زائرة من زمن مختلف
كانت الألوان تتراقص على لوحتها، هكذا بدت لها من شرفتها المطلة على حديقة غناء، فرشاتها البالية ترسم خطوطا كحكاية جديدة لم تكتب بعد.
صوت الجرس كان بمثابة لحن بعيد، كلمات قليلة رنانة من زائر غير متوقع، سقطت في روحها كقطرة ندى منعشة.
لم تنظر إلى الزائرة مباشرة، اكتفت برؤية ابتسامتها الودودة على عتبة الباب… يدها امتدت لا إراديا نحو كتاب قديم، قطعة أخرى من مستقبلها المشرق…لم تنبس بكلمة، فقط تلك النظرة، متلألئة كضوء شمس في الصباح، مزيج حلو من شغف ودهشة.
قادتها بخطواتٍ متقاربة، كأنها تسير بجسد خفيف كالنسمة، نحو غرفة الاستقبال التي فتحت ذراعيها لتبدأ حوارا شيقا. جلست هناك، تحت دفء المصابيح الخافتة، مع أفكارها المتجددة.
عادت إلى لوحتها، حيث الإلهام الحقيقي ينتظرها، وشيء في داخلها قد أضاء للأبد، تاركة وراءها وهجا لا يخبو.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|