غزة في قبضة الرحمن لا خوف ولاحزن !
إنا لله وإنا إليه راجعون، تراتيل تتردد في أعماق النفس، كأنها صدى الأزل، وهمس القدر الخفي، فهل لنا، نحن ذرات الوجود، أن نرفع أبصارنا إلى عظمة الخالق، ونسأله عن سر قضائه؟ وهل لنا، ونحن في حضرة الجلال، أن نسبر أغوار حكمته التي تعلو فوق كل فهم؟
يا أيها القلب المتشظي، يا أيها العقل الحائر، أتدري أنك في ملكوت لا تحدّه الجهات، وفي حضرة جلال لا تدركه العقول؟ أتدري أنك في قبضة رحمن رحيم، وأن تدبيره لك هو الخير وإن خفي عنك؟
يا نفس، لا تسألي عن سر القضاء، ولا تسبري أغوار الحكمة، فما أنت إلا ذرة في كون واسع، وما عقلك إلا ومضة في بحر العلم، بل استسلمي لقدر الله، وثقي بحكمته، واعلمي أن كل ما يحدث هو لحكمة بالغة، وإن لم تدركها عقولنا القاصرة.
ويا غزة، يا جرح الأمة النازف، يا أرض الأنبياء، يا مهبط الرسالات، يا رمز الصمود، إن تدبير الله لك فوق كل تصور وإدراك!!
إن الله يراك، ويسمع أنينك، ويعلم ما في قلبك من حزن وألم. وإن الله لن يتركك وحيدة، بل سيمدك بعونه ونصره، وسيجعل من محنتك منحة، ومن ضعفك قوة، ومن انكسارك انتصارا.
يا غزة، يا قلب الأمة النابض، لا تحزني ولا تيأسي، فإن الفجر قريب، والنصر آت، وإن الله معك، ولن يتخلى عنك.
فلتكن غزة في قلوبنا، نبضا لا يتوقف، ودعاء لا ينقطع، وأملا لا يخبو، حتى يأذن الله بنصره، وتشرق شمس الحرية على أرضها الطاهرة.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|