عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
الوشاح الرمادي البالي
كانت تجلس على حافة العالم، هكذا بدت له من نافذته المطلة على اللا شيء. وشاحها الرمادي البالي يلتف حول كتفيها كحكاية قديمة لم تعد تُروى.
صوت الهاتف كان بمثابة صدى بعيد، كلمات قليلة همست بها امرأته، لكنها سقطت في روحه كثقل حجر.
لم ينظر إليها مباشرة، اكتفى برؤية انعكاسها الشاحب على زجاج النافذة.
يده امتدت لا إراديا نحو عكازها الخشبي، قطعة أخرى من ماضيها المتآكل. لم تنبس ببنت شفة، فقط تلك النظرة، باهتة كضوء قمر محتجب، مزيج مرير من استسلام ودهشة.
قادها بخطوات متباعدة، كأنه يسير بجسد غريب عنه، نحو البوابة الحديدية التي أغلقت على ليالي المدينة الصاخبة.
تركها هناك، تحت قسوة النجوم الباردة، وحيدة مع صمتها الأزلي. عاد إلى الداخل، حيث الدفء الكاذب ينتظره، لكن شيئاً في داخله انطفأ للأبد، تاركا وراءه بردا لا يزول.