![]() |
اغمر(ي) أمك، فما بعد الأمّ إلا العدم!
أمّي... أيّ كلمة تفكّ شفرات الحنين إليها؟ وأيّ جملة تحوي حجم الكون في عينيها؟
اجلس الآن، تأمّل تجاعيد الزّمن على وجهها، ستراها خرائط لقصص لم ترو بعد، وحكايات لأيّام لن تعود… ستراها في كلّ مرّة، كأوّل مرّة، كآخر مرّة… فكلّ لقاء بها، هو بمثابة عُمر جديد، وكلّ وداع، هو قُبلة على جبين القدر. وحدها الأم ، من تدرك أنَّ هذا العالم ضيقٌ جدّاً لا يتّسع لدمعة واحدة من عينيها، وحدها من تفهم أنّ قلبك مدينة مهجورة إلاّ من حُبّها... وحدها من تُمسك بيدك فتعود الحياة إلى شرايينك. وحده هو الفجر، الذي يأتي على عجل كي يرى وجهها، وحده القمر يتهادى بين النّجوم كي يسرق من ضحكتها…وحده المطر، يهمي فرحا، على تراب مشى عليه حافي القدمين، لتزهر الأرض تحتها. أنا وأنتَِ ، كلنا، عابرون، لكنّها هي البقاء. فلا ترحل(ي) قبل أن تُقبّل(ي) يديها، فلا تدعها ترحل قبل أن تُخبرك، أنّ هذا العالم يُزهر من أجلها. لا تغمرها بكلماتك فقط، بل بكلّ ما فيك، أغمرها بحُبّك، بِوَقتك، بِصدقك، بقربك. اغمرها قبل أن يتحول كل شيء إلى ذكرى. قبل أن تصبح الحروف، مجرد حروف، والنّغمات، مجرّد نغمات. اغمر(ي) أمك، فما بعد الأمّ إلا العدم. وما بعد حبها إلا الفراغ.. |
رد: اغمر(ي) أمك، فما بعد الأمّ إلا العدم!
صدق هذا الحرف الراقي النقي اللامع.
دام لك العطاء أديبتنا الموسوعية أستاذة رجاء. |
رد: اغمر(ي) أمك، فما بعد الأمّ إلا العدم!
اقتباس:
وشكرا لك على هذا الإطراء الذي يشبه الوقود الذي يحرك القلم ويحفزه على إبداع المزيد .. دمت وسلمت |
رد: اغمر(ي) أمك، فما بعد الأمّ إلا العدم!
ابدعت دكتورتنا الفاضلة..الانك ام !!? ام لان الامهات كل الامهات على اختلافهن يشبهنك!!? اختي رجاء لقد قاربت السبعين ولكني اراني ذلك الطفل مازلت ابكي كلما تذكرت امي..شكرا لك على نص اعاد لي صورة امي ..
|
رد: اغمر(ي) أمك، فما بعد الأمّ إلا العدم!
اقتباس:
أحيي فيك أخي العزيز هذا القلب الطاهر الذي ما زال ينبض بذكرى من كانت وطنه الأول وملاذه .. فهل يلام قلب على وجد وعين على نور ؟! |
رد: اغمر(ي) أمك، فما بعد الأمّ إلا العدم!
يا الله!
رحم الله أمك أستاذتي |
رد: اغمر(ي) أمك، فما بعد الأمّ إلا العدم!
اقتباس:
شكرا لك يا غالية |
الساعة الآن 12 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية