تمتمات في دروب الرجاء
يا أيها السالك في دروبِ الوجود، المتأمل في أسرار النفسِ، اعلم أنَّ الإنسان كائن مركب، ذو طبيعتينِ متضادتينِ: طبيعة علوية تتوق إلى الكمال، وأخرى سفلية تجذبه إلى النقصانِ.
وما الخطأ البشري، يا رفيق الفكرِ، إلا من لوازم هذهِ الطبيعةِ المركبة…هوَ نقص عارض، وزلة غير مقصودة، ناتج عن ضعف في القوة العاقلةِ، أو غلبة للقوةِ الشهوانية.. . وهوَ ظل عابر ، يزول بالنورِ، وغبار يتلاشى بالماءِ.
على خلاف الخطإ الشيطاني، يا صاحب العقل، فهو من ثمرات الخبثِ والكبر، وهوَ فعل مقصود، وشر مستحكم، ناتج عن غلبة القوةِ الوهميّة، واستحكامِ الرذائل… وهو ظلمة دامسة، لا يزيلها إلا نور الحكمة، وسم ناقع ، لا يشفيه إلا ترياق الفضيلة.
وإن النفس الإنسانية، يا طالب الحقيقة، مرآة مصقولة، تعكس صور الوجود. فإذا ما غشاها غبار الجهل، أو صدأُ الهوى، تشوهت صورتها، وانعكس فيها الباطل على أنه حق، والشر على أنه خير.
فيا صاحب العقل الذي يظن نفسه نيرا، أما آنَ لكَ أنْ تدرك ان الإنسان العاقل حقا هوَ الذي يرى عيوب نفسه قبل محاسنها، ويدرك ضعفه قبل قوته؟ أما آن لكَ أنْ تدرك أنّ السعي إلى تهذيب الأخلاق وتزكية النفسِ ليس مجرد مهمة ثانوية، بل هو جوهرُ الحياةِ، وغايتها القصوى!؟
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|