![]() |
كم أشبهك .. يا أمي!
يا أمي،
أقف أمام المرآة، لا ألتقط انعكاسي وحدي، أراكِ أنت أيضا معي ، تسكنين تفاصيلي الصغيرة، تتسللين إلى زوايا وجهي، تحتلين مساحات كنت أخالها لي وحدي. لم يعد الأمر مجرد شبه عابر، بل هو تماهٍ، ذوبان لـ "أنا" في "أنتِ"، كلما تعمقتُ في اكتشاف ذاتي، وجدتكِ كامنة كسر دفين، كختم أبدي مطبوع على روحي. أفرحُ لهذا التماهي العميق، لهذا الامتزاج الروحي الذي يجعلني أشعر بكِ تسكنينني، ، كجزء أصيل من كياني… لم يعد الأمر مجرد تشابه في الملامح العابرة، بل هو التحام في الجوهر، توحد في النبض… لم أعد أخشى أن أتوه فيك، بل بتُّ أرى في هذا التشابه امتدادا لي، جذرا عميقا يربطني بأصل لا يزول. أفرحُ حين أتأمل عينيّ وألمح فيهما بريق قوتك، تلك الصلابة التي واجهتِ بها نوائب الدهر. وأبتهج حين تنطلق كلماتي واثقة وحادة، فأعرف أنها تحمل شيئا من وهج ذكائك الوقاد. ويسرّ قلبي حين يستكين إلى إيقاع حنانك الدافئ الذي يسري في دقاته. لم أعد أرى في هذا الشبه تلاشيا بل اكتمالا، هو لحنٌ حيٌّ يعزف في أعماقي. أنتِ معي حاضرة في كل تفصيلة من تفاصيل حياتي، بصمة نابضة ناطقة على نقاء روحي. أفرحُ يا أمي، لأنني كلما تعمقتُ في اكتشاف نفسي، وجدتكِ كنزا دفينا يزداد بريقا مع الأيام. هذا التشابه هو وسام أعتز به، هو الدليل القاطع على أنني قطعة منكِ، وأن حبكِ يسري في عروقي كنهر لا ينضب… رحمكِ الله يا أمي، يا سر فرحي الدائم. أراكِ يا أمي، في لحظات ضعفي، حين ألجأ إلى ذاكرتك كحصن منيع يحميني من قسوة العالم، وأراكِ في لحظات قوتي، حين أنتصر على مخاوفي وأمضي قدما بثباتك وصلابتكِ. حتى في لحظات حبي، حين يفيض قلبي بالحنّان، أعرف أنه ليس حناني وحدي، بل هو فيض من نهر حبكِ الذي لا ينضب. أنا لستُ أنا تمامًا، يا أمي... أنا أنتِ، بنكهة مختلفة، برائحة أمومتك الفياضة ، بجوهركِ الأصيل، كلما نظرت في المرآة، رأيت قصة حب أبدية، قصة أمّ وابنتها، امتزجت أرواحهما لتشكلا كائنا واحداً، يحمل عبء الشوق ودفء الذكرى معا. رحمك الله يا أمي، يا وجهي الآخر الذي يرافقني دائما وأراه كل يوم. |
رد: كم أشبهك .. يا أمي!
صدقت مرآتك، وصدقت... رائع ومؤثر ما كتبت...
كلنا أثر كبير أو صغير لأمهاتنا ولكن قليلا ما ندرك ذلك.... |
رد: كم أشبهك .. يا أمي!
جميل يا صديقتي ان ما كتبت قد راق ذائقتك
شكرا لك .. ودام حضورك الرائع |
رد: كم أشبهك .. يا أمي!
رحمها الله تعالى بواسع رحمته .. وجميع الأمهات
وزادكم أجراً وصبرا .. |
رد: كم أشبهك .. يا أمي!
رحمها الله وجعلها من المنعمين بالجنة، ،، والأكيد أن الشبه بينكما؛ شبه الوراثة، وشبه الشوق والحنين
|
رد: كم أشبهك .. يا أمي!
اقتباس:
اللهم آمين.. يارب وحفظك المولى |
رد: كم أشبهك .. يا أمي!
اقتباس:
|
الساعة الآن 24 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية