منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   دروب الرجاء / د. رجاء بنحيدا (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=567)
-   -   أمي يا ضوئي الذي انطفأ .. أي ليل سرمدي هذا ؟! (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=35239)

د. رجاء بنحيدا 14 / 05 / 2025 55 : 03 AM

أمي يا ضوئي الذي انطفأ .. أي ليل سرمدي هذا ؟!
 
يا حبيبتي، يا قطعة مني انفصلت عني فجأة، تاركة فراغا بحجم الكون في صدري.
يا نبضا كان يسري في عروقي، فتوقف فجأة، ليحل محله صدى أوجاع لا تهدأ.

يا حكاية عشق أبدية، تكتبها دموعي كل مساء ، قصة لا تنتهي فصولها برحيلك، بل تتجدد مع كل شهقة وجع تخترق روحي.
أي ليل سرمدي هذا الذي أسدل ستائره على أيامي بعد أن غاب قمري؟ أصبحت أتلمس النور بيدي فلا أجده، وأبحث عنه بعيني فلا أراه، كيف لي أن أبصر وأنت النور الذي كان يضيء دربي؟
أحنّ إليكِ يا أمي، حنين الأرض الجدباء للمطر، حنين الغريق الموجوع للشاطئ، حنين الروح التائهة لوطنها الأول.

أشتاق وجهك يا ملاكي الطاهر، تلك القسمات التي كانت ترتسم عليها طيبة العالم أجمع.
أشتاق ابتسامتك التي كانت قادرة على تبديد عتمة أيامي، كلماتكِ الرقيقة التي كانت تضمّد جراحي وتزرع الأمل في قلبي الذابل.

أبحث عنك يا أمي في زوايا البيت، أتتبع أثر خطواتك الصامتة في كل مكان ، أستنشق عبيرك الخفيف الذي ما زال عالقا في ثنايا ملابسك. أقلّب صورك القديمة، أتلمس خطوط يديك الحنونتين اللتين طالما احتضنتاني ووهبتاني الأمان.
أستمع إلى صدى صوتك العذب في ذاكرتي، علّني أروي ظمأ روحي المتعطشة إليك.
يا أمي، فراقك ندبة عميقة في قلبي، جرح لا يندمل مهما مرّت السنين.
تركتني وحيدة في صحراء الحياة القاسية، أتجرع مرارة الذكريات التي باتت السراب الوحيد الذي ألوذ به.

كلما اشتدّ وجعي، رفعتُ رأسي نحو السماء، أبحث عن طيفك بين الغيوم، عن نورك المتلألئ بين النجوم، علّني أجد سلوى لعذاباتي.
اشتقتُ إليكِ يا أمي، شوقا يمزّق أضلعي، هو حنين يحرق دموعي. اشتقتُ إلى دفء حضنكِ الذي كان وطني الآمن، إلى حنان قلبكِ الذي كان حصني المنيع.

ليت الزمان يعود قليلا ، لأرتتمي في أحضانك، لأقبل يديكِ الطاهرتين، لأهمس في أذنكِ كم اشتقتُ إليكِ، كم بتُّ وحيدة دونكِ.
يا أمي، غيابكِ غربة دائمة، وشوقي إليكِ منفىً لا ينتهي، أسير فيه بين ذكريات الماضي وأحلام مؤجلة بلقاء أنتظره !

أمي ياضوئي الذي انطفأ... أي ليل سرمدي هذا ؟
رحمك الله ..

خولة السعيد 15 / 05 / 2025 58 : 02 PM

رد: أمي يا ضوئي الذي انطفأ .. أي ليل سرمدي هذا ؟!
 
رحمها الله وأعظم أجرك وصبرك..
رحمها الله وجعلها من المنعمين بالجنة
أقرأ كلماتك، وأرى حروفك مبتلة بدموع الشوق، حروفا راضية مطمئنة

د. نوال بكيز 16 / 05 / 2025 43 : 11 AM

رد: أمي يا ضوئي الذي انطفأ .. أي ليل سرمدي هذا ؟!
 
خاطرتك أيتها الغالية هيجت مواجعي عن ذكرى ام لا أذكر منها الا الجنازة.
فيا من أبكاك الحنين و انكسر فيك الصبر، أدرك وجعك، ففقد الأم لا يطاق لأن الأم وطن، سكينة قلب وظل لا يفارق.
ماتت أمك غاليتي ولم تمت ذكراها، لكن تذكري عزيزتي أنها عند رب رحيم هو أرحم بها من الأحياء.
فلا تقولي وداعا و قولي إلى اللقاء. فالجنة موعد القلوب الموجوعة لتشفى بوصال الأحبة حيث لا مساحة لبعد و لا فراق.
فابك يا صديقتي ولا تخجلي من البكاء فالدموع صدق وفاء.
رحم ألله "الخالة الوالدة" عزيزتي رجاء - فلا زلت أذكر قسماتها الهادئة وابتساماتها المشجعة و لمساتها الحنونة - ورحم أبي ، أمي، جدتي و كل عزيز او قريب فقدناه و جعل مثواههم الجنة اجمعين يارب العالمين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

د. رجاء بنحيدا 21 / 05 / 2025 54 : 03 AM

رد: أمي يا ضوئي الذي انطفأ .. أي ليل سرمدي هذا ؟!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 273055)
رحمها الله وأعظم أجرك وصبرك..
رحمها الله وجعلها من المنعمين بالجنة
أقرأ كلماتك، وأرى حروفك مبتلة بدموع الشوق، حروفا راضية مطمئنة

اللهم آمين .. اللهم آمين
وحفظ الله لك والدتك يا غالية ومتعك برضاها
( تهلاّي فيها بزاف .. وزيدي تهلاّي )
سلامي الحار إليها ..

محمد الصالح الجزائري 21 / 05 / 2025 13 : 04 AM

رد: أمي يا ضوئي الذي انطفأ .. أي ليل سرمدي هذا ؟!
 
موت أم احدنا هو موت جميع الامهات...اللهم اعف عنها واغفر لها وارحمها واجعل مثواها الفردوس الاعلى ، وارحم جميع امهات المسلمين...لم اتمالك نفسي وأنا ابتلع حروفك مالحة مالحة..دموعا قرات لا حروفا ..عزاؤنا اننا كنا بارين بهن..شكرا لك على نص صادق مؤثر حزين...

جعفر ملا عبد المندلاوي 21 / 05 / 2025 42 : 06 PM

رد: أمي يا ضوئي الذي انطفأ .. أي ليل سرمدي هذا ؟!
 
رحمها الله تعالى .. وأحسن اليها وأعانكم على الصبر وزادكم من الأجر
ولا حول ولا قوة الا بالله العليّ العظيم
=======
ولنقرأ معاً حكاية الفقد ... (بقلمي)

((( الفقد )))

يتهدجُ الاسى دهشةً ..
كلما رفع الفقد عقيرته ..
ويرتدُ الصدى مبحوحاً من فرط الوحشة ..
ويلتهمنا بجوع نهم ..
فما أشبه الفقد بالإغتراب وكأنهما توأمان ..
يوُلَدان من مخاض الإبتلاء ..
فيدعانا نتنفس الضُّر برئة الصبر ..
أودية الفقد تتمدد أكثر ..
لتحمل تيارات الحنين الفائض ..
وتسرق مرايا الفقد منّـا ؛ كلّ شئ ..
وتدسّه في اللانهايات ؛ في فضاء العمق ..
ولا نستعيد منها الاّ بعض ذرات الصبر العالقة في رحيق الذكرى ..
أثمة صباح لا يشرق بعين الفقد ..
دلوني عليه ..
لعلي أتنفس بعضه خارج أسوار لأوائه ..
لم يكن سهلا أن نكون بخير ..
بعد أن إمتلأ الجوف فقداً ..
ولقد كنت أخشى من نبضٍ يُنزفني
ويٌلقني في أحراش الفقدْ وكان ..
فلذا لم يعد الفقد (مفردة) نتداولها تآسياً ؛
بل ثوبا سنرتديه دهرا طويلاً ..
وكل صدع يمكن رأبه ؛ الاّ صدع الفقد ..
لان دائه أمــّرُ منه ..
فنركب رياح الصمت..!..
بأنفاس أرهقها إكتظاظ الوجع ...
ورشحات قلم تشبه الرقم الطينية ..
وعمرٌ آيل للرحيل ...
هذه كل الحكايــــة ....


الساعة الآن 24 : 09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية