![]() |
ما أشقانا !
ما أشقى العقل حين ينبش في تفاصيل غابت، كمن يعود إلى حقلٍ أكلته النار، ليبحث عن زهرة ظنّها نجت من اللهيب!
إنه بحثٌ عن أشباح، عن ظلال لأحاسيس كانت يوما ما حياة، فأصبحت اليوم رمادا يتطاير مع أول نسمة حنين. أهذا قدرنا؟ أن نُعيد مشاهدة أفلامنا القديمة التي نعرف نهايتها جيدا، وندمي قلوبنا على شخصيات ماتت فيها منذ زمن، ونُعلّق آمالا على حكايات غادرتْنا إلى الأبد؟ نعم، هذا قدر العقل المُدمن على الألم، الذي يرفض أن يفتح صفحةً بيضاء، لأنه ما يزال يعتقد أن في الصفحات الممزّقة بقايا من رائحة السعادة. تلك التفاصيل التي غابت، لم تغب هكذا عبثًا. لقد كانت كالحصى الصغيرة التي تراكمت في طريقنا، فلم نجد من حكمة القدر إلا أن نزيلها، لا لكي نمضي في طريق آخر، بل لكي لا نعود إليها. لكنّنا نعود، نعود بذاكرةٍ أشبه بمنزل مسكون بالغياب، وننبش في كل زاوية، ونستدعي كلّ ما فيه من أوجاع، نستدعي الضحكات المكسورة، والوعود المنسية، والدموع المبتورة، وكل ما تركته الأقدار من ندوبٍ على أجسادنا. ونقول: أين كانت السعادة؟ أين ذهبت؟ وكأننا لا نعرف أنّها لم تكن سوى لحظة زائرة، مرّت بنا مسرعة، وتركت لنا آثار أقدامها على رمال لم تكن صلبة بما يكفي لتحمل ذكراها إلى الأبد. فهل يمكن لروحٍ أن تُبنى من جديد على أنقاض ما كان؟ أم أننا سنظل نبحث عن تفاصيل غابت، ونموت كلّ يوم بجرعة زائدة من الحنين؟ |
رد: ما أشقانا !
ارجوك سيدة الحرف المشع النقي .. لا تاخذينا الى دهاليز الشيخوخة وفيك الكثير من روح الشباب المفعم بالحياة..نصوصك الأخيرة فيها مسحة ألم وغشاوة من حزن..رغم ذلك اجد في كتاباتك شيئا مني وقد قاربت السبعين..شكرا لك على هذه المساحة من التامل..
|
رد: ما أشقانا !
ردك يا صاحب الفكر الراقي ، جعلني أتساءل هل للحزن عمر؟
أيُّ سؤال هذا ! جعلني أكتشف ان الحزن لا يشبهنا و ليس كمثلنا، يولد وينمو ويهرم، بل هو قيثارة تعزف على أوتار العمر، وتطلق أنغامها المختلفة مع كل مرحلة. فهو لا يهاب أي عمر ، ولا يعترف بمراحل العمر وتقلباته ! شكرا .. عذرا |
رد: ما أشقانا !
اقتباس:
|
رد: ما أشقانا !
وما أشقى الحروف حين تحزن!
|
رد: ما أشقانا !
حين يقرر العقل المكوث في نفق مظلم فلا مفر له من الألم و الأصوب أن يعيش المرء في سلام مع نفسه دون البحث عما يعكر صفوها؛ وإن أصبح ما نعيشه اليوم من أحداث مرعبة لا تترك للنفس راحتها.
|
رد: ما أشقانا !
اقتباس:
|
رد: ما أشقانا !
اقتباس:
على إضافتك المختصرة والمعبرة .. |
الساعة الآن 11 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية