التي بداخلي، سقط البيض ،ألقبره لازالت تصفد جناحيها، الحورية تتأكد من خلوي التام من الأعواد والخيوط المهترئه، ركضت نحو البحر، وإنا بين يديها، ألقت بي إلى البحر، وغاصت تعزف ثانيه، ألقبره طارت فوق جمجمتي تغض على سقسقتها كي تحتفظ بآخر قطرة ماء للحياة في منقارها الصغير، وجمجمتي راحت تبحر وتبحر إلى حيث انا000
احمد الحولي 1996
[/align][/cell][/table1][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|